نهنئ ونشارك شعبنا السودانى العظيم إحتفائه بالذكرى التاسعة والخمسون للإستقلال المجيد. الشعب الواعى المعلم الذى كافح ضد الإستعمار يتقدمه كوكبة من الوطنيين والخريجين الأحرار قادوا الحركة الوطنية وحققوا الإستقلال فى غرة يناير 1956. كان إعلاناُ للعالم أن شعباً مارداً جباراً أصبح حراً طليقاً سيد نفسه. غير أن الديكتاتوريات العسكرية وأنظمتها الشمولية أضرت وعطلت إنطلاقته وتطوره، بل أدت لتدهور البلاد إقتصادياً وإجتماعيا. التاريخ يشهد نضال وتضحيات أجدادنا فى معركة كررى بذلوا الدماء والأرواح الغالية رخيصة من أجل تراب الواطن. وكافح آباؤنا ونالوا الإستقلال مبرأ من كل عيب (إستقلال نظيف كالصحن الصينى). وكان قدر الشعب الأبى أن يبتلى بأنظمة عسكرية ديكتاتورية وأدت الديمقراطية وتسببت فترات حكمها الطويل فى إنهيار إقتصادى وإجتماعى وإنتشار الفساد. قام شعبنا بثورتين شعبيتين أطاحتا بحكمين ديكتاتورين فى أكتوبر 1964 وأبريل 1985، وما زال أمامه مهمة إزالة نظام ثالث أشد دكتاتورية وفسادا وفشلاً فى إدارة الدولة وتسبب فى إنهيار إقتصادى وإفقار عام وحروب وإقتتال وتشريد وتفتيت للوطن وفصل الجنوب الحبيب. ربع قرن من الزمان والشعب وأحزابه وتنظيماته تناضل من أجل إزالة النظام فى الداخل وفى المنافى منذ التجمع الوطنى بالقاهرة وإتفاقياتها فى أسمرا وجوبا وكمبالا وباريس .. وأخيراً فى أديس أبابا (نداء السودان)، وما زالنا ننتطلع لمزيد من وحدة الصف والإتفاق وتفعيل ما يتفق عليه. ننادى قيادات المعارضة أحزاباً وحركات وتنظيمات بالتنسيق وتفعيل نداء السودان وإنزاله على أرض الواقع، وتحديد آلية العمل لإسقاط النظام. وضرورة أن تجلس كل الأطراف لمزيد من التنسيق وإتفاق أكثر وضوحاً لتحديد ترتيبات الفترة الإنتقالية ودستورها، وضرورة التعجيل بإيقاف الحرب ورفع ويلاتها عن المواطنين. نهنئ المواطنين بعيد الإستقلال المجيد وبالمولد النبوى الشريف وبعيد ميلاد المسيح المجيد. وثورة حتى النصر الجبهة الوطنية السودانية بالولايات المتحدةالأمريكية الخميس أول يناير 2015
