مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لعنة الكورة السودانية .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 03 - 10 - 2015

عندما حضرت المناضلة وام المناضلين فاطمة احمد ابراهيم لمؤتمر المرأة في كوبنهاجن تعرضت لاستفزازمن بعض رجال الامن في مطار الخرطوم . وانفعلت بشدة وبحدة . فتدخل بعض الكبار وطيبوا خاطرها . وكانت تقول بس هم ما يستفزوني هم عارفين انا بستفز بسهولة . ولها الحق بسبب ما عاشته .
انت يا عزيزي بتستفز والبعض يعرف هذه الحقيقة . ويستخدمها ضدك . انا اعرف انك كنت عكليت في الكوروة ولو قلعو منك الكورة بتطارد القلعها منك . وده غلط لانك بتسيب خانتك . ليس هنالك الكثيرين الذين يعرفون الكورة وناسها ودروبها اكتر منك . لكن انت قاعد تتحمس لدرجة انك بتتعصب . وما بتقدر توصل رسالتك للآخرين .
نعم الكيزان ومن شايعهم استلموا البلد والكورة جزء من البلد . لكن كمان مايبقي علينا سخرة وخم تراب . لا تنسي ان اكبر مصيبة المت بالكرة السودانية هي حماقة المريخابي نميري الذي ابطل الكرة بعد فوز الهلال بكأس الذهب مرتب . وتفرق اللعيبة في كل انحاء الدنيا . والمؤلم ان هذا حدث في عهد الكرة الذهبية وفوز السودان بكأس افريقيا ، الذي لن يتكرر . والكابتن بشارة الذي تطرق له التاج كنت اشاهده كثيرا في الامارات . وكنت اعرفة عندما كان صبيا في فريق السيد المحجوب بيت المال .
ذكرني التاج بالاخ الاديب احمد محمد الحسن . كان معنا في مدرسة ملكال لسنة واحدة وهي السنة الرابعة. كان اكبر من سنه بعشرة سنوات عندما قدم الاستاذ الشاعر الاديب مبارك المغربي صاحب ديوان عصارة قلب في الجمعية الادبية ، قال الاستاذ انه يحس بانه امام اديب وزميل وليس طالب مدرسة وسطي . اول شهر له في ملكال كان جحيما بسبب الحشرات وجسمه الذي امتلأ بالجروح الصغيرة وعدم مقدرته علي التأقلم. وارسل قصيدة لاهله في امدرمان منها . ان ابنكم قد ذاق العذاب اشتاتا . وفي نهاية السنة كان حزينا يبكي علي فراق الجنوب والصحاب . هذا رجل فلتة .
موضوع المريخاب هلالاب حردانين اطلقه الاستاذ المربي هاشم ضيف الله . فهاشم وطلعت فريد والتوم كديس والفنان كرومه التحقوا بالهلال وتركوا المريخ الذي تكون في 1927 مع نادي الربيع واظن ابو عنجة . والهلال تكون في 1930 .
المريخ كان يتمرن في الميدان المحصور بين بيت محمد عبدالله عبد السلام والترب . وصا ر الميدان ميدان الزهور عندما كان داموق او الاخ عبد الرحمن حارس المرمي . ولبعد المسافة انضموا للهلال الذي كان يتدرب في ميدان سوق القش في حي برمبل او الغنادير . طلعت فريد سكن بالقرب من الاسبتالية وهاشم ضيف الله في فريق ريد الموردة والوزير حسن عوض الله وشقيقه الحاج سكنوا علي بعد خطوات من حي برمبل . والفنان كرومه سكن في فريق السيد المكي بالقرب من الشهداء . وله اسطوانه الهلال . التي كانت تسمع في قهاوي سوق الموية عندما يفوز الهلال . والهلال كان في الاول فريق عباس . نسبة للعم عباس جلادي او عباس حبيب الله وكان جلادا . وهاشم ضيف الله كان يداعب زملائه السابقين لانهم كانوا غاضبين علي انسلاخهم . وهو علي ما اظن اول افريقي يلعب لفريق ليدز الانجليزي في الثلاثينات عندما كان مبعوثا لجامعة ليدز . وهو الذي اتي بطريقة ختو الكورة واطا . وعندما كان يدرب الطلبة في حنتوب خرج من الميدان بعد صفارة طويلة . وعندما لحقه الطلبة مستفسرين . سألهم ... الكورة جات من السما .. ؟ لان الطالب رجب من اعالي النيل شات الكورة عالي جدا .
