مجلس السيادةينفي ما يتم تداوله حول مراجعة الجنسية السودانية    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما ينتصر المفقرون لاول مرة على سادة العالم .. بقلم: خديجة صفوت
نشر في سودانيل يوم 27 - 06 - 2016

صوت اكثر من 33.6 مليون بريطانى الخميس 23 نونيو 2016 بنسبة 52% من الناخبين لصالح الخروج من المجموعة الاوربية و صوت حوال 16 مليون بنسبة 48% من الناخبين للبقاء في المجموعة الاوربية. و يعتبر الذين صوتوا للخروج من المجموعة هم اغلبية المفقرين الذين اهملهم مشروع المجموعة الاوربية السياسي و لاقتصادي و الثقافي جميعا. و ازعم انه عندما هزم المفقرون البريطانيون المشروع الرأسمالي المالي الصهيوني العالمي لحساب اهم و اكبر ثورة ديمقرطية شعبية لاول مرة في التاريخ الاوربي الحديث فقد انذر ذلك الانسحاب بحد ذاته بيوم تاريخي يعتقد البعض انه قد يخلق شرط انقسام بين من يريدون البقاء فى المجموعة و من صوتوا من اجل الخروج من المجموعة مخلفين ورائهم ما يسمى الوحدة الاوربية ناهيك عما قد يحيق بالوحدة الاوربية نفسها مما اتعرض له تباعا.
وكانت المجاميع التى تجاهلها رأس المال المالي تماما في وسط وشمال بريطانيا زيادة على مجاميع الشعب في الحزام حوالي لندن و مدينة لندن the city of London خاصة- و للاخيرة قصة سافرد لها تفصيل خاص بها يتصل براس المال المالي مباشرة. المهم فورا من المفيد تذكر ان تلك المجاميع لم تنسى ما فعله بها رأس المال المالي من حيت انه نهب مقدرات المجتمع البريطاني تحت غطاء ما يسمى الخصخصة و التطبيع و اجبر المفقرين من الشعب قبل و دون من عداهم على ضمان Bailing المصارف الهالكة التى سرقت اموال الشعب ابان الازمة المالية مابين 2008-2007 و تباعا.
فمن المفيد تذكر ان الذين صوتوا على خروج بريطانيا من المجموعة الاوربية معظمهم من المفقرين الذين يتنشر بينهم من امراض الافقار و اعراضه ما يكاد يشارف ما تجده في المجتمعات المسماة نامية من الامية والوقوع تحت خط الفقر. ذلك ان الامية تنتشر بين ما قدر منذ الثمانينات ب20% من سكان تلك المناطق فيما يعانى 50% من اطفال تلك المناطق من الافقار و سوء التغدية و تنتشر بين الاطفال و الكبار الجريمة و تعاطي المخدرات و ينشأ معظم الاطفال و لم ير الطفل في حياته منهم فردا من افراد اسرته يخرج للعمل وغالبا ما لا يعرف له اب طوال حياته في واحدة من اغنى المجتمعات الاوربية الغربية و ربما في العالم.
و قياسا فقد برز بوضوح الميل الشعبي للعداء للمؤسسة السياسية Anti-establishment المحلية و الاوربية لان الذين صوتوا للخروج من المجموعة الاوربية طالما شعروا بان الاخيرة خزلتهم من حيث تدني اجور اغلبيات المنتجين للحياة و الكفاف لحساب اقليات الاوليجاركيات المالية الاسراتية التى عرفت على مر التاريخ بعدم اعتبارها لجماهير العاملين زيادة على ولعها بالثراء والنجاح و بالشهرة Glamour و بالقيادة وبالسيطرة فيما تتجاوز تلك الاوليجاركيات التشريعات و القوانين و التحالفات او-و تعمل على ان تسن التشريعات و القوانين و تقعد التحالفات لصالحها هي خصما على من عداها.
نهاية الحزبين الكبيرين كما نعرفهما
ازعم ان الحدث الذي هز بريطانيا واوربا والولايات المتحدة و العالم و ربما المنطفة العربية جميعا- لو ان الاخيرة تنبهت علي فداحة ما حاق بالرأسمالية المالية بفعل ثورة شعبية سلمية جائت عن طريق اقتراع على استفتاء وحسب- كما هزت حلف الاطلنطي و اسواق المال في كل مكان وكذا الاحزاب البريطانية من حزب المحافظين الذي فقد زعيمه دافيد كاميرون زعامة الحزب و رئاسة الوزارة فور اعلان النتيجة. و بالمقابل فقد نادي البليريون الليبراليون الجدد Neo-Liberal Blairits بطرح صوت ثقة فى زعامة جيرمي كوربين Jeremy Corbynلحزب العمال وكان كوربين حصل على تفويض غير مسبوق في تاريخ الحزب من عضوية الحزب حصل عليها زعيم من قبل.
