قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة شهد المهندس تشعل مواقع التواصل بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها بأزياء مثيرة للجدل ومتابعون: (لمن كنتي بتقدمي منتصف الليل ما كنتي بتلبسي كدة)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    مروي.. رصد مسيرات فوق ارتكازات الجيش السوداني    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة المراة السودانية وزيها التقليدي ما قبل 30 يونيو 1989
نشر في سودانيات يوم 12 - 09 - 2011


[email protected]
هل هذه السودان أم طالبان أم السلفيين أم جماعة الإخوان المسلمين؟
معا لتحرير المرأة السودانية ودعمها من أجل كفاح مستمر لنيل الحقوق وإثبات الذات ومساواتها دونتمييزها وعزلها عن مشاركتها جنب إلى جنب مع الرجل
نبدا نقاشنا الودي الراق الحضاري ونقول :
أصبح صعود التيارات الدينية المتطرفة يهدد كافة أوجه الحياة المدنية في غالبية الأقطار العربية، باسم حماية الأخلاق العامة، وتحت هذه التسمية ترتكب من الجرائم ما لا يمكن قبوله في الإسلام الصحيح الذي يقول دعاته المتنورين أنه صالح لكل زمان ومكان. ولا يمكن أن تتوقف هذه الجرائم طالما هناك أفراد أو جماعات أو أنظمة تعتقد أنها وكيلة الله في الأرض، فتحرف النصوص كما تتطلب مصالحها الشخصية. أما بعض الأنظمة العربية فهي تأخذ من الدين ستارا لتعمية عقول الناس وتخدير ضمائرهم بعيدا عن ظلمهم وفسادهم، خاصة أن كل ما يتعلق بالدين من التابوات والمحرمات غير القابلة للنقاش.
الحجاب و البنطلون
ليس هنا محله أو وقته مناقشة لأن ليس هناك نصوص قرآنية أو من السيرة النبوية تثبت وجود الحجاب على رأس المرأة، خاصة أن هذا النقاش لا يفيد بعد أن أصبح موضوع حجاب المرأة محسوما لدي الغالبية العظمى من المسلمين فقهاء ودعاة وجماهير. ولكن ما يستحق النقاش هو: هل هناك مواصفات لملابس المرأة بعد أن تكون قد تحجبت فعلا حسب الأصول المتعارف عليها عند هذه الأغلبية، بحيث ما عاد يظهر للعيان سوى دائرة صغيرة من وجهها؟. هل هناك قواعد دينية متعارف عليها بعد ذلك مثل أن تلبس جلابية أو عباءة أو بنطلونا؟ هكذا هو الحجاب في غالبية الدول العربية والإسلامية بداية من بلاد السلفيين في الجزيرة العربية على يد الوهابيين ثم من مصر على يد جماعة الأخوان المسلمين ثم إلى ايران بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979 م ثم الى إندونيسيا و حتى السودان على يد حزب الجبهة القومية الإسلامية بزعامة الدكتور حسن الترابي من خلال ثورة الإنقاذ على يد الفريق عمر حسن أحمد البشير عام 1989م ما بينهما وحولهما، فغالبية النساء ترتدي البنطلون وغالبا ما تلبس فوقه أيضا ما يستر البنطلون سواء سميّته عباءة أم جلابية أم شالا؟ وبهذا اللباس الذي لا يكشف من المرأة سوى دائرة صغيرة من وجهها تسير مطمئنة آمنة في أعتى الدول سلفية.حيث القائمين على حماية الأخلاق العامة أكثر حرصا على ذلك من شيوخ الأزهر وفقهاء إيران، بدليل ما تعرضت له الصحفية السودانية (لبنى أحمد الحسين) التي كانت تلبس الحجاب كاملا حسب الأوصاف المتعارف عليها منذ مجئ حكومة الإنقاذ عام 1989 م ومن خلال تطبيق الشريعة الإسلامية فرض الحجاب بالقوة على المرأة السودانية ، ولكنها تعرضت حسب روايتها: (في الثالث من يوليو الحالي كنت في مطعم حين دخل شرطيون، وطلبوا من الفتيات اللواتي ترتدين سراويل مرافقتهم إلى مفوضية الشرطة أضافت لبنى وهي محجبة بشكل كامل: (لقد اصطحبوني و 12 فتاة أخرى من بينهن جنوبيات، وبعد يومين تمت دعوة عشرة منهن إلى مفوضة وسط الخرطوم لتتلقى كل واحدة منهن 10 جلدات). ووجه إلى الثلاثة الباقيات ومن بينهن لبنى أحمد الحسين التهمة بموجب الفصل 152 من القانون الجنائي السوداني، وينص هذا الفصل على عقوبة 40 جلدة لكل من يرتدي لباسا غير لائق. وفي حالة الصحفية لبنى الحسين ومن معها من الفتيات، فاللباس غير اللائق رغم أنهن محجبات هو ارتداء البنطلون. وفعلا من شاهد صورتها عند اصطحاب الشرطة لها لم يرى سور تلك الدائرة الصغيرة من وجهها، وتلبس بنطلونا وفوقه ما يشبه العباءة التي تستر كافة جسدها.