تطوي الزمان باعاً فباعا ألا رحم الله الملك السعودي عبدالله وأسكنه فسيح جناته. عاش فعمل وأنجز الكثير خلال حكمه من النهوض بالتعليم وصحة الفرد وبناء وتعمير المملكة ناهيك عن مشاركته المعلومة الشجاعة لحل مشاكل دول الجوار. تسعون عاماً ماتت بموته وصارت تاريخاً يذكر في الكتب والأرشيف وعملاً يخصه وحده ذهب معه مكتوباً في كتاب الآخرة يقراء يوم الحساب. اللهم أجعل عمله صالحاً وتقبله قبولاً حسناً وأجعل الجنة مثواه. فالموت واحد لا يفرق بين ملك ومملوك ولا بين رئيس ومرؤس وكل إبن أنثي وإن طالت سلامته يوما علي آلة حدباء محمول . والموت واحد عندما تخرج الروح وتشخص العينان إلي السماء فتري عمل صاحبها ويا هول من ساءت سيرته وأعماله وساء كسبه وخسرت دنياه وقد تعذرت إلي الأبد رجعتة لإصلاح العطب وجبر المكسور. والسنين في نظري تموت كما تموت الأنفس واحدة تلك الأخري فتصير ذكري وتاريخاً فقط يذكر عند اللزوم. قبل أسابيع ودع العالم العام 2014 بخيره وشره وتم في نفس الوقت الرقص والاحتفال بعام جديد بدأت عجلته هو في إسراع مذهل وهكذا دواليك ولكن للأسف كل عام يودع يترك خلفه تاريخاً مريراً ملؤه الموت والدمار والفقر والمرض والتشرد وفشل الحكومات المتكرر المحبط (التي أكل الدهر عليها لا تتطور ولا تتغير ) وكل عام جديد مقبل يستقبله الأغلبية بالخوف من المجهول والأسوأ وقد فقد الناس الثقة والأمل في بعض ملوكهم وحكامهم والخوف أيضاً من الإستعمار الجديد من دول كبري نهمة لا أخلاق لها والذي صار يهيمن علي دول العالم الثالث وقد أتاها مبتسماً بخبث لابساً حلة جديدة وإن إختلفت ألوانها فهي أسوأ من سابقتها والشاعر قديما قال إني أري تحت الرماد وميض نار أخشي أن يكون له ضرام. لكن للأسف فالنار قد إشتعلت وعمت الأقطار كما نري ونسمع وسيصعب للأسف إحتواؤها. علي شعوب العالم الثالث أن يفيقوا وعلي الأنظمة الحاكمة التغيير في السياسة والتخطيط السليم وبعد النظر في فهم العلاقات مع الشعوب الأخري وسياسية العالم الخارجية خاصة الدول الكبري التي صارت سياستها الخارجية ذات مصالح أولية واستراتيجيات وعلي الأنظمة الإفريقية والإسلامية خاصة التركيز علي النهوض ببلادها مستفيدة من إمكانياتها المتاحة والتركيز علي تأمين صحة الفرد بتوفر الرعاية الأولية والعلاجية توفير التعليم السليم وفرص العمل لكل فرد والنهوض بتوفير طرق الإتصالات والمواصلات ومواعين الزراعة وتوفير موارد مواد الإنشاء والبناء والتقليل من تكلفتها. كما علي الأنظمة الحاكمة مراجعة نظامها وكل هيكلها ومحاسبة نفسها وتعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وأن تعطي الفرص للأجيال الحديثة من الشباب ليتولوا مسيرة دفة التخطيط والفعيل والحكم. في المملكة العربية السعودية ملك جديد تمت مبايعته الملك سلمان أطال الله في عمره ووفقه فتفاءل الناس بقرارته وقد فضل بمرسوم ملكي إشراك الأجيال الشابة والثانية في الحكم فهل يحذو حذوه حكام السودان وغيره من البلاد؟؟؟؟ أرجو ذلك فالسنين تمر وتموت وكلنا يوما لميتون ولا يبقي إلا العمل الصالح والذكري الطيبة والخبثاء تدفن معهم شياطينهم في القبور المظلمة. ربي أصلح حالنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض للنلقاك وأنت راضٍ عنا عبدالمنعم عبدالمحمود العربي- المملكة المتحدة [email protected]