* سبق وان تحدثنا عن ضرورة عدم اجراء اي استفتاء او تقرير لمصير جنوب السودان في ظل نظام الإنقاذ ، وكان الكلام واضحاً جداً حينها ، وقلنا ان اي نتائج تتمخض عن تقرير مصير تحت ادارة نظام غير شرعي وغير ديمقراطي كنظام الإنقاذ ستكون نتائج غير حقيقية وغير مدروسة ، ولكن حدثت المصيبة وتم اجراء الاستفتاء وفصلوا الجنوب وذبحوا الذبائح وهللوا في الشوارع وكبروا داخل دور الحزب الحاكم ، ولكن ! بعدها حدث ما حدث من ازمة اقتصادية في الشمال وغلاء اسعار وعدم استقرار سياسي وحروبات في النيل الازرق وكردفان ودارفور واصبحت ابشع من الاول يعني الانفصال لم يوقف الحرب ولم ياتي بسلام وحصل العكس تماماً ، اما عن الجنوب فحدث ولا حرج ، حروب قبلية وعنصرية ، وقتل للعزل والاطفال تحت رايات عنصرية بغيضة ، صراعات نفوذ وسيطرة بين مراكز القوة ، مجاعات وتشرد ونزوح وازمات اقتصادية ، وسرقة لبترول الجنوب وسط هذا الزخم ،لعدم وجود دولة وجيش نظامي ورقابة ، يعني اراضي الجنوب اليوم هي اراضي ميري لا دولة فيها ولا نظام واي دولة تدخل وتخرج منها كيفما تشاء ، وكل هذا بسبب اتفاقية نيفاشا الثنائية بين حزبين لا حق لهما في تقرير مصير الجنوب وتجاهلوا كل ما كنا ننادي به ونفذوا اجندتهم الحزبية في عناد واضح ظناً منهم ان الجنوب سيظل تحت سيطرة الحركة الشعبية ابد الدهر وظن المؤتمر الوطني ان الشمال سيصبح ملكاً له بعد ان ينتهي من ازعاج حرب الجنوب ودعاوي العلمانية ، ولكن خاب املهم .. !! * وها نحن اليوم نعود لنتحدث مرة اخرى عن الوحدة ولكن هذه المرة من وجهة مختلفة تماماً ، في الاول كنا نقف بجانب الوحدة وتقرير المصير تحت ظل نظام ديمقراطي واليوم بعد ان عرفت الحركة الشعبية الخطأ التاريخي الذي ارتكبته في حق شعب الجنوب هاهي تعود وتطالب باعادة الوحدة بين الجنوب والشمال ، وللحركة الشعبية ولكل دعاة الوحدة اليوم نقول الخطأ لا يعالج بخطأ افدح وابشع ، اي تحرك من اجل الوحدة مرة اخرى تحت ظل نظام غير شرعي في الشمال وتحت ادارة المؤتمر الوطني لن يبقى ما تبقى من السودان ، نعم للوحدة ولكن ليس الان نعم للوحدة تحت ظل نظام ديمقراطي وباسس جديدة وعقد اجتماعي جديد ودستور جديد ، ولكن تحت ظل النظام الحالي في الخرطوم هو تعميق للدكتاتورية ودعم لاستمرار الازمة الوطنية ، وشعب الجنوب اليوم غير مؤهل ليتخذ قرار الوحدة كما كان غير مؤهلا ليتخذ قرار الانفصال واي خطوة يقوم بها نظام جوبا الغير ديمقراطي مع نظام الخرطوم الغير ديمقراطي بالنتيجة ستكون خطوة كارثية ستدمر ما تبقى من الوطن ، الحل هو بناء المؤسسات الديمقراطية والدستور الديمقراطي ليتخذ الشعب السوداني جنوباً وشمالا قراره بكل حرية ودون املاء او تزوير كما حدث في تقرير مصير الجنوب وكما يحدث الان في مسرحية الانتخابات .. !! مع كل الود صحيفة الجريدة [email protected] ///////////