غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    استقبال رسمي وشعبي لبعثة القوز بدنقلا    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    بالصورة.. "الإستكانة مهمة" ماذا قالت الفنانة إيمان الشريف عن خلافها مع مدير أعمالها وإنفصالها عنه    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    النائب الأول لرئيس الإتحاد السوداني اسامه عطا المنان يزور إسناد الدامر    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدجاج الكويتي وغفراء العمارات: ما ميكافيلي الا تلميذ صغير .. بقلم: عبدالله عثمان- جامعة أوهايو
نشر في سودانيل يوم 10 - 11 - 2009

عندما يغيب الفكر الحصيف، والوازع الديني، فلا مندوحة من "شراء الذمم" وأسوأ ما يكون ذلك في عهود الديكتاتوريات العسكرية أو عصر التغبيش الديني غير السوي "راجع الصندوق".
على عهدنا في جامعة الخرطوم، لم تكن للطالبات قوة انتخابية مؤثرة، وكان الاسلاميون لا يزالون تحت تأثير فتوى الشيخ محمد محمد صادق الكاروري بأن "المرأة قارورة" واذا تعرّضت للإحتكاك تكسرت، لذا فلا تشارك انتخابا ولا ترشيحا، بجانب ذلك فإن الإنتخابات من بدع "ديمقراطية الغرب الكافر" ولم يجف بعد مداد لجنة عمر بخيت العوض المناط بها وضع الدستور الإسلامي وقد قالت (( إذاُ فلا نرى أي مبرّر لورود كلمتي "الإشتراكية" و"الديمقراطية" ضمن بنود الدستور ويكفي أن يوصف الدستور بأنه إسلامي اللهم الاّ إذا إتهمنا الإسلام بالقصور وعدم الكمال والشمول وهو أمر لا يدور بخلد واحد من المسلمين)).
ثم لما استشعر الاسلاميون خطر النساء القادم أخذوا في ترشيح الطالبات ولكن بدون وضع صورهن وانما وضع زهرة مكان المرشحة، ولا يزال الجمهوريون يلّحون عليهم ويعلمونهم (راجع لقاء أجراس الحرية أبوبكر عبدالرازق مع رشا عوض: الصندوق) ويقولون لهم هذه الطالبة في المدرج وفي مقهى النشاط وفي "البروف منو يا ناس!!" في ملاعب كرة القدم (د. زهير السراج) .. فلماذا تحجبون صورتها .. فأخذوا يضعونها ثم زادوا الكيل كيلين، بأن وصفوا إحدى مرشحاتهم بأن "لها علاقات إجتماعية واسعة"!! (كذا) فسألهم أحمد المصطفى دالي من أين للمرأة في الشريعة ب "علاقات إجتماعية واسعة"؟؟ أتدرون ما كان ردهم؟؟ جردوا كتيبة بقيادة مطرف صديق النميري والزبير محمد الحسن وآخرون لضربه وهو أعزل وكادوا يفتكون به وقد تدّخل حينها باقان أموم وثلة من صحابه لتخليصه منهم!!!