وهو سؤال منطقي حيث لم يعد أحد يعرف ما هي مواصفات الأخلاق العامة واللباس الذي يحفظ هذه الأخلاق، طالما بين المليار وربع المليار مسلم، مئات الملايين الذين نصّبوا أنفسهم حماة للأخلاق العامة، وكل واحد منهم يستخدم الآيات والأحاديث التي يريد لتبرير أفعاله دينيا، وبالتالي حسب منظوره لا يمكن مناقشته أو الطعن في قراراته. فالغالبية من المسلمات المحجبات في مصر وإيران تحديدا وغالبية الدول الإسلامية يرتدين البنطلون الضيق ،فهل هذه الملايين المسلمة لا بد من جلدها حسب مفاهيم طالبان و السودان؟. وهذه ليس أول خطوة منافية للأخلاق العامة يقوم بها دعاة حماية هذه الأخلاق، فقد سبق لأشقائهم الطالبانيين في أفغانستان أن حرّموا التماثيل، وقاموا بتفجير تماثيل تاريخية تعود لألآف السنين، مما حدا بالشيخ الدكتور يوسف القرضاوي لترأس وفد من علماء ومشايخ المسلمين لزيارة كابول طالبان لإقناعهم بالتوقف عن هدم التماثيل الذي لا أساس له في الإسلام، و إلا لطالب الإخوان المسلمون والأزهر الشريف في مصر بتهديم التماثيل الأثرية الفرعونية وغيرها وفي مقدمتها الأهرام، خاصة أن في مصر ما يزيد عن ثلثي الآثار في العالم. فهل كل علماء وشيوخ مصر والأزهر الشريف لا يفقهون الإسلام، ومن يفقهه هم ظلاميو طالبان بشأن التماثيل في أفغانستان؟. وأشقاؤهم في السودان بشأن البنطلون للمحجبات؟في ثقافات بعض القبائل الإفريقية الأصل هو العري ولا توجد قيمة للباس، وعندما نشط الإسلاميون السودانيون بتطبيق الشريعة الإسلامية عام 1989 ألا وهم حزب الجبهة القومية الإسلامية بزعامة الدكتور حسن الترابي في دعوة تلك القبائل عقب انقلاب ثورة الإنقاذ بقيلدة الفريق عمر حسن أحمد البشير أسلم فرض على المرأة السودانية بالقوة ارتداء الحجاب ، وفي زيارة للزبير محمد صالح نائب البشير، الذي قضى في حادث طائرة لتهنئة قبيلة باعتناقها الإسلام، انفعلوا لحظة وداعه فقاموا بخلع ثيابهم ملوحين بحفاوة
سمعت القصة يومها من أخوة الزبير وكانوا يروونها بسماحة وتندر، ولم أدر أن الأيام ستجعل من قضية سروال الصحافية قضية رأي عام.
صحيح الحجاب ليس فريضة اسلامية و لا حتى النقاب فريضة و واجب ديني وانما هي مجرد عادة اجتماعية وضعت من قبل الإسلاميين والحركات المتطرفة
وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين والسلفين بحجة أنها واجب ديني وهذا غير صحيح
القضية ليس لها علاقة بالتدين والثقافة أكثر مما لها علاقة بالإسلاميين، سواء كانوا في السودان أم أفغانستان أو ايران. فعند احتلال أفغانستان وسقوط إمارة طالبان
بشّر أنصار الحملة الأميركية بأنها ستحرر المرأة الأفغانية من الحجاب و البرقع الطالباني، ليتأكد اليوم أن البرقع سابق لطالبان وباق بعدها فهل سيتحرر المرأة السودانية من الحجاب الجبهجي أو حجاب "الكيزان" أو الكوزات من خلال زوال حكومة الإنقاذ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
في الأردن، يروي الدكتور جمال الشاعر أن والده حذر والدته من خلع غطاء الرأس حتى تفعل ذلك آخر مسلمة في السلط، وهي حساسية ذكية لا تريد الفصل بين ثقافة المسلمين والمسيحيين في البلاد، وهي ثقافة لاحظها الرحالة الغربيون في الكنائس غير المختلطة في الصلاة.
على أن الثقافة لا تنفي خصوصية الدين، في الفقه الإسلامي تفصيل للباس المرأة ولباس الرجل. والحركة الإسلامية الحديثة كان من ملامحها من خلال الإعتماد على المذاهب الفقهية لنشر اللباس الإسلامي في المجتمعات التي ابتعدت عن الإسلام بنظرها.
المفارقة أن لباس الحركة الإسلامية الشائع كان متطورا على الموروث في المجتمع منذ عهد الدولة العباسية ليأتى بعدها الوهابيين لتأسيس المذهب السلفي على يد ابن تيمية والكثير من السلفيين المتواجدين في الجزيرة العربية..
هل هذه السودان أم طالبان؟
كادت الحركة الإسلامية، على رأي الشيخ راشد الغنوشي، أن تتحول إلى مصممة أزياء لشدة تركيزها على اللباس. وإضافة إلى العامل الديني والأخلاقي والثقافي برز بعد آخر، وهو الهوية ببعديها الثقافي والسياسي. بالنسبة للمسلمين في الغرب كان الحجاب راية اعتزاز بأمتهم وانتمائهم الحضاري، وفي العالم العربي والإسلامي رفعت ذات الراية في وجه الأنظمة المعادية للإسلام بنظر الإسلاميين.
