المقال التالي كتبته قبل سنوات سبع تحت عنوان من الرق لقسري الى الرق الطوعي الهدف واحد كنت أنعي فيه على إخواننا في المعارضة لحكومة السودان بأنهم وقعوا في الفخ الذي نصبه الفك المفترس لوطننا السودان و أفريقيا بعد أن صار الرق القسري شائنة لا تتسق و القيم التي يدعون أنهم حماتها م أنشأوا لذلك المحاكم و كنا نحسب أن العرب بمنئا من ذلك لما لهم من مال و موارد وتاريخ ولكن الزحف البشري الطوعي من بلاد الشام و العراق هذه الايام نحو بلاد الغرب و الذي يملأ الفضائيات هذه الايام و الذي يراد له له أن يُقنعنا بأن صناع الفتن و تجار الرقيق هم الملجأ لمن تضيق بهم بلادهم و أن قيمهم النبيلة هي الدافع وراء هذا التدافع و أن المبادئ التي رفعها أجدادنا لا تلد إلا داعش و أخواتها . لكن ستبدي لك الايام ما كنت جاهلاً و هذا المقال القديمإضاءة في الطريق وإنه ليسرني أن يكون تحليلي للمشهد خاطئا . ******** ظل منظري و فلاسفة الحضارة الغربية الرأسمالية السائدة في زماننا هذا يرفعون شعارات و دعاوى أخلاقية مثل الحرية و حقوق الإنسان و الديمقراطية و الحكم الرشيد وهلم جرا حتى بلغت الجرأة ببعضهم أن سمى زماننا هذا بنهاية التاريخ كنايةً عن أن هذه الحضارة بزت غريماتها في إنتاجها المادي و الاخلاقى خاصةً بعد زوال أختها من الرضاعة ( الحضارة الغربية الشيوعية)القائمة على المنهج الشيوعي و الاشتراكي وانه لا يمكن لحضارة أخرى أن تبلغ ما بلغت. أن الحضارة الغربية السائدة اليوم تمارس أقذر ما عرفه التاريخ من ممارسات و لكنها تُلبس تلك الممارسات لبوس أخلاقية و تدعى كذباً تسربلاً و التزاماً بالقيم النبيلة وقد جيشت لستر عوراتها القبيحة و ممارساتها غير الإنسانية ماكينة الإعلام الضخمة حتى صدقها الكثيرون و صارت تُسَمى الامور القبيحة بغير أسمائها فالرق يسمى الهجرة غير الشرعية و دفع الغزاة و المحتلين يسمى بالإرهاب و إذا أرادت الشعوب الالتخلص من نظام أو توجه رمته بدائها ( الإرهاب) و انسلت. فهي ترمى السودان مثلاً بممارسة التطهير العرقي و الاغتصاب وممارسة الرق و التعدي على حقوق الإنسان و رمت ربيبها صدام من قبل بتطوير أسلحة الدمار الشامل فريةً حين أرادت التخلص منه و هي التي عندما خرجت من فيتنام تركت ورائها أكثر من مليون طفل غير شرعي في سايجون و حدها . ربما أتى هؤلاء عن تراضٍ!! و هي التي القت القنبلة الذرية على المدن الآمنة في اليابان و أحرقت مُزارعي فيتنام بالغازات السامة حقائق تاريخية قريبة و غير مكذوبة. سوف أختار ثلاث من الممارسات الشائنة التي يمارسها الغرب حالياً و لكنه يلبسها لبوساً أخلاقية أولها : الرق ثانيها : حقوق الإنسان و الديمقراطية و الحكم الرشيد ثالثها : جريمة تدمير البيئة و تجاهل تحمل تبعاتها سوف أحاول أن أبين الحقائق التي تدحض هذه الأباطيل و المخاطر التي تنتج عنها: مما لا شك فيه إن الحضارة الغربية السائدة اليوم تم بناؤها على اكتاف و جماجم الرقيق الذين اقتيدوا قسراً طيلة القرنين السابع عشر و الثامن عشر ...