ولكن، اعتمادا على ذاكرة الشعب السوداني المتسامحة، ولغياب الفكر، وللكيل بعدة مكاييل، فقد أفتوا خارج جامعة الخرطوم بغير ذلك، ومارسوا أسوأ صور الخصومة الفاجرة مع منافسيهم من النساء، مما لا يقرّه خلق الدين، ولا مروءة الرجال.. فأخذوا يكتبون فى دعايتهم الإنتخابية، فى الدوائر التى تنافسهم فيها النساء: (ما أفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة) كأنهم هم ملتزمون الشريعة فلا يولّون النساء أمورهم!! فهم يرشحونها لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وقد رشحوا من قبل ثريا أمبابى فى الإنتخابات العامة فى العهد الحزبي؟؟
ويمكنك أن تقيس على ذلك دعاياتهم الإنتخابية التي ملأوا بها الحيطان، ولم تسلم منها حتى المساجد، وقد كات على شاكلة: (انتخبوا المرشح الإسلامي)!! كأن منافسيهم ليسوا (إسلاميين)، ومن شعاراتهم الإنتخابية: (من اجل جعل اقتصادنا إسلاميا، وشبابنا قرآنيا)!! كيف يكون (اقتصادنا إسلاميا)؟؟
ثم انظر الى هذا الاستغلال السيء لكتاب الله الكريم فى العمل السياسي الرخيص: فقد كتب أحد مرشحيهم، وعلى الحائط: (بسم الله الرحمن الرحيم... انتخبوا..... قد تبيّن الرشد من الغى)!! وكما كتب مرشح آخر منهم: (إن خير من استأجرت القوى الأمين)!! وراح احد مرشحيهم يصف رمزه الإنتخابى وهو الشجرة (بشجرة المنتهى) والآن، قد عادوا لتبني ذات"الشجرة" (التي يبابعونك تحتها) كرمز لهم في الإنتخابات القادمة!! هذه الغثاثة لا تدل إلاّ على رقة الدين، وسقوط هيبته، وهوان مقّدساته فى صدور رجال هذا التنظيم الدخيل!! ثم انظر الى هذا الإرهاب الديني، وهذا الإستجداء السياسي من أحد كبار قياديى تنظيمهم، في انتخابات مجلس الشعب السابق، وقد كتب فى دعايته الإنتخابية: (صوتك شهادة يحاسبك عليها الله!!)، فهو يريد أن يقول للناخب انه إن لم يعط صوته لمرشح الاسلاميين فقد خان الشهادة، أو كتمها!! كأنه هو المرشح المسلم الوحيد بين منافسيه!! ولقد بلغ تنظيم الأخوان المسلمين، فى هذه الإنتخابات، وهم يستجدون أصوات الناخبين أدنى مبالغ الاسفاف.. فقد ذيّل أحد مرشحيهم ورقته الدعائية بعبارة: (لا ترم هذه الورقة لأن بها اسم الجلالة)!!
كتب الصحفي يحيى العوض والذي كان مديرا للإعلام والعلاقات العامة ببنك فيصل "الإسلامي" وهو بذلك لا شك مطّلع على أسرار هذا التنظيم، كتب في الرأي العام هذا الأسبوع ((عرف الأستاذ مهدي ببلاغته وأيضا بطرائفه فعندما كان مرشحا للجبهة الإسلامية القومية بمدينة بحري منافسا للأستاذ محمد عبدالجواد بعث مندوبه إلى ديوم بحري وهي مشهورة بصناعة الخمور البلدية ليبلغهم أن مرشحه المنافس علماني وسوف يعمل على فتح البارات، أما هو فمن دعاة الشريعة وسوف يبقى على إغلاقها !! وبالفعل فاز بالدائرة !!... ))
ولعل ما خرج به السيد والي الخرطوم – ذات الصحيفة – لا يذّكر المرء الا بأيام انتخابات طلاب جامعة الخرطوم حيث كانوا يغدقون على الطلاب "الدجاج الكويتي"، لضمان اصواتهم، وقد خلّد شاعر الحلمنتيش المشهور لتلك الألاعيب في حينها. فقد خرج علينا السيد الوالي(( من بين المهام الجديدة إكمال السجل المدني لكافة المواطنين ورقابة المباني تحت التشييد، مع التزام الولاية بمنح كل أسرة مضى على وجودها 10 سنوات داخل المبنى تحت التشييد قطعة أرض سكنية)) أرأيتم ضحكا على الذقون أكثر من هذا!!
