عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. في زيارته الأخيرة لولاية الجزيرة جدد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير إلتزام الدولة بإلزامية التعليم العام للأطفال الذين بلغوا سن السادسة وشدد الريئس علي محاسبة الآباء الذين لم يدخلوا أبناءهم التعليم العام كما جدد عهد الدولة بتوفير مقعد لأي طالب علم في مراحل التعليم العام والجامعي .وطبعا السيد ريئس الجمهورية لم يذكر مجانية التعليم بإعتبار نفقات التعليم صارت هي العقبة الأولي أمام دخول المدارس والإستمرار في التعليم من بعد ذلك . و أنا منذ الآن لدي بلاغات جاهزة ضد أناس لم يدخلوا أولادهم المدارس وهولاء إذا تم تخييرهم بين عقوبتي السجن والغرامة بلا شك سوف يختارون عقوبة السجن وعلي وزارة العدل فتح مزيد من السجون لكثرة مثل هذا النوع من الجرائم المفضية للعقوبة لإجرئم في حق الأبناء وهم في سن المدرسة التي كانت سبع سنوات في السابق وأصبحت اليوم ست سنوات . كما إني أطالب حكومة السودان بالإعتذار للأجيال التي حرمت من فرص التعليم عندما كان التعليم مجانا ((بحق وحقيقة)) وكانت الحكومة ترسل في الفرقان والبوادي حاشرين وهولاء كانوا يسمحون لمن أراد أن يفتدي إبنه من الذهاب للتعليم أن يفعل ذلك سواءا كان ذلك مالا أو شخصا آخر من مما ملكت أيمانهم ومن يظنون أنه يمكن التضحية به حتي يبقي الإبن الأصيل إلي جوار الأب المعتد بما عنده من مال ونحل((بكسر النون ) . وتذكر الروايات من من كانوا مكلفين بإستنفار أهلنا الكبابيش للتعليم شيخين هما أبو قران وود المحبس وكانت سيرتهم حسنة في ما إشتهروا به من سعي مع قومهم ولكن أرستقراطية التعليم نفسها كانت مشكلة كبيرة حيث قدم الأستاذ حسن نجيلة خصيصا لتعليم أبناء السير علي التوم في باديتهم المعروفة بإسم الدكة وكان مقدمه قد جاء بناءا علي طلب تقدم به الشيخ لحكومة السودان . والحكومة الإنجليزية تري في أبناء نظار القبائل في السودان الوريث الشرعي للإدارة الأهلية التي تم الإعتماد عليها في إدارة شؤون البلاد وعلي هذا الأساس جاء قيام بخت الرضا في الدويم لكي تكون الترياق لكلية غردون التذكارية التي شكلت هاجسا للإستعمار الإنجليزي لكون الكلية قد إنفتحت علي سواد الناس وألزمت بنهج مؤسسات التعليم البريطاني القائم علي المنافسة بالإضافة لما عرفت به عرفت به من روح الثورة والمقاومة وبالتالي أراد الإنجليز لمعهد ريفي نائي في بخت الرضا مكانا لإعداد الطلائع القادمة من صلب النظام الأهلي . كما عرف عن نظار القبائل انهم كانوا يراجعون الأهالي في عملية التعليم وكانوا مطمئنين لرفضهم إليه لما في المدارس من سلبيات يذكرونها يتعلق بعضها بالسلوك وبعضها يتعلق بالجوانب الإقتصادية .فالوعي هو العدو اللدود لنظم كالإدارة الأهلية . ومن المؤكد فإن إلزامية التعليم لم تكن في يوم من الأيام سببا في الإلتحاق بالتعليم لكونها موجودة من قديم الزمان ولكنها غير مفعلة مثل قوانين البناء والتشييد في ولاية الخرطوم .وقد دخل البعض المدارس ولكن ذلك يتم عن طريق الصدفة المحضة وإلي عهد قريب . وإذا كانت هناك فضل لجهة في تعليم السودانيين وفك الحرف فهي خلاوي القرآن وشيوخها المتجردين الذين تعاموا عن درب السياسة وإنحازوا للوح والدواية ولولاهم ما كان المهدي ولا بابكر بدري ولا اسماعيل الوالي ولا محمد عثمان الختم . شجعوا التعليم الأهلي وخلاوي القرآن وأنفقوا علي التعليم حتي يكون مجانا فذاك هو الإستثمار