++ الخلل يا عطا فى ( العقيدة القتالية للمرتزقة ): والمخدوع لا يقاتل للحكومة ، بل ينتقم منها !! +++ عودة العلاقات القطرية / المصرية ستفك الكماشة الثلاثية الاسلاموية حول عنق مصر ( حماس فى الشرق / ليبيا فى الغرب / السودان فى الجنوب) : فشلت حملة الصيف الحاسم : ذهبت الحكومة للتفاوض مع الجبهة الثورية فى اديس ابابا فى نوفمبر وديسمبر 2014 وهى (تجرجر نعلاتها) بالبلدى ، كناية عن عدم رغبتها فى السلام الشامل ، وذلك استنادا الى حقيقة ان خطتها الاصلية هى الحل العسكرى ، بالقضاء التام والمبرم على الحركات المسلحة ، المكونة للجبهة الثورية ، وفى اطار هذا الحل العسكرى لا باس من اجراء مفاوضات ( استسلام) ، ( يا سلام) ، بمعنى توقيع اتفاق وقف اطلاق النار ، و ( تسليم السلاح) ، ثم الذهاب للخرطوم للتفاوض ، بعد التجريد من السلاح والريش .. والناصب والجار . وقد تجمعت المعارضة السودانية بكافة اشكالها ، عسكرية ومدنية فى اديس ابابا ، واضاعت الحكومة فرصة السلام ، وخرجت المعارضة قوية وموحدة فى ( نداء السودان ) ، وذهبت الحكومة لتنفيذ خطتها الحربية ، للقضاء التام على الحركات المكونة للجبهة الثورية ، وهيهات ، فى هذا المقال ساقدم الادلة القاطعة على فشل حملة الصيف الحاسم ، بحول الله ، وذلك على النحو التالى: اولا : العناصر الجديدة من قوات الدعم السريع المخدوعة تهرب من ميدان القتال : ثبت لدينا فى العدل والمساواة ، بالدليل القاطع ، كما ثبت لانسان الشارع العادى فى الفاشرونيالا ، ثبت ان عناصر الدعم السريع الذين تم تخريجهم من معسكر الجيلى ، وتفاخر بهم محمد عطا ، وهدد دولة الجنوب بملاحقة عناصر الجبهة الثورية داخل حدود دولة الجنوب ، وقد استفزت تصريحات محمد عطا هذه دولة الجنوب واعتبرتها بمثابة اعلان الحرب عليها ، لقد ثبت بالدليل القاطع ان عناصر الدعم السريع من الدفعة 23 قد هربت من ميدان القتال ، وعادت الى نيالا ، والفاشر ، وما ادراك ما قصة هروب عناصر الدعم السريع؟ حكاية اضرب العبد بالعبد، والغرابى بالغرابى ، القصة وما فيها هى ان حكومة الانقاذ قد جندت عناصر من ابناء دافور ، بحجة حماية اهلهم وديارهم ، ولم تقل لهم ، او تشر من قريب او بعيد طوال فترة التدريب الى انها تنوى استخدامهم فى مناطق العمليات ، وتحديدا فى مواجهة الجبهة الثورية ، وصدق يا مؤمن ، ولكن ، بعد التخريج تفاجات عناصر الدعم السريع ان الحكومة اخذتهم كالخراف الى ( المحرقة) ، الى الميدان ، لمواجهة الجبهة الثورية ، فحدث ما لم يتوقعه محمد عطا المولى ، هرب عدد 1623 من عناصر الدفعة 23 ، هروب بالجملة ، وعادوا الى ذويهم بسلامة رقابهم ، وتركوا الرتب العسكرية والمرتبات المغرية التى لا تصلح عوضا للروح . الحكاية وما فيها ان ( ثورة الانقاذ ) قد استهلكت مشروعها الحضارى ، وانكشفت على حقيقتها كدولة فساد و مفسدين ، لا علاقة لها بقيم الاسلام ، وسقط مشروع الجهاد ، وشعارات ( هى لله) ، وتحولت الى ( دولة استعمارية) ، تمارس سياسة ( فرق تسد ) ، وتستخدم فى حروب الهامش سياسة ( اضرب العبد بالعبد، والغرابى بالغرابى ) ، الحكاية وما فيها اذن هى ، ان مجندى الدعم السريع رفضروا الخداع ، ورفضوا تنفيذ فكرة ( اقتل العبد بالعبد ) و وآثروا السلامة الشخصية ، وفضلوا العودة الى اهلهم