توقعت أن يعلن مدرب منتخبنا الوطني محمد عبدالله مازدا ، استقالته عقب الهزيمة القاسية امام المنتخب النيجيري أمس الاول ، وهي في تقديري استقالة منطقية للغاية ، ومقبولة شكلا ومضمونا ، وتوقعت اكثر من ذلك اقالته بقرار من الاتحاد العام في حال لم يتقدم بالاستقالة ، ولكن اي من الخطوتين لم يحدث ، مايعني بقاء مازدا مدربا للمنتخب الوطني لسنوات قادمة رضينا ام ابينا ، ولعل الهدوء الذي ظهر علي الرجل طوال زمن اللقاء ، والابتسامة العريضة التي ملأت وجهه بعد انتهاء المباراة أثنا مصافحته الجهاز الفني للمنتخب النيجيري ، تؤكد اطمئنانه وثقته في الاستمرار لسنوات قادمة ، بامر القيادة الحالية للاتحاد العام لكرة القدم . الغريب في الامر ان مدرب المنتخب النيجيري (كيشي) الذي رد لمازدا الابتسامة باعرض منها ، اقيل بقرار رسمي من الاتحاد النيجيري لكرة القدم عقب المباراة مباشرة ، وتم تعيين المدرب شعيبو (مؤقتا) الي حين تعيين مدرب اجنبي بحسب الخبر ، وكل من تابع المباراة مؤكد انه سيصاب بدهشة لهذا القرار ، فطريقة تفاعل اللاعبين مع المدرب عقب كل هدف من الاهداف الثلاثة ، تؤكد علي حميمية العلاقة ، وحب كبير يكنونه لمدربهم ، وبدأ لي وكأنها رسالة لاصحاب القرار (الاتحاد النيجيري) يعلنون من خلالها تمسكهم بمدربهم ، فقد كان مستوي الفرح عاليا ، واذا اخضعنا في المقابل قرار اقالة ( كيشي) للمعايير الفنية سنجد ان فوز المنتخب النيجيري علي السودان اعاد حظوظه بقوة للتاهل ، بصعوده من المركز الرابع للثالث ، ورفع رصيده لاربعة نقاط . واذا تابعنا مسيرة (كيشي) مع نيجيريا ، سنجده فاز معها بالنسخة الاخيرة لبطولة امم افريقيا 2012 ، وقادها لنهائيات كاس العالم الاخيرة بالبرازيل ، واعادها في هذه البطولة لسباق المنافسة علي الصعود للنهائيات القادمة ، ورغم كل ذلك تمت اقالته من منصب المدير الفني . تخيلوا معي لو حقق مازدا او اي مدرب سوداني آخر هذا الانجاز ، مؤكد سنظل تحت رحمة هذا الانجاز لسنوات طويلة ، ويمكن الوصول لحقيقة هذه الرؤية ، اذا قارنا وضعية المدرب محمد عبدالله مازدا الحالية مع المنتخب وهو الذي لم يحقق انجازا حقيقيا بمعني كلمة انجاز ، مع وضعيته في حال حقق انجازا واحدا من انجازات المدرب النيجيري (كيشي) . مازدا مدربا لمنتخبنا لفترة تقترب من العشر سنوات سنوات ، إذا استثنينا الفترة القصيرة للمدرب الانجليزي قسطنطين ، ومع ذلك تتمسك به قيادة الاتحاد العام لكرة القدم ، وفي المقابل لم يبادر سوي باستقالات خجولة يعود بعدها اكثر قوة لمنصب المدرب ، كنت ولا زلت قناعة تامة بانه من الكفاءات التدريبية المميزة ليس في السودان فقط ولكن علي مستوي القارة ، وهو عندي من المدربين المحترمين بكل ماتحمل الكلمة من معني ، وأعلم تماما مدي قناعته وتضحياته من اجل المنتخب ، وهو تاريخ محفوظ . الا انه اصبح في تقديري الان جزء من الازمة ، لانني لا افهم الاصرار علي التمسك بمنصب المدرب ، وهو يعلم أن اصلاح الحال في المنظومة التي يحكمها هذا الاتحاد الهزيل امر مستحيل ، وهذا يعني ببساطة مشاركته المباشرة في بقاء الوضع علي ماهو عليه بكل التفاصيل ، وبالتالي يتحمل مسؤولية الاخفاق الكروي لمنتخبنا كاملة . (النيجيرين شالو كيشي .. ناسنا متين يشيلو مازدا) .. سؤال بدون اجابة. [email protected]