ظل الإسلاميون ضحايا إلى اليوم في نزع الحجاب، في سورية شنت سرايا الدفاع حملة نزع فيها الحجاب في قلب شوارع دمشق في خضم المواجهة العسكرية مع الإخوان المسلمين، في تونس اعتبرت الدولة في مواجهتها مع النهضة الزي الإسلامي طائفيا! في بلد 99 في المئاة منه مسلمون على المذهب المالكي ، وفي تركيا إلى اليوم وعلى النفوذ الطاغي للإسلاميين ما يزال سدنة العلمانية يمنعون الحجاب في الجامعات ومرافق الدولة ولا يستثنى من ذلك زوجة رئيس الدولة.
لا يخلو مجتمع عربي من تمييز ضد المحجبات، ولا يجدن مناصرة من أدعياء العلمانية واليسار. وهو ذاته الذي ينتفض مع كل فرض للحجاب حقيقة أم فرية، وفي تحقيق "الغد" يكشف أن وزارة التربية والتعليم في غزة لم تفرض الحجاب، إلا أن الحملة على حماس مستمرة كما الحصار.
القضية أكبر من حماس، هي موقف أخلاقي إنساني أن تسمح للناس باختيار نمط حياتهم حجابا أم سفورا، وفرنسا التي تمنع الحجاب مثل السودان الذي يفرضه. وإن كان الإسلاميون تطوروا، فإن أدعياء العلمانية ما يزالون جامدين على أيديولوجيا مغلقة لا تعترف بالتنوع وتحتقر الآخر، ولا دليل على ذلك أكثر من صمتهم المريب على الطعنات التي أودت بحياة مروة الشربيني وصراخهم على وهم فرض الحجاب في غزة بغطاء رأس غير محكم يظهر أجزاء من الشعر والرقبة، وملابس ضيقة تحدد معالم الجسم، أصبح حجاب زي اضافي ترتديه المراة السودانية تحت التوب السوداني و الذي يطلق عليه السودانيون "الترابي دقس" (أي غفلة الترابي باللهجة السودانية) حيث أطلق عليهن " الكوزات "، واحد من عدة موديلات للحجاب بدأت تظهر في أوساط الفتيات تحت مسمى ال"التوب الجبهجي"، الذي يعرفه السودانيون ب"حجاب الكوزات" والتي ظهرت مع بداية حكم نظام الإنقاذ عام 1989، والذي تربع على عرش زي المرأة السودانية منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي بلا منازع، سوى الزي التقليدي المعروف ب"التوب"، أي (الثوب)، والذي ظل محتفظا بمكانته حتى اليوم
التوب السوادني والطريقة الجديدة لجعل المراة المسمى بالكوزات لارتدائه بعد مجئ حكومة الإنقاذ والتي يعرف ب"توب الكيزان " أو توب الجبهجية
وبرغم هذا التباين فإن الأنواع الثلاثة للحجاب (تقليدي، وشرعي، ونيو لوك) تجد جمهورها الذي تنتشر بينه، فيبدو كل نوع كأنه صاحب الكلمة العليا بين السودانيات، فالزي التقليدي سمة مميزة للسيدات فوق سن ال50، وكذلك بعض المتزوجات حديثا، أما الحجاب بالمفهوم "الشرعي" فهو لباس غالبية السيدات بين سن ال30 إلى ال 45 ، والذي يعرف ب "الترابي دقس" أي زي الكيزان
وهو الجيل الذي تأثر بثورة الإنقاذ التي أتت بالتيار الإسلامي للحكم يد حزب الجبهة بزعامة الدكتور حسن الترابي عن طريق انقلاب عسكري على قام بها
الفريق عمر البشير عام 1989، فضلا عن بعض الفتيات في العشرينيات من أتباع التيار الإسلامي والمتدينات حيث فرض عليهن لبس الحجاب بالقوة منذ تطبيق الشريعة الإسلامية في السودانية منذ مجئ حكومة الإنقاذ
اصبح الحجاب "الترابي دقس" على حسب وصف أحدى النساء السودانيات تدعى اسماء حسن الحكيم تبلغ من العمر " 51" مقيمة في لندن قائلة: " أنا لم ارتدى الحجاب في حياتي منذ كنت طالبة في الثانوية وحتى مابعد زواجي إلا في بداية عهد حكومة الإنقاذ حيث فرض علينا بالقوة ولكن ليس له أي فائدة على الإطلاق لآنه ليس "فريضة اسلامية
"ويعود ظهور هذا الحجاب -بحسب أسماء- إلى فترة إبعاد زعيم الحركة الإسلامية السودانية د.حسن الترابي عن أضواء السلطة التي كانت تراقب الزي وفق قانون (النظام العام) إبان رئاسته للبرلمان في تسعينيات القرن الماضي، وسمي الحجاب دقس في إشارة إلى أنه كما تفلت الترابي عن التيار الإسلامي على حين غفلة، كذلك تفلتت الفتيات من ضوابط الحجاب الشرعي في غفلة إيمانية منهن".
"ا.