لعل بأمكان المرء أن يسرد العديد، بلا حصر، لمفارقات هذا التنظيم الدخيل وسعيه الميكافيللي لنيل الأصوات ولكني أكتفي باحالة القاريء الكريم للصندوق ليطالع طرفا مما كتب الأستاذ كمال الجزولي في رزمانة هذا الأسبوع عن تجاوزات هذه العصبة في مسألة ولم يريد المزيد فلربما أقترح عليه مراجعة خيط في "سودانيزأونلاين" بعنوان (كيف أصبحت أمي عضوا في المؤتمر الوطني)
1. الصندوق:
2. الدكتاتورية العسكرية
((النظم التقدمية)) نظم دكتاتورية عسكرية. ومع أن أسلوب الحكم الدكتاتوري أسلوب سئ، من حيث هو، فان أسوأه ما كان منه دكتاتوريا مسيطرا عليه الجيش.. ذلك بان تربية الجيش بطبيعتها لا تؤهل رجاله ليكونوا حكاما مدنيين، يتجاوبون مع طبيعة المدنيين، في الاسترسال والحرية، وانما هم ينشأون على الضبط والربط والطاعة العمياء.
ثم ان الجيش في الاوضاع الصحيحة، يجب الا يكون له تدخل في السياسة، لان السياسة تفسده، وتصرفه عن تجويد فنه العسكري، وتجعله، بما يظن لنفسه من حق في التطلع الى السلطة السياسية، يرى نفسه حاكما على الشعب، وانه، من ثم، من حقه الاستمتاع بامتياز الحاكم وهو عندهم الترف والدعة.
ثم ان الدكتاتور العسكري، وهو قد وصل الى السلطة بفضل اخوانه الضباط، وابنائه الجنود، لا بد ان يرى حقهم عليه مما يوجب تمييزهم عن بقية الشعب.. وهناك أمر هام وهو أن هذا الدكتاتور العسكري، زيادة على ما تقدم، لا بد ان يرى انه مما يؤمنه ضد الانقلابات العسكرية ان يرضى اخوانه الضباط باعطائهم من الامتيازات ما يلهيهم عن التطلع الى منافسته، وما يجعلهم اعوانا له ضد كل محاولة تستهدف انهاء حكمه، سواء كانت هذه المحاولة من الشعب عامة، او من أفراد مغامرين.. هذا، على أيسر التقدير، ما يكون في بداية أى حكم عسكري.. فاذا أتفق للدكتاتور العسكري، وقليلا ما يتفق، ان يكسب حب شعبه، وان يصبح، من ثم اعتماده على حماية الجيش اياه أقل، في اخريات الايام، مما كان عليه في أولياتها، فانه يصعب عليه ان يسحب امتيازات الجيش التي تكون قد اصبحت يومئذٍ حقاً مكتسبا ومسلما به.. والامتيازات تفسد الجيش، كما يفسد الترف أخلاق الرجال في جميع الاماكن وجميع الازمان.. وأسوأ من هذا! فان الشعب لا بد ان يدرك ان هذه الامتيازات، من الدكتاتور العسكري لبقية رجال الجيش، انما هى بمثابة رشوة، ولمثل هذا الشعور سود العواقب على اخلاق الشعب وقيمه..
والحكم الدكتاتورى، سواء كان من ملك وارث للعرش عن آبائه، ويجمع في يديه السلطات، أو من متسلط، مستبد مطلق، انما يفسد الشعب بما يفرض عليه من وصاية تحول بينه وبين ممارسة حقه في حكم نفسه كما يفعل الرجال الراشدون.. وأسوأ من ذلك!! قد يكون المتسلط – وهذا هو الغالب الاعم – جاهلا بأساليب الحكم الصالح، وخائفا من انتقاض الشعب عليه، فهو لذلك يعتمد على الارهاب، والبطش، والتجسس الذي يحصى على الشعب كل كبيرة وصغيرة، وينشر عدم الثقة بين أبنائه.. فمثل هذا الحكم انما يربى المواطنين تربية العبيد لا تربية الاحرار.. وأنت لن تجد العبد يدفع عن حوزة ما يدفع الحر.. وجميع العرب بين تربية تشرف عليها الدكتاتورية العسكرية، وهى التي تسمى نفسها ((بالتقدمية)) و((بالثورية)) وبين تربية تشرف عليها الدكتاتورية المدنية، وهى التي تسميها الدكتاتورية العسكرية ((بالرجعية العربية)).. والشعوب العربية، بين هؤلاء واولئك، مفروضة عليها الوصاية، من قادة قصّر، هم، في أنفسهم، بحاجة الى أوصياء..
