* كثر الحديث الحكومي عن الدعم وعن خطط رفعه وضمه ، وبعد تخطيط وتدبير جادت بنات افكار المؤتمر الوطني بخطة ذكية تضرب بها عشرة عصافير في ذات الوقت ، تفاصيل الخطة الذكية تتحدث عن ( رفع تدريجي ) لدعم وهمي لا وجود له على ارض الواقع ، وكلمة السر ليست في اختراع الدعم ولا في رفعه ، وإنما في مصطلح ( تدريجي ) فهذا التدرج لا نهاية له ولا حدود ولا معايير ، المهم هو استمرار عملية الرفع الى ما لا نهاية ، وبذلك تصبح عملية زيادة الاسعار عملية مشروعة ومستمرة تواري بها الحكومة سوءتها التي ظهرت بسبب الأزمة الاقتصادية وفشل مشروعها الاسلامي الحضاري المزعوم ، الذي تسبب في معاناة المواطن وزيادة والاسعار بمتوالية هندسية .. !! * حقيقة الأمر ما تفعله الحكومة ليس رفعا للدعم وانما هو مجرد هروب منظم من واجباتها تجاه المواطن ، وبدلا من تقديم الخدمات للمواطن وتسهيل حياته وتوفير سبل الحياة الكريمة له ، تقوم باستغلاله استغلالا سيئا جدا ، بوضع قيمة اضافية على السلع يدفعها المواطن ، وتأخذها الحكومة ، لتسير بها شؤون حزبها وشؤون مصروفاتها التي لا تنتهي ، يعني حتى هذه القيمة المضافة على الاسعار لا تذهب لخدمات المواطن في الصحة والتعليم والكهرباء ، ولا نحتاج لادلة لنثبت هذا الشئ ، فما يحدث في المستشفيات من تدهور خدمي وخروج احتجاجي يومي لمرضى الفشل الكلوي والسرطانات بسبب انعدام الدواء خير دليل ، وما يحدث في التعليم من تخبط لا يحتاج لشرح ، والاعلان الاخير القاضي بزيادة تعرفة الكهرباء ، وسد النقص عن طريق استيرادها من دول الجوار لا يعني سوى ان الحكومة لا ترفع دعما كان موجود وانما ترفع يدها عن واجباتها الاساسية ، فمهما تحدثت الحكومة عن انفراج اقتصادي فهذا الامر لن يكون واقعياً طالما لا يوجد انتاج حقيقي على ارض الواقع ، ولن يكون هناك انتاج حقيقي طالما ليس هناك حلول جذرية للأزمة السياسية ولن يكون هناك حلول جذرية طالما لا توجد ارادة حقيقية للتغيير .. !! مع كل الود .. صحيفة الجريدة [email protected]