عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. من هو الفكي؟! لفظة فكي هي تحريف لكلمة (فقيه) العربية، وفي ذاكرتنا الاجتماعية بات الفكي هو الطبيب، أي الذي يمارس مهنة الطبابة الشعبية وفي ذلك بتنا نسمع الحديث عن الفكي فلان الذي يعالج كذا وكذا وكذا.. ورغم تطاول الأمد للحضور الكاشف لهذا الموجود الاجتماعي لا زال يمارس أدواراً خفية في اللاشعور السوداني، فالفكي الحاضر الغائب في وعي المجتمع؛ (الفكي) ساخر القبيلة وساحرها، وجوده مرتبط بالمزاج العقدي لأي أمة، فقديماً كان الشاعر لسان حال العشيرة هو (ساحرها وفقيهها اللغوي) كان يتوضأ إن أراد قول الشعر، وكان مجتمع ينتظره ليجيب عن أسئلة عدة، كسؤال الحرب، لقد كان يمارس دور الكهانة ولكن عبر (برستيج prestige) والتي ترجمتها الصحيحة (الهيبة)، لذلك ضاها العرب وحي النبي صلى الله عليه وسلم بأقوال الشعراء، في سورة الأنبياء، (قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5). ونجد مشابهات كثيرة في حضارات مختلفة لشخصية الفكي، فمثلاً كانت العرافة هي بمثابة (الفكي) ولكن في حضارات ذات بعد ساحلي، أما الفكي فهو يمثل غموض الغابة وسطوة الأمطار والرعود، لذا فأدواته ذات حضور صامت، أنظر لشخصية الفكي، رجل قليل الكلام، أو يتحدث بالرمز، يشكك في أحاديثك دون أن ينبس، يؤكد على حاجتك إليه عبر لغة جسد ماكرة، وشديدة الخصوصية، كأن (يهوزز=يحرك) رأسو باستمرار في حركة دائرية، ما يشعرك بأنه معك أو يتوحد فيما تقول، يستخدم عبارات قصيرة على شاكلة (إن شاء الله.. الله يفعل.. أمرك مقضي.. حاجتك مقدور عليها...ألخ) وهذه العبارات تجيب عن قلقك بصورة نفسية، إن الفكي يمارس في الصمت كل أشكال الكلام، ولأنك في حالة من الاستعداد النفسي لتقبل المواساة والدعم (إن وجد يعني!) فإنه وعبر صمته المركب يتخلص منك عبر دفعك دفعاً لطلب المعونة بمعاني التوسل، ومن أدوات (الفكي) أنه لا يأخذ المال منك مباشرة، بل لابد من فكرة (الباب) وهي عقيدة مترسخة عند البهائية، تفيد الطريق إلى الله، أي التركيب الاجتماعي والمكاني ذاته ليس عبثاً. فامسح بنظرك مواطن تواجد الفكي، أولاً سيعيش في منزل متواضع ما يفيد الزهد وعدم الابتزاز، وغرفته عادة ما تكون في مكان وسط المنزل أو في أقصاه، ولابد من أن أسرته تشاركه المنزل، وعادة تقوم زوجته بالاختباء عن الناظرين والزوار، ويترك الأطفال يلعبون في تدبير باهر، ينتظر الزائر في (راكوبة) صغيرة قد يشغلها رجل يرتدي جلباباً أو (عراقي) وفيه شبه من الفكي – قد يكون ابن عمه – أو خادمه، ولأن المشهد سيريالي جداً، فالنسوة صاخبات في الداخل، والجدد صامتون في ترقب، إلا من محادثات جانبية بين مشككة في جدوى هذه الرحلة، وأخرى تملك عقيدة في قدرة الرجل، ومعهم طفل صغير يرافقهن من لزوم الاختباء في حيز الاعتيادية، تدخل إحداهن تحمل جسدها بقوة كمن يساق إلى حتفه، تفتح الباب الموارب – عادة يكون من الزنك المحلى بجانبيه خشب متآكل – تدخل: السلام عليكم (بصوت خافت أو متردد) لا يرفع الفكي لينظر بل يكتفي (وعليكم).. اتفضلي.. أها خير إن شاء الله.. بهذه العبارة يفتتح الحوار.. سنواصل هذه الدراما في الحلقة القادمة، ودعوا حديثنا