الولايات المتحدة تدين هجمات المسيرات على بورتسودان وعلى جميع أنحاء السودان    صلاح-الدين-والقدس-5-18    المضادات الأرضية التابعة للجيش تصدّت لهجوم بالطيران المسيّر على مواقع في مدينة بورتسودان    ما حقيقة وجود خلية الميليشيا في مستشفى الأمير عثمان دقنة؟    محمد وداعة يكتب: عدوان الامارات .. الحق فى استخدام المادة 51    التضامن يصالح أنصاره عبر بوابة الجزيرة بالدامر    اتحاد بورتسودان يزور بعثة نادي السهم الدامر    "آمل أن يتوقف القتال سريعا جدا" أول تعليق من ترامب على ضربات الهند على باكستان    شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار يردد نشيد الروضة الشهير أمام جمع غفير من الحاضرين: (ماما لبستني الجزمة والشراب مشيت للأفندي أديني كراس) وساخرون: (البلد دي الجاتها تختاها)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    برئاسة الفريق أول الركن البرهان – مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    الأهلي كوستي يعلن دعمه الكامل لمريخ كوستي ممثل المدينة في التأهيلي    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العواطف والسبهللية ..... المحن السودانية .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 13 - 10 - 2015

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
اهلنا قالوا اكلو اخوان واتحاسبو تجار . التاجر همه في المكان الاول هو الربح والربح ..... ثم الربح فقط . والا لما كان تاجرا . التجارة عملية باردة لا دخل للمشاعر والعواطف فيها . وهي لعبة يكسبها المتمرس والحاذق والعارف باصول اللعبة . نحن السودانيون من الفاشلين في هذا المجال . والدليل وضعنا كأفراد او كدولة ..
البشير بسزذاجته المعهودة وعدم المامه بظروف التجارة العالمية ، يفتح البلد وكأنها ديوان والده لمن هب ودب . اتيبنا بالصينيين وبعدهم الروس لانهم اشتراكيين وبعيدين عن الغرب المجرم حسب فهمنا البسيط . ولكن هؤلاء اسوأ من الغرب ، لان الغرب تحكمه قوانين ومثل واخلاق .
في شبابنا كدنا ان نحسب الصينيين من الملائكة وماتسي تونق من الانبياء . ونسينا ان التاريخ اثبت ان الصينيين مارسوا اسوا انواع العبودية وقهر شعوبهم . ونظام ماوتسي تونق اتي بالمجاعات ومات 30 مليون صيني . والآن يجد البوذيون والايقور المسلمون اسوأ المعاملة في الصين. وكما قال احد الكتاب الامريكان ان المافية الروسية اعطت المافيا الايطالية سمعة جيدة . والصينيون لا يتعملون مع بعضهم بإنسانية . ويغرقون السودان بالسلع الرديئة جدا .
البشير يريد ان يفتح البلاد للجزائريين . ويصرح منذ البداية ان السودانيين يكنون عواطف جياشة نحو الجزائريين . هذا سخف وتأخر وهبالة . في التجارة ليس هنالك عواطف او كلتوم . انها حسابات مدروسة حقوق والتزامات ومعاهدات . ودراسات جدوي منذ البداية .
المستثمر ورأس المال لا لون او جنس له . دي مش رحمتات ولا حرارة . والجزائر اليوم اكبر مساحة من السودان . وزراعتها اكبر واحسن من السودان . والخمور والنبيذ المنتج في بسكرا في الجزائر واماكن اخري يغرق الاسواق الاوربية . والاراضي الجزائرية تنتج كل شئ والجزائر بلد بترولي ولا تنقصها الايادي العاملة والخبرة . والاسواق الاوربية علي مرمي حجر . فلن ياتي الي السودان غيرالطامعين في العائد السريع وال ,, نهب ,, والجزائريون يلهثون خلف رأس المال الاوربي . وشمال افريقيا لها وضع خاص في التعامل مع السوق الاوربية المشتركة . المغرب اكبر منتج للحشيش في العالم . وفاكهته في كل ركن من اوربا . واليوم تناولت بلحتين من تمر دقله النور الجزائري في الصباح . وهذه التمور من شمال افريقية تغطي الاسواق الاوربية . والعالمية . والعراق موطن التمر لا وجود له عالميا .
