حال أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا ومعظم النساء اليوم في الشارع لا تسر الناظرين، الأزياء التي تلبسها بعض طالبات الجامعات مخجلة جدا ، فهي ضيقة وشفافة وملونة بألوان صارخة تلفت الأنظار، تشف وتكشف المفاتن وهى أمور نهى عنها ديننا الحنيف، كيف يترك الأب أو الأخ أو الزوج ابنته تلبس لباسا قصيرا أو شفافا أو ضيقا وتخرج الى الشارع وتركب المواصلات و تجلس الى جوار زميلها في الكلية والكافتيريا والمطعم وتقف أوقاتا طويلة في المواصلات ويحدق فيها مئات الرجال والشباب ثم لا يحرك هذا الأب أو الأخ أو الزوج ساكنا؟ وفى المقابل نجد كثيرات من أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا يلبسن ملابس غاية في الاحتشام بل منهن من تلبس النقاب، ولا أود أن أتحدث عن حكمة، لكن أقل ما يمكنني القول أنه زيادة في الفضل والستر، حتى مذيعات فضائياتنا سامحهن الله بدلا من أن يكن قدوة لنا يلبسن ملابس غريبة عجيبة، ثياب سودانية شفافة ملونة ويضعن كميات من المكياج والأصباغ على وجوههن لكأنهن مهرجات في سيرك، ويتحمل السيد حسن فضل المولى مدير القناة وزرهن، هناك من يقول لك أن الزى السوداني أقصد الثوب السوداني محتشم ، وللمرء أن يفرق بين أنواع من هذا الثوب المفترى عليه، لا يمكننا أن نقول أن ثوب الشيفون مثلا محتشم، وقس على ذلك أنظر الى كل سيدة أو فتاة ترتدي ثوبا في الشارع أو أماكن العمل وغيرها ثم ؛كم على حشمتها، والحمد لله أن منحنا الله أو معظمنا شعرا مختلفا عن شعر بنات الغرب أو الخليج أو الشام أو مصر أو دول المغرب الخ والا لسارت بناتنا حاسرات الرؤوس في الشارع الا من رحم ربك، كثيرون منا يرون أن الزي في الشارع السوداني أو عند نساء السودان لا غبار عليه وهذه ليست حقيقة زي بناتنا اليوم زي غريب وعجيب ، وهن أصبحت أكثر جرأة على تحدى قيم المجتمع ، مما رفع من معدلات التحرش والقضايا الأخلاقية التي يكون طرفها رجل وامرأة ، فتاة وشاب، لماذا لا ترتدى بناتنا الزي الذي شرعه خالقنا؟ ما العيب فيه الم يقرأن قوله تعالي: :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحيما ) الم يسمعن ما روى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : لما نزلت هذه الآية (يدنين عليهن من جلابيبهن) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها ، وما روى وروى ابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها: لما نزلت ( وليضربن بخمرهن ) انقلب رجال من الأنصار إلى نسائهم يتلونها عليهن ، فقامت كل امرأة منهن إلى مرطها فصدعت منه صدعة فاختمرت بها ، فأصبحن من الصبح وكأن على رؤوسهن الغربان. وقال النابلسي في قوله تعالى : ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين " أن يعرفن بالعفة والتصون فلا يتعرض لهن الفساق ولا الفجار ، وهذه قاعدة : وهي أن المرأة إذا بالغت في التحجب والتصون قطعت كل طمع فيها ، إذ تعلن للناس أنها عفيفة ، أنها حصان ، أنها معرضة عن كل رغبة فيها، والغريب أن سيدات فاضلات ونساء متعلمات جريا وراء ثقافة غربية هلامية وعلمانية ما أنزل الله بها من سلطان يحاربن الزي الشرعي يحاربن الحجاب والنقاب وكل مظهر من مظاهر عودة المرأة السودانية الى أصول دينها وأوامره بل هناك رجال كثر يتمنون لو يرون يوما ما وكل بنات السودان مشين في الأسواق كاسيات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت، والأدهى والأمر من ذلك أن دولة التوجه الحضاري في السودان تسمح للتجار باستيراد ملابس غير محتشمة ،فحينما نجد أحداهن ترتدى ما يسمي بلبسة (شطفني) نختصر القصة كلها في أن الدولة