من المهم فورا ملاحظة ان جيريمي كوربين كان حريا بان يرهب باكرا- مثلما بقي الليبراليون الجدد و البليريون يرهبونه بغاية زعزعه قيادته منذ البدء-ارهب الليبراليون الجدد و البليريون جيريمى كوربين حتى يتبنى-دون اقتناع منه- شعار البقاء في المجموعة الاوربية فتورط كوربين دون اقتناع منه. و لما صوت اعضاء حزب العمال في ويلز للخروج من المجموعة لم ينفك خصوم كوربين ان اخذوا يلومونه علي ما حدث في ويلز وغيرها مما زعموا انه اثر في نتيجة الاستفتاء. و يثابر خصوم كوربين على مطالبته بالاستقالة بحجة انه لم يعمل بصورة كافية من اجل انجاح الاستفتاء لصالح بقاء بريطانيا في المجموعة.
و قياسا قد يوشك ان يطاح بزعامة جيرمي كوربين لحزب العمال اذا ما قيض لخصوم جيرمي كوربين وحلفائه الذين انتخبوه استغلال اي وكل فرصة للتخلص منه سواء كان اؤلئك الخصوم عصابة البليريين الليبراليين الجدد او-و بعض المتنافسين على القيادة مثل كين ليفينجستون Ken Livingston و هيلاري بينHillary Benn و غيرهما. ومن هؤلاء مجموعة الرافضين لنتيجة الاستفتاء اي جماعة البقاء فى المجموعة الاوربية ممن راح يجمع ما يفوق ثلاثة ملايين في توقيع على عريضة تطالب باعادة عقد الاستقتاء بذريعة ان الخروج من المجموعة الاوربية فاز بمحض اقلية من الاصوات كما انه جاء على خلفية نسبة تقل عن ال60% المشروعة لذلك من الاصوات.
و تلاحظ(ين) ان تلك الثورة المضادة تنويعة نموذجية في التقاليد و الثقافة و الصهيونية حول الصراع السياسي مما طالما برع فيه المحافظون الجدد و انغالهم الليبراليون الجدد من حيث اللجوء الى التهديد و الوعيد و و الابتزاز والتباكي على طريقة اصحاب السردية البكاءة اللوامة و باللعب على المشاعر مما يذكرك باسلوب توني بلير اكثر من يجيد اثارة المخاوف غير القابلة للاثبات كما في سردية اسلحة الدمار الشامل. و لا يكترث اؤلئك الانغال ما اذا كان في الرجوع عن رغبة الشعب البريطاني الديمقراطية تدمير لتقليد عميق و قديم و ما في ذلك من ما يشارف الفضيحة.
ذلك انه اذ تشعل حرب اهلية civil warعلى هذا الصعيد فان المحافظين الجدد و الليبراليين الجدد و الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ولا يستبعد دور الصهيوينة القبلية بسمسراة الليبراليين الجدد وبخاصة الليبراليين- يستغل اولئك جميعا كل و اي ثغرة ينفذون منها لاشعال ثورة مضادة على ثورة الشعب البريطاني العظيم. و الواقع هو ان جيريمي كوربين كان سيستعدى و يحارب في جميع الاحوال اي انه ان هو قرر الانضمام الى جماعة الخروج من المجموعة الاوربية او لم يعمل بصورة كافية لانجاح الاستفتاء لصالح البقاء فى المجموعة الاوربية. على انه من المفيد تذكر ان المؤسسة السياسية العالمية لم تغفر لقاعدة حزب العمال التصويت بتلك الاغلبية غير المسبوقة لامثال جيريمي كوربين الاشتراكى بصورة معلنة و يقال انه ماركسي بل شيوعي.