اي جزائري يريد ان يستثمر في اوربا . واذا لم يضمن بأن العائد مضاعف ن وان الدولة السودانية ستقبض علي عنق الشعب السوداني لكي يحلب ويمص دمه لن يقبلوا الي السودان . والجزائريون بشر يصعب التعامل معهم . وهم يعترفون بهذا ويقولون بالصوت العالي . ,, نحن وعرين ,,
قبل المعركة الكروية بين الجزائر ومصر في امدرمان كتبت ,,موضوع اخواننا من شمال افريقيا ,, . وكنت اتوقع الاسوا . وبكي المصريون من الرعب والخوف . ,, صحوا الرئيس ,,
اقتباس


Beskrivning: افتراضياخواننا من شمال افريقيا
اخواننا من شمال افريقيا.
قبل ان نخرج من السودان كانت عندنا فكرة خاطئة عن العرب ,واخوتنا من شمال افريقيا. ثم عاشرناهم في شرق اوروبا وفي غرب اوروبا وفي بلادهم كسواح. واكتشفنا ان هنالك فرق كبير جدا بين تفكيرنا وعاداتنا وعاداتهم.
بمناسبة معركة كرة القدم غدا في امدرمان, بين الجزائر ومصر, اشتم رائحة دماء, نسبة لمعرفتي بالجزائريين. والجزائريون كما يقولون عن انفسهم (نحن وعرين). وبهم حدة ومقدرة فائقة على الاشتعال, والغضب السريع. كما ان بهم عنجهية وتعصب. ويشتطون في عداواواتهم . وهم متطرفون. تجد بينهم الملحدين الذين يصارحون بإلحادهم في كل لحظة. وتجد بينهم المتدينيين الذين لا يفوتون وقتا. كما تجد بينهم اكثر الناس طيبة. وتجد اكثر الناس لؤما. وتجد بينهم الامناء . وينتشر بينهم من يعتقدون ان السرقة من غير المسلمين او من الاوروبيين خاصة نوع من الجهاد او جعل الاوروبيين يدفعون الثمن.
السؤال هو كم عدد المتشددين والمندسين وسط هؤلاء المشجعين؟. الذين سيدخلون السودان بسهولة وبدون مراقبة الآن. وكم سيتخلف منهم بغرض الجهاد في سبيل الله في السودان . ولا ننسى انا كثر الافغان العرب قد اتى من الجزائر.
من الغلط الحكم المسبق على الآخرين. ولا يصح التعميم. ولكن الخطوط العريضة لملامح شخصية اهل شمال افريقيا ,هي العنف, الجريمة, السرقة, والمخدرات. خاصة وسط الشباب منهم.
في فترة السيعينات في اسكندنافيا كانت المقاهي والملاهي تستعين بحراس سود خاصة ضخام الجسم. واحد الاخوة السودانيين كان كبير الجسم (وقلبو كبير) وكان لا ينكر هذه الحقيقة . وفجأة شاهدناه يعمل في ملهى ...دي باريس... ويتحكم ويهرش ويصرخ في الدنماركيين. وهم يخافون. وعندما حضرت مع حسين ود الحاوي اجلسنا في احسن طاولة. وطلب من الطباخ اكل خاص لنا. فقلنا له يا شقي الحال الشغلانة دي خطرة. لان البار مان في... كلب سيكس... وهو من بقايا حرب فيتنام وهو من الامريكان السود, ضاق بتحرشات وإستفزازات اهل شمال افريقيا. فأخرج مسدسه واطلق النار على اربعة منهم. فقال السوداني انا حا اشتغل مع الجماعة ديل لحدي ما تقوم مشكلة. يوم التقوم شكلة حا استقيل. وبعد زمن حضرنا وجدنا ان السوداني قد اختفى. وبالسؤال قال لنا ان السبب كان احد اهل شمال افريقيا. وقال انه قد هرشه كعادته. وكان نحيلا قصير القامة الا انه نظر للسوداني نظرة مخيفة. وقال له يا سوداني ابعد تربح. الموس. ويده كانت في جيبه . الموس هي السكين بالنسبة لأخواننا من شمال افريقيا. وعندما ساله حسين ..اها؟ كان الجواب اها شنو ما ربحت . مشيت طوالي للمدير وجدعت ليهو الكسكتة.. ورحت. مالي ومال المشاكل والموس.