في واد والتوجه الحضاري في واد اخر ، هنالك من القنوات الفضائية العربية من تمنع المذيعة من لبس الحجاب والا فصلت من وظيفتها وكان الطيب مصطفي المدير العام السابق لتلفزيون السودان يلزم المذيعات بغطاء الرأس أما اليوم فمن الطبيعي أن تجد في إذاعاتنا وفضائياتنا المذيعات وقد ارتدين كل شيء، كل هذا تحت ستار ما يسمى بالغربية كأننا لو لبسنا الملابس القصيرة المثيرة الشفافة لازددنا علما ورسوخا في مجال الثقافة ، مذيعات قناة النيل الأزرق على سبيل المثال لا الحصر سمحات طلة فقط معظمهن جاهلات حتى بقواعد النطق السليم ، كأنهن عارضات أزياء لا مقدمات برامج ومعظمهن كما أشرت في مقال سابق من ذوات البشرة البيضاء ، وليس السمراوات، هكذا يريد السيد حسن فضل المولى مدير القناة ، وهكذا يريد أن ينظر الناس لقناته الفارغة ، التي لا هم لها سواء تقديم هذا السيل من الأغاني الهابطة بمناسبة وبدون مناسبة، لن تجد في تلفزيون حسن فضل المولى فتاة سمراء ، لأن قادة التوجه الحضاري الذى يتبعهم السيد حسن فضل المولى ، ربما يريدون إظهار شعب السودان كله ، بأنه شعب أبيض مختار بعدما تم فصل الجنوب بناسه السمر وربما يريدون فصل كل المناطق الأخرى التي يغلب على سكانها لون الخدار، هم لا يحبون الخدار في الزرع ولا حتى في ألوان بشرة من خلقهم الله وكرمهم، ليس تلفزيون النيل الأزرق هو موضوعنا بل الأزياء الخادشة للذوق العام، خاصة في الأوساط الجامعية والتعليمية عموما ، فذات الحكومة التي أرادت جلد سيدة لأنها لبست بنطالا، تستورد ما هو أسوأ من البنطال لتلبسه بناتنا، وقد يكون هؤلاء التجار من تجار الحزب الحاكم، الشريعة يا هؤلاء تبدأ بالأمور التي ترونها بسيطة ونراها غير ذلك ، فالمرأة هى الأم والأخت والزوجة وهى أهم أعمدة المجتمع فحينما تحتشم فإن المجتمع كله يحترمها وحينما تمشى في الشارع على حل شعرها على قول المصريين يمشى المجتمع كله على حل شعره، نحن لا ندعو النساء وخاصة أخواتنا البنات بلبس النقاب بل أى زي يستر أجسادهن وصدروهن وأردافهن وغيرها من تفاصيل أجسادهن ،وندعوهن لعدم وضع العطور الفواحة حينما يخرجن من بيوتهن الى أعمالهن أو مدارسهن أو جامعتهن أو الأسواق، وقد قرأن حديث الرسول الكريم ، ما خرجت أمرأه ...من بيتها أو بيت زوجها.. مستعطرةأي وضعت عطرا الإ كانت كالزانية.. أو ما معنى الحديث، فلا أظن أن أيما أمرأه أو فتاة تريد أن تكون في حكم الزانية التي عليها الحد رجما جلدا إن كانت متزوجة أو الجلد ثمانين جلدة لمن لم تتزوج مطلقا. قد يقول قائل: الزى مسألة شخصية وقد يقول: ليست كل أمرأه أو فتاة ترتدى زيا قصيرا ضيقا شفافا فاضحا هي بالضرورة مشروع عاهرة، هذا صحيح لكن الأصح أنها وقعت في الشبهات وسارت بطريقة أو أخرى من حيث تدرى أو لا تدرى في درب العهر. وأوله أن الرجال سوف يتحرشون بها ويرمقونها بنظراتهم بل يلتهمونها التهاما ولا أظن أن أي شريفة ترضي لنفسها في أن توضع في موضع كهذا لا يليق بها . فرسالتي الأخيرة الى كل أب وأم وزوج وأخ لا تدعو بناتكم ونساؤكم يجرجن من بيوتهن الا محتشمات ،وإن خرجوا بغير تلك الهيئة فلا تلوموا الا أنفسكملا عذر لنا أمام الله في التنازل عن ثوابتنا ، والتخلي عن هويتنا ، والاستغناء عن كمال العفة وجمال الحشمةفي زمن المتغيرات تتخلخل الثوابت ، وتندثر المبادئ ، وتتبدل القيم ، ويعود الإسلام غريبا كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء" . وفي رواية قيل : يارسول الله من الغرباء ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس " وفي لفظ " هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير. .