سارة عثمان طالبة بجامعة الخرطوم أبدى استهجانه الشديد لحجاب ال"الكيزان" قائلا: "هذه الأنواع من الحجاب، غير ملزمة عند الناس، ولهذا فرض علينا غطاء الرأس بالقوة ولكن المحير لماذا ترتديها البنات رغم لبسها محتشمة؟
في المقابل بعض الطالبات اللائي يلبسن هذا النوع من الحجاب، ذهبن إلى أنه "يساير الموضة، وفي نفس الوقت يحفظ للفتاة التزامها بالدين"، وهو ما تؤكده الطالبة سارة بالقول "أنا أفضل ألبس زي (فصل الدين عن الدولة) وليس زى (الكيزان )لانه ليس واجب ديني".عبد الرحمن صاحب محل أزياء النساء يوضح أن الجيل الجديد من الفتيات أصبح حريصا على جمال المظهر بقدر أكبر مما كان عليه الجيل السابق، الذي ارتبط الحجاب فيه بفتيات جماعة أنصار السنة والأخوات المسلمات أوبنات جماعة الصوفيين، اللائي كن يحرصن على اختيار الألوان الهادئة والحجاب الطويل الساتر والنقاب التي تغطى الوجه وكان ما قبل مجئ حكومة الإنقاذ عام 1989م
بعد قول د.الترابي في محاضرة عامة في سبعينيات القرن العشرين "الدين بحر عميق وما نحن إلا كيزان (أكواب) نغترف منه"، أطلق السودانيون على شباب الصحوة "الكيزان"، أما الفتيات فصرن يعرفن ب"الكوزات" (تأنيث كيزان)، ومن هنا اشتهر الحجاب الشرعي اللائي التزمت بها نساء التيار الإسلامي والسودانيات المتدينات بشكل عام ب"حجاب الكوزات".
وهذا النوع من الحجاب على شكلين: الأول عباءة وخمار يكشف الوجه والكفين، أما الثاني فتنورة وقميص فضفاضان وخمار يكشف الوجه والكفين كذلك.
وفضلا عن هذه الأنواع بدأ الشارع السوداني يعرف ما يوصف ب"الحجاب المستورد" من الفضائيات، كحجاب "اقرأ" المفرطة وألوانه الملفتة، وغطاء رأس من قطعتين، يتسق لون العلوية منهما مع لون القميص، ويتماثل لون القطعة السفلى مع لون التنورة.
وهناك كذلك "حجاب المنار" كما هو معروف في مذيعات قناة المنار اللبنانية؛ حيث يتكون من عباءة ساترة للجسد، وغطاء رأس يربط بإحكام يغطي الرأس والرقبة، وينتهي عند منطقة الذقن
التوب السوداني :
يتكون "التوب" السوداني من قطعة قماش يختلف طولها حسب طريقة ارتدائه، فيبلغ طولها إذا كانت ستربط من الوسط إلى 4.5 أمتار، و9 أمتار إذا كانت ستلف على الوسط دون ربط، ويلف "التوب" حول جسد المرأة ورأسها فيما يشبه طريقة الساري الهندي والباكستناي وتحرص السودانيات على ارتداء تنورة وقميص طويل أو فستان أسفل "التوب"، ويختلف مدى ما يكشفه أو يغطيه "التوب" من جسدها وفقا لرغبة كل سيدة
إيمان جعفر (25 عاما) جامعية وأم لطفلين تبرر تفضيلها ل"التوب" السوداني قائلة "هو جزء من التقاليد السودانية وضروري لأي فتاة تزوجت؛ لأنها لا يمكن أن ترتدي ثيابا تشبه ما كانت ترتديه قبل الزواج، بالإضافة؛ لأنه أستر من العباءة، وأجمل في هيئته العامة، وهو لا يتعارض مع ضوابط الحشمة فهناك منتقبات يرتدينه، وكذلك هناك متبرجات يرتدينه، ولكن يكون شفافا جدا لا يستر".
وتضيف "ربما يؤخذ عليه أنه غير عملي بالنسبة لبعض الوظائف العلمية، ولذا غالبا لا ترتديه العاملات في المجالات الهندسية والطبية، بينما ينتشر بين الموظفات في الدواويين الحكومية والمعلمات وتتابع إيمان "نحن غالبا لا نرتدى التوب ما قبل الزواج وفق لعاداتنا وتقاليدنا السودانية ولكن نرتدي التوب بعد الزواج وفقا للتقاليد، وفي الماضي كانت الفتاة، تلتزم بارتداء التوب بمجرد بلوغها سن ال12، إيذانا باكتمال أنوثتها، ووصولها سن الزواج، ويختلف الأمر بالنسبة للمتزوجة، فهي لا يمكنها التنصل من ارتدائه؛ لأنه يعتبر إشارة واضحة على أنها زوجة، كما تقضي التقاليد بأن يقدم العريس لعروسه من 3 إلى 12 أتواب كهدية وتختلف خامة "التوب" باختلاف البيئة فهناك "الفردة" الذي ترتديه النساء في شرق السودان، ويصنع من القطن الصافي الذي لا يحتاج إلى تطريز، وهناك "اللاوه" الذي ترتديه النساء في الجنوب، ويربطنه من على الكتف دون وضعه على الرأس، أما أفضل أنواع "التوب" فهو توتال السويسري؛ حيث تمد سويسرا أسواق السودان بنحو 82% من احتياجها من الزي التقليدي
نعود الى موضوع بدعة الحجاب اي الطرحة او الايشارب لتغطية راس المراة وهي من البدع التي فرضت من قبل حكومة الانقاذ عام 1989من خلال تطبيق الشريعة الاسلامية وذلك لرفع احد رموز الاسلام السياسي وهي لم تكن موجودة اطلاقا منذ عقود طويلة وليس من عاداتنا في الاصل واود ان انوه الى المراة السودانية لاذكرهن بما يلي :
لبس الحجاب هي مجرد حرية وقناعة شخصية تقررها المرأة اينما شاءت و ليس فريضة بل بدعة من بدع حكومة الجبهة والانقاذ الباطلة ثم البدعة في اللغة كل شئٍ يأتي به الإنسان لم يسبقه إليه أحد هذه البدعة هذا في اللغة سواءٌ كان في العادات أو في المعاملات أو في العبادات ولكن البدعة الشرعية المذمومة هي البدعة في العبادات بأن يتعبد الإنسان لله عز وجل بما لم يشرعه سواءٌ كانت هذه العبادة تتعلق بالعقيدة أو تتعلق بقول اللسان أو تتعلق بأفعال الجوارح فالبدعة شرعاً هي التعبد لله بما لم يشرعه هذه البدعة شرعاً الشيء المخترع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مّنَ ٱلرُّسُلِ} [الأحقاف:9]، ومنه قول عمر رضي الله عنه: (نعمت البدعة)([1])، وقول الشافعيّ: "البدعة بدعتان: بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنّة فهو مذموم"([2]).
