عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. تأمُلات . ما أنفك مسئولو حكومتنا العجيبة يطلقون تصريحاتهم الغريبة المستفزة. . ولأن شر البلية ما يضحك لم يعد أمامنا سوى الضحك على هبل وخطل هؤلاء المسئولين. . بالأمس قرأت مانشيت صحيفة أخبار اليوم الذي يقول أن وزارة المالية تعزي ارتفاع أسعار العملات الصعبة في البلد للعوامل النفسية!! . اكتفيت فقط بالعنوان ولم أدلف لمحتوى الخبر لكي أتفرغ للضحك. . أعلم أن أهل أسواق المال يستخدمون مفردة Sentiments للتعبير عن مزاج المستثمرين الذي يؤثر في أسواق الأسهم ارتفاعاً وانخفاضاً. . لكن مسئولو بلدنا الأجلاء يمسكون العصى دائماً من وسطها، ويفسرون كل شيء كما يحلو لهم. . لا عليكم بكل هذا يا أبناء السودان. . ما يليكم هو أن تحسنوا نفسياتكم حتى ينخفض سعر الدولار مقابل الجنيه لأدنى مستوياته. . أكثروا من الضحك على هبل المسئولين لتتحسن هذه النفسيات حتى ينعكس ذلك على أسعار العملات الأجنبية. . الحل لم يعد صعباً كما كنا نفترض. . فليس هناك من سبب لارهاق أنفسنا بالتنظير الاقتصادي المعقد. . ولا حاجة بنا للبحث في أمر تشغيل المصانع التي توقفت. . ولا يفترض أن نغضب كثيراً على المشاريع الزراعية الكبيرة التي تم تدميرها بفعل فاعل. . ولا أن نسأل عن الأموال المنهوبة. . ولا أن نخوض في أمر انعدام الصادرات. . ولا نكترث كثيراً بالاهمال الذي تعانيه البنى التحتية. . ولا تنسوا أهمية (العطالة) في هذا الجانب. . فكل ما اجتهدت في عمل أكثر زادت احتمالات تعرضك للضغوط النفسية التي ستؤثر سلباً على قيمة الجنيه. . فالأفضل إذاً أن تظل عاطلاً ليكون همك الوحيد هو رفع المعنويات. . علينا أن نُحسن نفسياتنا بالاكثار من الضحك ونترك الباقي لوزارة المالية الموقرة! . وسيأتي يوم يصبح فيه الدولار بجنيه إذا ضمنا مساعدة الوزارة بالنفسيات العالية.