و ازعم ان الاستفتاء على عضوية الوحدة الاوربية قد يؤلف شرط نهاية هيمنة الحزبين الكبيرين اللذان بقيا يؤلفان ما اسماه نيكيتا خرتشوف ظاهرة "فردتي الحذاء" ليس. سوى ان صعود جيرمي كوربين الى زعامة حزب العمال كان منذرا بنهاية نظرية فردتى الحذاء تلك. ذلك ان تلك الجماعات السمسارة لحساب الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية القبلية ما تنفك تفوز باصوات من قد لا تمثله تلك الجماعات لانها غالبا ما تسمسر في الواقع لحساب جماعات عولمية اسراتية اوليجاركية تتحكم في الحزبين الكبيرين. هذا و لم يتوقف ذلك المنوال الى ان انتخب جيرمي كوربين زعيم حزب العمال حديثا زيادة على نشوء الحزب الوطنى الاسكتلندي The Scottish National Party (SNP) منذ محض عشرة سنوات و يقود الاخير عملية خروج اسكتلندا من بريطانيا.
ذلك ان اسكتلندا شرعت الجمعة 24 يونيو 2016 صبيحة اعلان نتائج الاستفتاء في اجراءات الاستفتاء علي الاستقلال الجمعة 24 يونيو 2016. و لم ينفك البرلمان ان تعين السبت 25 يونيو 2016 على البدئ فى الاعداد للاستفتاء على مستبقل اسكتلندا الدستوري. و من ناحيتها فقد صوتت مقاطعة ويلز لصالح الخروج من المجموعة الاوربية رغم ان الذين صوتوا كانوا مع ذلك اعضاء فى حزب العمال الويلشى. و تنوى ايرلندا الشمالية الانفصال عن بريطانيا و صولا الى الوحدة مع جمهورية ايرلندا الجنوبية.
و قياسا فقد كرست تداعيات خروج بريطانيا من المجموعة الاوربية عدم الاكتراث الشعبي للمؤسسة السياسية و لم يبق زعيم لحزب بريطاني سوى زعيم حزب العمال الحالي و زعيمة الحزب الاسكتلندي الوطنى شئ من المصداقية امام قاعدة الحزب من العضوية. و حيث ان مغبة نتيجة الاستفتاء قد تنذر بحروب اهلية داخل الحزبين الكبيرين لاول مرة بصورة غير مسبوقة فلعل ذلك قد يخلق شرط نشوء احزاب صغيرة او-و يقيض صعود الاحزاب الصغيرة خصما على بعض الاحزاب الكبيرة لاول مرة منذ وقت طويل.
و لعل جماعة او شريحة اجتماعية تنشأ تباعا لتقود المجتمع البريطاني –جماعة غير معروفة من قبل ولعها هي نفسها لم تتعرف على نفسها بعد بهذا الوصف بمعنى انها قد لا تدرك انها تمثل طبقة بعينها بعد . ذلك ان الشعب كان دائما و لعله بقي حتى نتيجة ذلك الاستفتاء كان الشعب دائما محروم ممن يمثله مع كثرة من بقيى يدعى ذلك مثل حزب العمال طوال حياته الا ما خلا فتراة متقطعة. و قياسا فان بريطانيا حرية بان تتفتت و تتجزأ بدءا بخروج اسكتلندا بمحض بقائها التاكتيكي اصلا في المجموعة الاوربية وحده. الا انه من المفيد تذكر ان بريطانيا تبقى مع ذلك قوية فكريا و تنظيميها و اقتصاديا بوصفها سادس اقوى اقتصاد اوربي.
الزلزال واستقلال بريطانيا منذ القرن السابع عشر و صعود رأس المال المالي الصهيوني العالمي.
لحق الزلزال باسواق المال فانخفض سعر الاسترليني بما يفوق اندي انخفاض سابق منذ الاربعاء الاسود 16 سبتمبر 1992( عندما سحبت بريطانيا الجنيه الاسترلينى من معدل السوق الاوربي للتبادل the European Exchange Rate Mechanism (ERM) لان الاسترلينى كان قد انخفض الى اقل مما قدر له. (و كان المضارب المالي جورج سوروس George Soros قد ضارب الاسترلينى فتربح جورج سوروس يومها مليار استرلينى. كذلك انخفضت معدلات سوق الداو جونز Dow Jones الامريكي و اسواق المال الاوربية.
