السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة الجمعة التي ألقاها الزبير محمد علي في مسجد الهدى العتيق
نشر في سودانيل يوم 22 - 09 - 2012

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) التوبة:(128)، وعن رسالته قال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سورة سبا الآية (28). وعن أخلاقه قال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم الآية (4)، وعن اللين الذي غرسه فيه: (فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) سورة آل عمران الآية (159).
والرسالة التي جاء بها نبي الإسلام ساوت بين جميع البشر بلا تمييز طبقي أو عرقي أو جغرافي، لذلك ظهر من قادة الإسلام الأوائل سلمان من بلاد فارس، وصهيب من بلاد الروم، وبلال من بلاد الحبشة.
والدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أقر كرامة الإنسان من حيث هو إنسان قبل أن يعرفها الغرب بقرون (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ) الإسراء الآية (70)، وجعل قتل النفس بغير الحق كقتل الناس جميعاً (من قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى 0لأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ 0لنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَٰهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) سورة المائدة الآية (32).
والإسلام كان له قصب السبق في تحرير المرأة من ظلمات الجاهلية، إذ ساواها بالرجل في الإنسانية، وفي الإيمان، وفي الجزاء الآخروي.
وهو الذي وضع أخلاقيات للتعامل مع الحيوان: دخلت إمرأة النار بسبب إسأتها التعامل مع هرة، ودخل رجل الجنة بسبب أنه سقى كلباً.
وهو الذي حث على المحافظة على البيئة الطبيعية وسلامتها من التلوث حتى وإن قامت القيامة (إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا، فَلْيَفْعَلْ) (مسند الإمام أحمد)، ودخل رجل الجنة بسبب إزاحته غص شوك عن طريق المسلمين.
والإسلام هو الذي وضع أسس أخلاقية للأمن الاجتماعي فلا يدخل الجنة من لأيأمن جاره بوائقه، ودخلت إمرأة النار لأنها آذت جارها مع أنها كانت تصوم النهار وتقوم الليل.
وهو الذي وضع آداب في حالة الحرب مع الأعداء قبل أن توقع معاهدة جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين بقرون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا تَقْتُلُوا صَبِيًّا، وَلا امْرَأَةً، وَلا شَيْخًا كَبِيرًا، وَلا مَرِيضًا، وَلا رَاهِبًا، وَلا تَقْطَعُوا مُثْمِرًا، وَلا تُخْرِبُوا عَامِرًا، وَلا تَذْبَحُوا بَعِيرًا وَلا بَقَرَةً إِلا لِمَأْكَلٍ ، وَلا تُغْرِقُوا نَخْلا، وَلا تُحْرِقُوا) السنن الكبرى للبيهقي. وعندما فتح مكة قال: ماذا تروني فاعل بكم؟ قالوا: أخٌ كريم بن أخٍ كريم، قال (اذهبوا فأنتم الطلقاء)!
أحبتي في الله:
حقٌ على الإنسانية أن تفتخر بهذا النبي وبرسالته؛ لأنها رحمة العالمين قبل أن تكون رحمةً للمسلمين ولكن (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) سورة النمل الآية (14).
أيها الأحباب:
العداء لهذه الدعوة لم يبدأ بنشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في الصحيفة الدنماركية المغمورة؛ وإنما بدأ منذ الصدر الأول للإسلام:
- النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي عند البيت فيُوضع في ظهره سُلي من الجذور.
- يُصلي عند الكعبة فيأتي لؤي بن أبي معيط فليوي ثوبه في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخنقه به خنقاً شديداً، حتى يأتي أبابكر فيأخذ بمنكبه ويدفع عن رسول الله الأذى ويقول: (أتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ).
- يُتَهم بأفظع العبارات المعنوية: شاعر، كاهن، مجنون، كذَاب.
- يُوضع في طريقه الشوك والحجارة.
- يُخطط له بالقتل، فيُؤتى من كل قبيلةٍ بأحد أشرس فُراَسها ليقتلوه حتى يتفرق دمُهُ بين القبائل فلا يستطيع بنو هاشم القصاص.
- يُقابل في الطائف بالحجارة من السفهاء والصبية حتى تسيل دماء رجليه، ويُغمى عليه فما يفيقُ إلا في قرن الثعالب، فيأتيه ملك الجبال ليُخطابه: " لوشئت لأطبقت عليهم الأخشبين. فيقول: عسى أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يُشرك به شيئا).
- يُقذف في عرضه، يُشكك في أحب الناس إليه زوجُهُ عائشة رضي الله عنها.
هل هناك لونٌ من الأذى لم يذقه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولذلك قال له الله تعالى مُثبتاً قلبه:
- (واصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) سورة المزمل الآية (10).
- ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) سورة الإنسان الآية (24).
- (واصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) سورة النحل الآية (127).
- ( مايُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ) سورة فُصلت الآية (43).
- (وكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّامِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) الفرقان الآية (43).
- (وكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) سورة الأنعام الآية (112).