بسلامة ارواحهم ، خير من ان يدفنوا فى الاحراش، وبذلك انهارت فكرة الصيف الحاسم ، وعلى صلة بذات الموضوع فقد عاد اولاد الترجم الذين جندتهم الحكومة بالدفعة 163 ودربتهم فى معسكر المعاقيل بشندى قد عادوا الى قواعدهم سالمين هربا من ميدان القتال رافضين ان يكونوا وقودا لمحرقة قتال الدارفورى ضد اخيه الدارفورى . ثانيا : الجناح العسكرى فى (حركة التحرير والعدالة بقيادة تجانى السيسي ) يرفض القتال ضد الجبهة الثورية : على الرغم من ان حركة التحرير والعدالة قد وقعت اتفاقية الدوحة منذ عام 2011 ، الا ان الحكومة لم توقع معها الاتفاقية الامنية ، والتى يفترض بموجبها يتم استيعاب الجناح العسكرى فى القوات النظامية للدولة السودانية المعترف بها وفقا لاحكام الدستور ، والقوانين السودانية ، ولكن هذا الاجراء لم يتم لان العناصر العسكرية فى حركة التحرير والعدالة قد رفضت ان تستخدمها الحكومة السودانية كمليشيا لمقاتلة عناصر وفصائل الجبهة الثورية . لذلك ظل ملف الترتيبات الامنية مكانك سر ، وبذلك اصبح السلام مع حركة التحرير والعدالة هو فقط ( مجرد وظائف للقيادات السياسية ) ، واهمال تام للعناصر العسكرية فى الحركة ، لانهم رفضوا سياسة (اضرب العبد بالعبد ، والغرابى بالغرابي) . ثالثا : عساكر (دبجو) الموقعة على اتفاق الدوحة ايضا يرفضون القتال ضد الجبهة الثورية : فى البداية ، وافقت مجموعة عبدالكريم دبجو المنشقة عن حركة العدل والمساواة ، والتى وقعت على اتفاق الدوحة ، وافقت على المضى قدما فى اجراءات الترتيبات الامنية مع الحكومة ، حسب مفهوم جهاز الامن والمخابرات ، والذى يرمى الى استخدام قوات دبجو ضد اهلهم ، واشقائهم فى حركة العدل والمساواة التى انسلخوا منها ، على طريقة ( اضرب العبد برفيقه العبد) ، على اثر هذا الاتفاق مع دبجو قررت الحكومة استيعاب جماعة دبجو ( مع تعديل فى العقيدة القتالية ) ، بحيث يصيروا اداة طيعة فى يد جهاز الامن والمخابرات ، وعلى اثر ذلك بدات الحكومة فى اطلاق شهادات الاطراء على حركة دبجو . ولكن خاب فأل حكومة الخرطوم حين تمرد العسكريون فى حركة دبجو ، واعلنوا رفضهم التام للاشتراك فى العمليات العسكرية ضد الجبهة الثورية ، بل اعلن بعضهم خلع العميد دبجو من منصبه كرئيس للحركة ، وشاهدنا ، هو ان خطة المجموعة الامنية ( بكرى / عبدالرحيم / محمد عطا ) قد فشلت ، لانها قامت على ( ضرب الغرابي بالغرابي) ، وعلى الاعتماد على ( غير الجيش السودانى ) ، وعلى اهانة الجيش السودانى بايجاد بديل له بالايجار. رابعا : مجلس الصحوة الثورى / موسي هلال يؤيد نداء السودان ويرفض مقاتلة الجبهة الثورية : فجر مجلس الصحوة بقيادة موسي هلال ، قنبلة سياسية ، وصدمة امنية لمحمد عطا ، حين اعلن تاييده العلنى لنداء السودان ، الداعى لاقامة دولة المواطنة والتحول الديمقراطى ، وقدم موسى هلال استقالة مشروطة محددة الاجل ( بحد اقصى 9 يناير 2015) ، من استشارية الحكم الاتحادى والمجلس الوطنى ، وقدم شروطا تعجيزية ، فى مقدمتها عزل والى شمال دارفور/ محمد يوسف كبر ، وهاجم الاخوان المتاسلمين ، واهم ما ورد فى بيان موسى هلال هو دعوته للعناصر الدافورية بعدم الاستجابة للاستنفار الحكومى لحملة الصيف الحاسم ، ودعوته لتوجيه البنادق الى صدر المؤتمر الوطنى . القراءة