فهل يؤلف مناخ الزلزال البريطاني للاوليجاركيات الاسراتية المالية بسمسرة المحافظين و الليبراليين الجدد ذريعة او كيمياء لفوضى "خلاقة"- من وجهة نظرهم هم- من شانها ان تيسر كالعادة العبث بالقوانين الدولية علما بان امريكا لا تملك قانونا-حسب القانون الدولي- لان تضرب سوريا؟. و بغض النظر عن حزب المملكة المتحدة المستقلة Independence United Kingdom party (UKIP) و بوريس جونسون الخزري الذي يدعى انه تركي بفخر فان الجماهير التى صوتت للخروج من المجموعة الاوربية هي جماهير العاملين و ارباب المعاشات و المفقرين الذين اهملهم رأس المال المالي طويلا بسمسرة دولة العبودية و التقشف الكبرى للمجموعة الاوربية و البيروقراطيين الذين لم ينتخبهم احد ممن يقومون على سياسات و ينفذون المشروع الذي تتعين عليه المجموعة الاوربية متمثلا خاصة في سياسات الديون السيادية التى باتت ترتهن الدول و ممارسات التقشف خصما على الاغلبيات العددية لمن لا وجوه لهم في مجتمعات اوربا الغربية و اوربا الشرقية ال 28- و قد باتوا 27- ممن يمثلون عضوية المجموعة التى تلحق بها عاجلا 5 دول اخري قريبا.
و من المفيد تذكر ان خروج بريطانيا حري بان يخلق ما يشارف الزلزال منذرا بتحلل المجموعة الى عناصرها الاولي فى افضل الشروط. ويقول البليونير المضارب فى المال و السندات جورج سوروس ان التصويت على خروج بريطانيا من المجموعة الاوربية سوف يجعل من تحلل المجموعة امرا غير قابل للتراجع عنه That Britain's vote to leave the European Union make the disintegration of the bloc "practically irreversible"..
هذا و لعل انتخابات ايطاليا و اسبانيا حريتان بان تنذرا بخروج الاخيرتين فورا من المجموعة في نفس الوقت الذي تستدعى فيه السويد فكرة الاستفتاء بغاية مراجعة وضعها في الوحدة الاوربية. و يتنبأ البعض بخروج اليونان و البرتغال تباعا فيما تهدد الجبهة الوطنية الفرنسية بالخرود من المجموعة الاوربية تحت راية السيادة الفرنسية الوطنية. و يترتب على ذلك فيما يترتب تفكك الاساس العسكري لحلف الاطلنطي مع نهاية فترة الرئيس الامريكي باراك اوباما او بداية فترة اي من المرشحين اللاحقين اما دونالد ترامب Donald Trump او هيلاري كلينتونHillary Clinton
فرسان و ضحايا الاستفتاء:
يلاحط كيف مايبرح الاعلام يجند و يحشد المراسلين والخبراء والمستشارين اليمينيين و الموالين للرأسمالية المالية و العولمة والصهيونية العالمية و الصحفيين المرقدين الذين يزدخم بهم الاعلام باشكاله رغم ان الخروج من المجموعة الاوربية حظي باقبال اكثر من 70% من الناخبين و هي اعلي نسبة اقتراع في تاريخ بريطانيا.
و بالمقابل فقد عاملت الصحافة الصراع السياسي بين الساسة على انه صراع شخصيات بين كاميرون و جونسون. ومن المعروف ان جونسو و كاميرون كانا زميلين في كلية ايتون الارستقراطية النخبوية العريقة و بقيا صديقين حتى تحور جونسون الى تنويعة على بروتس الذى طعلن يوليوس قيصر فى الظهر في الصراع على رئاسة الجمهورية الرومانية المشهور. وقياسا فان النظر يتركز حاليا على من يسمون فرسان الاستفتاء امثال ميكل جوف Michael Gove الذى يعتبر ضئيل الشعبية ان لم يكن لا شعبية له و تريزا ماي Theresa May وزيرة الداخلية التى تعينت على النأي بنفسها طوال فترة الاستفتاء و شكلت لها مجموعة استعدادا للعمل على تلميمعها لثيادة حوب المحافظين ,تريزا ماي صهيونية بامتياز فان دعتها اسرائيل الى القفز تسأل اسرائيل الى اي درجة اقفز. اما فارس الاستفتاء الاول بوريس جونسون الذي اعلن انه تركي و يفخر بذلك و لم يقل لنا طبعا انه خزري من القبيلة الثالثة عشر. و من المهم ادراك ان جونسون الذى تعين على لعب دور المهرج مما افاده سطحيا مع الشباب ابان حملة انتخاب عمدة لندن لم يعد ذلك الدور يقيض له الصلاحية التى يحتاجها رئيس حزب المحافظين بل العكس. فسطحية حملة بوريس الانتخابية تقف فى طريق ذلك الطموح لغفلة بوريس جونسون عن فيفساء القبول الشعبى لاي زعيم حزب مما قد يشمل ادق تفاصيل التفاصيل بما في ذلك تسريحة شعره مثلا .
