هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بماذا همس الرئيس المصري مبارك في ودان الرئيس سلفاكير .. بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 26 - 11 - 2009

بماذا همس الرئيس المصري مبارك في ودان الرئيس سلفاكير (الذي نجا بعد انفجار إطار طائرته بيوغنده ؟ ) ؟
( الحلقة الثانية )
[email protected]
مقدمة
لا زلنا نواصل سرد بعضاً من اطراف الونسة مع البقرة المقدسة .
وهناك بعض الجمل المفتاحية التي سقطت , سهوأ , من لسان البقرة المقدسة . والتي التقطتها آذان كاتب هذه السطور .
فقد اشارت اشارة عابرة الي لقاء الرئيس سلفاكير بالرئيس المصري مبارك في القاهرة يوم الثلاثاء 27 اكتوبر 2009 .
هذا اللقاء يعتبر أهم حدث منذ اعلان استقلال السودان في اول يناير 1956 . يوم الثلاثاء الموافق 27 اكتوبر 2009 سوف يظل محفورأ في تاريخ السودان الحديث . ولا نلقي القول علي عواهنه . ولا نتحدث من فراغ . وانما نتوكا علي ايات وشواهد شاخصة .
ولكن دعنا بادي ذي بدء , نرصد الحدث , ثم نعقب عليه ونحلله , واضعين النقط فوق الحروف !
يوم الثلاثاء 27 اكتوبر 2009
قابل الرئيس مبارك الرئيس سلفاكير بكثير من الحفاوة والترحيب . وظهر جلياً للرئيس سلفاكير ان جهاز مخابرات الرئيس المصري قد نوره بان الجنوب قد اصبح علي قلب رجل واحد مع الانفصال بحلول استفتاء يوم الاحد 9 يناير 2011م . وانه من ابجديات السياسة ان يركب الرئيس مبارك قطار الانفصال . ويكون علي علاقة طيبة مع الرئيس سلفاكير , بدلاً من ان يخسر الرئيس سلفاكير بالدعوة الي وحدة صارت في احلام زلوط . ثم ان السودان الشمالي المفتت اسلم للامن القومي المصري من السودان الموحد القوي الذي سوف يناكف في حلايب , ويناور مع حماس وايران .
وظهر جليأ للرئيس سلفاكير أن العم سام , بيده الطولي وجزراته الفخيمة , قد قنطر الكورة , وبرمج الرئيس مبارك خير برمجة .
وعليه فقد كان الرئيس سلفاكير في اشد غايات السرور والبهجة وهو يستمع الي الموسيقي العذبة تخرج من فم الرئيس مبارك مبشراً اياه بانه ( الرئيس مبارك) يبارك اي خيار يختاره الجنوبيون : وحدة ام انفصال . وانه لن يكون ملكياً اكثر من الملك , ما دام السودانيون كلهم قد اتفقوا علي حق تقرير المصير , الذي تم تضمينه في الدستور الانتقالي للسودان .
ولكن طلب الرئيس مبارك من الرئيس سلفاكير ان يلتزم له بامران . وان كان الرئيس مبارك يعتبرهما من المسلمات . ولكن , وكما قال الثعلب الانجليزي تشرشل , فأنه من المفيد أحيانأ تكرار , وأعادة تكرار الواضح .
الأمران هما :
انه في حالة انفصال جنوب السودان عن شماله :
أولأ :
نصيب مصر في مياه النيل ( 50،55 مليار متر مكعب في السنة عند اسوان) سوف يبقي ثابتاً كما نصت بذلك اتفاقية 1959م بين مصر والسودان القديم .
ثانيأ :
نصيب مصر من المياه الاضافية المتوفرة بعد اتمام قناة جونقلي , وأي مشاريع مائية مستقبلية أخري في دولة جنوب السودان , سوف يبقي نصف الكمية الكلية , حسب ما نصت به اتفاقية 1959م بمناصفة الكمية المتوفرة الاضافية بين مصر ( نصف الكمية ) والسودان القديم ( النصف المتبقي) .