ونحن لن نتحدث هنا عن قصور القيادات المدنية بين العرب، لان هذه القيادات ليس لها كبير أثر في الحوادث العنيفة التي تعرضت لها البلاد العربية في الآونة الاخيرة، وانما سنتحدث عن القيادات العسكرية، وبوجه خاص عن القيادة المصرية – قيادة جمال عبد الناصر – لانها فرضت زعامتها على العرب كلهم – بالترغيب وبالترهيب – حتى اصبحوا تبعا لها، فقادتهم من هزيمة الى هزيمة، وجرت عليهم من العار ما ان خزيه ليبقى على صفحات التاريخ، الى نهاية التاريخ.
من كتاب الشر الأوسط للأستاذ محمود محمد طه www.alfikra.org
=====
((ونحن كحركة اسلامية تضررنا من اعدام محمود محمد طه ومن انزواء الجمهوريين عن الساحة السياسية. للجمهورين فضل كبير جداً في تعليم كثير جداً من كوادر الحركة الاسلامية وتثقيفها بمعنى ان الجمهوريين بابتداعهم لأركان النقاش والحوار الفكري والثقافي استفزوا افراد الحركة الاسلامية ودفعوهم لاطلاع واسع جداً لامتلاك العلم وقدرة المجادلة والمقارعة، وكثير جداً من جيل الحركة الاسلامية الذي برع في الحوال والجدال كان ذلك بأثر من الحوار والجدال مع الجمهوريين، فهم لهم فضل كبير على الحركة الاسلامية، ولولا بروز الجمهوريين وطرحهم للقضايا السياسية لماهتم اغلب افراد الحركة الاسلامية بالقضايا السياسية والفقه السياسي، فالحزب الجمهوري كحزب دخل الساحة عبر قضايا فكرية واجتماعية وان كان في الخمسينات نشأ كحزب سياسي، استفز الاخوان للاطلاع على الفكر الجمهوري، والفكر الجمهوري ليس كله باطلا أو كله شراً فقيه افكار نيرة جداً في كثير من المجالات تتفق مع افكار كثيرة مطروحة من قبل الحركات الاسلامية وبشر بها القرآن، وهناك اختلاف مع الفكر الجمهوري في افكار يعتبرها البعض كفراً والبعض يعتبرها افكار منحرفة أو ضالة ولكن الفكر الجمهوري استفز الحركة الاسلامية للاطلاع على كل الموروث الاسلامي وبالتالي فان هذا الجدال اورثنا علماً موسوعياً ما كان لنا ان نناله لولا استفزاز الحزب الجمهوري والاحزاب الاخرى، حتى الحزب الشيوعي الذي استفزنا للقراءة في فلسفة التاريخ ومثالية هيجل ومادية ماركس وانجلز وعن المذاهب المادية عبر التاريخ وعن المذاهب المثالية عبر التاريخ، كما استفزنا للقراءة في مذاهب الفلاسفة المسلمين عبر التاريخ، وهذا اتاح لنا مجالاً لثقافة واسعة جداً، فعندما دخلت الى الحركة الاسلامية كان من القضايا المستفزة لي جداً قضية الفن والغناء وقضية المرأة وقضية الحكم السياسي في تقديري ان محمود محمد طه لو كان حياً او استمر الفكر الجمهوري مطروحاً في الساحة لكان سبباً في ثراء فكري كبير جداً للاسلاميين في الساحة، فالاستفزازات الفكرية ترشِّد كثيراً من الافكار غير الناضجة لافراد الحركة الاسلامية، كما سيؤثر افراد الحركة الاسلامية في استفزاز الآخرين وانضاج كثير من الافكار التي يطرحونها )) ابُوبكر عبد الرازق ل (أجراس الحرية) 2-3