ترنه .. محمد عبد المجيد ادخل هذه الطريقة في السعودية عندما كان يدربهم . وكان السعوديون يصفقون لمن يرسل الكرة عالية الي السماء. والجميع يطاردون الكرة
قرعم ارسل الي بريطانيا مع آخرين ليتدرب علي التدريب في الخمسينات . الكرة تتغير . اسلوب السامبا والابداع والمهارة الفردية انتهي . الطريقة الآلية الالمانية جعلت المانيا تصل الي النهائي في كأس العالم او قبل النهائي كل الوقت. ولقد مسحت بالبرازيل الارض ووصل فريقان المانيان لنهائي كأس اوربا . النايجيريون كان عندهم احسن اللاعبين في التسعينات ولكن عندهم اسوأ تعاون . بل يقتلهم الحسد والانانية .
مدرسنا الاسكوتلندي بيليفوكس كان ملاكما في شبابه. وكان يقول ان الملاكمة هي الرياضة التي يمارسها فريق من شخص واحد يتحمل غلطاته . ولكن الكرة هي فريق من 11 لاعب يتعاونون ويتحملون غلطات بعضهم البعض .
فردتك ايمان ابراهيم بدري مريض بالمريخ اكتر من مرضك انت بالهلال . ليس في حياته اي شئ غير المريخ . وكنا ندخل دار الرياضة يوميا في الربع ساعة الاخيرة . وهو في الثانية عشر . كان معروفا لان الكبار يفسحون له المكان لانه ينفعل ويشوت الكرة وهو في المسطبة الشمالية ولا يتمالك اعصابه . وكان الكبار يبتسمون بتفهم . كان مثل التاج له فرصة لان يكون لاعبا كبيرا ولكنه انكسر ثم اتي لاوربا للدراسة . شاهدته في منزلنا وهو يصرخ ويكيل السباب لشاب مهذب .. وعندما شاهدني قال لي ... شوف بلاه التافه ده ما عاوز يوقع الا يدوه المبلغ العاوزة . اهو شوف شوقي ده مريخابي عارف الناس زمان لو ادوها فلوس بتزعل اسألوا ... فقلت ان الزمن قد تغير ونحن في نهاية الثمانينات والشاب يحب ان يفكر في مستقبله . ولو لم يكن اخي الصغير لكان قد تطاول علي , وشاهدت الغضب في وجهه فبالنسبة له المريخ كل شئ .
الاخ الصوفي رفض ان يوقع للمريخ والهلال ووقع للموردة في 1963. وعندما حضر في المساء وجد 30 جنيها في انتظارة . قطعة الارض في الثورة كانت ب 30 جنيه . فغضب وقال ان الهلال عرض علية 60 جنيه رفضها وهو لا يريد فلوسا.
الاستاذ حسن الرجل الجنتلمان كان الملحق الثقافي في بون لغرب اوربا في السبعينات , كان لا يستطيع ان يدخل دار الرياضة او يشاهد مباريات المريخ في التلفزيون . كان يذهب بسيارته خارج امبده . وبعد نهاية المباراة يحضر الي النادي ، واذا شاهد العلم مرفوعا يدخل كطفل سعيد في يوم العيد . او يذهب الي منزله ليتغطي لانه يكون محموما . الكرة ليس من المفروض ان تكون بهذه العقائدية . والسنة التي لم ينهزم فيها المريخ كل الدوري كانت سنة بدن حمي لاستاذ حسن .
اخي محجوب الضب الذي تعرفه جيدا . ذهب لتناول الافطار مع الكابتن كمال عبد الوهاب بصحبة آخرين. ووضعوا مادة مسهلة امامه الكابتن كمال عبد الوهاب في طبق الفول . وضمنوا تخلفه من الماتش . ولكن لم يفكروا في ان الطب يمكن ان يعالج تلك المشكلة .وذهب الكا بتن وهراهم هري كما قالوا . والرسالة هنا ان اللعيبة كانوا اصدقاء يفطرون مع بعض . ولم يحسبواالامر اكثر من مزاح وضحك . اليوم سيعتبر الامر شروع في القتل والمطالبة بالدية .
في1985 احضرنا كمية ضخمة من الملبوسات من آسيا بسبب معرض الخرطوم وكنا نصنع ثياب نسائية اسمها الهنا من سويسرا ، ونرسل كثيرا من الملبوسات من اوربا لبوتيك الهنا الذي كان يقابل دار حزب الامة . ولم اكن اتدخل في سيرالبوتيك او البضائع . وكان يدير المحل الشقيق الطيب سعد الفكي الذي يحمل اسمه احد ابنائي . وبعد ان استلقيت للنوم في الليل دخل علي الكابتن محجوب الضب .