علي ان تتقاسم دولة جنوب السودان الجديدة مع دولة شمال السودان النصف المتبقي حسب ما يتفقان عليه .
ما كان من الرئيس سلفاكير الا ان يؤكد التزامه الكامل والمطلق بكل بنود اتفاقية 1959م بين مصر والسودان , والتزامه بكافة الاتفاقيات التي ابرمها السودان القديم مع اي طرف ثالث قبل يناير 2011م .
عندها قام الرئيس مبارك من مقعده . وباس الرئيس سلفاكير علي خده الايمن ثم علي خده الايسر . وشد علي يده اليمني بكلتا يديه مردداً :
توكلنا علي الله والخاين الله يخونوا.
وبهذه الكلمات الستة تم دق أول مسمار في نعش السودان القديم ؟
الفاتحة ؟ البركة فيكم ال محمد احمد ؟
فرح الرئيس سلفاكير , ان الله لا يحب الفرحين . وأصابته شحتافة روح من فيضانات الفرحة الغامرة . ام هلا هلا بوظت بوصلته , ولم يستطع البقاء في القاهرة بعد ان اخذ الضوء الاخضر المصري لانفصال الجنوب عن الشمال . الغي جميع ارتباطاته ومواعيده واجتماعاته في القاهرة , بدون أبداء أي أسباب . ولم يكن مرافقوه ومستشاروه اقل حيرة وأستغرابأ من بقية القوم ؟ وطار الرئيس سلفاكير عائداً الي جوبا , عن طريق الخرطوم , ومنها الي نيروبي ليخبر الرئيس الكيني بالاخبار السارة , قبل سفر الأخير الي ابوجا , للمشاركة في اجتماع مجلس السلم والامن الافريقي , التابع للاتحاد الافريقي , والمقرر ان يناقش تقرير مبيكى بخصوص دارفور , ومسار تنفيذ اتفاقية السلام الشامل .
الانفصال قبض أيد
بعد موافقة الرئيس مبارك المفتاحية , أصبحت كل الدول جيران السودان تؤيد اي خيار يختاره الجنوبيون في استفتاء 2011م , حتي لو كان الانفصال .
ملك الملوك قد بارك انفصال الجنوب عن شمال السودان , ووعد بتقديم الدعم المطلوب للدولة الافريقية الجديدة . اسياسي افورقي قال للرئيس سلفاكير انه لن ينهي عن امر وقد أتي مثله . الرئيس الاثيوبي اكد للرئيس سلفاكير بانهم في اثيوبيا يؤيدون حق تقرير المصير للاقليات الاثنية الاثيوبية , وبالتالي فسوف يؤيدون اي خيار يختاره الجنوبيون عند استفتاء 2011م ، حسب ما نصت به اتفاقية السلام الشامل . اما الرئيس اليوغندي ورئيس تشاد ورئيس جمهورية افريقيا الوسطي ورئيس الكنغو الديمقراطية , وبالاخص الرئيس الكيني . كلهم اكدوا للرئيس سلفاكير احترامهم الكامل لاي قرار يتخذه شعب جنوب السودان عند استفتاء 2011م , حسب من نصت به أتفاقية السلام الشامل .
لم تسع الرئيس سلفاكير الفرحة يوم السبت الموافق 31 اكتوبر 2009م في كنيسة ماريا تريزا في جوبا وهو يري نفسه , بمشيئة الرب في الاعالي , وبمباركة من كان في المهد صبيأ . وقد اصبح اول رئيس لجمهورية جنوب السودان . فرمي قنبلته التي دعا فيها الجنوبيين للتصويت لصالح استقلال جنوب السودان .
سبحانه أذا قضي أمرأ فأنما يقول له كن فيكون .
