ينجح السيد ياسر عرمان وهو شيوعي مخضرم دائما بإلقاء حجر صغير في بركة السياسة السودانية الآسنة كل مرة فهذه المرة طرح السيد عرمان وهو من اتهم بقتل بلل والأقرع في جامعة القاهرة فرع الخرطوم طرح الحكم الذاتي لكل من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بحجة أن الولايتين فيهما أكبر عدد من المسيحيين( يا سلام) بكرة يطالبنا بمنح حكم ذاتي للمسيحيين فى كل من الخرطوم وبحري وامدرمان وبورتسودان وغيرها من مدن السودان ، عرمان الذي يقتات من نضاله المتطاول في مناطق ما يسمي بالهامش سعي سعيا حثيثا لضم ملف دارفور الى ملف الولايتين اللتين يتحدث باسميهما، من فوضه؟ مؤكد أنه لم يجر انتخابه بالولايتين ولكن المؤكد أنه يعتبر نفسه مناضلا ثوريا ويعتبر نفسه شخصا كان قريبا من زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق ،وبالتالي فهذا يخول له ليس التحدث باسم الولايتين اللتين يطرح ملفهما منذ مدة في الجارة اثيوبيا وانما يخول له الحديث باسم دارفور والشرق وربما الشمالية، هو يطرح نفسه كشخص ثوري وطني من طراز فريد ولكن الذي لا يعرف البعض عن الرجل عنصريته المقيتة وسعيه الدائم بالفتنة ، فقد كان ينادي بالوحدة ويعمل لانفصال الجنوب والان يطرح الحكم الذاتي ليس لفصل جنوب كردفان والنيل الأزرق بل فصل دارفور والشرق أيضا، معني كلام السيد عرمان كل مجوعة دينية يحق لها فرز عيشتها عن بقية الطوائف الدينية في الدولة الواحدة ليصبح مسيحيو السودان اينما كانوا كأكراد العراق، السيد ياسر عرمان لا يبدى اى جدية في المفاوضات ويسعي فقط للفت وسائل الاعلام المحلية والاقليمية الى شخصه لا الى القضايا التى يتبناها ، وطالما وسائل الاعلام تلهث وراءه فلم لا؟ قضية الحكم الذاتي يجب أن يكون خطا أحمرا لكل أهل السودان إن ارادوا أن يحافظوا على ما تبقي لهم من وطن اسمه السودان أما إن ترك الأمر لمزاج السيد ياسر عرمان فصدقوني سوف لن يكتفي بفصل هذه الأقاليم أو الولايات فحسب بل سوف يجعلكم تقومون بفصل حتى القري الصغيرة في السودان تحت حجة الدين والقبلية والأثنية وهلمجرا. السيد ياسر عرمان يظن ان المشورة الشعبية تعني فصل النيل الأزرق وجنوب كردفان ويظن انه قادر على أن يكون متحدثا بأسم كل الولايات المهمشة ولا أدري من أنتخبه ومتى وبكم من الأصوات أمينا عاما للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان لن يتوقف بفصل النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور بل سوف يزحف بحركته فاقدة الشعبية الى الولايات الشمالية والشرقية ليجعل السودان دولا بعدد اقاليمه او ولاياته ، طالما كانت الحكومة كل عدة اشهر تهرول اليه في اديس ابابا بدلا من ان تقول للوسيط الافريقي امبيكي اما ان ندخل في صلب القضايا الى اشار اليها مجلس الأمن أو لا تفاوض مطلقا،من يقف وراء ياسر عرمان من يدعمه بتلك الأجندة الغريبة وما الهدف منها؟ ما موقف الاحزاب المعارض والمتحالفة معه؟ كل هذه الاسئلة ما لم نجب عليها فسيكون على سوداننا ألف سلام، الحديث المستمر والمتكرر عن أن هناك هامش وأناش يعيشون في الهامش القصد الحقيقي منه تحطيم السودان وتمزيقه الى دويلات عديدة ومؤكد أن هذه الأجندة ليست أجندة محلية ولا اقليمية إنما أجندة دولية تقف ورائها دول عظمي كالولاياتالمتحدةالامريكية ودوائر صهيونية وكنسية وسوف يدور ذات سيناريو الجنوب على كل تلك المناطق التى يتبني السيد عرمان قضاياها، ومؤكد أن عرمان لن يحقق لتلك المناطق أيه مكاسب تنموية أو اجتماعية أو ثقافية تذكر ولكنه سوف يعتاش عليها في الفنادق الاقليمية والعالمية ، مالذى يجعل ولاية كسلا او الجزيرة او الشمالية ولاية مختلفة عن جنوب كردفان والنيل الأزرق؟ اليست كل هذه الولايات ولايات هامشية ما حجم التنمية التى تجري فيها؟ ما حجم النهضة التى تشهدها؟ الا يعاني مواطنوها تماما مثل ما يعاني مواطن الولايتين اللتين يهتم بهما السيد عرمان؟ نحن شكونا من الحكم الفيدرالي وقلنا انه ظلم كافة الولايات ظلما بينا حينما استشري الفساد والمحسوبية والقبيلية ونهب المال العام وتوزيعه بغير عدل فكيف ينادي السيد عرمان بحكم ذاتي لتلك الولايتين؟ انها دعوة لمزيد من اهدار الموارد تحت ستار الاستقلالية في اتخاذ القرار ينبغي ان نعود الى حكم مركزي غير قابض او نتبع فيدرالية فيها محاسبة وتقليل لعدد المسؤولين الدستوريين وتوزيع عادل للثروة والسلطة وان يكون تعيين او انتخاب الدستوريين قوميا الا لا يقوم على اساس جهوي ليس مشكلة في ان يكون والي الشمالية من دارفور ولا والي جنوب دارفور من حلفا ولا والي البحر الاحمر الضعين او كاس او فتا برنو، ليس عيبا ولا غريبا ان يكون والى النيل الأزرق من سنار أو دنقلا ولا والي نهر النيل من المازين أو الكرمك او قيسان. فى تقديري أن مفاوضان اديس ابابابا بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والحكومة لن تقود الى شئ طالما وفد الحكومة لا يحزم حقائبه ويعود منذ الجلسة الافتتاحية لكل دورة من دورات المفاوضات العبثية هذه ،طبيب الاسنان مساعد رئيس الجمهورية النقابي ابراهيم غندور لا يصلح لادارة هذه المفاوضات مطلقا فهو ناعم اكثر مما ينبغي ويضيع وقت البلاد والعباد فيما لا طائل من وراءه ففي كل مرة سوف يأتيه عرمان ووفده بأجندة لا علاقة له بصلب المواضيع والقضايا المفروض بحثها، لكن العيب ليس فيه بل في هذه الحكومة التى لا يهمها سوى ان تكون هذه الطاحونة القديمة مدورة طالما هذه المفاوضات تساهم في تطويل عمرها ومد فترة حكمها للبلاد لكن الخوف كل الخوف ان نجد السودان بعد سنوات قلائل وقد انفصل الى عدة دويلات في ظل ضعف هذه الحكومة وعجزها في الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها وكرامتها لا يهمها ان ضاعت حلايب وشلاتين او الفشقة او حتى الجنوب ودارفور والنيل الازرق، وتماما مثلما يقتات ياسر عرمان ورفاقه من المتاجرة باسم المواطنين المسحوقين في النيل الأزرق وجنوب كردفان يتاجر غندور واخوانه ببقية المسحوقين فيما تبقي من سوداننا المسكين، ليس هناك من يقول للمتفاوضين كفى عبثا كفي اهدارا للوقت كفي لعبا بمشاعرنا وقضايانا ، الشعب السوداني شعب مسكين وطيب لا يستطيع ابدا محاسبة ساسته في المعارضة او الحكومة يكتوي بنيران الاسعار وغلاء السوق فلا يفعل شيئا كل احد يتبني قضاياه ويتاجر بها فلا يقول لا، انظروا للسيد عبد الواحد محمد نور هذا الزعيم الورقي يعيش مرتاحا مبسوطا اربعة وعشرين قيراط في باريس عاصمة النور ويدعي دفاعا ونصره لقضايا مواطنيه في مناطق دارفور هل رأيتم زعيما يعيش في هذه الدعة والنعمة وبحبوحة العيش غيره؟ من يصرف عليه قد يقول قائل ان الرجل محام ولكنه لا يجيد الفرنسية ولا حتى الانجليزية يردد كالببغاء جملا محفوظة عن ظهر قلب ويكررها لوسائل الاعلام كل مرة بعد نوم عميق ولا يدري كم مات جوعا وعطشا ومرضا من مواطنيه نفس الحال ينطبق على زعماء الفصائل المسلحة الذين يعيشون في فنادق القاهرة ونيروبي وجوبا ولندن وواشنطن والدول الاوربية، سوف تستمر ماناتنا طويلا طالما كان السيد الصادق المهدى يهرب من الخرطوم ويحتمي هو الاخر بفنادق القاهرة ولندن ويترك خلفه ابنته الدكتورة مريم تناضل لوحده واحد انجاله يتمرغ في نعيم جهاز الأمن الوطني والاخر يجلس على كرسي وثير في القصر الجمهوري قبالة نيلنا الأزرق، كيف ينصلح حالنا اذا كان مولانا محمد عثمان الميرغني هو الاخر يأمر ابنه الحسيب النسيب في كرس وثير بجوار ابن الامام الحبيب؟ كيف ينصلح حالنا اذا كان الشيوعيون عندنا هم من يدعمون ياسر عرمان لينادي بالحكم الذاتي ويمزق السودان؟ كيف ينصلح حال بلدنا اذا كان صغار المسؤولين في الدولة يبنون العمارات الشوامخ في ارقي احياء الخرطوم دون أن يسألهم أحدا من الناس من أين لكم هذا؟ كيف ينصلح حال البلد اذا كانت الحكومة تعمل لافقار المواطنين وتتستر على الفاسدين في صفوفها؟ كيف ينصلح حالنا اذا اصبح عدد المسؤولين اكبر من عدد المؤسسات الصحية في طول البلاد وعرضها مئات المرات ؟ ياسر عرمان ليس استثناء من فساد ساستنا في الحكومة والمعارضة شبابنا يئس من التغيير ويبدو انه استسلم لقدره فربما يكتفي الرئيس البشير بحكما لثلاثة عقود فقط لكن خليفته الذي سيكون من المؤكد من صفوف المؤتمر الوطني ربما لن يتركنا الا بعد عقدين من الزمان على اقل تقدير ل وربما يكون حينها السيد ياسر عرمان يسرح ويمرح في دولة جنوب السودان ودولة جنوب كردفان وسنار الجديدة اقصد النيل الازرق وكسلا وهلمجرا . متى يرتفع ساستنا وكبراؤنا الى مستوى قامة بلدنا الذي اذلوه ايما اذلال؟ منذ اكثر من خمسين عاما ولا يزال هؤلاء الساسة يتغالطون هل البيضة اسبق ام الدجاجة؟ لا احد منهم يسأل كيف نحكم بل يسألون من يحكم ومتى يحكم؟ قلة قليلة منهم تعدهم في صنف الفقراء كل احد منهم له الشئ الفلاتي والاطيان والعقارات الفلانية سواء كانوا في المعارضة او الحكومة لذلك لن ينصلح حالنا حتى ولو بعد قرون متطاولة، انتاجنا من كل شئ لا شئ يذكر دول نالت استقلالها بعدنا بسنوات ضوئية وسبقتنا ولا زلنا نشاهد مسرحية عرمان غندور ، ولا زال البشير والترابي يلعبون لعبة توم ان جري في الاختفاء وفي الركض في كل اتجاه اللهم الا اتجاه نصرة المظلومين ، الشيوعيون يديرون معارك في غير معترك من تحت راكوبتهم وكذلك تفعل الحركات الدارفورية المسلحة من خلال طنين راديو دبنقا ، الايدز يحصد الارواح ويزحف بهدوء في اجساد شبابنا حتى في الخرطوم والفساد يستشرى في كل مكان والمرض ينهش في كل الاجساد والبيئة تتدهور في كل مكان والتعليم والصحة في انحدار دائم والمخدرات تنهش عقول شبابنا من الجنسين اصبحنا متخلفين في كل شئ في الرياضة والفن وفي مضمار الثقافة والأدب في ذيل الأمم المشاريع الكبيرة التى كنا نفاخر بها الدنيا كلها انهارت، اين مشروع الجزيرة وذهبه الأبيض؟ أين مشروع طوكر الزراعي ؟ ماذا في جبل مرة سوى الموت يرسله عبد الواحد محمد نور الى أهله ويجبرهم الى البقاء في معسكرات بائسة يأكلون المعلبات المنتهية الصلاحية ترسلها منظمات غربية لا تخاف الله فيهم تدعي انسانية عابرة للقارات والبحار وهي بعيدة عنها كل البعد، قادة الفصائل الدارفورية المسلحة ومعهم جماعة عرمان هم تجار حروب ومتعطشون للدماء والدماء . هذه الحكومة التى تحكمنا حكومة عاجزة وضعيفة لدرجة انها لا تعرف ماذا تريد اللهم الا تأمين بقاءها في السلطة بأي ثمن لا يهمها انفصال الجنوب ولا انفصال النيل الأزرق او جنوب كردفان أو حتى نصف الخرطوم لو بقت الخرطوم وحدها لهم ما همهم شئ، يجب ان تتداعي كل القوي السياسية الحية في البلاد رافضة هذا العبث الذي يقوم به سياسيونا حاكمين ومعارضين مسلحون ومدنيين، يجب أن يقولوا: لا لأي اطروحات تنادي يتقرير مصير أي منطقة سودانية مهما كأن ادعاء الهامشية لها كبيرا، يجب أن نقول لا للحروب المتطاولة التى تستنزق كل قدرات وامكانات البلاد، يجب أن نقول لا للمتاجرة بحقوق البسطاء والضعفاء في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وكل مكان في السودان، يجب أن نقول لا للفساد والفاسدين في صفوف المعارضة والحكومة يجب أن نقول لا لمعارضة ومعارضي الفنادق، يجب أن نقول لا لمن يرهنون أنفسهم لقوي اجنبية ومعادية للسودان وووحدته، يجب أن نقول لا لتسلط الحكومة وتكميمها لأفواه السودانين، يجب أن نقول لا لتردي أوضاعنا الاقتصادية والأجتماعية والتعليمية والثقافية، يجب أن نقول لا لأهدار وقت الوطن في جدل سفطائي عقيم، يجب أن نقول لا لياسر عرمان ورهطه حينما يلعبون باستمرار بمصائر بلدنا تارة يدعون الى الوحدة وهم يبطنون الإنفصال كما حدث للجنوب وتارة يدعون للحكم الذاتي للمنطقتين وهم يبطنون الانفصال لهما أيضا والوقت يمر سريعا والحال هو الحال والبؤس هو البؤس والفقراء يتسع ويزيد عددهم والزراعة تتقلص مساحاتها والصادر يقل والوارد يزيد والاخلاق تتدنى ،حتى اصبحنا امة ضعيفة عاجرزة عن فعل اى شئ تأخرنا عن ركب الحضارة وأصبحنا في ذيل الأمم حتى كاد احدنا يخجل من ان يقول انه ينتمي الى بلد اسمه السودان من كثرة الفواجع والماسى التى نشاهدها بفضل قلة من السياسين الفاشلين لاهم لهم الا بيع الوطن وتمزيقه إربا إربا ، طالما كان ياسر عرمان يؤمن بمقولة الراحل قرنق ان المشورة الشعبية لجنوب كردفان والنيل الأزرق ( جنى انفصال صغير ) الصادق المهدى من كنا نظنه حكيما بعلمه وخلقه وخبراته هو الاخر صار ينافس ياسر عرمان في بطولاته الزائفه اتحدث عن الامام الحبيب الذي ما فتئ يطير من عاصمة عربية الى اوربية الى افريقية وكعادته يرغي ويزبد بعدما سرقت الانقاذ منه حكمه البائس الفوضوي ، الصادق المهدى فقد بوصلته واصبح اليسار السوداني بقيادة عرمان يحركه بل أصبح مجرد رجل تائه في صفوفه أو صفوف معارضة ثورية اقصد صورية لا تقدم شيئا لبلد يئن ويرزح تحت وطأة الفقر والجوع وتدهور كل شئ فيه .لدينا مشاكل لا تعد ولا تحصى في الزراعة والتمويل الزراعي مشاكل لا تعد ولا تحصي في التعليم والصحة مشاكل مع اليوناميد مشاكل مع الجن الأزرق نفسه وبعد كل ذلك يا لبرودة دماء هؤلاء الساسة الذين ابتلانا الله بهم . [email protected]