بسم الله الرحمن الرحيم 1 مارس 2015م يعد هجوم قوات القمع السلطوية على ندوة تدشين حملة (ارحل) في الولاية الشمالية مساء أمس السبت الموافق 28 فبراير، حلقة في مسلسل الكبت، ومحاولات الاستئصال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، وقد ضاقت ذرعاً بالرأي الآخر، ضاربة عرض الحائط بأي عرف سياسي أو قانوني أو دستوري يتيح للأحزاب التجمع داخل دورها باعتباره الحد الأدنى من حدود حرية التعبير، وذلك بعد أن حرمت الأحزاب والجماعات من الحشود في الميادين العامة وصارت هذه الساحات مكاناً مقصوراً على المؤتمر الوطني ومحاسيبه. وتأتي هذه التصرفات في وقت يتبجح فيه النظام بإجراء انتخابات يدعي حريتها، ويدعو الناس لحوار وطني تعد الحريات أبسط مقومات قيامه. لقد حاولت قوات الشرطة والأمن في دنقلا في البداية منع بعض مرتادي الندوة من الدخول وأحاطت دار حزب الأمة بدنقلا الذي أقيمت فيه الندوة بقوات شرطية كثيفة، ثم هجمت على الندوة بعد بدايتها لتفرقها بالقوة، واستخدمت العنف والغاز المسيل للدموع، فأصيب البعض جراء الهجوم، ومنهم بدري زكريا، ومصطفي عبد الرحيم، وأحمد عبد الكريم، كما تم اعتقال بسام رياض الأمين عضو حزب المؤتمر السوداني وأطلق سراحه لاحقاً. كل هذه التصرفات القمعية تقوم بها السلطات لعرقلة مسيرة حملة (ارحل) التي قضت مضجع النظام لأنها أثبتت عزلته، وأكدت عزوف الجماهير عن (انتباخاته). لقد ظهر رعب النظام من الحملة في محاولات التضييق العديدة منها اعتقال منظمي ندوة سنار وترهيب مرتادي الندوة والسعي لمنع ندوة سنجة، وقطع التيار الكهربائي عن ندوة عطبرة، واختطاف أوراق التوقيع على تذكرة (ارحل) المتوجهة لها من أم درمان، وأخيراً ما حدث بدنقلا، هذا إضافة لخطب وتصريحات رموز النظام الرسميين بدءاً برئيسه، وانزعاجهم البادي من الحملة، ومحاولات الرد والتقليل من الحملة، والتشويش عليها، وهو التشويش الذي ابتدأ حتى قبل الإعلان رسمياً عن الحملة، وذلك بمحاولة اختطاف صوتها إعلامياً بشكل مضلل. إن قوى نداء السودان إذ تسير في تصعيد حملتها، وهي تعلن انتصار خطها السياسي في (إعلان برلين) حول الموقف من اجتماع أديس أبابا التحضيري، وذلك بالرهان على وحدة صفها، وعلى كسب الجولة الدبلوماسية أمام نظام الصلف الإنقاذي، فإنها تؤكد على وقوفها الصلب خلف قادتها المعتقلين، وتناشد جميع النشطاء والشرفاء أن يكونوا حضوراً في المحكمة التاريخية أمام محكمة جنايات الخرطوم شمال، ليوم غد الاثنين، في تمام الساعة 11 صباحاً، ليكرروا المشهد التاريخي الرائع الذي كان يوم الاثنين الماضي، وليشهدوا محاكمة رمزي الوطنية الأستاذ فاروق أبو عيسى والدكتور أمين مكي مدني لنظام القهر والفساد والفقر والتمزق والجبروت. وآخر كلمة نقولها للنظام: افعل ما تفعل، فإننا ماضون، وإنك راحل.... فارحل.. ارحل.. ارحل.