* لماذا الإصرار على حوار ستكون نتيجته صفرية ، والتاريخ هو الذي يتحدث هنا ، لم يحدث ان نجح حوار في عهد الإنقاذ ، حتى حوار نيفاشا الثنائي بين الحركة الاسلامية والحركة الشعبية كان فقط لتنفيذ جند تقسيم الوطن ، ولم نشهد نجاح اي حوار منذ انقلاب الإنقاذ الذي جاء اساسا ليقطع الطريق امام انجح اتفاق في تاريخ السودان الحديث وهو ( اتفاق الميرغني - قرنق ) هذا الاتفاق الذي كان سيضع السودان على المسار الصحيح ، ولكن كان انقلاب الحركة الاسلامية اسرع في تعطيل تقدم البلاد ، ومنذ ذلك التاريخ لم نر نجاحا لحوار او نشهد حوارا حقيقيا بارادة وطنية ، فكل ما يدور في الساحة من دعاوي للحوار الوطني هي مجرد لافتات دعائية سيئة الصيت لتمرير اجندة تخص المؤتمر الوطني ، ومن المستحيل ان يقبل النظام بحوار يقود لتفكيك الدكتاتورية ويمهد لتحول ديمقراطي عبر مرحلة انتقالية حقيقية تبسط فيها الحريات السياسية كاملة ويطلق العنان للنقابات وتجهز الساحة لتستقبل تنافس حر وشريف ويتم بعدها كتابة دستور دائم للبلاد ، يحدد خلاله كيف يحكم السودان .. !! * على كل الاحزاب السياسية ان تعي تماما ، ان اي عملية تسوية سياسية في ظل النظام الحالي ستكون تسوية باطلة ، وما بني على باطل فهو باطل ، ويكفي هذه الاحزاب التجارب الحوارية السابقة والبالغة من العمر ربع قرن من الوطن ، واي اصرار يعول على الحوار مع النظام ويضع آمالا للنجاح ، في تقديرنا هو اصرار على السير في طريق الفشل ثم الفشل ثم الفشل ، فالنظام كما اسلفنا لن يقبل بتفكيك حكمه ولن يقبل بالتنحي ولن يقبل بانتخابات حرة ولن يقبل بدستور يتساوى امامه الجميع ، ولا خيار امام المعارضة سوى البحث عن مخرج آمن اخر خلافا لمخرج الحوار المباشر مع الحزب الحاكم ، وكما يقول المثل التكرار يعلم الحمار ولكن دعونا نقول بان في الحالة الراهنة التكرار يعلم الشطار ، ومازال الوقت المتبقي كافيا لتتعلم المعارضة من اخطائها التاريخية المتكررة ، والتي دائما ما تاتي بالمعكوس ، فبدلا من السير في طريق تفكيك النظام وازالة دولة الحزب الواحد ، تسير المعارضة في طريق تفكيك نفسها وتفكيك وحدتها ، ومسيرة المعارضة ماثلة امامنا ولا تحتاج لكتب او دفاتر لنذاكرها ، ولنبدأ القراءة بتجربة التجمع الوطني الديمقراطي ولنأخذ منها الدروس والعبر ، وادراك ما يمكن ادراكه بعيدا عن طريق الحوار المشروط مع النظام او حتى ممارسة النشاط السياسي وفق شروطه كما هو حاصل اليوم في الساحة السياسية ، فكل الاحزاب اليوم تحت رحمة لوائح وشروط الحزب الحاكم واي خروج من هذه الشروط سيعرض الاحزاب للحل والمطاردة والتوقيف ومصادرة دورها ، وهذه نصيحتنا اليكم يا معشر المعارضة ان كنتم بنصائحنا من الآخذين .. !! مع كل الود صحيفة الجريدة نورالدين عثمان [email protected]