مصر كانت القشة التي قصمت ظهر بعير تردد ومكيافيلية وغتاتة الرئيس سلفاكير في عدم الافصاح عن مكنون دواخله ؟ وكان الرئيس مبارك كريماًَ مع الرئيس سلفاكير فناوله القشة المطلوبة . وبعدها اصبح الرئيس سلفاكير واضحأ وفاضحأ , وعينه قوية ؟
اذن الطريق من هنا والي يوم الاحد 9 يناير 2011م سوف يكون خاليأ من المطبات والانوار الحمراء .
وسوف يغني شعب الجنوب مع الفيتوري :
في تسعة هب الشعب طرد جلاده ...
في تسعة وليّ الظلم . .. الله لا عاده ...
فخامة الرئيس مبارك
الرئيس مبارك يملك سلطات وسلطاناً ونفوذاً وطاعة عمياء , تعادل ما كان يملكه اجداده الفراعنة . الوزراء مجرد موظفين ينفذون التعليمات . وكذلك اعضاء مجلس الشعب ومجلس الشوري . وكذلك كتبة الصحف , ومقدموا البرامج التلفزيونية . الكل في مصر يسبّح بحمد الرئيس مبارك ولايعصي له امراً .
وتجد تبجح فرعون موسي مسجلا في محكم التنزيل :
أليس لي ملك مصر؟ وهذه الانهار تجري من تحتي؟ افلا تعقلون؟
وتجد ان الحق قد ارسل رسله الي اقوامهم كافة . وأستثني المصريين من هذه القاعدة . فتجد في الاية 103 من سورة الاعراف :
ثم بعثنا من بعدهم موسي باياتنا الي فرعون .......
لم يبعث الحق نبيه موسي الي المصريين , وانما الي فرعون المصريين ؟
والاية 104 من سورة الاعراف :
وقال موسي يا فرعون اني رسول من الله رب العالمين .
لم يخاطب موسي المصريين . وانما خاطب فرعون المصريين ؟
أرسل الحق نبيه الكليم الي الفرعون . ولم يرسله الي المصريين . لان المصريين علي دين ملوكهم . ان امن الفرعون , امنوا . وان كفر الفرعون كفروا .
وأن زعل الفرعون قامت الدنيا ولم تقعد ؟
زعل الرئيس مبارك من هزيمة فريق الفراعنة (وهي تسمية أستفزازية ؟) امام فريق الجزائر في امدرمان ، فقامت الدنيا في مصر ولم تقعد .
زعل الرئيس مبارك من القوم في قطر لمبادرة اميرهم بدعم حماس في غزة . فقامت الدنيا في مصر ولم تقعد . وجاهدت وزارة الخارجية المصرية والاستخبارات المصرية لتبويظ محادثات الدوحة بخصوص دارفور . واطلقت القاهرة مبادرة جديدة حول دارفور فقط لكي تبوظ مبادرة الدوحة . ودعت الفصائل الدارفورية الي اجتماعات في القاهرة لتوحيدها . ودعت الي مؤتمر دولي حول دارفور . فعلت كل ذلك فجأة وهي التي كانت نائمة منذ عام 2003م عندما بدأت محنة دارفور .
فعلت كل ذلك ( كيتن ) في الدوحة ولتبويظ مبادرة الدوحة . فقط لان الرئيس مبارك زعلان من الدوحة .
زعل الرئيس مبارك من ايران لدعمها لحماس , الدعم الذي يحرج القاهرة , وهي الاولي بدعم الفلسطينيين . فقامت الدنيا ولم تقعد . وبدأت شيطنة وابلسة ايران في وسائط الاعلام المصرية.
وهكذا رجل واحد يقرر , والملأ من قومه يتبعه صما وعمياناً .
أتذكر عزيز مصر ؟ دعني أذكرك . راجع الاية 54 من سورة يوسف :
وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي ...
أستأثر ملك مصر بيوسف . فملك مصر هو المصريون . واذا امن الملك بيوسف , امن به المصريون .
المصريون علي دين ملوكهم .
ودوماً ما يستخف الرئيس مبارك قومه فيطيعوه ، انهم كانوا قوماً طايعين .