في 1974 ذهبت لملهي... سيركل كلب... وكان هنالك مجموعة من البشر خارج الملهى. والملهي ليس بعيدا من الميدان الرئيسي لكوبنهاجن. وفي المدخل اشتممت رائحة دماء وكأنني في سلخانة. وشاهدت الدماء تغطي سلالم المحل والباب والرصيف . وفجأة تعلقت بعنقي فتاة نرويجية جميلة جدا كنت اعرفها. وكانت ترتجف وتضطرب وتقول لي ...خذني من هنا. وعندما كنت اسالها عن المشكلة كانت تقول لي ...ارابر..ارابر.... اي العرب. فلقد تشاجر العرب فيما بينهم . وكما قال لي احد السودانيين فيما بعد... شرطوا بعض زي الورق . واظن ان الحصيلة كانت اربعة قتلى ومجموعة من الجرحى. واغلق الملهى بعدها وصار دخول الاجانب للملاهي في كوبنهاجن في حكم المستحيل..
فليحفظ الله امدرمان واهل امدرمان غدا...
في سنة 1984 اتى الاخ مجدي الجزولي ومعه الاخ صلاح عبدالجليل وابن الاخت مهدي بتيك . وطلبوا مفتاح سيارتي وكانوا في حالة انتشاء . وعرفت منهم انهم قابلوا ثلاثة من طلاب الجامعة من اهل شمال افريقيا. وانهم قد حضروا لأن احد اصدقائهم قد وعدهم بإيجاد عمل لهم في الصيف. الا انه هرب وتركهم. والمجموعة السودانية اقترحت عليهم السكن في شقة مجدي. وسيرحلون الى شقة صلاح ومهدي. وسيساعدوهم في ايجاد عمل. لأنهم طلبة جامعيين مساكين . فقلت لهم (ديل حا يسرقوكم) لأنو في شرعهم انو السرقة شيء عادي . فسخروا مني وقالوا لي هؤلاء جامعيين ومهذبيين , واخوة عرب ومحتاجين مساعدة. وبعدين يسرقوا مننا شنو هو انحنا عندنا حاجة ....فقلت لهم شفتو ملابسكم الداخلية دي, حا يسرقوها...وحا تشوفو. وكل يوم كان مجدي والاخوان في ...تظبيط الحلة ... واطعام الاخوة من شمال افريقيا. ومقاسمتهم مواردهم البسسيطة. فلقد كانوا في انتظار الاقامة. وفي اقل من اسبوع اتاني مجدي الجزولي بعيون واسعة وقال لي وهو في حالة ذهول ...ياخي الجماعة سرقوا اي حاجة ..نضفوا الشقة. فقلت له ...في شنو يسرقوا انت ما عندك اي حاجة..فكان الرد ياخي ديل حتى ملابسي الداخلية سرقوها. فقلت له ..انا ما قلت ليك. فكان الرد ....آآي قلت لينا. لكن ما كن بنصدق حاجة بالشكل ده.
حتى انا الذي عندي تجارب وزرت شمال افريقيا, وجدت شاب جزائري صغير السن, في مقهى يوغسلافي. وكان اليوغسلاف يتكلمون عن ضربه وطرده من المحل. لأن الوقت قارب منتصف الليل والشاب يجلس بدون ان يطلب اي شيء . فمنعتهم واخذته معي للمنزل. لأنه كان قد اتى من الدنمارك والعبارة تتوقف مع منتصف الليل. وفي الصباح بعد الافطار اخذته الى المدينة لأنني اعرف بعض الجزائريين. وكنت اتصور ان الامر سيكون كلقاء السودانيين. وكان هذا في نهاية التسعينات. وكنت اعرف ان الاخ شريف الذي يتخصص في سرقات البوتيكات الفاخرة, وله جسم رياضي ويرتدي اغلى الثياب وربطات عنق جميلة يتواجد في منطقة ...كارولي سيتي... وهو مجمع سكني تجاري. وعندما قدمت له الشاب اكتفي بالنظر اليه وقال... لا بأس. ثم اخذني جانبا وحذرني من ان التقي بجزائري غريب وكاد ان يجن من الحيرة عندما قلت له انني اخذته الى منزلي. وكان يقول لي... انت مهبل والله تاخدني على دارك انا اسرقك.
وتكررت نفس العملية مع جزائري آخر يميل لونه للسمرة. ثم قابلت ابراهيم المجنون فهو من اشهر اللصوص . كان يخرج ويدخل السجن ولقد توسطت له مرتين حتى يخلى سبيله بعد ان تعرض للضرب. وفي احدى المرات في متجر يوغسلافي, الا انه كان محبوبا لانه يمازح ويضاحك الجميع. وتكررت نفس المسرحية لا باس, ثم اخذني جانبا وحذرني من اخذ اي جزائري او التحدث لاي جزائري لا اعرفه. ثم قال لي والله تاخدني على دارك اسرقك.