يتصل فيما تقعيد الفكرة وتحليلها.. العرفان والتصوف: العرفان موقف مؤقت من الحياة، قدري دون تدبر، فالعرفاني يمتح من الأسطورة كما يقول الأستاذ الجابري في مشروعه نقد العقل العربي، هو موقف نفسي فردي وذاتي، ففيه تتمحور القضايا الكبرى مثل: (الحرية والمسئولية، الوجود والمعنى، الإنسان والاستخلاف وغيرها) حول الذات؛ الذات العارفة ومن هنا يأتي وصف (العارف بالله) أي الذي يملك معرفة بالقدرة الإلهية معرفة باطنية غير متاحة للآخرين، فهو (عارف) وليس (عالم) لأن معنى العلم يفيد التجدد والاستيعاب، إن أي معرفة مشدودة إلى ذات العارف، ذاته المفارقة للواقع، وقد تم تشريد العقل الإحيائي بالكامل في مجالنا الحضاري في السودان، إنه قد بتنا موكلون بالمطلق لصالح ما يسمى ب(أدب النفس) والأخيرة هذه من تجليات العرفان القائمة على (توقيت القيامة)، وتحنيط الإرادة، وهنا فلا علة ولا سبب، سوى أن الإنسان مجبول بالفطرة على العجز، ومن يسعى لإحياء هذه النسخة من التدين يتأمر على الحقيقة، ويريد من المسلم التسليم بأن أوضاعه وأقداره ليست نتيجة عجز فكري، أو تخلف استراتيجي بل هو القدر المحتوم. إنه يعرض (العرفاني) ومن شايعه فكرة، أن أقدار البشر مكتوبة قبل أن يولدوا، ليقرر بأن اجتماع روحياً عقد قبل بدء الخليقة جٌعلت فيه مقادير البشر مسطرة وهنا لا إرادة ولا معنى من معاني الحرية، وفي بيت الشعر الملقن بالقوة للذاكرة العرفانية (من قبل خلق الخلق والعرش قد كنا) ولعل دليلهم في ذلك أيضاً اجتزاء مخل بالآية الكريمة "وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) من سورة الأعراف، والعرفاني ينتقي فقط الآية (172) ليقول بهذا الاجتماع الروحي، هكذا دون أدنى احترام لسياق الآية وتفسيرها، والحق أن المخاطب هنا هم بنو إسرائيل، ونقرأ في تفسير الجلالين: (إِذْ" حِين "أَخَذَ رَبّك مِنْ بَنِي آدَم مِنْ ظُهُورهمْ" بَدَل اشْتِمَال مِمَّا قَبْله بِإِعَادَةِ الْجَار "ذُرِّيَّتهمْ" بِأَنْ أَخْرَجَ بَعْضهمْ مِنْ صُلْب بَعْض مِنْ صُلْب آدَم نَسْلًا بَعْد نَسْل كَنَحْوِ مَا يَتَوَالَدُونَ كَالذَّرِّ بِنُعْمَانَ يَوْم عَرَفَة وَنَصَبَ لَهُمْ دَلَائِل عَلَى رُبُوبِيَّته وَرَكَّبَ فِيهِمْ عَقْلًا "وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسهمْ" قَالَ "أَلَسْت بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى" أَنْتَ رَبّنَا "شَهِدْنَا" بِذَلِكَ وَالْإِشْهَاد "أَنْ" لَا "يَقُولُوا" بِالْيَاءِ وَالتَّاء فِي الْمَوْضِعَيْنِ أَيْ الْكُفَّار "يَوْم الْقِيَامَة إنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا" التَّوْحِيد "غَافِلِينَ" لَا نَعْرِفهُ) إذن الأمر لا علاقة له البتة بأي اجتماع للبشر خلصهم فيه المولى عز وجل من تبعة التفكر والعقلنة، لأن ذلك يقف بالمطلق ضد فكرة المسئولية التي منحناها وبها نحاسب يقول تعالى: ("قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (108) من سورة يونس، ولا يأتي أحد ونقول أننا أيضاً نجتزأ هنا، فالفرق كبير بين من يصنع تأويلاً لا يتقيد باللغة أو الشروح السابقة، بل يؤسس فكرته على ليَّ عنق الآية وإخراجها من مجالها الدلالي