شاهد بالفيديو.. البرهان يعزي في استشهاد الملازم أول معاش محمد صديق بمسقط رأسه    فيصل محمد صالح يكتب: كيف يتم تفعيل إعلان جدة؟    البليهي يرد على التشكيك في قوة الدوري السعودي    البطل محمد صديق ..هل تم تسليمه..؟    وضع الجيش أفضل عسكرياً وعملياتياً .. وأن مليشيا التمرد تحت الضغط والمضاغطة    مليشيا الدعم السريع يصادر مركبات النقل العام في أم بدة    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يثير غضب الجمهور بعد تغزله وإشادته بالراقصة آية أفرو ووصفها بالإعلامية وساخرون: (أصلاً هي شبهك وأمثالك لا يعرفون الإعلاميات أمثال بنات المغربي)    ولاية الخرطوم تشرع في إعادة البناء والتعمير    هؤلاء الزعماء مطلوبون للجنائية الدولية.. لكنهم مازالوا طلقاء    شاهد بالصورة والفيديو.. سائق "أوبر" مصري يطرب حسناء سودانية بأغنيات إيمان الشريف وعلي الشيخ الموجودة على جهاز سيارته والحسناء تتجاوب مع تصرفه اللطيف بالضحكات والرقصات    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الثلاثاء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل بوصلة رقص مثيرة وهي تدخن "الشيشة" على أنغام (مالو الليلة) والجمهور يتغزل: (خالات سبب الدمار والشجر الكبار فيه الصمغ)    شاهد بالفيديو.. الناشطة السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) ترتدي "كاكي" الجيش وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية "الإنصرافي"    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الثلاثاء    مصر.. وفيات بغرق حافلة في الجيزة    قادة عالميون يخططون لاتفاق جديد بشأن الذكاء الاصطناعي    صلاح ينهي الجدل حول مستقبله.. هل قرر البقاء مع ليفربول أم اختار الدوري السعودي؟    عائشة الماجدي: (أغضب يالفريق البرهان)    رئيس لجنة المنتخبات الوطنية يشيد بزيارة الرئيس لمعسكر صقور الجديان    إجتماعٌ مُهمٌ لمجلس إدارة الاتّحاد السوداني اليوم بجدة برئاسة معتصم جعفر    معتصم جعفر:الاتحاد السعودي وافق على مشاركته الحكام السودانيين في إدارة منافساته ابتداءً من الموسم الجديد    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    الحقيقة تُحزن    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التوائم في السودان .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 26 - 05 - 2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
التوائم او التيمان في السودان لهم وضع خاص في المجتمع . ولاننا بلد افريقي لا تزال بقايا الاساطير الكوشية والبجاوية والغرباوية والجنوبية تسيطر علي افكار بعض الناس . والبعض يعطيهم قدرات خارقة . وكان الكثيرون في السودان علي اقتناع كامل بانهم بنقلبون ,,, لكدايس ,,,او قطط في الليل . ولهذا يمنعون قتل القطط . واحترام القطط يعود الي العهد الفرعوني والكوشي
لم تحظ اسرتنا بالتوائم كثيرا. بابكر بدري اورد انه بعد ان رافق امه التي فقدت نعمة البصر في غزوة ود النجومي في مصر ، و ودرجها بعد ان رحل الجيش ودفن اخته واخيه موسي . كانت تدعو له كل الطريف . وعندما تتعثر تقول في شان المهدي . وبعد الرجوع مشيا الي امدرمان بعد سنين الاسر والاهانة والعذاب في مصر ،عانوا من الفقر المدقع . وشارك عمه مالك وصار يتاجر بين امدرمان وسواكن . وانتعشت حالتهم وكان بارا بامه ومتمسكا بها ويستشيرها في كل امورة ويحكي لها ادق اسراره . ولهذا صار نصيرا للمرأة .
في احدي المرات بعد عودته من سواكن وهو يحمل لها احسن العدايا، دعت له والدته قائلة . الله يديك الرزق كيمان والجنا تيمان . وصار لة توأمين . ولكن عمنا حسين مات بالحمي صغيرا . وامنة لدغتها عقرب وماتت في امدرمان وهي في العاشرة .
