مدير الثقافة والاتصال بالايسيسكو الرباط [email protected] حمل المقال الذي نشرته الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه نبأ رحيل الفقيد محمود صالح عثمان صالح إلى رحاب الله.ذرفت الأعين الدموع عليه ، و جثمت الهموم و الأحزان . لم ألتق به كفاحا.فلم تكن صلتي به من أسف،تعدو مهاتفة أجريتها معه قبل نحو أربع سنوات ،بعد أن زودني صديقي الأستاذ الدكتور حسن أحمد إبراهيم برقم هاتفه في لندن ،لأشكره على إهدائه إياي نسخة من ترجمته لمراسلات السير دوغلاس نيوبولد التي صدرت تحت عنوان (كيف أعد السودان الحديث) في نحو ألف صفحة،تصدر ذلك السفر منذ ذلك الحين مكتبتي و ظل في متناولي في كل سانحة و فراغ،و لم يفارق خاطري عجب بل إعجاب بهذا الجهد الذي بذله الرجل في هذه الترجمة!و لنا أن نعجب إن نحن أدركنا أن ما بذله من جهد رحمه الله في ترجمة هذه المذكرات، ليس إلا بعضا من كل،و قليلا من كثير مما بسطته المؤرخة الأديبة، الدكتورة فدوى عبد ألرحمن علي طه في مقال الوفاء و العرفان الذي سطرته عن الراحل،رحمه الله ،و عن ما بذله من جهود تقصر دونها هامات الرجال و لا تتأتى إلا لمؤسسات ينبغي أن تتولاها الدول بالرعاية و الدعم و التشجيع،(إنشاء مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي،تحرير ترجمة الوثائق البريطانية عن السودان خلال1940-،1956ترجمة محاضرات السيردونالد هيلي الصادرة تحت عنوان (آراء و أفكار عن الخرطوم)،ترجمة مؤلف السير هارولد ماكميلان عن السودان) ،أوليس في الإمكان وضع ما أنجزه الراحل في موضع المقارنة مع ما أنجزته مؤسسات الدولة ؟ تمضي السنوات و تتساقط الرموز ،رمزا تلو رمز من شجرة الإبداع و العطاء السودانية التي كانت وارفة معطاءة في حقبة من حقب الزمان.ما زلت منذ اليوم استبطن الأسى و الشجى و أسترجع نبرات صوته العميقة الرقيقة عبر الهاتف و استعيد في الذاكرة مواطن و أزمنة كانت عامرة بمن نأنس إليهم و نجد المتعة و المتاع في صحبتهم ،فإذا الديار قاحلة و النجوم آفلة،والوجوه منكرة والأذواق فاسدة و الآمال بعيدة المنال!ألا رحم الله محمودا و أجزل له الثواب و الحسنات ،و جعل مثواه مع. النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و إنا لله و إنا إليه راجعون.