والمنزل منزله يدخلة كما يشاء ، كالعادة السودانية قديما . وكان منفعلا لان الشخص الذي معه قد ذهب الي مكتبنا في شارع واحد في الامتداد وكان يريد بعض الملبوسات لانه صاحب بوتيك معروف ولكن ليست عنده بضاعة والغد كان اليوم قبل وقفة العيد . واعطاهم المدير المالي عثمان عبد المجيد علي طه اسعارا عالية ولم يرضي بالدفع بعد العيد . واعطوني الفاتورة التي استلموها في المكتب . فقلت للمشتري .. محجوب سيد بيت والبقولوا بننفذه فطلب عشرة في المئة كتخفيض , وان يدفع بعد العيد فوافقت مباشرة اكراما لمحجوب . وعلي صوت المتكلم اتي شقيقي ايمان المريخاب فردة التاج الهلالابي . ورحب بالزائربحراة.. اهلا اهلا ياسلام كيفك يا الدحيش .... ألأخ ؟ فخجلت لانني لم اتعرف عليه . فقلت له انني متأسف لغلطتي .وغيرت التخفيض الي 20 في المئة كنوع من الاعتذار . لان شكله بالجلابية في الليل مختلف .
ولامني عثمان عبد المجيد لان عندنا بوتيك ونعطي بضاعتنا لمنافس بسعر متدني جدا . ونسمح للمنافس ان يدفع علي راحته . بالنسبة لي كان الدحيش رمز وطني . والمال لم يكن مهما في حالة التعامل مع رمز . ولا اعرف الي الآن هل دفع الدحيش او لم يدفع ولكن اذكر ان عثمان الهلالابي كان يتزمر بسبب التأخير.
اخي تاج السر يتزمر من ان البعض يقول المريخ والهلال . والحقيقة ان المعروف هو الهلال والمريخ . ولكن هذه ليست مشكلة لكي نتوقف عندها . وكان الناس يقولون ميرغني المامون واحمد حسن جمعة . وان كان الرجل صاحب الشخصية الطاغية والفارس الذي يهابه الناس هم احمد حسن جمعة خال العزيز الشاعر عبد الله محمد زين شاعر امدرمان . ولقد اخطأ المذيع ثلاثة مرات عندما اعلن عن وفاة والدة ميرغني المامون واحمد حسن جمعة . واحمد حسن حمعة لم يكن يهتم بتقديم ميرغي عليه ، الرحمة للجميع .
يذكرني التاج بصديقي علي صديق طيب اله ثراة . عرف علي بعلي كورة . كان مسكونا بالكورة . وكاد حبة للكورة ان يقعده من الالتحاق بجامعة الخرطوم ونحن في مدرسة الاحفاد . وعرفنا انه كان كابتن مدرسة الدلنج الريفية . وعمل في وزارة الشباب وترك بصماته هنالك وترك بصماته في الامارات واذكرة ملازما لشيخ فيصل القاسمي خاصة عندما كان الشيخ فيصل القاسمي رئيسا لنادي الشعب. وساعد علي كثيرا في توطين الكرة في الشارقة . وكان شيخ فيصل يقول لي ان لعلي مقدرة هائلة لتحفيزالجميع يكفي دخول الاستاد او النادي حتي يتجمع الناس حوله . وكنت اشاهد علي في قصر شيخ فيصل يثير حماس الجميع في مباريات البلياردو . وعندما هزمت احد اللاعبين . كان يقول لهم انحنا في السودان عرفنا البليارد من قبل العشرينات . وكانت له روح جميلة . وان كان محجوب الضب الاقرب من الجميع الي شيخ فيصل الذي صار وزيرا للشباب والرياضة في ابو ظبي لانه كان مسكونا بالكرة ، واخوته كانوا يحبون الكرة واذكر ان شقيقه احمد قتل في الاستاد بواسطة صاروخ اطلقه احد المشجعين . اصطم الصروخ بالحائط وضربه على رأسه .وقال لي الشيخ عبد الله النهيان ابن عم شيخ عبد الله وزير الخارجية ان المأتم كان سودانيا . فلم يتوقف سيل السودانيين خاصة من عشق الكرة . ولمدة ثلاثة ايام كان علي صديق والضب وآخرون في المأتم وانضممت اليهم لاني كنت في الجوار.