ووجدت تفهما من الشاب الصغير الذي افهمني بأن هذا تصرف طبيعي وسط الجزائريين. يتفادون التعامل مع بعضهم البعض والجميع يسرقون. واكد لي انه من النوع الذي لا يسرق. والدليل انني وجدته في الصباح مستيقظا ومرتديا ملابسه . بالرغم من انه لا يمتلك ثمن تذكرة العبارة. وان صديقه الذي دعاه للسويد قد هرب منه. فأخذته للعبارة واعطيته بعض المال..
يندر جدا ان يرتبط الجزائريين بأي سوداني او رجل اسود. وكلمة اكحل او كحلوش على لسانهم. وفي شرق اوروبا كنا نستغرب لشعورهم العدائي نحو السودانيين. ونحن في السودان كنا نغني لهم ونساندهم ونتحدث عن ارض المليون شهيد. واذكر انني عندما اشدت بجميلة بوحريد وعدم اهتمام السلطة الجزائرية بها بعد الاستقلال, كنت اسمع منهم كلمات انها ...قحبة للفرنسيين... وبالنسة لنا كانت قديسة في السودان. شقيقها كان يدرس في براغ ويسكن معنا في المدينة الجامعية استراهوف. وعندما اخبرتني فتاة تشيكية واشارت اليه بانه اخو البطلة الجزائرية كنت انظر اليه ونحن في قاعة الطعام وكنت اريد ان احييه واشيد بأخته الا انه اشاح بوجهه متقززا.
كثيرا ما كنت اجد الشكوى من السودانيين الذين عملوا مع الجزائريين في شركة ادما العاملة للبترول في ابوظبي. واخي عبدالرحيم علي حمد الذي اعرفه كإنسان فاضل منذ ان كنا في الاولية. عمل في جامعة الدول العربية في تونس في مجال التعليم وكان يجد التعنت والمضايقة من الجزائريين الذين عملوا معه. وكانوا يتفننون في مضايقة السودانيين .
عندما كان لنا مكتب في باريس (النيل الازرق) كان مديير المكتب الدكتور بيير شاندرا يتجنب التعامل مع الجزائريين. ويتفادي اي مكان يتواجدون فيه. وكان يقول ان المغاربة قد يكونوا لصوص الا انهم اكثر معقولية واقل ميلا للعنف وسفكا الدماء من الجزائريين. فقبل خروج الاستعمار الفرنسي من الجزائر قاموا بإخراج الحركيين وهؤلاء هم الجزا ئريون الذين تعاونوا مع السلطة الاستعمارية وكان عددهم لا يقل عن عن ربع مليون . وكانوا سيذبحون في الشوارع اذا لم يخرجهم الفرنسيون.
الاخ عل الجزائري اعرفه منذ بداية السبعينات, رجع في التسعينات الى الجزائر بعد ان اختلف مع زوجته واخذ ابنائه معه. وكان متغطرسا لا يكلف نفسه عناء تحيتي. وبعد ان رجع وكنا نتقابل في ماتشات او تدريبات ابنائنا في كرة القدم, حتى صار شخصا ودودا وحكى كيف ذهب في الصباح لشراء خبز وحليب لابنائه فشاهد عاملا غاطسا في حفرة ولا يظهر الا راسه. فلم يهتم في الاول. الا انه اكتشف انه هنالك كان اكثر من عامل . واكتشف انها رؤوس مقطوعة وموضوعة على الارض. فرجع على عجالة الى السويد وصالح زوجته. لقد كان بعض المتشددين يتحركون ومعهم مقصلة على شاحنة. ويقومون بقطع الرؤوس لأقل سبب او للإشتباه في التعاون مع الحكومة.
لن تستغرب اذا اتيت لشقتك في الجزائر وسمعت صراخا ورجل يقذف بملابس زوجته من الشقة. ويقوم بضربها او رجلا مشتبكا مع ابنه الشاب في معركة. او اثنين من اهل العمارة. وقد يتوقف صاحب سيارة للحديث مع شخص على الرصيف فيصرخ السائق الذي هو خلفه (افانسيه) وقد يكون الرد (ما افانسيش) و. وبسرعة ينتهي الامر لمعركة دموية. .