ذلك ان مايكل فوت Michel Foot 23-7-1913حتى 3-3-2010 و كان زعيم حزب العمال و المعارضة ما بين 1980 الى 1983 و كان من المتحمسين لانسحاب بريطانيا من المجموعة الاوربية الاقتصادية –وهي من بدايات المجموعة الاوربية الباكرة كان مايكل فوت الخطيب المفوه قد سقط في انتخابات 1983 مع ذلك لمحض ما اخذ عليه من انه لم يكن فوتوجينيك كما اخذ عليه هندامه و تسريحة شعره. فقد كان يسمى He was not particularly telegenic, he was also nicknamed "Worzel Gummidge" for his rumpled appearance !!.
و بالمقابل يوخذ على بوريس جونسون "نكشة" شعره وعدم جديته ولعب دور المهرج الخ وعليه تنطلق حملة ضد ترشيخ بوريس لرئاسة حزب المحافظين فورالاعلان نتيجة الاستفتاء تحت شعار "اوقفوا بوريس Stop Boris". و قياسا تشعل حرب على جيريمي كوربين Jeremy Corbyn من قبل البليريين الليبراليين الجدد بزعامة امثال هيلاري بين ابن الزعيم الاشتراكي العظيم توني بين لحسابات ربما شخصية تصدر عن تنافس على قيادة الحزب. و بالمقابل فهناك كين ليفينجستون الذي قد يطرح نفسه منافسا لجيرمي كوربين رغم انه كان فقد عضوية الحزب جراء تورطه فيما اعتبرته الصهيونية القبلية عداءا للسامية شهر مايو الماضى.
وهناك الى ذلك جورج اوزبورن George Osborn وزير الماليةThe Exchequer الذي تعين على ارغام المفقرين على العمل اكثر و قبول اجور الكفاف باسم التقشف الذي ياخد من الاخيرين ليغدق على الاثراء الاقوياء. و يواجه اوزبورن مستقبلا غامضا ان لم يكن مظلما وهو الذى كان يعد نفسه لان يرث زعامة المحافظين و رئاسة الوزارة بعد كاميرون. و لو كان هناك مفكر عبقري بل ملهم متنبئ ليخطط لجماهير الخروج من الوحدة الاوربية ما تعينت عليه تلك الجماهير بصورة شبه تلقيائية لما ملك ذلك العبقري القدرة على التعين على مثل ما حاق باعداء الشعب بمغبة حراك الشعب العبقري.
كيف يرفض ديمقراطيون نتائج استفتاء ديمقراطي؟
انزعجت مجموعة البقاء في اروبا الموحدة وانتابها نوع من الهيستريا حيث يبدو ان تلك المجموعة لم تقبل بنتيجة الاستفتاء و قد جمعت تلك المجموعة مليون توقيع تنادي الحكومة بان تعيد اجراء الاستفتاء بدعوى ان عدد الذين صوتوا اقل من 60% من الناخبين و ان الفرق بين المؤيدين للخروج من المجموعة الاوربية و المنادين بالبقاء بها قليل. يالمقابل فلك ان تلاحظ ان جماعات الخروج من المجموعة الاوربية تؤمن بدور بريطانيا عالميا اقتصاديا و سياسيا. والاهم هنا و الان هو ان ذلك الزلزال يعبر عن نفسه فيما يعتبره البعض يوم استقلال بريطانيا منذ اكثر من 500 عام. فقد بقيت الاغلبيات العددية لمن لا وجوه لها كانت تسعى الى التخلص من اليمين المتطرف في بريطانيا الذى طالما تلفع بعباءة الليبرالية الجديدة بغاية تكريس سياسات التقشف لحساب اقليات اوليجاركية اسراتية مالية داخلية خصما على اغلبيات المفقرين في بريطانيا و في كل مكان في المقياس المدرج.
و قياسا فان بقيت بريطانيا ترزح خارجيا تحت هيمنة امثال ستانلي مورجان Stanley Morgan و جولدمان ساكس Goldman Sacks x و بي جي مورجان P.G Morgan و غيرهم من الاوليجاركيات المالية الاسراتية التى تعينت على تخريب اليونان و يتعينون تباعا على تخريب فينيزويلا و البرازيل و غيرها من المجتمعات الامريكية الجنوبية التى تبنى الاساس المادي للاشتراكية. ان تلك الاغلبيات العددية التى لا وجوه لها تدرك رغم افقارها ان امامها و امام بريطانيا فرصة ان تخلف تلك التراكمات العددية كما تخلف بريطانيا ورائها المجموعات والشركات و االبيزنيس الدولي اليميني المتطرف و تتعامل مع اخرين مثل الدول الاسيوية وربما مع المجتمعات الامريكية الجنوبية. و لعله من المفيد تذكر ان بريطانيا كانت قد بدأت تتعامل باكرا مع البريكس BRICS و مجموعة شانغهاي.