قال ابن رجب: "وأمّا ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنّما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية، فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع النّاس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: (نعمت البدعة هذه)"([3]).
والتعب والكلال ومنه أنّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أبدع بي فاحملني ([4])، فقال: ((ما عندي)) فقال رجل: يا رسول الله! أنا أدّله على من يحمله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله)) ([5]).
والبدعة شرعًا: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعيّة، يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى([6]).
(طريقة في الدين) الطريقة والطريق السبيل، وقيَّدت بالدين لأنَّها فيه تُخترع، وإليه يضيفها صاحبُها.
(مخترعة) أي طريقة ابتدعت على غير مثال سابق.
(تضاهي الشرعيّة) يعني: أنَّها تشابه الطريقة الشرعيَّة من غير أن تكون في الحقيقة كذلك؛ من التزام كيفيَّات وهيئات معيَّنة.
(يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى)؛ لأنّ أصل الدخول فيها يحثّ على الانقطاع إلى العبادة والترغيب في ذلك([7]).
قال ابن رجب: "فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين منه بريء"([8]).
وقال: "والمراد بالبدعة: ما أحدث ممّا لا أصل له في الشريعة يدل عليه، فأمّا ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعة لغة"([9]).
قال ابن حجر: "والمراد بقوله: ((كل بدعة ضلالة)) ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام"([10]).
مقارنة بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي للبدعة:
المعنى اللغوي أعمّ من المعنى الشرعي، فالعلاقة بينهما العموم والخصوص المطلق؛ إذ كل بدعة في الشرع يطلق عليها لغة أنها بدعة، وليس كل ما يطلق عليه في اللغة أنه بدعةٌ بدعةً في الشرع.لكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
والبدعة في الشرع ملازمة لصفة الضلالة؛ للحديث الوارد: ((كل بدعة ضلالة))([11])، وأما البدعة بمعناها اللغوي فليست كلها ملازمة لوصف الضلالة.
مثال ذلك قوله تعالى (بديع السماوات والأرض) أي خالق السموات والأرض ومحدثهم ومنشأهم
البدعة شرعآ : كل محدثة في الدين لم يأتي بها كتاب الله ولا رسول الله ولا الصحابة من بعده
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من عمل عملآ ليس عليه أمرنا فهو رد )
البدعة شرعًا ضابطها "التعبد لله بما لم يشرعه الله"، وإن شئت فقل: "التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا خُلفاؤه الراشدون" فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21]. والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي، عليه الصلاة والسلام،: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور"، فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه. أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعُرف فهذه لا تسمى بدعة في الدّين وإن كانت تُسمى بدعة في اللغة، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
و فى النهاية اود ان انبه على خطورة البدعة الشرعية فهى تفسد الدين و الدنيا معا
إنما الادعاء بأن الحجاب من عند الله هو المحرم لأنك تحرّم ما أحله الله ثم تفتري على الله الكذب الله هداك الم تقرا قول الله تعالى في سورة يونس ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ )
لنصحح معا كل ما ذكرته :
قال الله تعالى:
((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))
هذه هي الآية الرئيسية التي يستشهد بها الكثير من القائلين بفرضية الحجاب, والعجيب أنه لم يرد أي ذكر لكلمات مثل : رأس أو وجه أو شعر!! وقد يستغرب من يقرأ هذه الآية للمرة الأولى عن كيفية استخلاص علماء السلف لفرضية تغطية الشعر منها.
1- {قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} عن النظر للرجال بشهوة.
2-{وليحفظن فروجهن) نستخلص أن أول جزء أمر الله بستره من عورة النساء هو الفرجين ونقول احتياطا من السرة الى الركبة.