أيها الأحباب:
تتجددُ الإساءات المُتلاحقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في عصرنا هذا، ففي العام 2005 نشرت صحيفة دنماركية رسوماً مُسيئة لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وفي العام 2007 وصف بابا الفاتيكان الإسلام بأنه ضد العقلانية وضد التسامح، وفي العام 2008 أنتج نائب برلماني هولندي فيلماً أساء فيه للإسلام ولنبيه الكريم، وفي العام 2011 حاول قس أمريكي أن يحرق المصحف الشريف، وفي الإسبوع الفائت أقدم مهجريون أقباط على إنتاج فيلم يُسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى أخلاقه، وأول أمس الأربعاء نشرت مجلة فرنسية مغمورة رسوماً مُسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وللأسف السلطات الفرنسية اعتبرت ذلك من باب حرية التعبير.
إذاً الأسئلة المركزية المشروعة هي: ماذا وراء هذه الهجمة؟ وماهي القضايا التي يُتهم بها الإسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، ذلك هو موضوع خطبتنا الثانية. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه.
الخطبة الثانية
اللهم إني أحمدك وأُثني لك الحمد يا جليل الذات وياعظيم الكرم، وأشكرك شكر عبدٍ معترفٍ في تقصيره بطاعتك يا ذا الإحسان والنعم، وأسألك اللهم بحمدك القديم، أن تصلى وتسلم على نبيك الكريم، وعلى آله وصحبه وذوي القلب السليم، وأن تعلى لنا في رضائك الهمم، وأن تغفر لنا جميع ما اغترفناه من الذنب واللمم.
هنالك سؤالين مشروعيين ختمنا بهما خطبتنا الأولى: ماذا وراء هذه الهجمة؟ وما القضايا التي يُتهم بها الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟
هنالك عدة أشياء تُفسَر هذه الهجمة:
* الاساءات المتلاحقة لنبي الإسلام دليل على زعر بعض الدوائر الغربية من الانتشار الواسع للإسلام في الغرب رغم ضعف المسلمين، وإليكم الأدلة:
في هذا العام نشرت مجلة الوعي الإسلامي التي تصدر من الكويت تقريراً عن حالة الإسلام في الغرب جاء فيه:
- أن عدد المسلمين في روسيا بلغ 23 مليون مسلم أي 20% من نسبة السكان، ونشرت صحيفة برافدا الروسية عام 2008م مقالاً بعنوان: " الإسلام سيكون دين روسيا الأول في العام 2050م".
- في جذر البليار جنوب شرقي إسبانيا تضاعف عدد المساجد خمس مرات منذ العام 2005م.
- في السويد وهي دولة صغيرة بلغ عدد المسلمين 120 ألف نسمة، وفي مالمو ثالث أكبر مدينة في السويد جاء إسم النبي صلى الله عليه وسلم في الترتيب الرابع ضمن أكثر الأسماء تداولاً في المدينة.
- في ألمانيا الإحصائيات الرسمية للأعوام 2006- 2007- 2008 كل ساعتين يدخل شخص جديد الإسلام، وهناك قراءات تقول أنه وبعد عشرين عاماً سيكون عدد المسلمين في ألمانيا 104 مليون.
في فرنسا 30% من الشباب دون العشرين مسلمون، وفي المدن الكبرى يرتفع إلى خمس وأربعين في المائة.
عدد المساجد في فرنسا 2300 مسجد، منها ألف مسجد كانت كنيسة في السابق، والآن عدد المسلمين في فرنسا 7 مليون. وفي دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية أن 3600 فرنسي يعتنقون الإسلام سنوياً.
- في أمريكا عدد الذين يُسلمون سنوياً 20 ألف، وفي 12 سنة تم بناء 1200 مسجد بمعدل مائة مسجد سنوياً.
- في تقرير لشبكة سي إن إن بعنوان الانتشار السريع للإسلام في الغرب: ( أن أعداد المساجد تُنافس أعداد الكنائس في باريس ولندن وروما، وأن نسخ القرآن من أكثر النسخ مبيعاً في الأسواق الأوروبية والامريكية).
الذين يأتون إلى المساجد أضعاف الذين يذهبون إلى الكنائس.
هذا الواقع أزعج بعض الدوائر الغربية، وأصبحوا يخشون على الهوية الغربية من تمدد الإسلام رغم ضعف المسلمين، وهذا يُفسَر لماذا شن بابا الفاتيكان هجوماً على الإسلام داعياً لإقامة حاجز ثقافي ضده!
أما السؤال الثاني: مامضمون القضايا التي يُتهم بها الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟
هنالك عدة قضايا أهمها ثلاث:
- اتهام الإسلام باللاعقلانية.
- اتهامه باضهاد المرأة.
- محاولة لصق الإسلام بالعنف.
نقول:
أولاً: اتهام الإسلام باللاعقلانية:
الإسلام احترم العقل، بل إن الالتزام بالتكاليف الشرعية نفسها مبني على العقل، فالقلم مرفوع عن المجنون لذهاب عقله، والصبي حتى يحلم، والنائم حتى يستيقظ. وكلمة عقل ومرادفاتها وردت في القرآن 48 مرة؛ بل إن القرآن ذكر أن إعراض الناس عن قبول الحق هو تعطيل عقولهم: (أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) سورة الحج الآية (46).