رغم ان الاسترليني فقد 6% من قيمته بالنسبة للعملات الاوربية و 4% بالنسبة للدولار. مما دفع محافظ البنك الانجليزي المركزي بان يعد بضخ مابين 25 الى 250 مليار استرلينى لتهدئة الوضع الاقتصادي غب زلزال نتيجة الاستفتاء . و يقول البعض ان خروج بريطانيا حري بان يسارع عمليات الانقسامات داخل المجموعة مما يعتقد انه سوف يخلق شرط عودة القبلية الى القارة الاوربية. و لا غرو فقد كانت الرأسمالية المالية قد اعادت انتاج علاقات الاقطاع و كرست ما كان قد بقي راسبا منها في بعض المجتمعات الاوربية مثلما في اعالي اسكتلندا بين الفلاحين و ملاك الاراضي المتغيبن مما كتبت فيه حول الازمة المالية بعنوان خصخصة الربح تاميم الخسارة في مجلة الكلمة الاليكترونية الشهرية بتاريخ اكتوبر 2011.
و لعل ذلك كان حريا بان يدفع المجموعة الاوربية الا القول بان خروج بريطانيا الف ضربة قاسية للوحدة الاوربية. ومع ذلك تكابر المجموعة الاوربية فيصرح ست من وزراء المجموعة الاوربية بان على بريطانيا ان تعيين رئيس وزراء في اقرب وقت. هذا و قد تنحى اللورد روز هيل Lord Rose Hill السبت 25 يونيو 2016 من منصبه كمسئول مالي فى المجموعة الاوربية قائلا ان ما حدث لا يمكن تغييره What had been done cannot be undone
من خسر و من ربح من المجموعة الاوربية:
تربح مصرفيو و واصحاب بنوك مدينة لندن the city of London من المضاربة مع المجموعة الاوربية مما يفسر كيف صوتت مدينة لندن و ما حواليها من الطبقات العليا و الوسطى العليا و ربما الوسطى الوسطي خصما على من عداهم ممن اهملت النخب السياسية و الاقتصادية شانهم منذ الازمة المالية في 2008 و تباعا. ففيما الفت قوى العولمة المينية بطبعها والرأسمالية المالية ديمقراطية حركة المال من كل مكان الى كل مكان فقد قيدت يمنية قوى العولمة و الرأسمالية المالية حركة البشر الا ما خلا حركة العمالة الرخيصة اللامسيسة اللامنظمة خصما على قوى العمل الماهرة المنظمة المسيسة. بالمقابل ينبغى ادراك ان المجموعة الاوربية كانت و ما تبرح بدورها تعبر عما يمكن تعريفه بدولة العبودية الكبري the super slavery state. . و اجادل انه من المفيد تعود من لم يالف مثل تلك المفهومات على مثل تلك المفهومات الذى يبدو واضحا الان اكثر من اي وقت مضى ان قاموس الثورة الديمقراطية التى تطلقها الشعوب الاوربية يعبر عنها و ازعم ان ربما الشعب الامريكي قد بدأ يتعاطاها بدوره ايضا. فان لم يتضج ذلك البعد العبودي المتأصل-كما رددت مرارا في بحوث عدة-في علاقات انتاج و اعادة انتاج رأس المال المالي الصهيونية العالمية القبلية. فان لم يتضح ذلك البعد لوقت طويل ذلك البعد المتأصل في الرأسمالية المالية يتضح تباعا للكثيرين لان المؤسسة المالية و الاقتصادية و السياسية الامريكية لا تسمح لممثلي الشعب الحقيقيين من اصحاب الفكر و التنظيم الاشتراكى كما نرى مع حزب العمال البريطاني عندما يقيض له مرات نادرة في تاريخه يحدث و يتزعمه افاضل الزعماء. و لك ان تتذكر ان البعض يزيع ان جون سميث John Smith زعيم الحزب قتل في مايو 1994 بما اشيع انه ازمة قلبية حتى يتاح لامثال توني بلير زعامة الحزب ابان اوج ازدهار فكر و تنظيم المحافظين الجدد و انغالهم الليبراليين الجدد.