من اشهر التيمان في امدرمان قديما ، تيمان هوفل . وهوفل كان اب الطب في امدرمان . وهو بريطاني . كان طويل البال متفانيا في عمله ادار المستشفي والدايات والشفخانات وكل ماله صلة بالعلاج . تيمان هوفل او تيمان الاسبتالية ، تركتهم والدتهم بعد ميلادهم . وكانا يعانيان من بعض التخلف . وسكنا في المستشفي الي ان صارا رجلين . وكانا يناما في الركن الجنوبي الشرقي . وكان هوفل يعطف عليهما . ولكن بعد هوفل طردا من المستشفي . وصارا يتواجدان في السوق . احدهما كان طويلا والآخر قصيرا . كما اوردت في حكاوي امدرمان ... يبدا احدهما الجملة ويقوم الآخر باكمالها .. . يقول احدهما شاتما من يمازحهم يا ود .... ويكمل ألآخر ... الكلب . كانا يجدا الاكل في المطاعم ويشربا الشاي في مقاهي السوق او يعزم عليهما البعض .ويحملا كيسا من الكرتة في نهاية اليوم . كنت اشاهدهم الي نهاية الستينات كمعلم امدرماني .
نسمع بالتيمان الملتصقين ببعضهم . ويعرفون بالتوائم السياميين . وهما توئمان ملتصقان احضرهم السيرك من سيام في اسيا الي اوربا . وتزوجا وعاشا في اوربا . ونسمع في السودان بتيمان برقوا الما بتفرقوا .
هنالك قصة الرجل ذو القناع الحديدي . فالملوك والكنيسة في اوربا تقنع الناس بأن الملك يولد بمشيئة الله ليكون ملكا . ولكن احدي الملكات ولدت توأمين . ولم يكن من الممكن ان يكون الله سبحانه وتعالي قد اخطا بإرسال ملكين في رحم واحد . فعزلوا احدهم وعندما كبر ، اجبروه علي ارتداء قتاع . ثم نقلوه الي قلعة بعيدة واخبروه بأن الحرس لديه اوامر باطلاق التار علية اذا ظهر بدون القناع . وقام الامير بنقش قصته علي طبق معدني والقي به من النافذة . فوجد الطبق فلاح اعاد الطبق للقلعة متوقعا مكافئة . وعندما سأله قائد القلعة اذا كان قد قرأ المكتوب ؟ قال انه لا يقرا . فقال له القائد ان جهله قد انقذ حياته .
عرفت من الدكتور داريوس فاراساني ادميرال بحرية ايران ، انه كان لشاه ايران شقيقة توأم كانت تسبب له كثيرا من المشاكل وتتصرف وكانها من المفروض ان تكون شريكته في الحكم . وتتمرد علي الشاه .
ومن اترابنا التيمان حسن وحسين الذان زاملانا في مدرسة بيت الامانة الاولية . ثم زاملانا في الاحفاد الثانوية . ولم يكن الناس علي مقدرة للتمييز بينهما . وهما ابناء صول امدرمان الاسطوري العم ضرار المعروف بشنب الروب بسبب شنبه الشائب . كنت افرق بينهما بسهولة لاننا ترافقنا في بداية الطفوله عندما سكنا في اشلاق البوليس وسكنا بجانب الاشلاق في الملازمين . وكان لاحدهما,, فصدة ,, خفيفة . ولكن كنت احس بالفارق بدون سبب ملموس . ربما بسبب الاحتكاك الطويل .
والدتي كانت تلبسني وشقيقي الشنقيطي نفس الملابس . والناس كانت تعتبرنا توأمين ونحن صغار. ونحن في فترة الشباب كان لاعب الهلال والفريق القومي ود الاشول يعاملني باهتمام وسط شلتنا في الموردة . وفي يوم من الايام قرعني الشنقيطي وقام بطردي فذهبت لحالي منصاعا . فاستغرب ود الاشول . فشرح له عبد المنعم عبد الله حسن عقباوي ، انني الاصغر وبيننا بنت في جامعة الخرطوم . فقال ود الاشول ....وشوقي ده تخين كده قلبه ميت ولا بياكل مع العمايا . وصار يهملني ويعامل الشتقيطي النحيف بود واحترام .
تيمان امدرمان الاشهر وانتقل اسمهم الي كل السودان وخارج السودان هما الاعمام الجنيد والنفراوي . وارتبطا بالبخور والعلاج البلدي . وسكنا في فريق الرباطاب . وهما ليسا بتوأمين فقط اشقاء . ولكن لتقارب السن والشبه اعتبرهم الجميع توأمين . وصار ذلك اسمهم التجاري . اشقائي ايمان وخليل وهما رجلين الآن ولدا في نفس السنة ايمان في بداية السنة وخليل في توفمبر . وحسب القانون صارا تلميدين في نفص الفصل كان البعض يعتبرهما توئمين , وكان ولا يزال لهما ارتباط التوائم . وهنالك توائم قد يكونوا مختلفين تماما عن بعضهما . ولكن التوائم من البويضة المنقسمة يكون من الصعب التفرقة بينهما .
