طبيعي جداً أن يخرج عليكم هيثم مصطفى، ليجرِّب حظّه فيكم بتقليد حركات الترابي..! من المستحيل على هيثم مصطفى الذي ظهر فى زمن الانقاذ ، الإلتزام بوظيفته كلاعب كرة قدم مطلوب منه إحراز الأهداف..! هذا أمرٌ مستحيل ، إذا كانت " الرّصة مخروبة كُبارا "..! إن هيثم مصطفي، مثله مثل أشباهه، يريد إغداق الألقاب الرّنانة الطّنانة عليه..! مثل : " سِيدا "، و الكابتن ، و البرنس، و المُقدِدا،، ومش عارف أيه..! و من الطبيعي جداً فى هذا العهد الغيهبْ أن تجده كأمثاله، مغزماً إلى درجة " قِفْ "، يتقليد حركات شيخ حسن ، بدليل أنه اعلن الاستهتار بنصوص العقد الذي وقّعه مع مجلس إدارة نادي المريخ ، وطلب العودة الى ناديه القديم الهلال بعد أن شاهد " إبن آوي" يعود الى مخبئه داخل المؤتمر الوطني..! ومعذور هيثم مصطفى في هذا ، ولأمثاله العُذر أيضاً،، فهو يحلِّق عالياً دون وعي بتاريخنا الرياضي، ربما لا يعرف أن جكسا من قبله ، كان يراوغ النسيم فى خط ستة..! إنه يحلِّق على طريقة الأُخوان ، ليهبط فى الحاضر ويختار الترابى، ليُقلِّده فى حركاته وسكناته..! وإلا فما معنى أن يختار هيثم مصطفى البوح بحبه العودة الى الهلال، بعد شهوده عودة الترابى إلى حصنه الحصين داخل التنظيم الحاكم..!؟ إنه التقليد، والتقليد في كل شيئ ، حتى سِفر خروج كليهما من ناديه الأصلى إلى الإتجاه المعاكس ، كان تقليداً لمسرحية ، أقل ما يقال عنها ، أنها مسرحية......!! فى الماضي شاهدنا الشيخ حسن الترابي، يُقيم الدنيا ولا يُقعِدها، ويخرُج من قصور أشواقه التى أنشأها على جماجم و دماء وأشلاء، للالتحاق بصفوف المعارضة..! وهناك، فى خرابات المعارضة، يتدرج الترابي فى الألقاب حتى يصبح " سِيدا " ، أيضاً ..! و لا تنسى عزيزي القارئ أن الترابي كان الأطول لساناً ، فى ترعيد وتهديد حكومة الإنقاذ ، بحممٍ و قواصم..! نفس الشيئ يفعله هيثم مصطفى اليوم ، بل يزيد على ذلك بالظهور على صفحات الجرائد " شايل سِبْحة " ، ويُكاثر من " المحلبية " بإصرارٍ فى لقاءاته التلفزيونية ، حتى يرسم لنفسه صورة اللاعب التّقِي، الذي يطلب من مُحاوره التلفزيوني مُصحفاً عثمانياً ، ليحلِف عليه القسم ، بعد تأكيد طهارته داخل الاستديو قائلاً : "أنا جاييكم متوضئ "..! هي نفس حركات الترابى،، بل هي نسخة بالكربون من شيخ حسن، و إن كان شيخ حسن بذكاءه المعروف ، لا يكلِّف نفسه مثل هذا العناء فى التأصيل..! بالله عليك ، ما هي قيمة ، أباريق ومسابح وتبروقات هيثم مصطفى فى ميدان لا يعرف فيه طريق المرمى ، ولماذا يتفرعن، وهو لا يساوي شعرة من صمويل إيتو..!؟ السودانيون يا سيدي ، لا حوجة لهم في" تقاوى" هيثم ، فهم أهل القِباب الشامخات من أبو حراز، حتى دنقلا ، حتى كسلا ..! و لا مشكلة لهذا الشعب فى عودة هيثم مصطفى للهلال أو بقاءه فى المريخ ،، ف " كلّو زي بعضو" ،، لكنها فى النهاية خيبةٌ ماثلة، ليست فى الساحة الرياضية فقط ، إنما فى السياسة ، وعلى كافة المستويات..! العالم يا سيدي ، يستمتع بكأسه فى البرازيل ، ونحن لم نزل لربع قرن ، عند حلقة شيخ حسن الذي عاد الى نظامه دون أن يرمش له جِفنْ..! نحن فى انتظار جمال الوالي حتى يتخذ قراراً يتعلق بلعبة ولاعب..! نحن فى انتظار الكهرباء ، كي تستقر فى شهر رمضان..! فكيف يكون أيٌ من ذلك بالإمكان ، إنْ كان كل أطراف هذا الحشد " أُخوان"..!؟