بالقوة، وبين نصاعة آية سورة يونس، وهنا فالناظر لتصريف العرفاني للآية سيعرف إلى أي مدى يمارس التعسف في تأويله، فالأمر أمر تجيير النص لصالحه، لصالح أصحاب الرؤية العرفانية والذي يمثلهم في الأعلى (الفكي) والذي هو نسخة مستترة من روح إفريقيا في تديننا، وهذه الشخصية غامضة وجب كشف كثير من حجبها والتي حققت له حضوراً اجتماعياً وسلطة ونفوذ واسع، ما جعل الاقتراب منه مُكلف وينذر بالخطر العميم؟.. إن أي مجتمع مشغول بالنتائج أكثر من بناء المقدمات، يجد فيه (الفكي) حضوره الكامل، ولتبسيط ذلك نقول، بأننا نمتلك خاصية من التكاسل الذهني سببها وجود شخصيات روحية في ذاكرتنا اليومية، وقد يتمثل البعض نجماً في السماء يبحث عنده الحل، وآخر يسلك طرق عرفانية في التفكير والتأمل متمثلاً شيخه بل لنقل نموذج المتحرك من فكرة المطلق، ألم يقل العرفاني في أشعاره المتألهة (ضَرِيحيَ بَيْتُ الله مَنْ جَاءَ زَارَهُ بِهَرْوَلَةٍ يَحظَ بِعِزٍّ وَرِفْعَةِ)، ونحن نفرق تماماً بين أهل العرفان وأهل التصوف، ورائدنا في ذلك ما خطه بن خلدون في مقدمته تفرقة بين أصحاب العرفان المتشبع بالسحر، وبين أهل التصوف أصحاب الرياضة الدينية كما يسميهم، وهنا يقع التفريق أيضاً بين (عرفان = تصوف سني – نقرأ مع الإمام الجنيد) وبين (عرفان شيعي = من لدن جابر بن حيان وحتى السهروردي)، في مقدمته يقول بن خلدون:(من يحاول حصول هذا المدرك الغيبي بالرياضة، فيحاولون بالمجاهدة موتاً صناعياً بإماتة جميع القوى البدنية، ثم محو آثارها التي تلونت بها النسق ثم تغذيتها بالذكر، لتزداد قوة في نشئها ويحصل ذلك بجمع الفكر، وكثرة الجوع، ومن المعلوم على القطع أنه إذا نزل الموت بالبدن ذهب الحس وحجابة واطلعت النفس على المغيبات، ومن هؤلاء أهل الرياضة السحرية يرتاضون بذلك ليحصل لهم الاطلاع على المغيبات، والتصرفات في العوالم.. أما المتصوفة: المتصوفة فرياضتهم دينية وعرية عن هذه المقاصد المذمومة، وإنما يقصدون جمع الهمة، والإقبال على الله بالكلية ليحصل لهم أذواق أهل العرفان، والتوحيد ويزيدون في رياضتهم إلى الجمع والجوع التغذية، بالذكر فبها تتم وجهتهم في هذه الرياضة، لأنه إذا نشأة النفس على الذكر كانت أقرب إلى العرفان بالله، وإذا عريت عن الذكر كانت شيطانية، وحصول ما يحصل من معرفة الغيب، والتصرف لهؤلاء المتصوفة إنما هو بالعرض) - المقدمة الجزء الأول: نسخة إلكتيرونية ص 46) لكن أيضاً ودعماً لفكرة أفريقانية التدين في السودان نقول إن من أهم المراجع التي كشفت عن طبقات مخبأة في تدين السودانيين ما كتبه القس الإنجليزي سبنسر ترمينجهام (1904 - 1987م( في مؤلفه Islam in the Sudan (الإسلام في السودان) الصادر في يونيو 1946م، ونعتمد هنا ترجمة فؤاد محمد عكود، ولأهمية هذا الكتاب على الأقل باعتباره يتمتع لنقل بمصداقية علمية بعد أن نخفف فيه من بعض الأحكام التي لا نتهمها بقدر ما نضعها في سياقها الزماني والمعرفي، وترمينجهام مؤرخ وأنثروبولوجي ومن مؤلفاته (الفرق الصوفية في الإسلام)، نقرأ : (لقد كان لهؤلاء الرجال (الفقرا) وسط شعب (السوداني – الكاتب) ليست لديه أي خلفية ثقافية – السلطة الكاملة لقيادته نحو الخرافات التي