قتل الطالب أبو بكر حسن محمد طه – السنة الأولى كلية الهندسة بجامعة كردفان، وأصيب العشرات بجروح متفاوتة بعضها خطير في أحداث العنف التي شهدتها جامعة كردفان أمس نتيجة للتنافس حول انتخابات اتحاد طلاب الجامعة. وذكر مصدر أن كل الأطراف المتنافسة في العملية الانتخابية حشدت أعضاءها في مركز تقديم القوائم منذ الخامسة صباحاً، وعندما جاء طلاب الوحدة الطلابية الذي يضم التنظيمات المعارضة إلى مركز تقديم المرشحين وجدوا طلاب حركة الطلاب الإسلاميين – جناح الحزب الحاكم "حطين" وحدثت مشادات كلامية تحولت إلى صدامات قبل صلاة الصبح، وأكد المصدر حرق عربتين تتبعان للحرس الجامعي و(موترين). وأكدت وزارة الصحة بولاية شمال كردفان، إصابة العشرات بجروح متفاوتة بعضها خطير. وقال بعض الطلاب المصابين الذين استطلعتهم "الجريدة" إن الأحداث اندلعت على خلفية انتخابات اتحاد طلاب الجامعة، وأكد الطلاب المصابين أن أحداث العنف بدأت في الساعة الخامسة والنصف من صباح أمس، واتهم الطلاب الشرطة باقتحام داخلياتهم وإصابة بعض الطلاب بالأذى الجسيم. وعلق مجلس العمداء بجامعة كردفان الدراسة لأجل غير مسمى، وقال مدير الجامعة بروفيسور أحمد عبدالله عجب الدور إنهم يراقبون الوضع بقلق منذ الصباح الباكر، ونفى أن تكون الشرطة تهجمت على الطلاب في سكنهم. وذكر مدير الجامعة ل"الجريدة" أن الطلاب المعارضين كانوا يستهدفون مقر اتحاد طلاب الجامعة، وأشار الى وقوع هرج ومرج بين الطرفين أدى الى تلف وحرق الممتلكات، وكشف مدير الجامعة عن استخدام السلاح الناري من قبل الطرفين، وأشار الى أن عدد الطلاب المصابين بلغ 42 طالباً بينهم حالتان تم إسعافهما الى الخرطوم. وأضاف أن طلاب كلية الهندسة بخور طقت بدأوا الزحف نحو "السنتر" موقع الأحدث منذ الساعة الثانية صباحاً مشياً على الأقدام وهناك آخرون خبأوا أنفسهم ب"السنتر"، وتابع "حتى الطالب الذي قتل أبوبكر حسن محمد طه لم يكن ساكناً بداخلية "السنتر" بل يسكن بخور طقت ويدرس بكلية الهندسة. وزاد عجب الدور: (ندين بشدة هذا العنف الطلابي، لذلك أغلقنا الجامعة لأجل غير مسمى، وأفرغنا الداخليات من الطلاب حتى لا تقع أحداث عنف أخرى). وعن الطالب القتيل أوضح مدير الجامعة أنهم اتصلوا بذويه واتفقوا معهم على إرسال الجثمان، وحول دخول الشرطة لحرم الجامعة، قال: "لم نسمح للشرطة بالتدخل إلا بعد أن بدأ الطلاب التخريب بالسور الغربي، علماً بأن الشرطة وصلت الجامعة الساعة السابعة صباحاً، بينما الطالب قتل في الخامسة صباحاً ب"السنتر" في حالة عنف بين الطلاب أنفسهم". من جانبه كشف مدير عام الصحة بولاية شمال كردفان د. خالد محمدين أن الوضع الصحي لكل المصابين تحت السيطرة عدا حالة واحدة لشرطي أجريت له عملية جراحية عاجلة، وقال خالد إن عدد الجرحى تجاوز (150) جريحاً، وأبان أن هناك حالات باردة غادرت المستشفى وأخرى ما زالت تخضع للعلاج وبعض الحالات تم تحويلها، وأوضح أن كل المصابين وجدوا العناية الطبية المطلوبة. ومن جهته وجه والي شمال كردفان بالإنابة إسماعيل مكي إسماعيل بتقديم العلاج لكل المصابين مجاناً وتحويل الحالات التي تحتاج الى تدخلات غير موجودة بالولاية الى الخرطوم، وكشف أن الشرطة اعتقلت 90 شخصاً لا ينتمون للجامعة أثناء الأحداث، وقال "إن 4 من أفراد الشرطة إصاباتهم خطرة". وذكر مكي أنه وجه بإجراء تحقيق عاجل لكشف كل الملابسات في الأحداث وتقديم الجناة للعدالة. في سياق ذي صلة لفتت الوحدة الطلابية بجامعة كردفان عن مقتل طالب واعتقال حوالي (110) طالباً وطالبة، وفقدان (33) طالباً وطالبة، على خلفية الأحداث التي شهدتها الجامعة في انتخابات اتحاد طلابها. وقالت الوحدة الطلابية في بيان تلقت (الجريدة) نسخة منه أمس، إنها تفاجأت بمنع الطلاب من تقديم قائمتهم الانتخابية، مما أدى لأحداث بالجامعة، وشددت على تقديم القائمة باعتبار أن الانتخابات استحقاق قانوني، وأعلنت عدم تنازلها عن ذلك الاستحقاق. واستنكر البيان استخدام القوة المفرطة في مواجهة الطلاب من قبل السلطات، ولفت إلى وجود إصابات، واعتقال أكثر من (70) طالباً وطالبة، بالإضافة إلى نحو (40) تم اعتقالهم سابقاً، وفقدان (33) طالباً وطالبة، وحمل البيان مسؤولية مآلات الأحداث لمدير الجامعة ووالي شمال كردفان أحمد هارون، والحرس الجامعي.