يصطف التلاميذ الكوريون الجنوبيون لأخذ وجبة افطارهم في احدى مدارسهم ويسير الطابور بكل سلاسة بدون وجود منظم أو سياج، وبعد الاكل وبانتظام يأخذ كل تلميذ بقايا أكله وتكون بسيطة جداً ويضعها في مكان مخصص لها، ويضع ادوات الاكل في امكنة مخصصة لها أيضاً، هذه جزء من احداث فيديو كنت اشاهده، وأثناء ذلك مر احد الاستاذة لينبهنا المعلق على الفيديو بأن الاستاذة هم القدوة لهؤلاء التلاميذ يطبقون النظام ويلتزمون به التزاماً قاطعاً، وانه كما يكون الاستاذ يكون التلاميذ، لا أداري في هذه النقطة بالذات لماذا قام عقلي بإجراء عملية (فلاش باك) لقصة مدرسة الدخينات الوهمية التي شغلت المجالس والأسافير اليومين السابقين. كيف سيكون مصيرنا لو ان هناك اساتذة بهذا المستوى البازخ في اللامبالاة في تدمير مستقبل طلابهم، كيف هم على هذه الحال التي يرثى لها وقد وصل بهم الانحطاط لإنشاء مركز امتحان وهمي بكل أركانه من رقم مركز وأرقام جلوس ومن باب أولى مراقبين وكنترول، ليس هذا فحسب بل ورق امتحانات أيضاً، وقد تم صرف احداها بالفعل ولابد ان الاخريات كانت تقبع في احدى دواليب تلك المدرسة المعنية. المدرس السوداني كان وما زال فخر لنا ولكل السودانيين ينتشر في اصقاع وبقاع الوطن ينثر العلم ويقود المجتمع ويتصدره، ويقدم القدوة الحسنة التي نتبعها بدون أي تردد، فكم من قرية سودانية ميتة احياها معلم ظل يكابد الامرين الفاقة وتمنع السكان من ادخال أبنائهم وبناتهم المدارس، لكنه ظل يدعوهم ويحثهم بلا كلل ولا ملل حتى اقتنعوا وكان له مبتغاه، وكم من بلدة كانت ظلمات الجهل تخيم وتعشعش في اركانها انارها معلم صابر عالم برسالته التي يؤديها، وكم من معلم ظل صديقاً للفصول في المدن المختلفة ينشر العلم ويرفع الجهل ويضع الطوبة تلو الطوبة في بناء الوطن، ليس هذا فحسب بل أن المعلم السوداني ظل عملة نادرة في دول الخليخ والدول العربية الاخرى لما يتصف به من صدق وجدية. كان قد انتشر قبل فترة فيديو لتلميذة سعودية ترتدي الثوب السوداني تقلد معلمتها السودانية في اصرارها على الانتباه والاستذكار وتنفيذ الواجب المنزلي، الامر الذي أدخل الاطمئنان على نفوس السعوديين بان ابنائهم وبناتهم في أيادي أمينة عندما يكون معلمهم سوداني، وقبلها كانت الاستعارة لليمن فعندما كان للآخرين مقولتهم المشهورة (خليه يطلع حمار عشان ابنك يستعار) كان السوداني يكيل العين اجتهاداً ومثابرة في تجويد ادائه للوصول لأقصى درجات الفهم للتلميذ اليمني. نعم لقد تلقينا العلم على ايدي هؤلاء الاستاذة ومن مثل تلك النماذج التي اوردت بعضها، استاذة مثلوا لنا القدوة الحسنة قبل المعلم المقتدر ومازلت من شدة افتخاري بهم اختشي أن أنظر في وجه الواحد منهم احتراماً وتقديراً لهم، لان جميلهم علينا عظيم ودينهم كبير، لكن الاساتذة الذين قاموا بمهزلة الدخينات فهم بالتأكيد فئة معزولة ليست كتلك الفئة العملاقة الذين تتلمذنا على ايديهم ولا تمثل المعلم السوداني (الدهب الجنيه) بأي صورة من الصور. أود هنا ان اشير هنا إلى أن التناول الاعلامي الكثيف لتلك الحادثة لم يرضنى بسبب أنه يطعن في ذمة المعلم السوداني ككل ويشوش عليها، وثانياً قد يثير الشكوك لدى الشعوب حولنا في الشهادة السودانية التي ظلت على مدى العصور تمثل الجودة والإتقان في كل تفاصيلها. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ///////////