وصلت مسرعاً مطار هيثرور بلندن في طريقي إلي ستوكهولم في السويد في رحلة سريعة خلال إحدى عطل أيام الأسبوع. وجدت التيرمينال الخامس الجديد الواسع بديع المعمار والنظام مكتظاً بالمئات من المسافرين نساءاً ورجالاً، أطفالاً وشباباً وكهولاً ً، تختلف أشكالهم وألوانهم وملابسهم وحتي ما يحملون من أمتعة أو ضروريات خاصة أوهدايا في أيديهم. إلي أين هم مسافرون يا تري في هذا العالم الكبير في نظرنا نحن أبناء أدم وبنات حواء لكنّه الصغير جداً في نطاق ملك الخالق العظيم اللامحدود.ماذا يدور في أذهانهم في تلك اللحظة التي أراهم بعينيّ وما هو الهدف من كل أسفارهم تلك؟ سؤال يبقي يبحث عن إجابة. رغم تلك الزحمة وغليان جمهور المسافرين وجريهم اللآهث نحو أبواب مختلفة لمغادرة لندن إلي مئات الإتجاهات المختلفة البعيدة المتباعدة في أنحاء هذا العالم العريض لم تستغرق مني كل الإجراءات الرسمية للخروج من المملكة المتحدة بفضل استخدام التكنولوجيا الحديثة وحسن تعامل موظفي المطار المثالي سوي خمس دقائق فقط بما في ذلك رحلة ميترو التيرمينال الداخلية حتي وصولي إلي بوابة المغادرة والدخول إلي الطائرة. أُذِنٓ لنا بدخول الطائرة. جلس الركاب كل في مقعده وربطوا الأحزمة. منهم من كان مسافراً منفرداً مثلي فجلس سابحاً في بنات أفكاره أو مقلباً فايلات حاسوبه المحمول أو دفاتراً مُعيَّنة يحملها ومنهم من يصطحب زوجته أو صديقته يتهامسون في عالمهم الخاص ولا يحسون بما يدور حولهم فلربما هم فقط في رحلة رومانسية إلي بلاد الشمال الساحرة. أقلعت بنا الطائرة البوينق الضخمة وظلت تمخر عباب السماء بسرعة ثمانمائة وخمس وعشرين كيلومتر في الساعة وبعد مضي ساعتين وعشر دقائق وقبل أن تهبط بنا طائرة الجو علي أرض المطار بدأت لنا من علٍ اللوحة الطوبوغرافية للعاصمة السويدية ستوكهولم الجميلة تغطي أرضها مئات البحيرات والغابات الصنوبرية تلك الأشجار المستقيمة السيقان الشاهقة في ارتفاعها والتي إزدانت أكثر في منظرها عندما قاربنا الأرض بلباس حلة الخريف الرائعة الجميلة. إنه لمشهد بديع خلاب يدخل في النفس البهجة والراحة والطمأنينة والتفكر في قدرة وإبداع الخالق العظيم جل جلاله.مثل هذه الرحلة وغيرها أجدها تثير فضولي والدخول في أبواب عديدة من التفكير والتفكر لا ينقطعان بإنتهاء الرحلة. في أروبا وبلاد الشمال الإسكيندنافية ينذر قدوم الخريف في شهر سبتمبر من كل عام بأن عمر تلك السنة قد قربت نهايته حيث تبدأ تتساقط أيامه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة بسرعة مذهلة مثلما تتساقط أوراق الخريف . فأوراق الشجر تتبدل ألوانها في فصل الخريف تدريجياً من الخضرة المريحة للنظر إلي ألوان حمراء وبرتقالية وبنفسجية أو بنية ثم صفراء وعندما يشتد الإصفرار يصيبها اليباس ثم تنتهي فجأةً حياة كانت فرحاً عامراً وإن قصر وإحتفالية زاهية يزدان بها العالم