عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. . صار الفشل سمة ملازمة لجميع منتخبات البلد. . وكيف لا يلازمها الفشل واتحاد الفساد والفشل ما يزال جاثماً على الصدور. . بالأمس جاء الزامبيون صبيحة نفس يوم المباراة. . وغادروا من الخرطوم إلى كريمة مباشرة. . وهناك وجدوا أنفسهم مجبرين على اللعب في حوش بقر وليس ملعب كرة قدم. . ورغماً عن ذلك حققوا المطلوب بأقل مجهود. . لعب الزامبيون بتحفظ وسجلوا هدفاً وحيداً حافظوا عليه حتى النهاية. . وتركونا نحن للأوهام المعتادة والحديث عن الاستحواذ والأداء الجيد! . المثير للقرف والاشمئزاز أن أحد أفراد (الكتيبة) المساعدة لمدرب المنتخب تحدث بعد المباراة وكأن شيئاً لم يكن. . بكل برود قال الديبة أنه سعيد بالأداء! . وردد الأسطوانة المشروخة " نحن في مرحلة بناء فريق"!! . منذ أكثر من عشرين عاماً ونحن نسمع عن مرحلة البناء هذه. . وحتى يومنا هذا لم نر مجرد أساس مكتمل! . الديبة الذي كان حتى وقت قريب ينتقد رجال الاتحاد ويقرع زملاءه المدربين بشدة صار لا يرى في الهزيمة على الأرض ما يعيب! . يا سبحان مغير الأقوال! . ما أن وجد الديبة نفسه عضواً في ( الشلة) التي تسهم بشكل كبير وملحوظ في تدهور الكرة في البلد نسي كيف كان. . المضحك أكثر قول الديبة أنهم سيغادرون لزامبيا بعد إضافة وجوه غابت عن مباراة الأمس. . قال الديبة أن كاريكا تغيب لتواجده خارج البلد. . وأضاف أنهم ارادوا الاحتفاظ بأمير كمال وهو قلب الفريق، لكنهم رأوا أن خسارة مباراة أفضل من خسارة لاعب لأنهم يحتاجونه على المدى البعيد! . أي مدى بعيد يا ديبة وأنتم أغلب الظن ستخرجون بعد المباراة القادمة بوفاض خالِ كما هي العادة! . ثم من يكون أمير كمال وماذا قدم لدفاع المريخ طوال الفترة الماضية؟! . هل أنقذهم من الهزيمة التي أطاحت بآمال الفريق في بلوغ المباراة النهائية في مسابقة كأس الأندية الأبطال! . أم أنك كمدرب تتعامل بنفس انطباعية بعض الزملاء الصحفيين والمشجعين! . فما أن سمعتم بأن الهلال قدم عرضاً لأمير وشاكس المريخ فيه حتى ظننتم أنه فريد زمانه! . لا والله هو مدافع سوداني عادي أُعيد لمركزه الحالي من وسط الملعب. . وهو يقع في نفس الأخطاء المألوفة التي يقع فيها بقية زملائه المدافعين. . ولعل الهدف الذي سجله الزامبيون يذكركم بمثل هذه الأخطاء الغبية والساذجة التي يقع فيها مدافعونا دون أن تستطيعوا كمدربين عمل شيء تجاه مثل هذه الأخطاء المتكررة. . حتى كاريكا نفسه لم يكن بروعة أدائه المألوفة في الفترة الأخيرة رغم اختياره ضمن أفضل عشرة لاعبين في أفريقيا. . إلا أن الأهلة غير راضين عن أدائه ويتوقعون منه الأفضل. . لا يجوز أن نتحدث عن غياب لاعبين مهما كانت مستوياتهما لنتوقع منهما قلب الطاولة على منتخب هزمنا بأرضنا. . اختياراتكم شابتها بعض الأخطاء يا ديبة. . وطريقة اللعب لم تكن مناسبة. . لهذا أضعتم القدر الضئيل مما توفر لكم من عناصر موهوبة كان بإمكانها عمل شيء أمام زامبيا. . كيف تلعبون بمهاجم وحيد