بعد تشكيل الحكومة الجديدة بولاية الجنينة تم تعين الامير الطاهر عبدالرحمن معتمداً لمحلية الجنينة وفور تسلمه للمنصب قام بحملة التنظيف والتنظيم بمدينة الجنينة و قام بتكسير عدد كبير من المحلات التجارية وقام بازالة محلات ستات الشاي وبائعات الخضار وغيره، لانها غير لائقة وبتالي تشوه منظر سوق المدينة، وامتداداً لحملته التنظيمية الواسعة النطاق قام أيضاً بازالة عدد لا يستهان به من المنازل، التي كانت نتيجة لأخطاء تخطيطية من قبل حكومات السابقة. وبما ان ابن السلطان أبدي اهتماماً واضحاً بتنظيم وتجميل الدار ولكن قبل كل هذا يجب ان يعيد لدارندوكا سيرتها الأولي، منذ ان كانت عاصمة معترف بها عالمياً لدارمساليت. وكل معلم من معالم الولاية يحمل اسماً يثبت ارث وتاريخ المساليت، ومن هذه المعالم مدرسة دارمساليت المتوسطة التي تم تغير اسمها الي مدرسة الفاروق الثانوية، بما ان تغير المرحلة من متوسطة الي الثانوية لا يني تغير اسم من مدرسة دارمساليت الي الفاروق ويكفي تغير من متوسطة الي ثانوية فقط هذه واحدة. اما ألاخريات كثر مثل شارع تاج الدين والقائمة تطول. قبل الاهتمام بتجميل وجه المدينة، من الأرجح إثبات هوية المدينة ومن هم سكان الأصلين لدارندوكا الذين أبعدتهم الحكومات من تاريخ السودان بعد ان كانوا اصحاب السلطنة والهيبة ودافعو عن السودان بارواحهم، فضلاً عن تأمينهم لبوابة السودان الغربي، وهذا معلوم حتي وان لم يؤرخ في كتب تاريخ السودان. يا ابن السلطان وابن دارمساليت بتنا نري اهتمامك الواضح بلاراضي والتخطيط العمراني؛ ما هي خطتك للقري المجاورة لمدينة الجنينة التي فر اَهلها هرباً من إلابادة الجماعية وتطهير العرقي، وبعد طرضهم من قراهم واراضيهم الزراعية التي تمثل حياتهم ونمط عيشهم، تم تقسيم تلك الاراضي الي احياء سكنية وبيعها دون الشروع في التعويضات. الا يجب ان يعودو هؤلاء الي مناطقهم وقراهم؟ وان عادو أين يبدؤ حياتهم ام يعيشون حيات التشريد من جديد. يا بن السلطان، أين غيرتك علي بلدك التي استشهد اجدادك من اجلها التي همشت، وعشيرتك التي عبدت وتاريخك علي شفا حفرة من التلاشي امام عينيك وعين السلطان والسلطنة باكملها؟ أليس مهمتك ان تعيد ما كان موجود وتنظيم الأساسيات علي حسب الاولويات؟ والتجميل ليس ينحصر في تكسير محلات التجارية والسكنية فقط، بل بإعادة التاريخ والارث والدفاع عن الارض والعرض. ان كان ما يحدث الان هي خطتك الإصلاحية لدار ندوكا، داراندوكا بحاجة ماسة الي ترتيب ألاولويات، مثل وزارة الصحة المتمثّلة في مستشفي الجنينة الذي تفوح منه رائحة السلخانات والخدمات الطبية متردية. ولا يخفي علي احد ان الجنينة ولاية في بلد فقير، عشنا الحروبات والنزوح واللجوء ونقص في الخدمات والفوضى عارمة، أليس من الأولي ان ينظف المدينة من الأسلحة التي باتت معروفة ومألوفة تستخدم في قتل الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.