تقول ان الطلاق بين الحكومة وموسي هلال بائن ( فراق الطريفى لى جمله ) ، ولكن الحكومة رغم ياسها من موسي هلال ، تريد ان تحيده لحين القضاء على الحركات المسلحة ، فى ضربة خاطفة ، او هكذا يصور لها خيالها المريض الامور . خاسا : عودة العلاقات القطرية / المصرية ، سوف تفك الكماشة الثلاثية الاسلاموية حول عنق مصر : الامن القومى المصرى مهدد الان بالارهاب الاخوانى ، وامتداده الدولى الممثل فى التنظيم الدولى للاخوان المسلمين بقيادة الشيخ القرضاوى المولود فى مصر والحائز على الجواز القطرى ، والذى ينصب نفسه اماما للسنة مقابل المراجع الشيعية ، ويدير التنظيم الدولى من قطر . مصر الان مخنوقة بالكماشة الثلاثية الاسلاموية ، حماس فى الشرق ، من غزة الى سيناء ، والى السودان فى الجنوب عبر الاحمر ، حتى ايران ، والسودان له اجر المناولة ، والسودان يشكل حاضنة ، ومأوى للاسلاميين المصريين ، ويشكل اكبر تهديد امني لمصر ، وضلع الكماشة الثالث فى الغرب ، وهو ليبيا الغنية بالنفط ، وقد وضع الاسلاميون الليبيون النفط تحت تصرفهم ، وصاروا ( دولة داخل دولة) . يعتقد ان دولة قطر هى الداعم المالى واللوجستى لاضلاع الكماشة الثلاثة حول عنق مصر ، وبالتالى فان اى مصالحة بين مصر وقطر سيكون هدف مصر والسعودية منها هو : اولا : فك الحصار الاخوانى الارهابى الراديكالى من حول عنق مصر . ثانيا : ابعاد النفوذ الايرانى من منطقة البحر الاحمر ، وتحديدا ، المتغلغل فى السودان ، بما يهدد امن السعودية وامن البحر الاحمر . لقد اعلنت دول الساحل والصحراء ( تشاد ، مالى ، سنغال ... الخ) عن تضجرها ، وتخوفها من الاوضاع فى ليبيا ، وطالبت النيتو بالتدخل لمعالجة الاوضاع فى ليبيا لعهد ما بعد القذافى ، وما بعد الربيع العربي / الاسلامى . ان الوضع فى ليبيا لن يطول ، وسوف يعجل الاتفاق القطرى المصرى باعادة ترتيب الاوضاع فى ليبيا ، مما سيمهد لاحتواء الاثار الناجمة عن تصفية جماعة انصار الشريعة الحتمية فى ليبيا ، ومنع انتشار الفلول بحزام الساحل والصحراء بما يهدد امن دول مثل تشاد ومالى والسنغال والسودان . لقد نضجت ثورة الهامش ، وانتهى عهد ضرب العبد باخيه ، والغرابى بالغرابى : وشاهدنا من كلما تقدم هو ان حملة الصيف الحاسم التى تعول عليها الحكومة قد فشلت ، لان الحكومة لا تعتمد على الجيش الوطنى ، ولا تعتمد على عناصر قتالية موالية لها ، وانما تعتمد الحكومة على السياسة الاستعمارية ، ( فرق تسد) ، وتقوم على ضرب الغرابى باخيه الغرابى ، فكلهم اعداء فى نظر الحكومة ، لقد نضجت ثورة الهامش ، وقد كشف الغرابة هذه اللعبة ، ورفضوا ان يكونوا حطب المحرقة ، فى معركة القاتل والمقتول فيها غرابى ، وقريبا جدا ، سوف تنتهى ثقافة ( زرقة وعرب ) ، كما ان الظروف الاقليمية ، فى مصر وليبيا والسعودية ، سوف تعمل على اسقاط النظام الاسلاموى الارهابى فى السودان ، من اجل ضمان استقرار مصر وليبيا وكل منطقة الساحل والصحراء المهددة بالتمدد الاسلامى القادم من ليبيا ، والمستوطن فى نيجيريا / ابوكو حرام ، وفى سودان الانقاذ الاسلاموى الذى اعلن الحرب على جنوب السودان ويهدد امن مصر وليبيا والسعودية، وامن البحر الاحمر . ابوبكر القاضى كاردف / ويلز / المملكة المتحدة 25 ديسمبر 2014 [email protected]