في موضوع تحت عنوان ..بعد آخر الرسائل . كتبت عن عدم توفر المال الكافي لذهاب اربعتتا الي الخرطوم لمشاهدة نهائي الدوري ...هلال مريخ . فقررنا ان نلعب ثلاثة عشرات حريق والفائزان يذهبا الي الخرطوم . وهزمنا انا وتوئم الروح بلة الطيب سعد والشنقيطي . ولكن بلة قال لي ما معناه الهلالاب ديل لو ما مشو شافوا الكورة حيموتوا . وتنازلنا للهلالاب المغلوبين .
هذه هي الروح التي نفتقدها الآن ويبدو لي ان اخي التاج والذي هو صحفي مقتدر وله دراية بالكرة السودانية وتاريخها قد ساهم في الحقد والكراهية وحرم الناس من التركيز علي مقدراته الصحفية . وكما كتبت من قبل ان التناج يشترك معي في اشياء كثيرة وبعض افكاره تطابق افكاري تماما . لكم اتمني ان يترك التشنج مثل فردته ايمان المريخابي . الكورة متعة مش مرض . والمستفيد هو صاحب الجريدة التي يشعل تلك النيران التي لم نعرفها من قبل .
الواضح ان الانقاذ تشغل الناس بالمهاترات والشجار بخصوص الكرة والهلال والمريخ ، وهي سادرة في فسادها .
اقتباس من موضوع قديم
هلال مريخ (ا) .. بقلم: شوقي بدري
في منتصف عام 1964, كنت استعد لمغادرة السودان . في احدى زياراتي النادرة لمدينة الخرطوم في تلك الايام , كنت استغل التاكسي ( الطرّاحة ) و انا مثقل القلب مغادراً امدرمان لرحلة اغتراب قصيرة للخرطوم . و عندما كانت الطرّاحة المكونة من السائق و خمسة من الركاب تقترب من صينية سانت جيمس , شاهدت سيارة تصطدم بموتر فيسبا . و شاهدت اثنين من الشباب , في الهواء ثم يسقطا على الأسفلت . و توقف سائق التاكسي . و بما انني كنت اجلس في الأمام بالقرب من الباب , فلقد اندفعت اولاً و ركضت نحو الشاب الأول . و قمت برفعه . و عندما حملته على ساعديّ , لاحظت ان يده اليسرى كانت تتدلى بدون سيطرة . العظم كان قد انكسر في المنطقة بين الكتف و الكوع . فضممت الساعد الى صدري . و حملته الى صاحب سيارة كان قد توقف و طلب مني وضعه في المقعد الخلفي .
سمعت أحد ركاب الطرّاحة و هو رجل اربعيني , يقول : ( دا كابتن غزالي ... دا كابتن غزالي ). و انا لم اكن قد شاهدت أو سمعت بكابتن غزالي من قبل . و أذكر ان كابتن غزالي كان يميل الى الطول و له جسم رياضي من غير امتلاء و اقرب الى النحافة . و كان لونه ما نسميه في السودان بأخضر . كما كان متماسكاً بصورة غير طبيعية , و لم يكن يتأوه أو يتألم . و حتى بعد أن ارقدناه في العربة كان متماسكاً . و قال لي بهدوء كامل : ( نضراتي .. نضراتي ) . وجدت نظارته الشمسية و وضعتها في جيبه الأمامي . و كان يرتدي قميصاً أبيضا و سروالاً أسودا
الشخص الآخر كان فاقد الوعي . كان اميل الى القصر و هو قوي البنية . و كانت ملامحه تقربه الى أهل صعيد مصر . و كان يرتدي بنطلون أبيض و قميصاً بيجي . و قمنا بحمله الى عربة بوكس على ظهرها ونش لرفع السيارات . و اظنها تخص شركة متشيل كوتس .
بعد ان جلسنا في الطراحة لمواصلة المشوار , كان الرجل الاربعيني يقول : ( أعوذ بالله , ان شاء الله الحادث دا ما يأثر على كابتن غزالي . الود دا فنان و لعبه نظيف ) . فقال احد الشباب صغار السن : ( كابتن غزالي بلعب في الهلال ولا المريخ ؟ ) . فأنتهره الرجل الأمدرماني قائلاً : ( هو الكورة دي ما فيها غير هلال و مريخ ؟ . انتوا ما بتعرفوا غير الهلال و المريخ . مشكلة الرياضة في البلد دي بس بقت هلال و مريخ . ما في اتيام فيها لعيبة احسن من الهلال و المريخ ). عرفت فيما بعد ان غزالي من لعيبة الخرطوم . .
أذكر أن الاستاذ ابراهيم فرج الله قال لأحد الاشخاص في نادي التربية البدنية المواجه لبوابة عبد القيوم في امدرمان و مشيراً لشخص يقيف بطريقة استعراضية : ( دا مالو واقف كدا ؟) . و الرد كان ( عامل منظر ) . قال استاذ ابراهيم فرج الله : ( منظر و لا ضرس ) . فلم يضحك سوى شخص واحد او شخصين . و عرفنا ان ضرس و منظر من لعيبة الخرطوم . فأهل امدرمان كانوا يعرفون كل لعيبة الكرة . حتى في الاتيام الصغيرة . و لكنهم لسوء الحظ يجهلون اتيام الخرطوم.الآن عندما اقرأ و اسمع بأن مشجعي المريخ و الهلال يدخلون في معارك , و أن الناديين في حالة حرب , أتألم و أحس بالقرف . و المؤلم حتى القيادات تدخل في مؤامرات و تبذل الجهد لتحطيم المنافس . و أن بعض المريخاب يتمنّون ان يصاب الهلالاب بداء الطاعون , أو العكس , احتار جداً جداً . انا مريخابي . و كما قلت قديماً فلقد كنت ادفع من مصروفي المدرسي اشتراكات شهرية لفريق المريخ . كما كنت ادفع بدمي في تمارين و ماتشات الملاكمة في بداية الستينات . و كنت أحد ثلاثة تحصلوا على كؤوس في الملاكمة من كل امدرمان . و الاثنان الآخران هما مدربنا ادريس جبارة , والطبيب فيما بعد اخي العزيز الدكتور عز الدين آدم حسين رحمة الله عليه . و الثلاثة من فريق المريخ .و لكن بالرغم من هذا كنت و لا ازال اكن لفريق الهلال حباً كبيراً . و أحترم و أحب ادارته و لعيبته . و كنت اتواجد بصورة مكثفة في المساء في نادي الهلال عندما كان في وسط فريق جهنم . و ليس بعيدا من السوق الكبير . و كنّا نذهب لمشاهدة مباريات البلياردو أو المصارعة و الملاكمة و كمال الأجسام و الجمباز و العقلة و المتوازيين . و كان الذهاب الى نادي الهلال عندما كنّا صبية , يعني لنا كثيراً من المتعة . و كان نادي الهلال بالنسبة لنا يبدو كصرح عملاق . و كنّا نعود لكي نحكي لأترابنا عن نادي الهلال . فبالنسبة لنا كانت الرياضة تعني كل الأتيام . و كان كل نجوم الكرة بمثابة اقرباء أو اهل أو احباب . عندما كانت الموردة تلعب مع المريخ , كنت كثيراً ما اتمنى فوز الموردة . لقد كان ترابط فريق الموردة و أجتهادهم بالرغم من مواردهم التي كانت اقل من المريخ و الهلال , يثير اعجاب الجميع . و لقد قال كابت الهلال سليمان فارس بلهجته المصرية عندما سألوه عن الكرة , فقال ما صار تاريخاً (الموردة بتلعب ) . و لحب فريق الموردة مكان في قلبي وجداني .لقد كان لنا ابطالنا و لم نكن نفرق بين ابراهيم كبير و حارس المرمى العالمي سمير , دولي , حسبو , ود الشواطين , الإسيد , عمر النور , درار , سليسيون , قسوم , ترنه , برعي , صديق منزول , بشرى كنب , ختم ود الزبير , بندر , علي سيد أحمد , خليل ابو زيد, جاك الماظ , كانوا ابطالنا الذين يمتعوننا . و كنا نشاهدهم بصورة شبه يومية في دار الرياضة امدرمان التي كانت دار الرياضة الوحيده في السودان . و كان يفتحون ابواب الدار في الربع ساعة الأخيرة . و كنّا نستمتع برؤية ممي و حبو و زكي صالح و عصمت معنّي بنفس الطريقة التي كنّا نستمتع بها في مشاهدة صبايا و والنيل و وزة و كمال سينا و داموق في ميادين الليق .كان هنالك انتماء . و هذا شعور طبيعي عند البشر . و لهذا يقولون ان الانسان هو حيوان اجتماعي . و الانسان يريد ان يكون جزء من شئ ما. و قد يكون هذا فريق كرة قدم . و لكن لم يكن هنالك هذا الهوس الكروي و التعصب و محاولة التكسير و الاضرار بالآخرين كما هو موجود الآن . و الغريبة أن الكثيرين يهدرون الجهد و المال في عدائيات لا معنى لها . نحن من الدول المتخلفة كروياً فلماذا نهدر طاقاتنا في تكسير نفسنا . فالمعروف ان الانسان في شطرنج او الرياضة أو اي شئ لا يمكن ان يتطور الّا اذا كان له منافس قوي .انا امدرماني , احب امدرمان و لكن الامدرماني هو من يحب كل السودان . لأن امدرمان هي السودان .
و هي بلد الجميع , لكل انسان في السودان حبيب او قريب في امدرمان . و لكن حصر الكرة في امدرمان , يضر بمسار كرة القدم في السودان . و انا اظن ان هذا المرض قد اتانا من مصر , فقد حصر كل شئ في اهلاوي و زمالكاوي . و لقد بلغ الهوس بالمصريين ان احدهم قد رفض زواج ابنته من شاب عرف بأنه زمالكاوي و الأب اهلاوي أو العكس .و لأن الدولة صارت تتدخل بطريقة سافرة في مسار الكرة , فلذا صارت اغلب الموارد تتركز لهذين الناديين الامدرمانيين و يترك الفتات للاتيام الآخرى و هذه هي سياسة خرقاء . و هذا يخلق ما عرف بعنق الزجاجة . و الهلال و المريخ في امكانهم الآن ان يشتروا المحترفين من خارج السودان . أو من داخل السودان . و قديماً كان فريق الشاطئ بقيادة العم طه حمتو يهزم الهلال , بل كان بعبعاً يخيف الهلال . العم طه حمتو بالاشتراك مع ابارو كانا يذيعا الكرة و يقوما بالتعليق مباشرةً على الهواء من دار الرياضة امدرمان .الآن نشاهد في اوربا و خاصة في انجلترا اتايماً من الدرجة الثالثة يتغلبون على اتيام في الدرجة الأولى . و في نهاية السبعينات كان تسعة من نجوم الفريق القومي السويدي من فريق مدينة مالمو . و ليس هنالك فرق بين فرق العاصمة او فرق بلاد صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن خمسين الفاً . و السبب أن هنالك توزيع عادل لدخل الماتشات و التلفزيون و دعم الدولة و حتى دخل الفريق القومي في منافسات العالم أو الكؤوس الأوربية يقسم المال , و هنالك نصيب حتى لفرق الدرجة الخامسة . اذا اردنا ان تتقدم الكرة السودانية يجب ان نخرج انفسنا من مربع هلال مريخ و ان نعطي فرصة متكافئة لكل الفرق . فعندما أتى فريق الهونفيد المجري في سنة 55 الى السودان , انتصر على الهلال بتسعة اهداف مقابل هدف واحد احرزة كابتن سليمان فارس ( السد العالي ) . و لكن عندما لعب الهونفيد مع الاتحاد في مدني وجد مقاومة شرسة و لعباً ندياً , و لقد اشاد كابتن الفريق المجري بشكاش بأداء الاتحاد و بأستاد مدني الذي كان منجلاً , و لم تعرف العاصمة الميادين المنجلة وقتها . فأين هو اتحاد مدني الآن من ذلك الزمان .الرياضة منظومة كاملة . الغلط اننا نحصرها الآن هلال و مريخ . و أذكر ان اخي كمال ابراهيم بدري و الذي كان رياضياً , كان يقول منذ بداية الخمسينات انه من الخطأ ان يكون هنالك فريق هلال في كل مدينة . لأن هذا يضعف الولاء للمدينة . و الآن صار هنالك هلال و مريخ في كل مكان . فلنخرج كرة القدم من عباءة هلال و مريخ . و هذه الاندية , هي اندية كرة فقط و ليست بأندية رياضية . الأندية عادةً تضم نشاطات عديدة مثل كرة السلة و الكرة الطائرة و التنس و تنس الطاولة و ألعاب القوى و كمال الاجسام و رفع الاثقال و قد يكون التجديف و السباحة و الملاكمة و الجودو . و أن كنت انا الآن اعتبر ان الملاكمة ليست بنشاط رياضي , بل عملية و حشية . و عندما تتكامل المنظومة سيخرج من اولائك الاشبال رياضيون و تكتمل المنظومة .
التحية ع. س. شوقي بدري .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.