حول أحداث مسيرة التحول الديمقراطي لا يزال المؤتمر الوطني متمترساً خلف القوانين القمعية المتعارضة مع دستور السودان الإنتقالي لعام 2005م. ولايزال النظام يستخدم آليات القمع والتنكيل والتبشيع بأبناء وبنات السودان، يحدث كل هذا والبلاد مقبلة على انتخابات عامة هي الأولى منذ إنقلاب 30 يونيو 1989م المشئوم. إن الانتخابات لها إستحقاقات واجبة الدفع أهمها توفير المناخ الديمقراطي وإزالة كافة العوائق التي تحرم الناس من ممارسة حقوقهم المنصوص عليها دستورياً وإجازة القوانين الكفيلة بتقييد أيادي الأجهزة الباطشة التي تحصي على الناس أنفاسهم وتعمل جاهدة على تحديد مساراتهم وخياراتهم. جماهير شعبنا شهد العالم كله عبر الفضائيات انطلاق مسيرة سلمية من كافة قطاعات الشعب السودانى في معظم المدن والأحياء السودانية، حيث مارست الأجهزة الأمنية عنفاً غير مبرر في مواجهة المتظاهريين وقياداتهم، ولم تراعِ في ذلك القيم والأخلاق وموروثات شعبنا الكريم. ناهيك عن خروجهم عن مقتضيات واجبهم في حماية المتظاهرين لا إلحاق الأذى بهم. فضلاً عن عدم إحترامهم للدستور الذي يعطي الحق في التظاهر السلمي ويحمي حملة الحصانات من الإعتقال التعسفي. وقد نجحت تلك المسيرة في إفشال مخطط المؤتمر الوطني في تفتيت القوى الديمقراطية واضعاف مساعيها نحو تحول سلمي، حيث لم تسجل عليها أية حالة خروج، رغم استفزازات اجهزة أمن النظام ومخالفتها للدستور وتعديها على الحريات العامة لجماهير الشعب السوداني. إننا نرفض ونستنكر بشدة ماحدث في مواجهة المتظاهرين ونطالب بالآتي: 1/ سُرعة إنجاز قوانيين التحول الديمقراطي التي بدونها لا يمكن قيام انتخابات نزيهة تعبر عن الإرادة الحرة للشعب السوداني. 2/إيقاف كافة الحملات الإعلامية التي يقوم بها النظام للتغطية على فشله في كافة المجالات؛ والتي من شأنها اشاعة الروح الإنفصالية وتغذية الفتن بين أبناء الوطن الواحد. وفي ذات السياق نطالب بحيادية ونزاهة أجهزة الإعلام الرسمية وإتاحة الفرص المتساوية لكافة الفعاليات السياسية لإبداء الرأي حول الأحداث والقضايا الوطنية، بدلاً من حصر هذه الأجهزة على المؤتمر الوطني على النحو الذي ظهرت به التغطية غير الموضوعية للمسيرة السلمية للقوى الوطنية السودانية. 3/ التوحد حول مقررات مؤتمر جوبا والالتفاف حولها من قبل كافة القوى الوطنية انحيازاً لنبض الشعب وخياراته. 4/ دعم كافة مجهودات القوى الوطنية والإقليمية والدولية لمواصلة الضغط على النظام لدفع إستحقاقات التحول الديمقراطي المنشود. إننا نؤكد على حرصنا الشديد على التحول الديقراطي والتغيير عبر إنتخابات حرة نزيهة وشفافة، كما نؤكد بقوة حرصنا على وحدة وطننا العزيز تراباً وشعباً عبر الإرادة الحرة للشعب السوداني. والله الموفق، القاهرة في 8 ديسمبر2009م الأحزاب والمنظمات: حزب الأمة القومي الحركة الشعبية لتحرير السودان الحزب الإتحادي الديمقراطي(الأصل) الحزب الشيوعي السوداني حزب البعث السوداني حزب المؤتمر الشعبي التحالف الوطني السوداني الحزب القومي السوداني المتحد المؤتمر الديمقراطي لشرق السودان الحزب الديمقراطي الليبرالي الموحد حزب الأمة الإصلاح والتجديد اتحاد أبناء دارفور رابطة جبال النوبة