في المباراة الأولى بملعبكم، ثم تأتي لتحدثنا عن رضاك عن الأداء؟! . والمهاجم الوحيد كان بكري المدينة. . ومعروف أن بكري المدينة لا يصلح لأن يكون مهاجماً وحيداً. . وقد رأينا بالأمس كيف أنه يفقد أي خطورة عندما يتعرض للرقابة اللصيقة. . هذا كلام قلناه مراراً وتكراراً كمتابعين، بينما فشلتم أنتم كمدربين في فهم بعض الأمور الفنية كما يجب. . ورغماً عن ذلك تجدون أنفسكم ضمن كتائب تدريب المنتخب التي تتغير بين الفينة والأخرى، شريطة أن يكون التغيير ضمن ( الشلة). . سبعة اعضاء في جهاز فني لمنتخب ينهزم بملعبه بكل السهولة! . أي سخف وفشل وفساد أكثر من ذلك بالله عليكم؟! . كل من وقعت عيناه على دكة الاحتياطيين بالأمس ورأى تلك القمصان الزرقاء المنتشرة في المكان ظن أن أؤلئك كانوا احتياطيي الفريق. . لكنهم للأسف كانوا مساعدي مدرب المنتخب. . المساعدون يفوقون الاحتياطيين عدداً! . وليتهم قدموا شيئاً يستحقون عليه ذلك الاختيار. . المهم في الأمر أنكم سوف تغادرون لزامبيا يا ديبة!! . هذا هو بيت القصيد! . فجميعكم لا تريدون فيما يبدو أكثر من السفر والترحال. . أما المهام الحقيقية فلتذهب في ستين ألف داهية. . للمرة المليون نقول أن ضباط اتحاد الكرة لا يمكن أن يقدموا شيئاً لكرة القدم السودانية. . بغض النظر عن قضية الموسم المتمثلة في انسحاب الهلال والأمل، لا أمل يُرتجى من هؤلاء الرجال. . وهاهم يقدمون فاصلاً جديداً من فصول مسرحيات العبث ونحن نشاهد ذلك الجيش الجرار على دكة البدلاء. . عندما تسافر منتخباتنا وأنديتنا للبلدان الأفريقية يكون العذر دائماً جاهزاً. . الرحلة الطويلة وساعات الانتظار في المطارات والأمطار كانت سبباً في ارهاق اللاعبين. . إلا أن الزامبين قدموا لنا بالأمس درساً مجانياً في كل ذلك. . تمكنوا من لعب مباراة وصلوا لها في نفس يومها ودون تدريب على ملعبها. . ولم تمنعهم الأرضية بالغة السوء من تحقيق هدفهم. . العجيب في قومنا أنهم يريدون أن يتباهوا ببنى تحتية زائفة ويكبدون الآخرين مشقة السفر للعب على ملاعب بالقبح الذي رأيناه بالأمس. . لعن الله السياسة. . وإن تعاطينا معها في أي من مقالاتنا الرياضية يلومنا البعض ويطالبوننا بعدم اقحام السياسة في الرياضة. . لكن عندما تستغل الدولة الرياضة لتحقيق أغراض سياسية لا ضير! . وحين يتعاطى المنافقون مع السياسية ويقحمونها في الرياضة ليس هناك مشكلة!! . أي فهم صرنا إليه في هذا الزمان العجيب! . قبل أن تحاولوا الترويج واستغلال سذاجة وبساطة بعض جماهير الكرة طوروا ملاعبكم تطويراً حقيقياً. . أساس ملاعب كرة القدم أرضياتها. . الأصباغ والمقصورات والكراسي والإضاءة لا تعني شيئاً إن لم تتوفر للملعب أرضية تعين اللاعبين على لعب الكرة دون تعرضهم لمخاطر الإصابات. . بالأمس كنا نشاهد ( العجاجة قايمة) مع كل تمريرة. . شيء مخجل حقيقة. . والأنكأ والأمر مشهد تلك النقالة التي يُحمل عليها المصابون. . كالعادة خسروا أموالاً باهظة - سرق اللصوص نصفها أو أكثر- فيما عجزوا عن توفير