شاهدت في احد القنوات السودانية العام ألذي مضى احد اللقاءات مع مجموعة من الشباب المهتمين بالقراءة والكتاب وكان الحوار حول الاحتفال بيوم القراءة العالمي (international reading day) والحقيقة ان هذا النفر من الشباب والشابات كانوا قد تنادوا فيما بينهم وبعتو بنداء عن طريق الوسائط التكنولوجية للجميع للاحتفال بهذا اليوم بطريقتهم الخاصة وإمكانياتهم المحدودة للقاء في الساحة الخضراء بالخرطوم ودعوهم للاحتفاء بهذا اليوم العالمي للقراءة.. الغريبة، وكما روي صاحبنا المستضاف انهم توقعوا ان يستجيب القليلون وكانت دهشتهم الاستجابة الغير مسبوقة من القراء والمستمعين كمان، وايه كمان تاني، من كل الأجيال صغار وصبيان وشباب وكهول..المدهش حقا هنا هو الفكرة التي خرج بها هؤلاء الشباب الا وهي توزيع الناس الي حلقات نقاش وقراءة من كل فروع المعرفة وعلي راس كل حلقة واحد يدير الحوار احد اهل الكتابة والابداع وكل في مجاله والجديد في الموضوع هو تلبية الدعوة من الكاتب ومعه مؤلفه لمناقشته بعد قراءة عمله طبعا والاجمل من ذلك مراعاة احضار كتاب ان امكن للتبادل وكذلك اشتمل البرنامج علي عروض للكتب للبيع طبعا.. كل ذلك علي الهواء الطلق والناس جلوس علي الارص في شكل حلقات تدارس وتفاكر..الواقع ان هذا الفعل الثقافي المتحضر والراقي نوعا هو ما تمنيناه لصرف هؤلاء الشباب الي ما هو مفيد وخير لهم وشغلهم من الانحراف والانصرافية التي ابتلاهم بها الظلاميون في هذا الزمان الاغبر. والذي كاد ان ينسي الشباب شي اسمه القراءة والكتابة...ولعمري ان دولة تحجر علي مواطنيها اسباب الفكر وتغلق ابوابه امامهم لهي دولة متخلفة وظلامية.. الكتاب سادتي صديق الروح والعلم غذاء العقل والدم الذي يضخ الفكر والتفكير الصحيح و يا اهل المشروع الحضاري الذي شبعنا من بوقه الاجوف هل يعقل ان تنادوا بمشروع وحضاري كمان وتحجرون علي الناس القراءة والتفكر وتغلقون المكتبات العامة علي قلتها وتمنع الكتب وتغلق المراكز الثقافية المستنيرة ويحارب الكتاب ويموت بعضهم في شوارع العواصم وهو مشردون بلا موءى ولا هوية ويلاقي من فضل البقاء داخل ماتبقى من وطن وهو مهدد بالقتل والسحل وبكل اصناف التنكيل التي تمارس ضدهم ان هم تجرّؤوا ونطقت أقلامهم بالحق.. وبالله كيف تصمون آذاننا بكذبكم وتقولو انكم اصحاب مشروع حضاري اي مشروع واى حضارة؟ لكن نحمد الله ان النفوس التواقة للمعرفة لا تعرف الاستكانة ولا تخاف الحرب علي الفكر وحجره وشمعة واحدة في هذا الزمن الظلامي لكفيلة ان تضئ كل الدنيا.. واستطيع ان اراهن علي هذا الجيل الشاب من ابناء هذا الجيل انه قادر علي ان يرتقي بالقراءة لافاق ارحب..فقط اقترح عليهم ان يتنادوا لتكوين مجموعات قارئية شهرية ليس بالضرورة مثل تلك التظاهرة القرائية وما اعنيه هنا هو ان تتكون مجموعة في كل حي وتتفق علي قراءة كتاب واحد يقرأونه وفي يوم محدد تلتقي المجموعة لمناقشة ذاك الكتاب المتفق عليه وبذلك تعم الفائدة وسنري كيف استفدنا من وقتنا فيما هو مفيد واعدنا الي الاذهان سنة استناها اولئك الرعيل الاول من الرواد ممن وضعوا الاساس للاستقلال من امثال جماعة ابروف والهاشماب والشوقيين والفيليين وجماعة اجزخانة العاصمة المثلثة ودار فوز ودار الثقافة وجماعة ابولو والندوة الادبية وجمعية ود مدني الادبية وغيرهم كثر من الاولين واللاحقين..اتركوا هؤلاء الشباب وشانهم فان لهم شان عظيم وافكار اعظم ومن يفتح صفحة للقراءة خير من ذاك الذي ينعق كالبوم .. والكتاب جليس العظماء..اما انتم يا اولئك الجميلين اشد عليكم واخد يدي الملئ بالاعجاب واقول اثرتم في نفسي التفاؤل وايقنت ان الوطن بخير محروس بكم مادمتم تمسكون بسطور الكتاب لا بالكلاش او الكاش الذي سرق وعلي عينك وحبرت صفحات الصحف باخبار النهب هذه الأيام بدل ان تملا بالمقالات والقصة والرواية والقصيدة الداعية للحب والخير والجمال..ولكن لليل صباح يعقبه والكلمة التي تقرؤنها يا شباب هي في حد زاتها سلاح ماض...ابقو اقرو ولي قدام.. عثمان يوسف خليل المملكة المتحدة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.