تيمان الموردة كان يعملان كجزارين ,,كيري ,, .. وتعني بدون رخصة . قام احدهما بشراء غنماية . ولم يسدد الثمن . كلما تسأل صاحبة الغنماية احدهما ينكر ويقول ان توأمه هو من اشتري منها الغنماية .
حكي لي صديقي عبد القادر الجزولي احد ظرفاء امدرمان وعم اخي ابراهيم الجزولي المخرج التلفزيوني وزميلي في براغ ، ان صاحبة الغنماية شاهدت تيمان الموردة داخل الماء . فذهبت واتت بالبوليس . وامسكت بملابسهم . وقالت للبوليس ان احدهم قد سرق غنمايتها . وحكي عبد القادر الجزولي انهما اضطرا بالاعتراف وتحمل احدهما المسئولية . كان احدهم يحضر الاكل للآخر في السجن وما ان يلتفت الحارس عنهما حتي يحمل الذي كان موجودا في السجن المواعيبن ويخرج . وتقاسما مدة السجن .
صديقي مجدي طه السروجي كان من الشباب التفتيحة للآخر. عرك الدنيا وخاطر وغامر وعرف اوربا وامريكا قبل الجميع . دكان والده طه السروجي . في شارع القصر كان ملتقي الجميع من الشباب خاصة الذين عرفوا الدنيا. وعاشوا خارج السودان لم تكن تفوت علي مجدي اي حيلة . واتاة صديقه محمد زاهر اسماعيل ابراهيم بابن شقيقته الزاكي ليعمل معه في مكتبه التجاري . والزاكي لطيف ودمث الاخلاق . وسلم مجدي الزاكي اوراق مهمة جدا وقال له ... هذه الاوراق هي حياتي ... تحافظ عليها وتدسها وما تخلي زول يشوفها . وما تطلعها الا لمن اطلبها منك . وبعد فترة طلب مجدي الاوراق والرد .. ما اديتني اوراق ولا شفتا اوراق ولا بعرف اوراق . وكاد مجدي ان يجن. و ذهب واحضر صديقه محمد زاهر . ووضح اخيرا ان للزاكي توأم نسخة تامة منه . وكانا يتقاسما العمل عند مجدي .ومجدي التفتيحة ما ناقش. وقال مجدي وهو ينظر اليهما ... اسي انتو ما شواطين ... الدنيا دي كلها مافي زول لعب بي . امشوا . واعطاهم مرتبهم . الزاكي يسكن الآن في السويد ، هو ابن اخت رفيق الدرب محمود اسماعيل ابراهيم الذي رافقني في براغ وفي السويد وغادرنا قبل سنوات طيب الله ثراه . بعض الاحيان امازح الزاكي ... لأنه الشيطان الذي خدع مجدي السروجي ويضحك بطريقته المميزة .
العم طه السروجي كان يصنع الخيم ومظلات المتاجر واعمال السروجية . كان يساعده احد اولاد كبوشة . اولاد كبوشية كان يقال عنهم انهم تيمان . ,لا اطن انهم تيمان واشهرهم عزالدين كبوشية ويسكنون بالقرب من حوش القزاز ومنزل العم عبد الله خليل رئيس الوزراء في شارع كرري. عز الدين كان يضرب به المثل في الشيطنة في صباه . وكانت هنالك اغاني عز الدين كبوشية طلق مرتو الحبشية ... تلاتة اولاد في كوبر وعز الدين سرق الموتر . تلاتة اولاد في الظبطية وعز الدين سرق الطاقية . عز الدين طالب والدته بشلن ... خمسة قروش . كانت تساوي قيمة لحمة الملاح . فرفضت والدته فانتظر القندرانيات التي كانت تاتي من الخرطوم للقاعدة العسكرية البريطانية الامريكية . والقى بنفسة بطريقة رأسية امام القندران . وكان بعض الصبية يقوم بهذه العملية الخطرة . وتمر الشاحنة بدون ان تصيبه , وانخلع قلب والدته واعطته الشلن .
عز الدين كبوشية هو من اخذ نميري عندما صار ظابطا حديث التخرج في يوم خميس الي منزل عبد الله خليل الذي كان مفتوحا للجميع وكانت الموائد تمد . وكان الامر بعد سهرة في بيت عزالدين . وصعب تدبير العشاء لتاخر الوقت . وبينما هما يأكلان قال البيه عبد الله خليل .... يا عز الدين خليك من الهباب البتشربو ده.... العاوز تدخلو في الشطة ده ما سمك ده فطير .... وكان النميري منزعجا وخاف ان البيه قد تعرف عليه . ولكن عز الدين طمنه بأن البيه يرحب بالجميع في منزله .