ولكن الإسلام لا يُقدَس العقل كما هو الحال في بعض الفلسفات الوضعية؛ لأن هنالك أشياء لا يستطيع العقل إدراكها: متى بدأ العالم؟ ماهو أصل الإنسان، مما خُلق؟ ما الغاية من وجوده في الكون؟ متى سيموت الإنسان؟ متى سينتهي العالم؟ هذه القضايا لا تُدركها العقول؛ لأنها خارج النطاق الحسي للإنسان، وخارج قدراته الطبيعية. ولذلك عندما حاول البعض أن يصل إلى حقيقة أصل الإنسان بعقله أتى بكلام خرافي كما حدث لدارون صاحب نظرية النشوء والتطور.
ثانياً: اتهام الإسلام باضطهاد المرأة:
الإسلام حرر المرأة من الاضطهاد، كانت لا تملك حق الحياة (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) النحل الآية (58). فأصحبت تملك حق الحياة، وكانت لا ترث وأصبحت في ظل الإسلام وريثة أمةً وأختاً وبنتاً وزوجاً وجدةً. والإسلام ساواها بالرجل في الإنسانية (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ) الإسراء الآية (70) ذكر أكان أم أنثى، وساواها إيمانيا (الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) سورة التوبة الآية (71)، وساواها في الجزاء الآخروي (منْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة النحل الآية (97).
ثالثاً: ربط الإسلام بالعنف:
هنالك خلط بين مفهوم الجهاد والإرهاب. الجهاد في الإسلام معناه واسع يشمل: جهاد النفس، جهاد الظلم ولا يصير قتالاً إلا في حالتين:
الأولى: في حالة العدوان على المسلمين. والثانية: عندما تُصادر حرية الدعوة. والخطاب القرآني واضح: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( 39 ) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّه) سورة الحج الآية (39). (ألا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) سورة التوبة الآية (13).
والإسلام تفوق على كل الدراسات الإنسانية في أنها قصرت مفهوم العنف على الاعتداءات المادية فقط، بينما توسع الإسلام ليضيف لتعريف العنف بجانب الاعتداءات المادية الاعتداءات المعنوية قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ ،فَلْيَجْلِدْهَا، وَلا يُعَنِّفْهَا) أورد بن منظور أن التعنيف هو (التوبيخ والتقريع واللوم) وقال مُصححاً مفاهيم الأمة عن لقاء العدو: (يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسئلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا وأعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف) أخرجه الحاكم. لم يرو عن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قط أنه ضرب أحد. وقد ذكر أنس بن مالك: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين, والله ما قال لي أفاً قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا).
أيها الأحباب:
قال تعالى: (إن الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) سورة النور الآية (11). وقال الحكيم:
إذا أراد اللهُ نشر فضيلةٍ طوية أتاح لها لسان حسود!
عندما نُشرت الرسوم في الصحيفة الدنماركية في العام 2006م أسلم 2500 من الشباب الدنماركي، وبهذا الفيلم أشارت تقارير منسوبة للمركز الإسلامي في أمريكا أن 3600 أمريكي أسلموا على خلفية أسئلة طرحوها عن الإسلام وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن هذا لا يعني أن نقبل بالاساءات الموجهة لنبينا صلى الله عليه وسلم؛ بل نقول:
أولاً: في الغرب قوانين لحفظ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وقوانين لمكافحة التمييز العنصري، وقوانين ضد معاداة السامية؛ ولذلك يجب أن يعمل المسلمون دولاً، واتحادات، ومنظمات على استصدار قانون دولي يُحرَم الإساءة للمقدسات الدينية.
ثانياً: اندفاع المسلمين في اتجاه التعرض للسفارات الأجنبية والقائمين بأعمالها كما حدث في الخرطوم، وكابل، والقاهرة، وبنغازي، وتونس خطأ؛ ذلك أن الواجب علينا حمايتهم وليس الاعتداء عليهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آداب الحرب: (ولا تقطعوا مُثمراً، ولا تُخرَبوا عامراً) السنن الكبرى للبيهقي. فما بالنا بظروف السلم وفي داخل بلداننا، وتعاليمنا الحنيفة تُحذر من إيذاء المُعاهد.
ثالثاً: ما قام به مسيحيون أقباط من التبرء من هذا الفعل شيء يستحق الإشادة، وقد قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمةً ورحماً) الطبقات الكبرى لإبن سعد.
رابعاً: لابد أن يُدرك الغربيون أن مصلحة السلم والأمن الدوليين يُوجب عدم المساس بالمقدسات الدينية للشعوب؛ ولا يُرجى أن تقوم بيننا وبينهم علاقات صحية مالم يقفوا موقفاً واضحاً من هذه الجرائم التي تمس ديننا ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
alzbeir mohmmed [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.