عيسى إبراهيم * * نبهني من أثق فيه، واعتد برأيه وتحليلاته المتزنة والرصينة، وخلقه العالي المتين، (لم اطلع على التنبيه إلا اليوم لأسباب فنية ترتبط بإيميلي على الهوت ميل فمعذرة وقد مرت مياه كثيرة تحت الجسر وأنا ما جايب خبر) أن "صفحة "سودانيات ضد الحجاب" التي تناولتها (يعنيني) في مقالتك الأخيرة عن الحجاب صفحة مزورة تبرأت منها الناشطات اللاتي وردت فيها صورهن وتعليقات منسوبه لهن، وهناك حملة توقيعات على الفيس بوك تقودها ناشطات ونشطاء لاغلاق الصفحة نهائيا، لأنها نشرت صورا شخصية دون اذن صاحباتها والاخطر انها نسبت لهن مقولات لم يقلنها، وبالتالي هي صفحة من صنع جهاز الامن يريد من خلالها تهييج المتطرفين ضد الناشطات السياسيات وبالفعل نشر يوسف الكودة بوستا كفر فيه احدى الناشطات لانها أنكرت وجوب الحجاب الإسلامي"، قال لي لافت انتباهي إلى الصفحة المفبركة: " طبعا انا اتفق معك في مشروعية اعلان الموقف الفكري الناقد او الرافض للحجاب"، وأضاف: " ولكن ما دامت الصفحة مزورة فالاولى انتقاد التزوير والكذب في البداية، والصفحة بعيدة عن الرصانة الفكرية وبعض منشوراتها تهييجية ولهدف تحريضي غايته الاغتيال السياسي".. * ولعل صفة التزوير والتلاعب والاستغلال السياسي لم تغب عني وأنا أتناول الموضوع بالرد فقد قلت بلا مواربة في مقالي الأول بعنوان " سودانيات ضد الحجاب؟!، نقاط حوارية مهمة!! (1 - 2)"، والذي نشر بصحيفة التغيير الالكترونية الغراء يوم الخميس 14 أبريل 2016، وفي سودانايل الالكترونية يوم الاثنين 18 أبريل 2016: " صفحة في الفيس بوك تحمل عنوان "سودانيات ضد الحجاب" باللغة العربية، وSudanese women against Higab باللغة الانجليزية، وعرفت نفسها بأنها "صفحة سودانية خالصة لكل سيدات السودان المستنيرات اللاتي يعتبرن الحجاب من مخلفات العصور الوسطى وليس له أصل في الدين الاسلامي"، وحمل بريدها الالكتروني ما يلي: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ورقم هاتف الصفحة هو: 002478604932، كل ذلك رسم ملامح واضحة للصفحة، وللذي يتشكك عليه أن يقول: لماذا "قطر" بالذات – حسب البريد الالكتروني - وهي دولة حاضنة لجماعات الاسلام السياسي "الاسلامويين"، وتحديداً الأخوان المسلمين؟!.."، ومن هنا يتضح أن تشككنا كان في مكانه تماماً بعد أن قطعت جهيزة قول كل خطيب، وجاءتنا بصريح الاتهام الوافي بمستحقاته!.. * "طفابيع" الحركة الاسلاموية وكلهم "طفابيع" يا بشراي الفاضل، (كلمة "طفابيع" هي من منتوجات بشرى الفاضل القاص والكاتب المجود وهو صاحب الملكية الفكرية فيها، حتماً ح نرجع ليها وليهو) وأمنجية، وكتالين كتلا، وفاقوا "مكيافيللي" صاحب مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" في تفعيلها واستغلالها لتثبيت مقاعدهم وأحقيتهم في حكم الوطن القارة، عاثوا في البلد فساداً وافساداً، وأذاقوا الناس الأمرين عسفاً، وسحقاً، وشراً مستطيرا، وأحالوا نهار الأمة إلى ليل، وبددوا أمنها، حتى "صوت" الناس بأقدامهم طلباً للنجاة، ولقمة العيش.. * يقول بشرى الفاضل في سودانيزأونلاين: الاخت تماضر: ماذهبت إليه أنت في مفهوم الطفابيع شدني اليه كانني لست كاتبها. ومما لا شك فيه أن القراء النابهين ذوي الحس الشعري يضيفون لكاتب النص بما لم يخطر على باله . وصف الطفابيع باعتبارها شخصيات متخيلة يضيف اليها ويكسوها لحماً ودما . أول مرة فكرت في كائنات الطفابيع اشتققت الاسم من الكلمة الانجليزية "طف" وقلت ربما ساخرا ان الجزء الاول "طف" يخص هذه الكائنات "القمعية" اما الجزء الثاني فيخص "صوت الضحية" او "صوت البقرة" حين تقول "بوع" بالسودانية، وتجدين انني خالفت القاعدة في (طارت عصافيرها المجموعة) لفن القص وعملت "فوت نوت" لتوضيح معنى كلمة "طفابيع" . قلت "طفبوع"جمعها طفابيع وهي على وزن "جرابيع" . * طبعاً ما دام هؤلاء الناس، الاسلامويون، بهذه البشاعة وهذه الغلظة، والمكيافيلية، ويبذلون جهدهم كله للايقاع بالآخرين، وتهييج أولئك الذين عقولهم في آذانهم، أو في عيونهم، من أجل الاستغلال السياسي الرخيص، وقد كمموا الأفواه، وأغلقوا الصحف، وأرهقوها بالصرف بلا مقابل، حيث كانوا يتصيدون الصحيفة بعد تمام طباعتها ويمنعونها التوزيع، لم يتركوا إلا صحيفة "تم تدجينها" تسير في ركابهم وتسبح بحمدهم ليل نهار، وبالطبع ملكوا كل وسائط الاتصال الجماهيرية، وامتدت أيديهم إلى وسائط التواصل الحديثة مثل "الفيس بوك" و"التويتر" و"اليوتيوب، يلبسون لكل حالة لبوسها، يريدون من خلال ذلك تهييج المتطرفين ضد الناشطات السياسيات، وضد منظمات المجتمع المدني، ومن هنا يمكننا أن نقول بكل ثقة أن كثيراً من الصفحات على الوسائط الحديثة التي لا أب ولا أم لها مزورة، ومفبركة، ومغشوشة، من أجل غرض التهييج والتحريض والاغتيال السياسي!!.. * يبدو لي أن على مؤسسة "فيس بوك" أو أي مؤسسة أخرى على الشبكة العنكبوتية أن تفطن إلى هذا الاستغلال البشع لأدواتها، وتعمل من الضوابط والاحكامات ما يفوت الفرصة على أمثال هؤلاء المتربصين!!، مثلاً عليها أن تتأكد أن صاحب الصفحة شخصية حقيقية، أو شخصيات حقيقية، وتحتفظ بعناوينهم وأرقام هواتفهم وصورهم والقيام بحملة غير معلنة للتأكد من ذلك، وعليها أن تستجيب لمن ينبهونها إلى ذلك التزوير وتنشط لتتحقق وتعرف، حتى لا يضار الآخرون من ذلك!..
* عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.