مراسل تلفزيونى الأستاذ الصحفى المرموق جمال عنقرة كتب مقالاً على هذه الصحيفة ( سودانايل ) تحدث فيه عن ما يعانيه طلاب من دولة جنوب السودان من عنت فى تسديد رسوم الامتحانات بعد أن تم أعتبارهم عن حق طلابا أجانب يجب أن يسددوا رسومهم بالعملة الاجنبية ( الدولار ) ، الأستاذ عنقرة طالب فى مقاله بتنفيذ توجيهات رئاسة الجمهورية القاضية بمعاملة مواطنى دولة جنوب السودان المقيمين بين أظهرنا معاملة المواطن وأن يتم ألغاء معاملة الطلاب منهم كأجانب وأن لم يفعل المسؤولون فى وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى ذلك فأنه سيلجاء للمحكمة الدستورية لارغام مسؤولى الوزارتين على أنفاذ القرار الرئاسى ، وهو ذات القرار الذى طالبت مؤخرا جهات فى الدولة رئاسة الجمهورية بأعادة النظر فيه لتداعياته الوخيمة على مختلف أوضاع البلاد الاقتصادية والأمنية . الأستاذ جمال عنقرة لاشك يعبر بمطالبته تلك عن مشاعر نبيلة وروح متسامحة نقدرها ، لكن مما لايعلمه الأستاذ جمال عنقرة أن هناك طلابا سودانيين ( شماليين ) درسوا بالجامعات القومية الجنوبية قبل الأنفصال و آخرين وقع الأنفصال ولم ينهوا دراستهم بعد بتلك الجامعات فماذا كان مصيرهم ؟ كاتب هذه السطور درس بمعهد اللغات والترجمة بجامعة جوبا الدفعة 14 فى عام 2010 وأنهيت دراستى التى كانت على مستوى الدبلوم العالى فى بحر ذات العام أى قبل أجراء أستفتاء تقرير المصير فى يناير 2011 وقبل أعلان الدولة الوليدة المستقلة تبعا لنتائج `ذلك الأستفتاء فى يوليو 2011 ، بما يعنى أننى أكملت دراستى وجامعة جوبا لا تزال جزءا من السودان ويعنى هذا أستحقاقى بالحصول على شهادتى الدراسية تحت أسمها هى لا جامعة أخرى سواها لكن ماذا حدث ؟ ، من المعلوم وقتها أن حكومة السودان أعلنت سبعة أشهر تلت أشهار دولة جنوب السودان فى يوليو 2011 كفترة يوفق فيها أبناء جنوب السودان المقيمين فى السودان أوضاعهم من تحصيل حقوق معاشية أو غيرها ، لكن بالمقابل ماذا فعلت حكومة جنوب السودان وبالاخص أحدى مؤسساتها التعليمية جامعة جوبا ؟ بعد أجراء الاستفتاء شرعت أدارة جامعة جوبا أو بمعنى أدق الجنوبيين فى أدارة الجامعة فى تصفية الجامعة فى الشمال بنقل كل ما يخصها للجنوب بما فى ذلك سجلات الطلاب من ضمنها بالطبع سجلاتنا نحن الطلاب بمركز اللغات والترجمة وحدث ذلك كما أعلمنا أحد موظفى الدراسات العليا بعد أن قمنا بسداد كامل رسوم أستخراج الشهادات بأيصالات مالية تحمل أسم جامعة جوبا بمعنى أن ادارة الجامعة تحصلت رسوما لشهادات أضمرت مسبقا عدم أستخراجها وهو ما حدث فعلا ،وخلال ذات الفترة التى تلت أجراء الاستفتاء ماطل مسؤولو جامعة جوبا من الجنوبيين فى استخراج الشهادات الدراسية وظللنا نحن خريجيها جيئة وذهابا لمجمع الجامعة بالكدرو شمال بحرى شهورا عدة ، فى وأحدة منتلك المرات فى مجمع الكدرو قابلت أحد المقيمين فى المملكة العربية السعودية يعمل محاسبا أخبرنى أنه تخرج أواخر الثمانينات من كلية الأقتصاد جامعة جوبا وتحصل على درجة الماجستير من نفس الجامعة فى التسعينيات وأنه فى أنتقاله من مسكن لأخر فقد مستندات من بينها شهادته الجامعية وفوق الجامعية العائدة لجامعة جوبا لكنه الآن يجد عنتا فى أستخراج الشهادات باسم جامعة جوبا بسبب تعنت مسؤولى الجامعة الجنوبيين بعد أنتقالهم لعاصمة الجنوب بعد الاستفتاء ولا أعرف بالطبع بعد ذلك ماصنع الله به وبشهاداته الدراسية ، والحال هكذا شرعت الدولة فى تاسيس جامعة بحرى فى عام 2011 لتخلف جامعة جوبا حيث أستخرجت شهادتى الدراسية باسم جامعة بحرى فى أبريل 2013 بعد مضى قرابة العامين على أنفصال الجنوب ، وفى العام الماضى 2015 تم تعديل القانون التأسيسى لجامعة بحرى ليتيح لها خلافة كل الجامعات القومية الجنوبية فى سودان ما قبل الأنفصال مثل جامعات أعالى النيل وبحر الغزال بعد أن ثبت عمليا سوء نية وطوية أو السجلات الدراسية للطلاب الذين لم يكملوا دراستهم فى تلك الجامعات حين وقع الانفصال بعد أن غلبت وللأسف روح التشفى والغل تجاه أولئك الطلاب والخريجين السودانيين الشماليين الذى درسوا فى جامعات الجنوب قبل الانفصال غلبت على روح المسؤولين فى جامعات الدولة الوليدة ، يكفى الطلاب من دولة جنوب السودان الذين يدرسون فى سلكى التعليم العام والعالى فى بلادنا أنهم سينالوا شهادتهم الدراسية بعد أستحقاقهم الحصول عليها ، فى الوقت الذى لم يكترث فيه مسؤولى جامعات جنوب السودان لمصير طلاب وخريجى جامعات الجنوب قبل الأنفصال من السودانيين الشماليين ، من يقدم السبت يلقى الأحد كما نقول فى عاميتنا ، وعلينا أن نكف نحن عن تقديم السبت للجنوبيين دون مقابل كما درجنا وليكن نهجنا معهم الجزاء من جنس العمل مالم يبادر مسؤولى جامعاتهم خاصة فى جامعة جوبا لمعالجة قضية شهادات الخريجين الشماليين والسجلات الدراسية للطلاب الذين لم يكملوا درستهم فى تلك الجامعات حين وقع الأنفصال ... عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.