الرياضة أصبحت من أهم الأدوات التي تستعملها الدول لتصرف الناس عن المشاكل الداخلية الموجودة، والسياسة تلعب دوراً هاماً في المجتمعات الراقية للسيطرة على مفاصل الحكم في العالم كالولايات المتحدةالأمريكية وإنجلترا أصبحت الرياضة جزءً كبيراً من المجتمع ولا يختلف أثنين على مفهومها، عكس السياسة التي تختلف مفاهيمها من مجتمع لأخر حسب العادات والتقاليد والظروف الإقتصادية المحيطة بالمجتمع من كل مكان ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت الرياضة مسرحاً للمشهد السياسي. مباراة مصر والجزائر الأخيرة التي شهدت فصولها ماراثون طويل بدأ من الجزائر مروراً بأرض الكنانة وأنتهي أخيراً في الخرطوم بعد إعلان قاضي الجولة الأخيرة السيشلي إيدي مابيه عن فوز محاربي الصحراء ببطاقة التأهل إلى المونديال العالمي على حساب الفراعنة. عقب المباراة خرج علينا الإعلام الفرعوني الكاذب الرخيص بقنواته الفضائية بعد أن أجج الطرفين وكان السبب الرئيس في عدم وصول فريقه للمونديال وحاول تغطية فشله وفشل فريقه بتحقيق حلم الوصول إلى مونديال جنوب إفريقيا وحول المباراة من المسرح الرياضي إلى السياسي وظل مقدمي البرامج يكيلون التهم والسب والشتم لحكومة وشعب الجزائر، ويسخرون من الشعب السوداني وإستاد المريخ والشوارع ومطار الخرطوم والاستخفاف بالسودان حكومة وشعباً ويتحدثون عن تهديدات بالقتل تعرضها لها الجمهور المصري من قبل الجمهور الجزائري، وعجز الأمن السوداني عن حمايتهم، رغم أن أي أحد منهم لم يصب بأذى، ونفت الشرطة السودانية وقوع أي حادثة قتل أو أذى جسيم للمشجعين المصريين، ولم يذكروا الكرم الفياض الذي غمرهم به أهل السودان الطيبين السمحين بشهامتهم التي يعرفها الجميع، عندما أقام رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في قصر الضيافة بالخرطوم حفلاً تكريمياً لأعضاء المنتخب المصري الفائز ببطولة الأمم الإفريقية عام 2008 في غانا، بينما لا نسمع صوتاً عن الكرم المصري، ونقول للإعلام المصري الكاذب الرخيص إن السودان نجح بشهادة الجميع في تنظيم المباراة وبدرجة الامتياز وفي ظرف (48 (ساعة فقط . إعلام الفراعنة لم يعرف أن الإعلام رسالة منهجية يجب إن يكون بتوجهات علمية هادفة تساعد في تطور ورقي الشعوب والمجتمعات وتبني لقيم نبيلة في نفوس المتلقين والرأي العام على كافة مشاربه ولا شك أن الإعلام الرياضي هو الفصيل المتقدم دائماً ويعد رافداً من روافد بناء المجتمعات بغض النظر عن الأصوات النشاز ربيبة المؤسسات الإعلامية التي كانت من الأسباب الرئيسة في نشوب الأزمة بين البلدين الشقيقين، وإستطاعت أن تجرف معها الكثير من محطات الإرسال والبث ودور النشر والطباعة بغرض الهدم المقصود من قيم ومثل وذلك من أجل الكسب المادي من خلال الإعلانات التجارية والانتشار من خلال المعلقين الرياضيين والضيوف المرتزقة واللاعبين المعتزلين العاطلين عن العمل أصحاب الوعي المتسطح والفكر والمحدود الذين يبدعون في السب والشتم بالألفاظ النائية والهرطقة الفضائية الممجوجة التي لا ترتكز على النهج البرامجي المثقف، ولا تنطلي على ذوي الألباب. ولا يسعني إلا أن أقول ما بثته الفضائيات الفرعونية من خلال البرامج الحوارية الرياضية عن مباراة الجزائر ومصر بقيادة كبيرهم العجوز إبراهيم حجازي ومن خلفه السذج مصطفى عبده والغندور ومدحت شلبي الذين أصبحوا مثل فرقة مزيكة حسب الله المصرية فقيرة النغم والطرب التي يتقاضى أفردها أجرهم من النقطة، بالإضافة إلى تجني الصحفي الكبير مصطفى بكري على السودان والجزائر بتوجيه تهمة التواطؤ للرئيسين بوتفليقة والبشير، والجزائريين ووصف الجزائريين بالبلطجية، وتبعه في ذلك رئيس نادي الزمالك السابق المطرود من النادي مرتضى منصور بالسب والقذف للشعب الجزائري وكان حواراً مخجلاً بكل ما تحمله الكلمة من فحوى، وما صاحبه من ردح إعلامي وعداء جماهيري ومفاخرات تاريخية مما يزيد الاحتقان ضد الرياضة والمنتسبين للإعلام الرياضي من قبل الكارهين للرياضة أصلاً وهي فرصة لإيجاد الذرائع لوصم الرياضة والإعلام الرياضي بالتخلف والتعصب والانحياز الأعمى وأتساءل أين وزير الإعلام المصري من العبث الإعلامي المدمر للعقول المؤجج للعصبية والكراهية بين الدول الشقيقة؟.