3-{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} هذه الجزئية هي الأكثر إبهاما في هذه الآية واجتهد المفسرون بإعطاء آرائهم فيها, وسنأخذ قول أغلبهم حيث قالوا: أن هناك زينتان,زينة ظاهرة (الوجه والكفين) وزينة خفية باقي جسد المرأة, وفي هذا الفهم سقطة كبيرة لم يستطع السلف تداركها الّا من خلال اضافات من عندهم للآية على شكل تفسير, وهو بالواقع مجرد اجتهاد دعموه ليناسب قولهم, والسّقطة هي أنهم حددوا الزينة الخفية بأنها جسد المرأة عدا الوجه والكفين ,وجاء في سياق الآية أن هذه العورة يجوز إظهارها لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ ...الخ, وطبعا هذا لا يقبله عاقل فكيف يجوز لكل هؤلاء النظر الى عورة المرأة من فرج وصدر وباقي جسدها,ولتدارك ذلك قام علماء السلف بإضافة أحكام أخرى في الآية من عندهم نذكر بعضها:
ذكر ابن كثير في تفسيره مثلا:
كل هؤلاء محارم للمرأة يجوز لها أن تظهر عليهم بزينتها ولكن من غير تبرج (الآية تسمح بإبداء تلك الزينة لكل من تم ذكره ولم يقل الله غير متبرجات,هذه زيادة من عند ابن كثير).
جاء في تفسير الجلالين:
(إلا لبعولتهن) جمع بعل أي زوج (أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن) فيجوز لهم نظره إلا ما بين السرة والركبة فيحرم نظره لغير الأزواج.(حسب هذا التفسير يجوز للأخ النظر لصدر أخته و كذلك الأب وجميع من ذكروا ثم يضيف المفسر اضافات من عنده ويقول إلا ما بين السرة والركبة فلا يجوز الا للأزواج,ولكن الآية لم تحدد عورة خاصة للزوج بل جمعته مع جميع من ذُكر, فهذه أيضا إضافة واضحة لا أساس لها في الآية).
و أما حبر الأمة عبد الله بن عباس فقد غير رأيه عدة مرات حول الزينة الظاهرة والخفية,واستقر بتفيسير الجزئية السابقة الى:
فيجوز لهؤلاء أن ينظروا إلى الزينة الباطنة، ولا ينظرون إلى ما بين السرة والركبة، ويجوز للزوج أن ينظر إلى جميع بدنها غير أنه يكره له النظر إلى فرجها. (الأية تقول مسموح للزوج والأخ والأب وكل من ذكروا بالنظر الى زينة واحدة ولم تمنع بعضهم من جزء معين ).
طبعا ما ذكر أعلاه هو نتيجة ما وصل اليه أغلب علماء السلف, ويمكننا ببساطة رؤية الهوّة التي سقطوا فيها وحاولوا تداركها بإضافة ما لا تحتمله الآية, كما لو أن الله نسي ذكر شيء والعياذ بالله.
وهذا الكلام ينطبق على من قال أن الزينة الظاهرة هي الملابس , والخفية هي الجسد, فنفس الحالة هذا يعني أنه مسموح للمحارم رؤية الزينة الخفية وهي جسد المرأة كاملا!!!
فاذا لم يكن تفسير علماء السلف للزينة الظاهرة والخفية صحيحا فما هو التفسير الصحيح؟؟؟
هذه الجزئية حيرتني كما حيرت كل من وقف عندها,والشيء الواضح فيها هو وجود زينتان, واحدة أمام المحارم المذكورين في الآية والأخرى لغير المحارم,ويستحيل أن تكون الزينة الخاصة بالمحارم كما فسرها الأولون بدليل أنهم حاولوا تغطية عيوب تفسيرهم بإضافات من عندهم.
كلمة (يبدين) قيل أنها بمعنى يظهرن, فحاولت تعويضها في اللآية فوجدتها بلا معنى:
ولا يظهرن زينتهن إلا ما ظهر منها , ولا يبدين زينتهن إلا ما بدا منها !!!
كما لو أنك تقول : لا تُدحرجن الكرة إلا ما تدحرج منها, أو, لا تُمزّقن أوراقكن إلا ما تمزّق منها !!! طبعا الجمل ركيكة و غير مفهومة.
وهنا بدأت اشك هل فعلاً (ظهر) و (بدا) لهما نفس المعنى في هذه الآية؟؟؟ خاصة وأن الكثير من الآيات في القرآن تختلف معانيها باختلاف معاني الكلمات, والكلمات في اللغة لديها أكثر من معنى, فالأنسب دائما اختيار المعنى المتناسب مع السياق و الأعقل لتدبر الآية.
لذلك بدأت أبحث عن الكلمات (بدا) و (ظهر) في القرآن والمعاني التي وردت بها, وفعلا وجدت ما كنت أبحث عنه, وقمت بتقسيم الزينتين الى زينة غالبة و أخرى بادية.
كلمة (بدا) ومشتقاتها كانت دائما تأتي بمعنى ظهر,إنما كلمة (ظهر) هي التي وردت بمعاني كثيرة,منها:طلع,بدا,غلب أو انتصر,
أمثلة:
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)) أي لينصره و يعليه.
((يَاقَوۡمِ لَكُمُ الۡمُلۡكُ الۡيَوۡمَ ظَاهِرِينَ فِى الۡأَرۡض)) أي غالبين في الأرض.
((فَأَيَّدۡنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُوا ظَاهِرِينَ)) أي غالبين.
