روسيا ترفض لتدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه    البرهان يودع سفيري السودان لمصر واثيوبيا "الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي والسفير الزين إبراهين حسين"    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    السودان..البرهان يصدر قراراً    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحزب الشيوعي كان طاردا ، ولا يزال طاردا .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 02 - 08 - 2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
كان الشيوعيون مميزين . امتازوا بالادب والانضياط واحترام الكبار والالتزام الشديد بالقيم السودانية . وكان بعضهم يصلي ويتمسك بدينه .وقديما لم يكن الشباب عادة ملتزمين بالصلاه . وكان السوداني عادة يلتزم بالصلاة بعد الثلاثين او الاربعين . لم يكن بين الشيوعيين في مكاتب الحكومة المرتشي او المتسيب . دفعهم الحزب علي التميز وان يكونوا قادة وقدوة . لكن السرية والتقوقع خلقا جوا خانقا .
وانا طفل صغير رأيت امام , تمنة البوليس في المحطة الوسطي امدرمان رجلي بوليس يقودان شابا لايبدو كاللصوص والمجرمين الذين نرى احد رجال البوليس يقودهم من والي السجن، او للقيام بالحفر او اداء عمل . كان الشاب يهتف بحياة الشعب السوداني وسقوط الاستعمار . ولم يحاول رجال البوليس منعه وكانوا يتعاملون معه بلطف وبعض الاعجاب . وحتي بعد ان جلس في سيارة الشرطة الصغيرة لم يتوقف عن الهتاف . وكان المارة يتعاطفون معه . وسمعت البعض يشيد بالشيوعيين وشجاعتهم ووطنيتهم . يمكن ان يذكر هنا ان الشيوعيين في بداية الخمسينات ساعدوا في اضراب البوليس. وتحصل البوليس علي مكاسب كبيرة منها السكن وتقليل ساعات العمل وزيادة المرتبات الخ
في مدرسة بيت الامانة الاولية كان يدرسنا الاستاذ نوري موسي نوري. كان لطيفا يحبه الجميع لم يحدث ان عاقب تلميذا . شرح لنا معني الاستقلال . وافول نجم الامبراطورية البريطانية . وصعود نجم الامريكان الذين سيسيطرون علي كل العالم وتنقصهم المعقولية وان روسيا هي الحليف والاخ الاكبر . والاستاذ نوري ابن مدير السجون العم نوري موسى وشقيق لاعب الكرة المشهور التقر، لاعب الهلال . كانت فكرتنا عن الشيوعي هي انه شخص شجاع علي استعداد لان يضحي بروحه من اجل الوطن امين متفاني في عمله . واهم شئ هو انسان بعيد عن الانانية مترفع عن توافه الامور، لا يمارس الحسد ويبتعد عن المظاهر والترف .... اقرب الي القديسين . واكد لنا هذه الفكرة الكثير من مدرسينا احدهم الاستاذ الرائع الطيب بابكر حسن والجاك عامر والكثيرون . كان الشيوعي عنوانا للجودة .
مارس بعض الشيوعيين الاستعلاء الذي يبديه العسكر نحو المدنيين . وتعامل الكثير من الشيوعيين مع من اطلقوا عليهم بالديمقراطيين ، كبشر بمقدرات عقلية وتكتيكية وفهم سياسي متدني . هذا التعالي والاستخفاف خلق هوة بين المجموعتين . وكان ينظر الي الديمقراطي كبشر تحت التكوين وقد يكتمل النموء بعد الانضمام الي الحزب ،وإلا سيبقي ,, ديمقراطيا ,,فقط .
بعد كورس اللغة ومشاركة ثلاثه من الشيوعيين السكن . انضم شقيقي الشنقيطي الي الحزب الشيوعي وكان معي في نفس كورس اللغة . وهم فارس احمد المصطفي ابن اخت البروفسر مصطفي خوجلي وحسين علي واحمد الامين شنيبو شقيق الاستاذة فارحة زوجة القيادي الشيوعي دكتور مامون محمد حسين . وكان فارس المتحدث والمؤثر . وفي مايو عندما استلم الشيوعي سمير جرجس الامن في وزارة البعثي فاروق حمدن اللله صار فارس والكثير من الشيوعيين في الامن. وواصل فارس عمله بعد يوليو . واتي لزيارة شقيقه يونس في تشيكوسلوفاكية وتعرض لضرب مبرح بالرغم من ان خاله هو البروفسر مصطفي خوجلي رئيس وزراء حكومة هاشم العطا .
ووجدت نفسي في لجنة سكرتارية اتحاد الطلبة في براغ ،بعد سنة دراسة اللغة في شمال بوهيميا وقد حزت علي اعلي مجموع للأصوات . وكان الامر عملية تلميع قبل انضمامي للحزب كمرشح شيوعي. وبراغ كانت من اهم المحطات للحزب الشيوعي . وتساءلت انا قبل الآخرين عن سر تفوقي علي الاخ حسن سنادة الذي لم اكن استحقه وكان حسن مسؤول اتحاد الطلاب العالمي في براغ بعد الاستاذ القانوني الطيب ابو جديري طيب الله ثراه. وعلمت من اخي محمود المليجي ان الحزب يحقق في الموضوع لانهم بعملية حسابية فهذا يعني ان بعض الشيوعيين لم يصوت لحسن سنادة. و البعض قد كسر قرار الحزب .
