قام النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بك ري حسن صالح بزيارة الى الفاشر صباح اليوم الإثنين الموافق 25/5/2015. الغرض من الزيارة كما جاء في الأخبار هو افتتاح مشاريع استكمال النهضة. انتبه أيها القارئ الكريم لكلمة استكمال مشاريع النهضة. اذا جاز لنا ان نتساءل عن متي بدأت هذه النهضة حتى تستكمل؟ وما هي المشاريع التي تم انشاؤها وما هي تكلفتها والخدمات التي تقدمها؟ ما هي المناطق أو المحليات التي حظيت بهذة المشاريع دون غيرها؟ هل هي كتم التي لم تذكر ولاية شمال دارفور الا مقرونة باسمها ام مليط التي قيل انها ثاني كبريات مدن الولاية بعد الفاشر؟ أم ياترى هي منطقة كبكابية الواعدة التي تعد من اخصب مناطق الولاية. ام الأولية اعطيت للمناطق التي شهدت نزاعات وحروب في الآونة الأخيرة كمحليات السريف بني حسين وسرف عمرة والكومة؟ المفاجأة يا عزيزي القارئ ان ليس حتى واحدة من المناطق المذكورة أعلاه تندرج في قائمة نهضة السلطان. لقد اقتصرت زيارات المسؤولين من المركز في الآونة الأخيرة بما فيهم الرئيس ونوابه في اربع محليات فقط هي كلمندو، دار السلام، اللعيت و الطويشة مسقط رأس الوالي وذات الحظوة من المحليات اجمع. نعم هي جزء من تراب الولاية ولكن ما هي الأهمية الاقتصادية لهذه المحليات التي تعطيها أفضلية في التنمية دون سواها من مناطق الولاية الأخرى اذا استثنينا انتاج الفول السوداني باللعيت جار النبي. أم أن الخارطة الإستثمارية لسماسرة السياسة لها معايير أخرى لا يدرك كنهها الا الراسخون في الفساد. ما هو مصير دراسة جدوى مشاريع البستنة لمحليات كبكابية والسريف بني حسين وسرف عمرة التي وعد بها النائب الأول السابق؟ هل ستلحق بمشاريع استكمال النهضة أم انها راحت أدراج الرياح برحيل صاحبها. حتى عهد قريب ظلت هذه المناطق غير معروفة لكثير من أهل دارفور بل حتى سكان شمال دارفور لا يعرفون الكثير عنها بل بعضهم لم يسمع بها مطلقا قبيل وصول الوالي كبر الى سدة الحكم في الولاية. ليس لعدم اهميتها ولكن لوزنها السكاني وتاريخها السياسي والاقتصادي. ان عهد الإنقاذ كله ظلم و فساد ولكن ظلم زوي القربى انكا وأمر. لقد أضحت موارد ولاية شمال دارفور ومقدراتها ملكاً حصرياً للبرتي دون غيرهم من مكونات الإقليم في عهد الوالي يوسف كبر. المناصب الدستورية والوظائف العليا ذات العائد المجزي وأماكن صنع القرار جلها بيد البرتي. وحكام الخرطوم يعلمون ذلك تماماً ولا يحركون ساكناً بل يسهلون له فساده، مقابل التستر على الجرائم التي ارتكبت وما تزال في الولاية بحق مواطني دارفور من حرب الإبادة وفضيحة سوق المواسير الى جريمة إغتصاب حرائر منطقة تابت. لقد ضاق سكان الولاية زرعا بما يجري في ولايتهم كما ضاق أهل السودان بقيادتهم. اقاموا الندوات والمحاضرات وكشفوا الفساد بكل ابعاده و قاموا بالمظاهرات واكثروا من المناشدات ولكن لا حياة لمن تنادي. ان شكواهم كمثل المستجير بالرمضاء من الجمر. و أخيرا هل ستحظى ولايات ما يعرب بغرب الجبل بزيارات مماثلة في المستقبل المنظور؟ بالطبع لن تكون لافتتاح مشاريع ولكن فقط بغرض التعزية والمواساة على ما فعلته بهم مليشياتهم. مهلا مواطني الأعزاء مهما طال ليل الظلم فإن فجر الحق لابد آتي. 25 / 5 / 2015 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.