والمعنى الأخير (غلب) هو ما أراه الأنسب في آية الحجاب أعلاه, ليصير المعنى ولا تبدين من زينتكن أمام الناس إلا ما غلب إظهاره منها) وهذا يتعلق بالمكان والزمان التي تكون فيه المرأة, فما هو عورة بمكان وزمان ما ليس كذلك في آخر,ولأن القرآن صالح في كل مكان وزمان, لذا لم يقم الله بتحديد زي أو زينة معينة بل أمر المرأة بأن تكون زينتها أمام العامة كحال الزينة الغالبة في محيطها,ثم أباح لها بإظهار أكثر من ذلك أمام المحارم الوارد ذكرهم في الآية وهي الزينة البادية ,و كذلك لم يحددها لأن تقاليد المجتمعات والعوائل تختلف أيضا فيما بعضها, سيقول قائل وماذا لو كان مجتمعا أو عائلة متحررة والتعري عندهم شيئ عادي, هل يجوز للمرأة عندها أن تحدد عورتها حسب تقاليد ذاك المجتمع المنفتح؟؟؟ وطبعا الإجابة لا,فالله حدد أجزاء وجب سترها كحد أدنى ومنها ما ذكرنا الفرجين أي من السرة الى الركبة, ولنكمل الآية حتى نعرف الأجزاء الأخرى.
-{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} هذا المقطع يزعم أنصار الحجاب بأنه يدل على وجوب تغطية الشعر مستدلين بكلمة (خمرهن) وفسروها بخمار الرأس , إلّا أنّنا لا نجد في الآية أي أمر بارتداء الخمار إنما بتغطية الجيوب من خلاله فقط, أي أنّ الأمر الإلهي هو تغطية فتحة اللباس من أعلى بواسطة ذلك الخمار اي ضرورة تغطية الصدر من اسفل الرقبة, فلو أن النساء في ذلك العصر كنّ يرتدين القمصان لربما جاء الأمر((وليغلقن أزرار القميص عند الجيب)) , فمن هذه الجزئية نستخلص أنّ المنطقة الواقعة عند جيب القميص (الصدر) عورة ووجب سترها.
http://4.bp.blogspot.com/_SS9mdVpDhP...%25D8%25A8.png
إذا صار تفسير الآية حتى الآن: قل للمؤمنات ألا ينظروا للرجال بشهوة, وليستروا فورجهن,ولا يبدين زينتهن إلا ما غلب إظهاره أمام العامة, وليغطوا صدورهن,ويمكنهن إظهار زينتهن باستثناء الصدر والفروج أمام من ورد ذكرهم بالآية.
جاء في الآية من ضمن المسموح لهم بالنظر لزينة المرأة البادية أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء)
فسرها بعض المفسرين بالأطفال الذين لم يطّلعوا على عورات النساء فلا علم لهم بها, إنما الغالب هنا عبارة ( يظهروا على) أيضا بمعنى : ينتصروا أو يغلبوا كما جاء في بداية الآية ,والمعنى يصبح الأطفال الذين لم ينتصروا على عورات النساء,وهو تعبير مجازي عن الأطفال الذين لا يملكون القدرة لإتيان النساء بعد, أي الأطفال الغير بالغين.
ثم تكمل الآية وتقول: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ) فسرها علماء السلف أي لا يضربن الأرض برجلهن فيسمع صوت الدق, وبعضهم قال صوت الخلخال, وهنا نتسائل بما أنهم فسروا الزينة الخفية بجسد المرأة, فكيف ستعلم تلك الزينة من خلال الدق أو صوت الخلخال !!! لذلك شككت بصحة تفسيرهم لهذه الجزئية أيضا, و بدأت أبحث في المعاجم العربية عن معاني أخرى للفعل ضرب, وفعلا وجدت ضالّتي:
معجم لسان العرب جاء فيه "الضَّرْب الإِسراع في السَّير"
محجم الصحاح في اللغة جاء فيه "الضرب لإسراع في المشي"
معجم مقاييس اللغة "ويقولونَ إِن الإسراع إلى السَّير أيضاً ضرب"
صارت الآية( ولا يسرعن في السير بأرجلهن)
الباء حرف الجر فبل كلمة أرجلهن بمعنى "على"
فحرف الجر هذه يأخذ عدة معاني كالإلصاق والاستعانة أو بمعنى "مثل" أو "على"...الخ
وقد سبق وقد جاء بمعنى على في فوله تعالىومن أهل الكتاب مَنْ إن تأمنْهُ بقنطارٍ﴾ آل عمران:75
أي من تأمنه على قنطار.
وبعد ذلك قال تعالىليعلم ما يخفين من زينتهن )
نلاحظ أنّ الله تعالى استخدم كلمة (ليعلم) ولم يقل (ليُسمع) أو (ليظهر) وهو ما يؤكد النتيجة السابقة التي وصلنا إليها, حيث أن الإسراع في السير أو الركض يؤدي الى اهتزازات بملابس المرأة, وقد تتجسّم أجزاء من زينتها التي لا يجوز النظر إليها, ولذلك نرى أن الله تعالى استعمل كلمة (يعلم) فعندما تتجسم أجزاء من جسد المرأة يمكننا معرفتها وإدراكها رغم أنها غير ظاهرة, ومن هذه الآية نستخلص ايضا أنه لا يجوز لبس الملابس الضيقة التي تجسّم جسد المرأة.