مهرجاناً ربيعياً أشهراً معدودة ومن ثم تتحات كل تلك البلايين من الأوراق مرة واحدة وفي وقت واحد من منتصف كل أكتوبر. هذه اللوحة المتكررة و التي نعيشها كل سنة تجعلني أفكر وأفكر مراراً في أمرين هما الموت وضده أي أعني رحلة الحياة الموعودة بأن تنتهي بالموت نقضيها بسنينها وشهورها وأيامها وسويعاتها التي تتناقص ثانية بعد ثانية من الزمن الحسابي المعتمد فلكياً وفيزيائياً فهل منا من كان يفكر في نهاية كل سنة أن حياته قد تناقصت بسنة كاملة وأن ورقة حياته ربما تسقط نهائياً في وقت جداً قريب؟ وهل يتذكر أحدنا أهمية تلك الأوراق في حياتنا وما كانت تقوم به من عمل وتفاعل فيزيائ كيماوي ينتج منه غذاء الأشجار نفسها وغذاء البشر والحيوانات الأخري من بروتينات ونشويات وفيتامينات إضافة الي ثمار الفاكهة الجميلة الحلوة أو تلك الورود والثمار التي يستخرج من عصارتها الكثير من أصناف الدواء الذي يستعمل في علاج الكثير من الأمراض الباطنية هذا كله بالإضافة إلي أهمية أوراق الشجر في توازن البيئة الصالحة من غازات هامة وغيرها. هذه الصورة المتقلبة بين حياة تموت ثم تتجدد تجعلني دائماً أفكر وأتساءل هل يا تري نحس نحن البشر أو نهتم ونعد العدة لذلك الزوال القادم والقريب جداً من كل فرد منا؟ كما تشغلني قضية محاسبة النفس تلك الأمارة بالسوء بادئا بنفسي متسائلا هل ياتري أنني قد أديت عمل يومي هذا المنصرم كما يجب أن يكون وهل كنت يقظاً بان الله هو الوحيد الذي يعلم مايخفيه ضميري عن الآخرين كما أنه أيضاً يراقبني في كل شيئ بدقة متناهية تعجز عنها مراقبة عدسات تلك الكاميرات الكبيرة الكثيرة التي تحوطنا وتراقبنا أين ما ذهبنا وحللنا وحتي نحن في سيرنا علي الأقدام أو نقود سياراتنا الفارهة علي الطرق السريعة أو البطيئة داخل المدن؟ هل أغضبت شخصاً أو ظلمت و هل وصلت رحمي ومعارفي ولو هاتفياً وهل أحسست يوماً أو لحظة بجوع وعطش اؤلئك الذين لم يحسوا يوما بأن الحياة حلوة وبان للطعام طعم وأن للماء وجود ووفرة وأن للعافية طعم وللألم معاناة؟؟ أتساءل مع نفسي إذا كانت مقدرة الحاسوب الفائقة الدقيقة هي قمة النجاح والكمال العلمي والتكنولوجي حيث نعتمد عليه هذا العصر في تسيير أمور حياتنا كلها من إتصالات وإحصاء وتخطيط وبرمجة وتصميم وتسجيل وتصوير ومراقبة وهو من صنع البشر فكيف إذن تكون مقارنة كل ذلك الإنجاز المنضبط بمقدرة ودقة الحاسوب الإلهي الذي لا تفوت عليه أي طارئة وشاردة ولا صغيرة وحتي ما يعزب عن مثقال الذرة أو دون ذلك؟؟ يا تري من منا الذي عندما يأوي إلي فراشه كل ليلة يظل يحاسب نفسه في العشر دقائق الأخيرة قبل أن يغط في نوم عميق ماذا كسب وماذا خسر في ذلك اليوم ومن منا من يستغفر ويتشهد كل ليلة عند النوم مودعاً لعله لا يعود بعد ذلك إلي الحياة صباح غد مشرق فكم من أهل وأصدقاء ومعارف لنا قد سافروا نهائيا عن الدنيا أثناء نومهم وكانوا لا يشكون أبداً من مرض؟؟ يا تري من منا من يصحو من نومه كل صباح ويبدأ بالحمد والشكر لله بأنه قد عاد سالماً إلي الحياة بعد تجربة الموت الأصغر؟ من منا يا تري من يقوم من نومه ويتحسس أفراد أسرته كل صباح ويحمد الله علي أنهم لا يزالون أحياءاً يتنفسون وهم نيام هواء الله والأوكسجين الطلق؟؟ من منا من يعود أخر يومه إلي أهله سالماً معافاً حاملاً أكياس الأرغفة واللحوم والفواكه ويستقبله أطفاله بالبشر والترحاب فيحمد الله علي دوام نعمة ذلك اليوم؟؟ من منا من يبدأ كل صباح يومه بنظافة بدنه وداره وما حولها من الخارج بل وإماطة الأذي عن الطريق أو من أمام منزله ومن منا يحافظ كل يوم علي نظافة مكتبه والمراحيض الخاصة والعامة في الدوائر أو الأسواق والأماكن العامة؟؟؟ من منا من يحافظ علي الأشجار وممتلكات الدولة والأخرين؟؟ من منا من يحترم جاره ولا يؤذيه؟ من منا من يبذل قصاري جهده ليقدم خدمة للغير أثناء عمله اليومي أو خلافه بأريحية وبشاشة خالصة لوجه الله لا يرجو جزاءاً ولا شكورا؟ من منا من يجيد ويلتزم بمواعيد العمل؟ من منا من يحافظ علي أسرار المهنة وأسرار الآخرين؟ من منا من يقبل أن يوصف بأنه مثل فرعون وقلة عقله فيلبس جلباب كل نظام سياسي جديد في بلده التي تعاني من تجدد الأنظمة الفاسدة؟ ألا يحس ذو الوجهين بوخز الضمير والعار إن وصف بأنه يتلون كالحرباء؟؟ من منا من قد تعود لسانه أن يلهج بكلمات الثناء والشكر والعفو والإعتذار؟؟ يعجبني في ذلك الشاعر أبوتمام إذ يقول: من لي بإنسان إذا أغضبته وجهلت كان الحلم رد جوابه وإذا صبوت إلي المدام شربت من أخلاقه وسكرت من آدابه تراه يصغي للحديث بطرفه وبقلبه ولعله أدري به من منا ياتري من يغض النظر أو التفكير في نواقص وعيوب الغير وعن متابعتها وعدم ذكرها أو نشرها أو التندر بها؟؟ من منا من يستر عورات غيره؟ من منا من يقبل النقد والنصح والرأي الآخر من غير غضب أو رد فعل يندم عليه لاحقا؟؟ من منا من يوقر الكبير فلا يسبه ويحقره ؟؟ أين يا تري من زعيم ديني حقيقي في عالم اليوم بسيطاً متواضعاً عابداً ناسكاً متجرداً من بهرج الدنيا يخشي ربه بحق ليله ونهاره في السر والعلن ويخاف الوقوع في الشرك بالله نتيجة جهل العامة من الناس وتعظيمهم له أكثر مما يجب؟. ليت الشيخ القدوة المثالي يوجد في هذا الزمن العجيب فٓيُعلّٓم اتباعه التفقه في الدين الصحيح بدلاً من الشعوذة والدجل وأن يعلمهم أن الدين المعاملة وأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأنه لا يجوز تقبيل يد إنسان طلباً التبرك وأن الزعامة الدينية لا تُوٓرَّثْ وأن الناس سواسية يوم الحساب الأكبر وأن العظمة لله وحده؟ من منا ياتري من يحمد الله علي ما أفاء الله عليه من نعم وفرة في المال والصحة والقوة والذكاء والعلم والمعرفة والنفوذ فيتواضع أمام من فقدوا مثل تلك النعم؟؟ من منا من يحترم المسكين الضعيف أو العامل الفقير الذي بدونه لا تستقيم الحياة لأن الحياة تكاتف وتكامل في توزيع مهام العمل مهما إختلفت ألوانه؟؟ من منا من يتنازل عن أداء الحج التطوعي السنوي ويهب ذلك المال سنوياً للمساكين من أقربائه وجيرانه؟؟ من منا من يتقاعد بعد بلوغ السبعين والثمانين من العمر ليعطي الفرصة لغيره من الشباب المجددين؟؟ عزيزي القارئ النعم لا تدوم والصحة لا تدوم والقوة لا تدوم والجاه لا يدوم ووفرة المال لا تدوم وقوة البناء لا تدوم ولا تقاوم كل هذه القوي جبروت السماء. فالذكاء قد تنطفئ شمعته في لحظة بسكتة دماغية والصحة قد تنطفئ شمعتها بسكتة قلبية وقوة البدن قد تنطفئ شمعتها بإلتهاب أوشلل فيروسي أو دماغي والجاه والمال لا تدومان فكم من حضارات قوية وغنية قد سادت ثم بادت وقوة البناء مهما بلغت لا تدوم ولا تقاوم الأعاصير والسونامي أو الزلازل الكونية الجبارة. عزيزي القارئ الحياة رحلة من التواصل مكتوبة أيامها محدودة ولكن أي نوع من التواصل هي؟؟؟ أتركك تفكر لعلك تجد الإجابة عزيزي القارئ الحياة صراع بين البقاء والفناء "أعني الموت". الحياة تبدأ في الواقع داخل الأرحام لحظة قذف الحيوان المنوي والوحيد من بين الملايين الأخري المصاحبة الذي يخصب البويضة ولكن عمر الإنسان عادة ما يحسب ساعة خروجه من بطن أمه إلي حين ساعة خروج الروح من جسده عند موته. والتحدي الأكبر الذي يواجهنا كبشر هو أننا لا نملك بأيدينا علماً يفيدنا في التنبؤ بالضبط بساعة الصفر التي قد يولد أو يموت فيها الإنسان وبالتالي قد تصح الإجابة بأن الأعمار بيد الله إذا سئل المرء عن عمره. كثيراً ما يسألني بعض المرضي "دكتور هل سأموت ؟ أو متي سأموت ؟" إجابتي "أن العلم عند رب السماء" . فرغم خطورة أي حالة مرضية والتي قد تؤكد إحتمال وقوع الموت خلال سويعات أو أسابيع فلا علم يوجد حتي لحظة كتابة هذه الأسطر يساعدنا في التنبؤ بالضبط بالكيفية أو بتوقيت تلك اللحظة الفاصلة التي تخرج فيها الروح من الجسد. أمثلة من الواقع المعاش يومياً تصور أن الحياة رحلة قصيرة نجهل عدد أيامها: (1) قصة حقيقية حدثت في إنجلترا العام الماضي أسرة صغيرة تتكون من زوجين شابين وطفلين "ولد وبنت". تسكن الأسرة قريباً من النهر في تلك البلدة التي تقع في منتصف المملكة. دخلت الزوجة في إحدى عطل الأسبوع مطبخها الأنيق لتعد طعام النهار وفي ذلك الأثناء حبذ الزوج أخذ أطفاله في نزهة نهرية مستخدما قاربه الصغير وكان من ضمن برنامج النزهة ان يمر بالقارب تحت شجرة كانت تظلل النهر. لبسوا ستر النجاة وركبوا القارب وعندما وصلوا مكان الشجرة هب إعصار مفاجئ فانقلب القارب وهاج النهر واختفي الأب وأحد الأطفال وقد حذفهما التيار وصار الطفل الآخر يصارع الأمواج ولا يعرف السباحة بالصدفة كان بالقرب من الموقع رجل معاشي يتمشى مع زوجته وقد شاهدا الحادث فقرر الرجل أن ينقذ الطفل قائلاً لزوجته لا أستطيع صبراً وأشاهد ما يفجع القلب لقد اتخذت القرار إما حياة أو موت مع ذلك الطفل ونزل إلي الماء يصارع الموج حتي أنقذ الطفل. الزوجة التي لم تكمل بعد طبخ الطعام لم تصدق "فجن جنونها وعم الحزن كل أهل الحي. هل ياتري سيخرج ذلك الأب بأبنائه إلي ذلك النهر إن كان يعلم الغيب؟ (2) قصة أخري زميل وصديق عزيز لدي ولدي الكثيرين من الأطباء غيري كان يعمل في مستشفي في شمال لندن الكبري. كان خلوقا شهماً طيباً خصه الله بقضاء حوائج الآخرين بكل طيبة وعفوية. كان أنموذجا يحتذي في سلوكه القويم وملبسه ومظهره وتعامله ناجحاً في طبه وتخصصه ودراسته العليا. كان له صديق دراسة يعمل طبيباً في الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يشاهده منذ خمس سنوات. إتصل به ذلك الزميل وعرفه بأنه سيسافر إلي السودان ليكمل مراسيم زواجه ويدعوه للمشاركة والفرحة مع بقية أهله. بإقتراح من الأول جاء الطبيب العريس إلي لندن ليقابل صديقه وليكمل شراء ما يحتاج إليه من لوازم العرس من أسواق لندن العامرة. وبعد أن تم كل شيء والزيارة علي ما يرام عزم العريس علي السفر أولاً إلي مكة لأداء عمرة قبل الزواج . ركبا سويا السيارة الفارهة ذات الدفع الأربع إلي مطار هيثرو. تأخروا في الوصول في ميعاد الطائرة المحدد وعلية تأجلت الرحلة بالنسبة للعريس فعادا قافلين وفي الطريق تنحرف السيارة عن الطريق السريع فيموت الإثنان في الحال. وقع الخبر علي الكل وقوع الصاعقة وإلي هذه اللحظة تتزاول أمام عيناي وجوه هذين الشابين الصبوحين الذان غادرا الدنيا في لحظة لا يمتلكان قبلها أو أثناءها خبراً عن ما يخبأه القدر. عليهما الرحمة شهيدين بإذن الله في جنات الفردوس هما بفضل الله ينعمان. هكذا نفقد الأحباء فجأة ومنهم من لا يملأ مكانه الفارغ أي أحد في الوجود. وكل ابن أنثي وإن طالت سلامته يوماً علي آلة حدباء محمول هذه الخاطرة ونهاية السنة 2013 تقترب أهديها لكل إنسان ينسي في غفلة أن للسفر مهما طال أو قصر نهاية حتمية وأن عادة الإحتفال بقدوم رأس كل سنة جديدة ما هي إلا إحتفال بوداع سنة قَدْ سقطت حقاً من عمر كل إنسان بل قد ماتت (والسنين تموت) وصارت تاريخاً فقط يذكر. لا يهم هذا الإنسان الذي أعنيه أن يكون سودانياً أو غير ذلك، ملكاً أو أميراً، أو حاملاً لجائزة نوبيل في العلوم أو يكون بدوياً يهيم في البراري ..... فالحياة رحلة قصيرة يعيشها كل إنسان يسعي علي وجه الأرض بل هي مسؤولية كبيرة وسامية يجب أن نعي كنهها ونحسنها كما يجب علينا أن نصلح أحوالنا بأنفسنا فبصلاح الفرد يصلح المجتمع وتصلح رحلة الحياة وصلاح رحلة الحياة هو الزاد الأمثل لتلك الحياة الحقة في برزخ نجهل كنهه بعد أن تذوق كل نفس الموت. تذكر عزيزي القارئ أن الحياة دقائق وثوان أي أنها تبقي في الواقع رحلة قصيرة فاغتنمها. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي