عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ------------ اتصلت بالأخت الصديقة اماني لقمان .. فقالت لي : ابراهيم لله ما اعطي ... حيدر رحمه الله .. كان الخبر وصلها للتو وهي في القاهرة .. صعقت .. هل نقلت لي الصدمة ام انها كدأبها تتميز بشجاعة نادرة .. كما عهدناها تتقدم الصفوف ابان مقاومة الدكتاتورية الثانية .. طويت الليل علي دموع ونشيج , غفوت الفجر يحدث بعضي بعضي متمنيا تكذيبه .. حيدر مات ..!؟! جاءني الخبر : نزل حبيبنا حيدر الدرج الي سيارته صباح أمس الاول ولكن القلب الكبير توقف .. وتوقفت انفاس محبية .. لم اري من الناس من اجمعوا عليه مثل حيدر : حتي من فصلوه من العمل وطاردوه وهرب منهم التقي زعيمهم عمر البشير في مؤتمر القمة العربي في القاهرة .. في مطلع التسعينات وكان مراسلا لمجلة الشراع اللبنانية .. تحدث اليه البشير وعلم منه انه معارض للنظام وهرب من الوطن لاجئا الي مصر فقال له البشير وهو يهزأ بطريقته المعهود وضحكه السمج : " اعمل حسابك .. ده نافع بتاع بيوت الاشباح .." !!!؟!؟! وكان نافع ينظر الي حيدر ..ويمني النفس لو كان بين يديه .. وحتي جعفر نميري رحمه الله الذي أنجز واحدا من اهم الكتب عن نظامه .. وحينما بدأ في لقاءاته به كان قد صدر كتاب الاخوان والعسكر ..وهو بالتأكيد ضد فترة حكة وقوانينه القمعية تماما .. فرآه النميري في منزل عزاء بالقاهره وكان حيدر بأدبه الجم تجاه الكل لا يرغب في لقاءه .. فنادي عليه النميري : " يا حيدر .. يا حيدر تعال تعال انا كتابك قريته تعال كمل شغلك " !؟! حيدر ليس له أعداء .. وليس له خصوم .. فهو محب للجميع .. ولا ينظر للعمل العام من زواياه الشخصية وتلك خصيصة في تراث الادب السياسي تتطابق مع فكره وتكوينه النفسي .. جبنا معا ارجاء واسعه من المعمورة من حصار بيروت الي عقد المنفي القاهري الضائع وأثينا وروما وطرابلس ..وكان بقدر تسامحه عنيدا ومصادمة لا يخشي في الحق لومة لائم .. في مقاومة الدكتاتورية الثانية شكلنا ثنائية في رجم النظام بالمنشورات .. يأخذني بعد منتصف الليل الي مبني سونا القديم في تقاطع الجمهورية مع القصر والمبني يحرسه امن الدوله .. وانا أقول اه انت لازم تجيب أرجلنا في الخيه " .. وتارة يأخذني الي مكان تحرسه دبابه .. وانا أصيح به ... ياحيدر .. ياحيدر ... كيف هان عليك ان لا تودعنا .. مازالت هناك كتب لم نقرأها ... ومازالت هناك بلدان لم نذورها .. وهناك عطاء ينتظرنا وأبناءك ومحبوك ظهورهم ألب الحائط .. أدرك انك لا نخشي الموت ..وأنك كنت تعد له .. وكنت تسخر منه هل تذكر في بيروت وآلاف سكستين تواصل تدميرها وكنا في الطريق من الحمراء الي الورشه وانت تصيح بي : " تعال جمب الحيطه .. وتضحك ..!! وانا أقول لك : " ده النوع البشيل الحيطه " !؟!؟! ها انت تموت واقفاً حاملا سلاحك القلم وتتجه للعمل .. ولكن القلب المجهد يخزلك . نم هانئا اخي الحبيب .. نم هانئا .. وانت تدري انك تلاقي ربك طاهرا نظيفا .. نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله .. ونشهد انك عشت معنا طاهراً نظيفا ..كما والدتك امك .. وأننا اخببناك وقدمناك نقيبا وإماما وأستاذا ومفكرا .. رحمك الله وأجزل من عطاءه لك بقدر محبتك لأهلك وشعبك . وعزاء الي اختنا اماني لقمان ومريم وآمل والي الاهل في السودان والي قبيلة الصحفيين والناصريين وكل محبي حيدر من كل الوان الطيف السياسي والي الشعب السوداني العظيم نزف إليك ابنا من أبناءك البرره شهيدا في سبيل الحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية . ورحم الله حيدر واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون .