عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. المفهوم السائد هو ان معظم اللصوص اذا ارادوا ان يسرقوا فأنهم يختارون اوقاتاً معينة للقفز على اسوار (المنازل)ليسطو على محتوياتها ..ودائما ما تكون هذه الاوقات في هزيع الليل حيث الاجواء يلفها الصمت الرهيب ..واصحاب البيوت غرقوا في ثبات عميق ..واللصوص في تلك الحالات لا يتورعون في حمل اسلحة خفيفة تلافياً لأية مقاومة تصدر من القاطنين في تلك البيوت ..ولا يكترثون من حمل كل المقتنيات مهما كانت اثمانها ..كما ان الحظ يلعب دوراً كبيرا في تحقيق هذا المبتغى لان البعض منهم يقع في ايدي رجال الامن ..والبعض الاخر يلوذ بالفرار!! ولا غرو ان اختيار مثل هذا الوقت يشوبه قدر كبير من الصواب لانه من الاوقات الملائمة لارتكاب ابشع الجرائم في مدن وقرى يندر ان ترى فيها رجال الشرطة يحومون في شوارعها وازقتها الضيقة ..مما جعل المجرمين يتخذون مثل هذا الوقت بوابة يدلفون منها ..ولا تقتصر هذه البوابة لدخول اللصوص فقط بل وان المغامرون من قوات الرجال المسلحة درجوا على العبور منها بغية القفز على سدة الحكم عبر انقلابات عسكرية هي في الحقيقة نوع من السرقة حتى ولو يتحججون بشتى انواع الذرائع والاسباب الواهية واذا كان هؤلاء (العساكر)على قناعة وتيقن بوجاهةهذه الاسباب ومدى ضرورتها واهميتها في انقاذ البلاد من وعكتها ..فلماذا لا يطلون مع الفجر والدنيا تسبح في موجة من الاضواء ؟!.. ولماذا لا يركنون الى تنظيمات او مؤسسات حزبية تقودهم لحكم البلاد من خلال ممارسات ديموقراطية كما هو الحال لكل الجهات الوطنية التي تؤمن بمثل هذه الممارسات ودون ان يخامر تحركاتهم المريبة اي نوع من انواع الرعب او االفزع او الخوف وهم يغامرون في دجى الليل البهيم ..الم يدركوا بأن الحرية تعزف دائما على اوتار الصباح .. وان الليالي الحالكة هي بمثابة طرق محفوفة بالمخاطر لا يسلك دروبها الا عتاة المجرمين !! صحيح ان فئة مأجورة من رجال الاحزاب ورغم الدروب المفروشة بالرياحين لا يحلو لهم الا الاصطياد في المياه العكرة وهي التي تفتح شهية العساكر للوثوب على اسوار السلطة من اجل اختراق المرافئ الامنة واحراق كل السفن التي كانت تتهادى بشراعها على صفحات المياه الدافئة ..غير ان (العيب)هو ان تكون هذه الثلة من الظباط اداة طيعة في ايدي تلك الفئة من (المرتزقة)مع ان هذه الثلة على ادراك تام بأنها تنتمي الى مؤسسة عسكرية تكمن مهمتها في الزود عن حياض الوطن وحمايته بعيدا عن التمرق في وحل السياسة لقد ابتلى جل الشعوب العربية بداء الانقلابات العسكرية لانها لم تتنسم يوما عبير الحرية ..فأودت تلك الانقلابات بكل مكتسباتها ..ومزقت اوصالها ..غير ان الشعب السوداني الذي اراق الدماء بحارا من اجل هذه (الحرية)صدح على انغام الديموقراطية منذ ان نال استقلاله ..وارتمى في احضانها ورضع من اثدائها ولا يمكن لمثل هذا الشعب الذي تربى في هذه الاجواء الجميلة ان يفرط في حريته ..وقد تيقن تماما بأن النظام الديموقراطي ومهما شابته من عيوب فهي مثل الظلال الوارفة ولا يلقى اي استهجان الا من تلك الفئات التي تركض وراء مصالحها ..فترى تلك الفئات تلهث وراء النظم العسكرية لتقتات من فتاتها ..وهي بالطبع مجبولة بكل صفات الدناءة والخساسة والارتزاق ..ولا شك ان التاريخ يؤكد بأن الفئة المنبوذة من العساكر والذين امتطوا صهوة جواد الحكم ليلا موصومون بكل انواع الجهل والغباء ولا يدركون اي شيء في مجال السياسة او التاريخ او الاقتصاد .. بل مولعون بأشعال الحرائق في كل الحدائق المخضرة !!كان المشير الغائب عن الدنيا جعفر نميري حينما تسلق على جدار الوطن ورمى جتته في الحوش الكبير لم يترك صغيرة او كبيرة الا واشعل في جوفها النيران ..ومع انه كان لصا كبيرا حينما سطى على محتويات الدولة فأنه ازهق ارواحا بريئة ففقدت البلاد عقولا كان في مقدورهها ان تمنح الكثير من العطاء في كل الاصعدة والمناحي ..ولم يكن الفريق (عبود)كما يعتقد البعض في غاية النزاهة والطيبة بل كان ذهنه خاويا وعقله لا يعدو في تفكيره عقل طفل غرير فقد فرط في الكثير من مقتنيات البلاد ومنح ذقنه لقيادات دول اخرى .. وكان كاذبا حينماوعد بتسليم السلطة للشعب بعد فترة محدودة من الزمن ..اما المشير عمر البشير فانه من اكثر الناس جهلا وغباءً حيث يتحرك عبر ايادي من المنافقين الذين يجوبون من حوله فكان يمني نفسة بالكثير من الاحلام حينما جاء يمتطي صهوة دبابته في ذلك المساء الموغل بالسواد الحالك وحقق تلك الامنيات والاحلام عبر سرقات طالت كل مناحي الدولة وفتح ابواب النهب لكل اتباعه وافراد اسرته فأغترفوا من اناء الوطن حتى اصبح هذا الاناء خالياً..الم اقل لكم بأنه لا فرق بين لص اتى عبر دبابته ولص يقفز في اسوار البيوت لينهب ممتلكات الاخرين ..وفي النهاية كلهم يقعون في خانة اللصوص .