ذلك ان المؤسسة السياسية المالية اللا اقتصادية الامريكية التى تصدر عن فكر وتنظيم المحافظين الجدد المغامر بمصائر الشعب الامريكي و الشعوب الاوربية و شعوب العالم اجمع ما كانت لتسمح للمرشج الديمقراطي بيرني سوندرز Bernie Sanders بان يحظى بالمكانة التى قيضتها له ثورته الشعبية السياسية Political revolution. فقد كان بيرني ساندرز قاب قوسين او ادنى من الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لو لم يستبق باراك اوباما-نيابة عن رأس المال المالي والصهونية العالمية و القبلية-فوز بيرني ساندرز بترشيح الحزب الديمفراطي باعلان الحزب اوباما فوز المرشحة الثانية هيلاري كلينتون قبل نهاية الانتخابات الاولية عشية دورة كاليفونيا. و ازعم ان ذلك ما يحدث تباعا و في كل مرة عشية نهاية الانتخابات الرئاسية الامريكية مما يلاحظه الناس مثلا مع ال جور Al Gore ابان دورة جورج ووكر بوش الثانية.
المهم فورا هو ان الشعوب الاوربية قد يعلن بعضها لاول مرة و بصورة واضحة التماهي مع المشروع الشعبي الاشتراكي البريطاني الذى اطلقه الشعب البريطاني باستفتاء الخميس 23 يونيو 2016 ونتيجته الجمعة 24 يونيو 2016. و تعلن تلك الشعوب ايضا و بداءة رفضها للعولمة و لحركة راس المال عبر الحدود و لتغييب الدولة الوطنية و تجاوز الحدود الوطنية و السيادة الوطنية لحساب اقليات لا منتخبة من الاوليجاركيات الاسراتية المالية بسمسرة بيروقراطيات لا منتخبة بدورها. ان الشعوب الاوربية و الشعب الامريكى و شعوب امريكا الجنوبية-رغم ما تحاول امريكا الشمالية ايقاعه بالثورات الشعبية بالانقلاب على منجزات الشعب الفينيزويلي و البرازيلي مثلما فعلت فى الارجنتين و هوندوراس و براراجواي و الاكوادور الخ فيما راحت امريكا تؤسس قواعد عسكرية في كلومبيا استدعاءا لما يشارف الحرب الباردة او-و ازمة خليج الخنازير بينها و الاتحاد السوفيتى على مشارف كوبا في ابريل 1961. –الشعوب قاطبة تتهيأ اليوم لاشعال ثورات شعبية معتبرة و قد فاض بها الكيل من العولمة و من الرأسمالية المالية و سياسات التقشف والديون السيادية والفردية و من الصهيونية العالمية والقبلية جميعا.
هذا و لعله من المفيد ملاحظة ان شعوب افريقيا و تلك التى ما تنفك تحاول مقاومة الاستعمار و الديكتاتوريات المالية شبه لاوليجاركية الاسراتية بدورها ان تلك الشعوب ترغب فى ترسيم الحدود و الدفاع عن السيادة الوطنية و الدولة الوطنية من غلواء اصحاب المال و الاوليجاركيين المحليين و الاقلميين مما تعبر عنه مقاومة الشعب المصري لما حاق بجزيرتي صنافيرو تيران في الوقت الذى قال مجلس الوزراء المصري "في بيان صدر بعد يوم من توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية إن جزيرتي تيران وصنافير الموجودتين في البحر الأحمر تقعان في المياه الإقليمية للمملكة وفقا للرسم الفني لخط الحدود". و الى ذلك فهنا صراع سوريا من اجل البقاء دولة ذات سيادة سياسية و اقتصادية و وطنية و كذا ليبيا و العراق و اليمن.
و يلاحظ الناس في كل مكان ان ثمة ثورات شعوبية ديمقراطية تعبر عن نفسها في التماهي مع التجربة الاسيوية لمقاومة الاستعمار و التوسع العسكري و الامبريالي و انتشار القواعد العسكرية في كل مكان-تلك المقاومة التى تقف فى مقدمتها في المنطقة العربية كل من سوريا و ايران و حزب الله . كما تتعين كل من روسيا و الصين والهند وجنوب افريقيا وايران وامريكا الجنوبية و غيرها من القوى الصاعدة على انشاء و تكريس مؤسسات مالية و اقتصادية بديلة لحساب اقتصاديات تخلق العمالة و تنتج سلعا و تعيد التوزيع على المنتجين وتقف مع الشعوب و لا تناصب الاخيرة عداءا توراتيي ولا تعدو على حدود غيرها و لا تجترح سيادة غيرها الوطنية. و قياسا فان تلك المؤسسات البديلة تهدد فكر و تنظيم و مؤسسات ونظم تحالف ومكانة المجموعة الاوربية و الوحدة الاوربية والمنظومة العولمية بكاملها.