((ولا يسرعن بالسير على أرجلهن ليُيعلم ما يخفين من زينتهن))
وقد جاء قبل الفعل (يعلم) لام التعليل, وبذلك نستخلص أنّ المرأة منهية عن الإسراع في المشي إن كان قصدها أن تتجسم زينتها أمام الناس, ويجوز لها الإسراع فيما عدا ذلك كما لو كانت مستعجلة أو تمارس الرياضة.
فبتلخيص كل ما سبق:
عورة المرأة الواجب سترها هي ما بين السرة والركبة+ الصدر, وشعر المرأة او راسها ليس عورة في جميع الاديان السماوية
ويزيد عليها أمام العامة من الناس ما غلبت العادة تغطيته,ويجوز لهاأمام محارمها إظهار ما لا تظهره للعامة , ونهيت عن ارتداء ما قد يجسم زينتها.
حقائق:
1-هل تعلم أن المسمات في العصر الأموي (100) لم يكن محجبات ولا احد من الشيوخ في العصر الاموي تكلم عن هذه البدعة الباطلة.
2-هل تعلم أن آية ضرب الخمار على الجيب نزلت لتميز نساء المؤمنين من نساء المشركين و أنها نزلت في زمن معين وانتهى.
3-هل تعلم أن آية إدناء الجلباب نزلت لتميز بين الأمة والحرة و انتهى حكمها مع انتهاء عصر الجواري.
4- حتى ولو كانت تلك الآية تأمر بما يسمى الحجاب فهو أمر لا يعلو عن كونه واجب وتركه ليس من الكبائر, فقد جائت الآية (وليضربن بخمرهن) مثل قوله (ولا يغتب بعضكم بعضا) و مثل قوله( لا تنابزوا بالألقاب) ولم تأتي مثل قوله ( حرمت عليكم الميتة )
فترك الحجاب إن_كان فرض فعلا_مثله مثل أفعال الغيبة والتنابز وما إلى هنالك وليس كما يصورها البعض من اكبائر.
5- هل تعلم بأن الرجال والنساء كانوا يتوضأون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من حوض واحد في وقت واحد جنبا على جنب، فكانت تتوضأ المرأة بجانب الرجل وهي مقنعة مرتدية ذلك اللباس الذي يجعلها شبحا أسود. ثم تغسل وجهها وقدميها ويديها إلى المرفقين، و تمسح على شعرها.لقد استمر هذا الوضع طيلة حياة الرسول وفي جزء من خلاقة أبي بكر الصديق وجزء من خلافة عمر الذي فصل بين الرجال والنساء في الوضوء من مكان واحد وفق ما ذكر في حديث رواه بخاري.
تروي لنا كتب السيرة كيف كانت نساء وبنات بيت النبوة والصحابة والخلفاء،* يعشن حياة طبيعية بلا حجاب أو جلباب،* ويكفي هنا أن نضرب مثلا علي هذا بريحانتي قريش،* سكينة بنت الحسين* (حفيد الرسول*) التي قال عنها أبوهريرة حين رآها*: سبحان الله كأنها من الحور العين،* وعائشة بنت طلحة* (أحد المبشرين بالجنة*) التي قال لها أنس بن مالك إن القوم* يريدون أن* يدخلوا إليك فينظروا إلي حسنك،* قالت*: أفلا أخبرتني فألبس أحسن ثيابي،* والتي قالت لزوجها مصعب بن الزبير عندما عاتبها علي تبرجها*: إن الله وسمني بمسيم الجمال فأحببت أن* يراه الناس،* فيعرفوا فضلي عليهم،* وما كنت لأستره*،* وكلتاهما اشتهرتا بالجمال والزينة،* وكانتا مع صويحباتهما من سائر بيوت الصحابة* يجلسن في مجالس الأدب والشعر،* ويخالطن الشعراء والأدباء والمطربين،* ولم* ينتقص هذا من عدالتهن شيئا،* ولم* ينكر عليهن ذلك أحد،* لا من فقهاء المدينة السبعة ومنهم ابن عمر،* ولا من رجال بيت النبوة وعلي رأسهم الإمام علي زين العابدين بن الحسين أخو سكينة،* ولا أمرهن أحد بالحجاب أو النقاب أو بعدم الاختلاط الطبيعي العفيف*.
هذه هي سنة الله ورسوله،* التي* يعلمها شيوخ التطرف وأئمة الإسلام السياسي جيدا،* ولكنهم* يخفونها عمدا عن الناس،* لأنها لا تمنحهم سلطة كهنوتية تأمر وتنهي في حياة البشر،* فابتسروا هدي النبوة في نصوص* يفسرونها كما* يحلو لهم بمعزل عن أسباب نزولها،.
أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق ، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا- وأشار إلى وجهه وكفيه.
هذا الحديث غير صحيح وإليكم قول العلماء فيه:
قال أبو داود هذا مرسل خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها.
وقال ابن القطان: ومع هذا فخالد مجهول الحال.
وقال المنذري : في إسناده سعيد بن بشير أبو عبد الرحمن النصري نزيل دمشق مولى بني نصر وقد تكلم فيه غير واحد.
فالحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.