الجدة مكة الدار كانت كالعادة الامدرمانية سلطانة بيت ناس الاسد في فريق السيد المحجوب وبينها طاقة كبيرة اقرب للنفاج مع بيت جدتي زينب بت الحرم وكان ابنها حسن زيادة متزوجا من الخالة زينب خليفة شقيقة اللواء عبد الرحمن سوار الدهب . وكان للسواراب وجود مكثف في امدرمان .. والدتي رحمة الله عليها كانت تقول في الصباح انا الليلة مقيلة مع اهلي السواراب في بيت المال .
تأخر حصول الخال حسن زيادة علي اطفال . وبعد سنين رزقوا بتوئمتين هما هدى ومنى . كانت هنالك فرحة عامة في امدرمان خاصة بيت المال . اذكر وانا صغيران الخبر كان علي السنة كل الاهل . التوأمتان كانتا من زميلات شقيقتي الهام في الدراسة واحداهن زاملتها في الامارات . ولم اسمع ابدا بفرحة في امدرما ن ماثلت فرحة ولادة حفيدات الجدة مكة الدار.
العم بدوي مصطفي رجل الاعمال ووزير المعارف رزق يتوئمتين من زوجته الاستاذة عازة الريح العيدروس . واذكرهن في منزلهم في حي الملازمين وهن صغيرا ، عندما كنت ازور اصدقائي ابو بكر بدوي مصطفي وعمر من زاملاني في السويد ، والدكتور محمد الآن في المانيا والآخرون كانوا صغارا , وكان يصعب التفريق بين التوأمتين الصغيرتين . وكانت لهما صورة فوتوغرافية ويميزهن جورب مختلف . حملن اسم عيشة وسعدية وهذ ه اسماء الجدتين . احدي التوأمتين تزوجت الهولندي مارتن هاس وكان الزواج حديث امدرمان ... حضر اهل العريس من اوربا . كان المأذون جارهم الصادق المهدي .
لم نعرف في اسرتنا اخيرا بالتوائم الا عن طريق ابن شقيقتي احمد محمد صالح عبد اللطيف . ومن العادة ان الاسر التي تكون فيها توائم يتواصل انتاج التوائم . ورزقنا بتوئمتين آمال وهذا اسم شقيقتي وعفاف وهذا اسم جدتها الاخرى . انا لم احضر زواج احمد والكثيرين. ولكننا نتتبع نبض الوطن باستمرار ونتفاعل مع كل الاحداث الاجتماعية .
الوالد ناصر بلال والد اخوتي عثمان وعبد الله والآخرين كان يحكي لنا عن اخوته التوائم . احدهم كان يعمل في الحكومة والآخر كان اسكافيا . قام المديرلا باستدعاء احدهم ووبخه لانه متسيب ويهرب من العمل ويعمل في السوق . وهدد بطرده ومعاقبته . ولم يقتنع المدير الا بعد ان اخذه معه الي السوق وشاهد توأمه .
حسن الكناني كان صاحب المتجر في حي الربطاب في الركن الشمالي الغربي من مستشفى التجاني الماحي . العم خضر رحمة الله الياس عثمان احد مشاهير السودان المعروف بالحاوي . كان يذهب الي السينما ويدخل بدون ان يدفع ويجلس في اللوج وينام اغلب الفلم ويرجع الي الحي ويساهر في دكان حسن الكنزي ويحضر الناس للعشاء ، خاصة سائقي التاكسي ومن يعملون في المقاهي . وفي يوم من الايام يشاهد العم الحاوي صديقه حسن في ود اللدر . ومن عادة العم الحاوي المبادرة بالمزاح المقرون بالسباب المحبب . وكل السودان الي الحاكم العام كان بابه مفتوحا للعم خضر الحاوي . لم يجد العم خضر تفاعلا من صديقه حسن الكنزي . وعندما بدا الاستغراب والغضب . قال صاحب الدكان في ود البصير . يا عم خضر انا حسين ما حسن . فقال العم خضر .... طيب كان الشكل والخلقة ياها . العراقي ياهو ... حتى الوساخة في العراقي ياها زاتا !!
