بسم الله الرحمن الرحيم الله اكبر ولله الحمد الاستقلال: الذكرى التاسعة و الخمسون ..تكامل أدوار وصدق نوايا- هل من مزيد؟ ليس منا من ينكر دور رواد الاستقلال بشقيهم الاستقلالي و الوحدوي إذ تبنى الانصار بقيادة الامام عبد الرحمن المهدي شعار " الاستقلال التام" و تبنت الحركات الاتحادية شعار الوحدة مع مصر. هذا التمايز تكامل عند الساعة الحرجة ( ساعة صناعة الاحداث الجسام ) فولد السودان بحدوده القديمة دون شق أو طق – لكلم التحية و التجلة و الرحمة جيل الاباء الاوائل – جيل العطاء الخالص – جيل التضحيات العظام . في مثل هذا اليوم من عام 1956 دخل السودان خارطة العالم الحر كدولة كاملة السيادة على ترابها و ثرواتها و شعبها. الا أنه و الحق يقال تعثرت الدولة الوليدة في علاج بؤر الضعف في تكوينها الاجتماعي و في نهضتها الاقتصادية و مؤسساتها السياسية. علما أن ما تركه الاستعمار من بنى تحتية كان قابلا للاستدامة و للتطوير. وبغض النظر عن الثقوب السوداء في ثوب جيل الاستقلال الناصع البياض لا يسعنا في هذا المقام الا أن نقول لهم قوله تعالى: "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (23) (الأحزاب) ونحن إذ نترحم و نثني على جيل الاستقلال و نتلمس لهم العذر فيما أخفقوا فيه و نجدد العهد بالمضي قدما في نهجهم نستغرب لثقافة من يحكمونا اليوم – ثقافة الافراغ و الاحلال. إفراغ نهج التسامح بثقافة الخصام و نهج العدل بثقافة الظلم و نهج الاجماع بثقافة فرق تسد و نهج الصدق بثقافة الكذب – حقا من أين جاء هؤلاء؟ الشاهد أن حكام اليوم لا يألفون ذكرى الاستقلال وذلك لما تحمله هذه الذكرى من تسام في الاخلاق و صدق في النوايا و عزيمة في المواقف و إكراما لشعوب السودان. الشاهد أن حكام اليوم لاناقة لهم و لاجمل في مجاهدات الاستقلال – بمعنى أنهم نكرة سياسية و لهذا لا يرغبون الحديث و لا يستمتعمون و لا يفرحون بهذه الذكرى – بل العكس تماما يعملون على طمس هويتها و روادها و تاريخها وورثتها الحقيقيون – ولكن نقول لهم – هيهات – هيهات!! نحن في حزب الامة القومي بالولاياتالمتحدة ننتهز هذه الذكرى لدعوة كل فصائل المعارضة بالولاياتالمتحدة – بل كل فصائل المعارضة و أينما كانت – إكرام رواد الاستقلال و ذلك بنهج نهجهم عند الملمات ( الوحدة لنيل الهدف) و ما نداء السودان و إعلان باريس الا محطات تجاه ذلكم الهدف - إسقاط كابوس نظام الاخوان الحاكم الان في السودان.