عشرات الملاين سيقوا قسراً و سيموا الخسف و الهوان و استُعملوا كما الحيوانات في بناء و تشغيل المصانع و المزارع و تشييد البنيالأساسية و عندما استغنوا عنهم بعد اكتشاف الآلة رموا بهم في الجزر وخرابات المدن و ما زالت بقاياهم بالملايين شاهدة على هذه الممارسة القبيحة التي لا يمكن غسلها و لو بماء البحر يتحدثون عن الرق في السودان ورايس والدها كان رقيقاً لا يُسمح له قانوناً بالمرور في جل شوارع نيويورك و هم لا يعرفون بأنه لا يوجد سوداني واحد يمكن أن يدعى بأن جده كان رقيقا أو منع من أن يركب قطاراً أو يغشى حانةً أو مدرسة أو أن يكون وزيراً أو سفيراً ذلك ليس اليوم ولكن على مدى التاريخ فأحفاد المهدي و الختم لم يتيسر لهم دخول جامعة الخرطوم ولكن دخلها ريك مشار و لام كول بل أرسلهم السودان لتلقي دراسات عليا و صاروا أساتذة في الجامعة و لكن البعض يتبجح أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. اليوم يمارس الرق و لكن بطريقة أخرى فعندما حصل الانقلاب الديموغرافى في العالم الغربي و عندما ارتفعت كُلفة الايدى العاملة عندهم ضيقوا على الأفارقة في بلادهم مرة أخرى شجعوا الحروب و أوقدوا نيران الفتن و جنوا من ذلك مغانم عدة حيث هاجر إليهم أولا الكفاءات المهنية من أطباء و مهندسين و باحثين ثم شددوا على هذه الأمم المغلوبة على أمرها و فتحوا طرقاً للهجرة يغضون عنها الطرف حتى يدخل هؤلاء و يعملون بكلفةٍ بخسة في المصانع و المزارع ملاين المهاجرين طوعاً من أفريقيا وأسيا يعملون في كل الدول الأوربية التي تدعى زوراً بأنها تُحسن إليهم و هم يخدمونها بأقل تكلفة تماماً كما كان يفعل الرقيق في عهد الرق القسرى حيلٌ ما بعدها حيل. تبدلت الأساليب و المسميات و لكن الهدف واحد استغلال الإنسان لأخيه الإنسان و بأبشعالأساليب و للكنيسة الغربية في الحالتين نصيب كبير غير منكور. أخطر ما في هذا النوع من الرق هم رقيق الطائفة الأولى حيث تم تجنيد عدد كبير منهم فأصبحوا حربا على بلادهم تضيق بهم صفحات الانترنت و الفضائيات يبررون غزو بلادهم و تقتيل أخوانهم و يوقدون نيران الفتن و الإحن في بلادهم حتى يضمن سادتهم التدفق الطوعي لأرتال الرقيق. فالرق يسلب من الإنسان الكرامة و يعمى البصيرة و لعل من تعظيم الإسلام لخطر الرق أن أعفى الرقيق من كثير من التكاليف الشرعية و جعل الحرية فيها شرط وجوب. ولعله يكون من الأجدر على إخوتنا الذين وقعت عليهم مصيبة الرق الطوعى عدم الخوض في مشاكل بلادهم الداخلية كما يجب على الحكومات الافرقية خاصة بعدم السماح لكل من حصل على جواز دولة غربية أو زوجة غربية بأن يخوض في شئون موطنه الاصلى و أن لا يغشاه إلاضيفاً أو عابر سبيل حتى تنجلي هذه الجائحة و الله المستعان. ترى كم من قادة فرق الفتنة في دارفور و الكتاب و المعلقين يمكن أن نسكتهم و نتخلص من شرورهم إذا التزمنا هذا العلاج المر. فمنذ اليوم نرجو من إخوتنا الذين ابتلاهم الله بمصيبة الرق الطوعي أن لا يتدخلوا في شئوننا مدحاً أو ذماً فلعل في ذلك علاجاً لفتنة دارفور و جنوب البلاد و غيرها من بؤر الفتنة في أفريقيا و العالم . مما لا شك فيهً أن بين هؤلاء الكثيرين من الخيرين و المفيدين لأهلهم و أوطانهم ولكن عندما يشتد الداء ولا يكون إلا البتر علاجاً فأن جزءً من الجسد الصحيح يُبتَر أيضا مع السقيم. مما سبق أرى أن الغرب ما زال يمارس الرق وهذه المرة بصورة أكثر خطورةً و تدميراً خاصةً لإفريقيا و أهلها و الهدف واحد استغلال الإنسان و سرقة الموارد و حرب الحضارات. لجميع الإخوة الذين ابتلاهم الله بمصيبة الرق الطوعي العتبى ورد الله غربتهم و نسأله أن يكفينا شر أعداء الإسلام و الأوطان بما يشاء و الله المستعان. م. تاج السر حسن ودمدنى جامعة الجزيرة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. 23 مارس 2008