الاخ حسن دينق كان من مشاهير امدرمان وسكن جارنا في العباسية السروجية . توئم الروح بله طيب الله ثراه كان يرفض مرافقته . لانه يتوقف مع الجميع وتتوقف السيارات للمزاح معه . صحبه بله من المجلس البلدي للسينما في سوق الموية . وقال بله ... لمن وصلنا السينما كان الفلم علي وشك الانتهاء
ذهبت مجموعة من اولاد امدرمان الي حفلة في بانت . ووجدوا صديقهم حسن دينق يغني في الحفل ويعزف العود . ولم يعرف عن حسن سوي انه سائق سيارة وملاكم رهيب . وكان ضخم الجسم . وبدأت المجموعة في التشنيعات وبعض الكلمات الجارحة... مثل والله لقيتا كمان بقيت غناي ..... غاشي الناس وبتين اتعلمت العود . فوقف محمود دينق ووضع العود. ولاحظوا عدم ضخامة محمود دينق ولكن الوجه كان نسخة من حسن دينق . ومحمود كان قد انتقل الي بانت . وطلب من اهل الدار ان يكرموهم . وقال لهم انه يدخل كثيرا في مطبات بسبب الشبه الشديد باخيه . وقديما قبل تضخم حسن كان الناس تعتبروهم تيمان . ويظن البعض ان اسم محمود هو حسين لان الآخر هو حسن .
التيمان عادة بعرفون بحسن وحسين او حمزة والعباس . عرفت ابناء قنجاري حمزة وعباس ولقد درسا في بولندة . كنت اشاهد احدهما في منزلنا في السبعينات لانهم ارتبطوا بعمل تجاري مع ابن خالي وزوج شقيقتي صلاح محمد احمد طيب الله ثراه . البنات يعرفن بام الحسن والحسين . ولكن يعرفن عادة بالتومة . شقيقة جدنا خليل ابتر ام الحسن عرفت بالتومة وهي والدة الاداري الدرديري نقد وحكيمباشا امدرمان دكتور عبد العزير نقد وآ خرين . الاريتريون يعرفون التيمان باسم ,,, مونتوي ,,, وتعني التوم . ولهم نفس معتقداتنا عن مقدرة التيمان الغير طبيعية .
تنافست في عقد مع شركة بريطانية صغيرة اسمها اسبايرو منستر في السبعينات في عطاء وكان لهم عرض مكمل لعرضي , واحسست انني يمكن ان اتعامل معهم . واسسوا شركه اسموها كارامكو . وتشير الي كارن وهي فوتوموديل طويلة القامة ومن صار زوجها رامزي ومصطفى ابن اخ الرئيس الباكستاني بوتو والد منازير بوتو .
عاد مصطفي للباكستان . وصارت صلتي بالاثنين قوية لدرجة انني كنت اتدخل في خلافاتهم . وكارن بالرغم من جمالها كانت شرسة لحد مخيف وربما لانها من اسرة بسيطة . ورزقا ببنت وولد ثم قررا الحصول علي طفل جديد بعد تحسن احوالهما المادية لدرجة انهما اشتريا منزلا ضخما في بلدة وينزا . ووينزا هم اسم العائلة المالكة في بريطانيا . ولقد تغير الاسم من هانوفر الالماني الي وينزا في الحرب العالمية مراعات لشعور البريطانيين والاسم هانوفر يذكر باصل العائلة الالماني .
المشكلة ان كارن رزقت بثلاثة توائم . وعندما كنت ازورهم مع والدة ابنتي كانت الاقامة اللطيفة في السابق عبارة عن عذاب . ولم يفد الحصول علي مربية وخادمة . وكارن تصرخ ,,, لماذا تريد ان تغير حفاظات هذا الولد ؟ لقد فرغت للتو من هذا العمل. اهتم بالآخر يا غبي انت لا تصلح لاي شي . ... اترك التلفون وتعال لمساعدتني... ان عندي يدين فقط واحتاج لثلاثة ,,, بزازات ,,, ... كيف استطيع مغادرة هذا السجن . انا مسجونة لا استطيع ان اذهب الي لندن لزيارة اهلي ... لقد قاطعني صديقاتي واختي ، فانا اطلب مساعدتهن بدل الجلوس في الحديقة واحتساء الشاي . وكان الطلاق . وعاش رمزي الشاب الذي كان وسيما جدا في حزن وضيق . وكبر في سنوات بسيطة وصار مقوس الظهر واخذت زوجته المنزل وكل شي . وفي يوم اتصلت بي كارن لتخبرني ان صديقي رامزي قد اصيب بسقطة قلبية وهو يحزم الحقائب لكي يذهبوا الي شقتهم في القاربا في البرتقال . وبعدها بايام طلبت مني ان اكتب بعض الكلمات التي يمكن ان تقرأ في جنازته .كانت حزينة جدا علي موته المفاجئ . تلك اول مرة اعرف ان نعمة التيمان قد تكون لعنة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.