حكاية
يحكي الدكتور الجزولي دفع الله , رئيس وزراء الانتفاضة , بانه زار القاهرة في محاولة لتطبيع العلاقات بعد حادثة احراق العلم المصري في شوارع الخرطوم . أصطحبه قرينه الدكتور عاطف صدقي , رئيس وزراء مصر , لمقابلة الرئيس مبارك . وكم كانت دهشة الدكتور الجزولي دفع الله كبيرة , عندما احضر الحاجب كرسيأ للدكتور عاطف , وضعه أمام الباب المؤدي الي مكتب الرئيس مبارك . دعي الدكتور عاطف ضيفه الدكتور الجزولي للدخول منفردأ لمقابلة الرئيس مبارك ؟ مشي الدكتور الجزولي لوحده الي داخل مكتب الرئيس مبارك تاركا الدكتور عاطف صدقي , رئيس وزراء جمهورية مصر العربية , جالسأ علي كرسي خارج باب مكتب الرئيس مبارك ؟ جاهزأ للدخول اذا طلب منه الرئيس مبارك ذلك ؟ والا فسوف يبقي جالسأ الي ان ينتهي الدكتور الجزولي دفع الله من محادثاته مع الرئيس مبارك ؟ لن يستطيع مبارحة كرسيه حتي الي بيت الراحة ؟
فتأمل ؟؟؟
هذه هي ثقافة القوم! ففيم الدهشة وفيم الاستغراب من فرحة وشحتافة روح الرئيس سلفاكير ؟
الان كل مصر , وبالاخص عمرو ديب , في جيب الرئيس سلفاكير ؟
وحكاية ثانية
يحكي الاستاذ فضل مصطفى النقيب انه في الشهر الأول من توليه رئاسة الجمهورية , اتصل الرئيس السادات بالاستاذ هيكل , رئيس تحرير الاهرام , وأخبره بأنه شعر ، أثناء اجتماعه الأخير مع الرئيس نميري , بأنه ( نميري ) مستاء من أن هيكل يقف ضده منحازاً للمعارضة في السودان . وقال السادات لهيكل إنه طمأن النميري بأن ذلك غير صحيح . وليثبت له ذلك فقد وعده بأن يكتب هيكل مقالاً يزيل فيه كل الشكوك حول الموضوع . بالطبع ، اعتذر هيكل ولم يقبل أن يكتب مقالاً يحدد موضوعه الفرعون . وبالطبع، فإن ذلك أغضب الفرعون , لأنه اعتقد أن هيكل لا يعامله كما كان يتعامل مع عبد الناصر . ولم يخطر بباله أنه هو الذي يسعى لأن يتعامل مع هيكل بطريقة فرعونية مختلفة عن طريقة عبد الناصر .
زعل الفرعون من هيكل !
وبقية الحكاية معروفة . واصبحت درسأ لكل من يتعاطي الصحافة والاعلام في مصر . بل كل من له معاملات , مباشرة أو غير مباشرة , مع الفرعون ؟ من الوزير الي الخفير ؟
طبعأ , من ( ديك ) ترك هيكل رئاسة تحرير الأهرام ، وتوقف عن الكتابة في الصحافة المصرية .
في مصر الان إما : صحافة التأييد المطلق للسلطة , وإما ( مؤخرأ ) صحافة المعارضة الكاملة ؟
ليس هناك أي فرق في مصر , وحتي في العالم العربي , بين « صحافة التدخل السريع» و«صحافة القارئ الواحد» ؟ على أساس أن الصحافي الذي يكتب بعد استلام مكالمة تلفونية من مسؤول في السلطة , ينتهي إلى أن يكتب بما يرضي ذلك المسؤول فقط . وكلما ازداد رضى ذلك المسؤول عنه , كلما ازداد حجم المكاسب والامتيازات التي يحصل عليها ) صحافي التدخل السريع ( من السلطة. ولكنه يصبح صحافي القارئ الواحد .