في سنة 1970 كنا نجلس في ملهى كازانوفا الذي كان يمتلئ بأهل شمال افريقيا و الامريكان السود. وفجأة يجد حمزة مالك يد جزائري داخل جيب جكتته التي يعلقها على الكرسي. وبكل بساطة قال الجزائري (ديالك؟...ديالك؟ فكرتها ديال دنماركي....اي تخص دنماركي ) قالها ببساطة وكأن الامر عادي. ولأن المكان صغير فلقد كان له دورة مياه واحدة. وكان اهل شمال افريقيا يحتلون ارضيتها وهم يلعبون الظهر ويغامرون. او تكون دورة المياه مليئة بالذين يجربون او يشترون الملابس المسروقة. وفي احدى الليالي انتظرت لما يقارب الساعة. واخيرا قال لي احد اللاعبين (يا خ يا سوداني روح على الزنقة) وعرفت وقتها ان الزنقة هي الشارع.
الاخ الريح صديق البلولة رحمة الله عليه قدم لي مغربي اسمه حسن كان يعمل معه كأجير وقال لي (سلم علي حسن. ده المغربي الوحيد المابيسرق. لانو بليد).
لا يحق للإنسان ان يعمم ولكن تلك الشهادة لم اسمعها في اوروبا عن اي مغربي آخر.
في منتصف السبعينات كنت مع حسين ود الحاوي و زوجته ليزي وصديقتي ايفا فيبرج وكنت اراقب حقائبهن لان العادة قديما كانت ان يتقدم مغربي او جزائري وسيم الى فتاة ويطلب منها الرقص فيقوم صديقه بتنظيف حقيبتها. وفجأة وجدت احد الاخوة التوانسة الذي صار من معارفي, ويده داخل حقيبة ليزي الصيفية المصنوعة من الخوص. وعندما لاحظ انني قد رايته قال لي بكل بساطة ..نقسم. وقلت له. ولكن هذه حقيبة زوجة صديقي. فأعتذر وذهب الى حاله. وعندما رجعت ليزي, طلبت منها ان تتأكد من حقيبتها. فقالت انها قد حذرت من قبل, ولهذا وضعت فلوسها في جيبها. الا ان بطاقتها الشخصية قد اختفت. فبحثت عن التونسي ووجدته. ودفعت به لدورة المياه فبدأ في البكاء. وقال لي خد هدول انا نشلتهم في العبارة وهدول فلوسي وهدول اخذتهم من حقيبة بنت لأنو انا اوراقي مش تامة . فرفضت وطالبته بالهوية. الا ان اتت ليزي وحسين وافهموني بأن ليزي قد وجدت الهوية. فتبدل اسلوب الاخ لطفي من البكاء الى الهجوم. ولطفي لا يزال يسكن معنا في مالمو والتقيه وشقيقه كثيرا. يمكن للإنسان ان يسترسل لساعات عن قصص اخوتنا من شمال افريقيا.
انا هنا لا ادينهم ولكن لكي اوضح ان الصورة الموجودة في عقلية السودانيين لا تطابق الواقع. وانه من المؤكد انه هنالك اروع البشر في تلك الدول. فلقد عاملت شاب جزائري وسيم في مسكن الطلبة (انترناشونال ) في مدينة لند بحدة بدون ان اعرفه ثم تعرفت به عن طريقه صديقي البحريني الفنان سعيد العلوي. واكتشفت ان الجزائري محمد شايب الدراعين انسان رقيق ومهذب . وطالب مجتهد في الجامعة كانت له صديقة سويدية جميلة يعاملها بإحترام وانتهت علاقتهم بزواج..وكنت احاول ان اكون معه لطيفا لانني ظلمته فقط لأنه جزائري.
كما تعرفت بكثير من الاخوة المغاربة والتوانسة وكانوا رائعين. الاخ محمد الجزائري كان يعمل وله اكثر من وظيفة وكان يكبرنا سنا وكان صديقا للسودانيين وكان السودانيين يستلفون منه ولا يسددون له ولا يهتم. الاخ ابراهيم استلف من مائة كرونه سنة 1971 قائلا اعطني مائة كرونه والبنك بيفتح يوم الاثنين. وعندما سالت ابراهيم اذا كان قد ارجع الفلوس. لانه قال البنك حا يفتح يوم الاثنين. كان منطق ابراهيم. انا قلت لي حا ارجعها انا قلت ليهو البنك حا يفتح يوم الاثنين والبنك فتح. ولكن لسؤ الحظ هنالك الكثيرون الذين تنطبق عليهم الفكرة السيئة. وكأغلب العرب لهم نظرة دونية نحو السود لا يتزحزحون عنها.....
ربنا يكضب الشينة وما يكون في دم في امدرمان بكرة.....
التحية....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.