نقالة محترمة وآمنة لا تكلف سوى القليل من المال. . لهذا نقول دائماً أن مشكلتنا في الفساد وسوء الإدارة لا في قلة المال. . نعود للجيش الجرار الذي يدير الشأن الفني في المنتخب لنسألهم: ألم تجدوا بين حراس البلد سوى المعز وأكرم! . ومن قال لكم أن سفاري جاهز للعب الدولي مع المنتخب بعد هذا الغياب الطويل؟! . وما الذي يدعوكم لإشراك الظهير الأيسر فارس في مركز الجناح الأيسر في وجود مهاجمين جيدين يمكنهم أن يضيفوا الكثير في هذا المركز؟! . ولماذا اخترتم لاعبين مثل صهيب طالما أنكم ترغبون في اشراك المدافعين في مراكز هجومية؟! . ألم تشاهدوا قدرة هذا الفتى على التسجيل وتجهيز الفرص لزملائه أثناء مشاركاته مع الهلال؟! . أين وليد علاء الدين؟! . وأين أطهر الطاهر؟! . وأين كابتن المنتخب الأولمبي الذي لعب الكثير من المباريات الدولية؟! . هل يكفي أن تجلسوا هؤلاء في دكة البدلاء بجواركم لتعتمدوا على بعض (التوليف) في المراكز؟! . صدقوني (كتيبتكم) لن تضيف شيئاً طالما هذا هو فهمكم. . ولن ينفع بكاء رئيس جهازكم الفني محمد حمدان. . فالمنتخبات وفرق الكرة لا تُصنع بالدموع والعواطف. . بل يصنعها الفكر الجيد والجدية والانضباط وحسن الاختيار. . ستأخذون دوركم في التمتع بالرحلات الخارجية. . وستقيمون لبعض الوقت في فنادق الخمس نجمات. . وستصدعون رؤوسنا بتصريحاتكم فارغة المضمون. . وفي نهاية الأمر سيتم تغييركم بكتيبة أخرى من الأصدقاء وذوي الحظوة دون أن تتقدم كرة القدم السودانية قيد أنملة. . ما يحيرني حقيقة هو موقف هذه الجماهير. . إلى متى سوف تستمرون في اهدار وقتكم وأموالكم في متابعة منتخب يتبع لاتحاد يملكه حصرياً ود عطا المنان؟! . متى ستتخلون عن العواطف لتضغطوا من أجل تغيير جذري وتصحيح فعلي لأوضاع الكرة في البلد؟! . حتى ذلك الحين لا تحلموا بعالم سعيد مع معتصم ومجدي وأسامة وبقية الشلة. . لو قاطعتم مباريات هذا المنتخب الذي تتحكم فيه ( شلة) فاشلة بكل معنى الكلمة لبعض الوقت لكانت تلك رسالة قوية. . سؤال أخير: هل يعمل هذا الجيش الجرار في الجهاز الفني ( مجاناً) أيضاً مثلما يفعل ضباط اتحاد الكرة والمدرب السابق مازدا؟!!!!! نقطة أخيرة: . حتى المفوضية مارست ضحكاً على عقول الرياضيين. . بالأمس أعادوا الكرة لملعب اتحاد الكرة بزعم أن الأمر الفني لا يخصهم. . والمهزلة الأكبر تمثلت في دعوة المفوضية لجمعية عمومية لمناقشة أمر الطعن! . هي شلة واحدة تتمدد كما الأخطبوط وتتشابك مصالحها. . وإن كانت للهلال والأمل قضية فليتوجها بها للجهات الخارجية المعنية وكفانا اهداراً لوقت الناس فيما لا طائل منه. . لو امتلك مجلس الهلال الشجاعة الكافية والثقة في نفسه لما بلغت الأمور هذا الحد. . لقد كانت الكرة في ملعبهم أيام مشكلة بكري المدينة وتسطير ود عطا المنان لرسالة رفعت عنه الإيقاف. . فلم يحرك مجلسا الناديين ساكناً حينذاك. . وكان طبيعياً أن يتمادى القوم في طغيانهم طالما أن أموراً يجري الترتيب لها تحت الطاولات، بينما أصحاب الوجعة يتفرجون.