تؤمن بها الجماهير ودمجها في شخصيتهم (الفقرا). إن الأحوال السياسية المضطربة للبلاد وبعدها عن أي اتصال مع المراكز الإسلامية الأخرى عدا الحجاز، تلك المراكز التي كانت بدوره راكدة في تلك الفترة لم تؤد إلى تطور مدارس تعليمية/ثقافية محلية تضع حداً للتطرف. وهكذا كان الإسلام الذي تطور بهذه الطريقة قد تشرب بشكل قوي بالنزعات الإفريقية والتي كانت عواملها المميزة عاطفية وخرافية.. ص 112م). وعند طبقات ود ضيف نكتشف أشكال التدين في أول دولة نسميها بالإسلامية (دولة سنار) يقول: (أعلم أن الفنج ملكت أرض النوبة، وتغلبت عليها في أول القرن العاشر: سنة عشرة بعد التسعماية (1504م) ولم يشتهر في تلك البلاد مدرسة علم ولا قرآن، ويقال أن الرجل يطلق المرأة ويتزوجها غيره في نهارها من غير عدة) صفحة 320. وفي ذلك أيضاً الشيخ الهميم زاد في نكاحه من النساء على المقدار الشرعي وجمع بين الأختين حيث أنه تزوج بنات ابو ندودة الأثنتين في رفاعة و جمع بين بنات الشيخ بان النقا الضرير كلتوم وخادم الله فأنكر عليه القاضي دشين فأدعى الشيخ الهميم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن له في ذلك والشيخ إدريس يشهد وكان الشيخ إدريس حاضراً فقال للقاضي دشين : إتركه بينه وبين ربه فرفض القاضي دشين و قال أنه سيفسخ نكاحه فرد عليه الشيخ الهميم قائلاً : الله يفسخ جلدك فمرض القاضي مرضاً شديداً حتى إنفسخ جلده – صفحة 90.. والكثير الكثير.. وقد يتقدم أحدهم بالطعن في فكرة الاستشهاد بما يكتبه قس مسيحي، سيتهم هكذا بلا بصر بأنه حاقد ومتأمر ويعمل على هدم الدين، وهذه عقيدة ظلت ملازمة للعقل المسلم الذي ظن بكل الأوروبيين الشر فيما يكتبونه من معرفة عربية إسلامية، والرد عليهم سهل، بأنه لو عرضنا ما وصل إلينا من معرفة في أمهات كتب التراث لوجدنا محققيها هم من الأجانب ولولاهم لما وضعنا أيدينا على مقدمة بن خلدون ولا تاريخ العرب القديم ولا حتى التاريخ الإسلامي والقائمة تطول بهم وإذا أراد العرفاني أن يطعن في صحة مصدرنا هنا فعليه أولاً أن يقف ضد مشروعيته هو، فلولا لويس ماسينون (توفي في 1962م) ما أمكنه أن يصدح بأشعار الحلاج، فالمستشرق الفرنسي صاحب كتاب (آلام الحلاج) يقدمه للعرفاني بأنه النموذج الكامل في عشق ذات الله، وصاحب صيحة (أنا الحق)، وغيره كثيرون صنعوا الإطار المعرفي للعرفاني، وهنا فلا مجال إلا بالقدر اليسير في الطعن الذي يوفر الموضوعية في تحييد العناصر غير المقبولة في طبيعة النص الخاص بالاستشراق. قلنا إن (الفكي) شخصية غامضة وحاضرة، فمن من يستطيع أن ينكر أن ذهب هو أو أحد أقاربه لزيارة شخص لايعرفه بغرض (فك عمل) أو حل أي معضلة تواجهه؟ اعتقد أننا على الأقل أبناء جيلي يحتفظون بصور من حضورات كثيفة لهذه الشخصية، قد يكون لهذا الحضور ذكرى إيجابية ومرحة بأن حالف أحدهم الحظ ونجح في سداد خدمة اجتماعية لزائريه، بأن زوج أحداهن أو رطب الجو بينها وزوجها (ما يعرس فيها) أو منحهم بعض (الحجبات) لتقيه من الحسد أو تجلب له المال والحظ، ومن كان في خرطوم وامدرمان الثمانينيات أو حتى منتصف التسعينيات لن ينسى الباعة المفترشين لأسواق المدينتين يعرضون بضاعتهم فيها (عرق محبة..).. نواصل..