تنويعة ماثلة لطبقة الشعب و التضامن الاممي
عايشت طوال ليلة الخميس يونيو 23 2016 و فجر الجمعة 24 يونيو 2016 ثم السبت 25 يونيو 2016 نتائج الاستفتاء على بقاء بريطانيا كما نعرفها او خروجها من المجموعة الاوربية و التعليقات و التحليلات لما يعتبره البعض اكبر حدث ليس وحسب في بريطانيا و انما في اوربا و ربما في العالم بعد الحرب العالمية الثانية. واجادل -و لست وحدي في ذلك – ان نتيجة الاستفتاء على البقاء او الخروج من المجموعة الاوربية كان بمثابة استفتاء على المشروع البريطاني الاشتراكي. و لم يكن بالطبع ذلك هو الذي قصد به ديفيد كاميرون عندما وعد في مانيفيستو انتخابي بانه سوف يطرح استفتاءا شعبيا على عضوية بريطانيا للمجموعة الاوربية او عدمها. فقد كان كاميرون متفائلا بصورة شبه مطلقة من نتيجة الاستفتاء حتى انه لم يتصور سوى ان ينجح في مطلبه. و لعل رئيسا بريطانية لم يسئ التقدير مثلما اساء ديفيد كاميرون تقدير نتيجة مثل ذلك الاستفتاء سوى انتوني ايدن Antony Eden باعلان الحرب الثلاثية على مصر في 1956.
فقد جائت الامور عكس ما توقعه هو و كثيرون غيره مما الف مايشارف الصعقة او الصدمة و عدم التصديق بين النخب السياسية التى لا تزيد و لا تقل عن نظائرها من النخب العربية و المسلمة النغلة من حيث انها تؤلف جماعات موسادية عوسجية سامة Toxic Mussad parasites زيادة على جماعات اخرى مشبوهة جراء تخاتل الاخيرة او-و غفلتها اي تلك التي يعوذها الوعي الحقيقي جراء انصاف الحقائق و الاكاذيب بين من صوت للبقاء في المجموعة الاوربية. ذلك ان مدى غفلة تلك النخب و تلك الجماعات المشبوهة السياسية عما حاق طويلا و يحيق بالاغلبيات البريطانية العاملة جراء سياسات التقشف و العولمة والاجور المتدنية و تصدير العمالة الى الخارج و احبار المفقرين على ضمان المصارف الهالكة خصما على مصالح المفقرين و أغلبيات الناس العاديين مثلما اتضح من اصوات من رجح الخروج من المجموعة الاوربية على البقاء فيها بنتيجة استفتاء 23 يونيو 2016.
و قد راح بعض تلك النخب ينعي حظه. و يقول بوريس جونسون على طريقته الممازجة التى يقصد بها و لا يقصد بها الحقيقة و قد يقصد بها على طريقته الحقيقة. يقول بوريس جونسون ان الكتل الجماهيرية لا تستحب الطبقات the masses do not like the classes . و ازعم انه حيث ان الشعب اقنع بانه ليس طبقة فلم يقيض للشعب اي شعب ان يتعرف على نفسه بهذا الوصف فلم تنشا لشعب يوما طبقة الا عندما و بقدر ما يشعل ثورة شعبية تكون غالبا مؤقتة و قد تعيد النظام الى ما كان عليه قبل الازمة. و قياسا فلم يفصح بوريس جونسون عمن يقصد بوريس جونسون ولا غيره بالطبقات. فمثله راغب عن التصريح بانه يقصد الطبقات السياسية و الحاكمة وخاصة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية بوصفه خزري من غرب تركيا حسب تصريحه.
اما المنطقة العربية فلعله من المفيد دراسة ما يحيق بالتحالف الامريكي الروسي بشان سوريا من حيث مشروع اوباما لضرب سوريا في الاسابيع الباقية من ادارته استجابة لمذكرة ال 50 دبلوماسي و مسئول عسكري متقاعد في البنتاجون الذين عبروا عن ضيقهم من موقف امربكا من المشكلة السورية التى راحوا يلحون على اوبا بان يحلها عسكريا و يضع روسيا امام الامر الواقع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.