وحكاية ثالثة
هناك تسريبات تقول ان رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز , في لقائه الودي مع الرئيس مبارك الاسبوع المنصرم , قد عرض بذل مساعيه الحميدة , لإصلاح ذات البين بين مصر من جهة , والجزائر والسودان من الجهة المقابلة ؟
الناقصة تمت ؟
فيلم هندي
في سياق الحكايات الثلاثة أعلاه , ادعوك , ياهذا , لمقاربة ومقارنة زيارة الرئيس سلفاكير ومقابلته للرئيس مبارك يوم الثلاثاء 27 اكتوبر 2009م ، وزيارة وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي لفني ومقابلتها للرئيس مبارك يوم الخميس الموافق 25 ديسمبر 2008م .
صرحت تسيبي لفني (مباشرة بعد مقابلتها الرئيس مبارك) في مؤتمر صحفي جمعها مع السيد احمد ابوالغيط وزير الخارجية المصرية , بان صبّر اسرائيل قد نفذ امام تصلب حماس في غزة , وعدم موافقة حماس برجوع الشرعية (سلطة رام الله) لقطاع غزة , واستمرار حماس في قصف اسرائيل بالصواريخ .
كررت الوزيرة الاسرائيلية تهديدها لحماس . وصرحت بوضوح فاضح :
سوف نري ما نحن فاعلون ؟؟؟
وصرح الوزير احمد ابو الغيط بانهم في مصر سوف يكسرون ارجل كل فلسطيني يحاول الهروب من غزة الي سيناء , لانهم لن يسمحون بانتهاك الامن القومي المصري؟
كان ذلك في القاهرة يوم الخميس 25 ديسمبر 2008م مباشرة بعد مقابلة الوزيرة الاسرائيلية للرئيس مبارك .
وفي يوم السبت 27 ديسمبر 2008م بدأت اسرائيل عملية الرصاص المسكوب . فقصفت غزة بالمقاتلات ال ف16 اخر صيحة , واجتاحتها بالدبابات الميركافا والمصفحات . واغتالت اكثر من 1500 فلسطيني من المدنيين ( جلهم من الاطفال والنساء والشيوخ ) . ولم تنتهي العملية الابادية الإ في يوم الاربعاء 21 يناير 2009م.
اجمع المراقبون بان الوزيرة الاسرائيلية قد حضرت خصيصاً للقاهرة لتنوير الرئيس مبارك بمشروع عملية الرصاص المسكوب والحصول علي موافقته ومباركته قبل البدء فيها .
ونفس الفيلم الهندي يتكرر مع الرئيس سلفاكير ! الذي حضر خصيصاً الي القاهرة وقابل الرئيس مبارك يوم الثلاثاء 27 اكتوبر 2009م . وحصل علي موافقته ومباركته لاحتمال انفصال جنوب السودان . ولم يطق صبراً بعد ان تحصل علي موافقة الرئيس مبارك ( الجائزة الكبري ) . فغادر القاهرة علي عجل من امره , وهو لايلوي علي شئ . اذ ضمن كرت انفصال الجنوب في جيبه . وبعدها باقل من اربعة ايام ، رمي الرئيس سلفاكير قنبلته في كنيسة ماريا تريزا في جوبا يوم السبت 31 اكتوبر 2009م.
قارب , يا هذا :
موافقة الرئيس مبارك علي عملية الرصاص المسكوب يوم الخميس الموافق 25 ديسمبر 2008م , وبداية العملية يوم السبت الموافق 27 ديسمبر 2008م !
مع موافقة الرئيس مبارك علي انفصال جنوب السودان يوم الثلاثاء 27 اكتوبر 2009م , ودعوة الرئيس سلفاكير الجنوبيين للتصويت للانفصال يوم السبت 31 اكتوبر 2009م !
حدثان لا تملك الا ان تقارب وتقارن بينهما . والنتيجة في كليهما واحدة !
تدمير غزة في الحدث الاول . وتفتيت السودان في الحدث الثاني .
والعم سام يحرك الخيوط من وراء ستار وهو يبتسم .
انتهي الفيلم الهندي .
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.