جزى الله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن العرب كل خير في مسعاه الحميد لإحياء تراث وثقافات لغة العرب. قراءة خمسين مليون كتاب في السنة، كفيلة ببعث ذاك الإرث الدفين من كنوز العرب المعرفية بمبادرة كريمة «قومية» مخلصة، تقدم الأخ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمير إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ببرنامج هو الأول من نوعه، يُسمى برنامج تحدي القراءة العربي.. والبرنامج قبل كل شيء يسهم في تقوية أهم مهارتين من مهارات اللغة العربية عند التلاميذ، وهما مهارتا القراءة والكتابة واللتان تشكلان مع مهارتي الاستماع والتحدي المهارات الأساسية للغة العربية، فالشكل الظاهري للبرنامج، هو خلق تنافس بين التلاميذ العرب في مجالي القراءة والكتابة «التلخيص»، أما العمق الداخلي للبرنامج فهو يهدف إلى تقوية الأواصر الأزلية بين العرب أنفسهم، فالبرنامج بجانب أنه يدعو إلى تقوية اللغة العربية وانتشالها من وهدة الركاكة التي انحدرت إليها، فإنه أيضاً يُعد مشروعاً قومياً عربياً حيوياً أدبياً علمياً مشجعاً لإحياء تراث وثقافة اللغة العربية التي كادت أن تندثر بعدما أصاب قراءها من العرب وغير العرب «المستشرقون»، الكسل والخمول إلا من رحم ربي، فاضمحلت أو كادت، أما الكُتاب العرب فحدث ولا حرج، فقد راحوا في سبات عميق ولا غرو في ذلك، حيث إن من يعطي، يكون قد أخذ - بمعنى أن الذي يكتب يكون قد قرأ- ولما لم يقرأ العرب فإنهم قطعاً لن يكتبوا، وجزى الله الأخ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن العرب خير الجزاء، إذ أنه سوف يبعث الروح القرائية والتنافسية في الناشئة من أبنائنا، وينبعث بذلك الإرث الدفين من كنوز العرب المعرفية، والجميل في البرنامج أنه استهدف شريحة التلاميذ والطلاب بمراحل التعليم العام أي من الصف الأول أساس وحتى الصف الثاني الثانوي من البنين والبنات - لتكون الغاية من ذلك الترغيب في القراءة وغرس حب الاطلاع في نفوسهم منذ الصغر، فينشأوا عليها ويستمروا ومِنْ ثَمَّ مَنْ يلونهم من أجيال وهكذا دواليك. فلما تتم قراءة خمسين مليون كتاب في كل عام بالوطن العربي من شتى صنوف الأدب والمعارف الإنسانية، نكون قد أعددنا جيلاً عارفاً وملماً وعالماً بحقائق الأشياء، قادراً على التجديد والاكتشاف والابتكار والاختراع، فينشأ لنا من جديد الزهاوي وابن الرومي والمتنبيء وابن سيناء وابن النفيس والفارابي وابن خلدون وابن حيان والكِندي وابن رُشد، فيكونوا امتداداً لتلكم الكوكبة النيرة من عباقرة العرب ونوابغهم في كل مناحي الحياة، الروحية منها والأدبية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية والسياسية والهندسية والفنية.. الخ في كل الدول العربية، وسوداننا الحبيب أنموذجاً، وهذي هي «كِبْس» «مدرسة الخرطوم العالمية الإعدادية»، قد تبنت المشروع متمثلاً في طرحه على أولياء أمور التلاميذ والتلميذات لتنطلق الفكرة من المدرسة والبيت معاً، والأخذ بكل أسباب نجاحها وفلاحها وها نحن في «كِبْس» قد قمنا بتوزيع الجوازات «الأول الأحمر» الذي يتم فيه تلخيص العشرة كتب الأولى من برنامج القراءة «خمسون كتاباً» لكل راغبٍ وراغبة من التلاميذ والتلميذات، حيث إن الرغبة هي الدافع الأساسي للفكرة، ليس هذا فحسب، بل إننا قد استلمنا جوازات «لأفراد» من التلاميذ قد أتموا المرحلة الأولى من برنامج القراءة «الجواز الأحمر»، وتم تسليمهم الجواز الثاني «الأخضر»، ليكتمل البرنامج بباقي الجوازات الأزرق والفضي والذهبي تباعاً إن شاء الله، فيتوج البرنامج بقراءة خمسين كتاباً بالخير والبركة. وعلى الله قصد السبيل. مشرف الحلقة الأولى بمدرسة الخرطوم العالمية الإعدادية القسم العالمي «الإنجليزي» أساس