كتب كمال الجزولي – سودانايل – اليوم 10 نوفمبر 2009 في رزنامة الأسبوع ما يلي:
((أما ما ظلت تتداوله الصحف، وتشكو منه الأحزاب، وما ظلَّ يتناقله المواطنون في مختلف المناطق، فأكثر من ذلك بكثير، وجله يتعلق بعمل المفوَّضيَّة ومنسوبيها، وهنا مكمن الخطر! فعلى سبيل المثال، لا الحصر، ثمّة شكوى من تسجيل مجموعة من الطلاب أحضروا بزي موحَّد في مركز العمارات بالخرطوم ولا يقيمون في المنطقة (الأخبار، 4/11/09)؛ واشتكى مواطنو أم درمان الدائرة الأولى، وبورسودان، من عدم وضوح أماكن مراكز التسجيل (السوداني، 4/11/09 الميدان، 5/11/09)؛ وفي الدائرة الأولي بأم درمان رفض ضابط مركز مدرسة الخنساء تسجيل حوالي 40 شخصاً من منسوبي الشُّرطة الشَّعبيَّة لوجودهم في المنطقة بحكم عملهم، وليس إقامتهم كما يقتضي القانون، لكنه عاد واضطر لتسجيلهم بعد أن تلقى أمراً من المفوضيَّة بذلك؛ وفي مركز حي الرَّوضة بالدائرة (25) الدروشاب يقوم أعضاء المؤتمر الوطني بجمع مستندات التسجيل من المواطنين (الميدان، 5/11/09)؛ وفي نيالا تمَّ رصد أحد عناصر المؤتمر الوطني يجلس بالقرب من المركز رقم (3)، ويقوم، تحت سمع وبصر اللجنة، بتسجيل كلّ مواطن تمَّ تسجيله في السّجل بزعم أن التسجيل الثاني مكمّل للأوَّل (الميدان، 5/11/09)؛ وقد عقد رئيس الحزب الاتحادي الأصل وأمينه العام بولاية جنوب دارفور مؤتمراً صحفياً اتهما فيه المؤتمر الوطني بتطويع المفوَّضيَّة وتجيير أدائها لصالحه، وانتقدا المفوَّض الولائي في هذا الصَّدد، كما اتهما بعض الواجهات الحكوميَّة، كاتحاد الطلاب، بحشد التلاميذ القاصرين لتسجيلهم بالتزوير (الأحداث، 6/11/09)؛ وفي الخرطوم دفعت سكرتاريَّة الحركة الشعبيَّة بالولاية بشكوى إلى المجلس التشريعي الولائي ضد الخروقات التي تشهدها مراكز التسجيل، كما تقدَّم سكرتير الحركة وعضو المجلس التشريعي بالولاية بمسألة مستعجلة بشأن هذه الخروقات (الأخبار، 6/11/09)؛ وفي الدائرة (38) الشَّجرة سجلت لجنة مركز الرّميلة (1) و(2) عدد 15 شخصاً من خلوة الشّيخ التوم بدون أوراق ثبوتيَّة، حيث اكتفى ضابط المركز بتحليفهم اليمين على أنهم مقيمون في المنطقة، وبالغون للسنّ القانونيَّة، رافضاً قبول أيّ اعتراض على هذا الإجراء بحُجَّة أن هؤلاء الأشخاص "حفظة قرآن، ومتديّنون، وحلفوا المصحف" (الميدان، 5/11/09)، أما في همشكوريب فإن مركز التسجيل هو منزل المعتمد نفسه (الأحداث، 7/11/09).
مَنْ يُغطّي النَّارَ بالعَويش؟! ... بقلم: كمال الجزولي
الثلاثاء 01-09-2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.