كان الدكتور عبد الرحمن ساتي السكرتير الاكاديمي والدكتور عبد الرحمن محجوب السكرتير العام وكنت السكرتير المالي وكان الدكتور حسن والدكتور احمد آدم وآخرين من الاعضاء . والجميع فيما عدي شخصي من الشيوعيين . كان من المفروض ان يسيطر الحزب علي اي نشاط. وان يسيطر الشيوعيون علي اتحاد الطلاب الافارقة الذي كانت له مخصصات ومكتب وموظفين . . وحسن سنادة أتي لاتحاد الطلاب العالمي بالرغم من ان الحق كان للسفير وكيل وزارة الخارجية فيما بعد ممثلا جامعة الخرطوم فاروق عبد الرحمن وقد اشار لهذا في مذكراته القيمة والصادقة. و بمناورة شيوعية صار حسن سنادة الممثل لجامعة الخرطوم.
مثل المصريون فيما يختص بالجامعة العربية، يعتقد المصريون ان الجامعة . ,, بتاعتنا ,,. وهذا شعور الشيوعيين في كل التنظيمات ..... بتاعتنا . وعلي الجميع ان يتبعوهم . كما في النقابات واتحاد الشباب والتعاون . واي تحالف او تعاون يجب ان يكون تحت مظلة وسيطرة الشيوعيين .
في تلك الدورة تمكنا من اقامة اول فستفال للطلبة السودانيين في شرق اوربا والمانيا . واتت الوفود من كل البلاد . واحتجنا لمجهود جبار للترفيه والسكن ، وارضاء الجميع . وتوج الامر بحفل رائع في اغلي وافخر قاعة في الدولة وهي قاعة اللوتسيرنا . بعد الفستفال تقدمت باستقالتي . والسبب انني كنت ارافق بعض الوفود للاكل . ولا آكل لانها فلوس الاتحاد . وعندما اطالب اقرب الاصدقاء الذين يكلفون بمرافقة احد الوفود للأكل ...الافطار والغداء والعشاء في المطاعم , لا يقدمون الفواتير . لانهم ببساطة يذهبوب الي الحانات الرخيصة . وفي تلك الحانات لاتقدم فواتير . والجميع في شرق اوربا يسرقون الدولة والفساد في كل مكان. وبدلا عن الاكل بسرعة والعودة الي المناقشات في المؤتمر ، يواصلون شرب البيرة التشيكية المشهورة ، ويحلون مشاكل العالم بين كاسات الجعة .. و مشكلة السكر ولا تزال تلازم الكثير من الاشتراكيين والشيوعيين والكتاب والفنانين والمثقفين في كل العالم . وقد يتعداها البعض للمخدرات . وكان الحزب الشيوعي السوداني يطرد من يتعاطي البنقو.
الذين بلغت عنهم كانوا اقرب اصدقائي وكانوا من الشيوعيين . ولم يعجب هذا حسن سنادة والبقية من الشيوعيين . واستجبت بعد مناشدات من محمود المليجي وآخرين لان اكمل الدورة حتي لا يكون هنالك سابقة استقالة عضو سكرتارية الخ . وهنا بدأت المشاكل . ونوقشت فكرة معاملتي كديمقراطي معادي . ودافع عني الدكتور مامون محمد حسين ودكتورمحمود المليجي ودكتور محمد محجوب عثمان وآخرين. وتقرر ان يتولي محمود المليجي بسبب صداقتنا تجنيدي. بمناسبة درجات الدكتوراة من براغ وشرق اوربا . تمنح الدكتوراة بعد سنة دراسة واحدة بعد التخرج . وكان للشيوعيين وضع مميز .
من العادة ان يسمح في الجامعات بالسقوط مرة واحدة وتجميد للدراسة لسنة واحدة . ولكن كان للشيوعيين وضع خاص . وبعضهم قد اكمل الطب بظروف استثنائية .وبعض الذين فشلوا في براغ. اخذوا فرصا جديدة في المانيا الشرقية زبلاد اخرى ، وتخرجوا كأطباء . شقيقي الشنقيطي طيب الله ثراه اكمل الجامعة في ضعف المدة المقررة , ولو لم يكن شيوعيا لما تخرج . وسبب التأخيرهو انشغال الكثيرين بالجعة والمناقشات والتنظير ... ومن المنطلق ده ...وفي الحتة دي والخلفية الماركسة ... الخ ولسوء الحظ انغمس خيرة المناضلين في تلك الاجواء . واستمرت الدوامة بعد الرجوع الي السودان . ووضعت عراقيل في طريق بعض الطلاب لانهم ليسوا بشيوعيين .
المؤلم جدا ان بعض الشيوعيين كانوا يعانون من سخف وعنصرية بغيضة خاصة نحو الافارقة . والدكتور محجوب عبد الرحمن الذي كان سكرتير اتحاد السودانيين الضخم قام يإساءة طالب الطب فيليب اليوغندي ووصفه بعبد . وكان فيليب قد تعرض للصفع والاهانة في الخرطوم عندما كان في طريقه للمطار في الفجر وهو في طريقة لبراغ لاول مرة وحسبه البوليس حرامي خارج من مسامن الجامعة. وعند الاستفسار كان يرد بالانجليزية . وكثير من طلاب الدول الافريقية تحصلوا علي تأشيرات الدخول لشرق اوربا في الخرطوم لأن دولهم لم تستقل بعد او لم تكن فيها سفارات شرق اوربية او كانت تحت انظمة تحارب الاشتراكية . وكل الدول تقريبا كانت لها سفارة في الخرطوم وللسودان وزن سياسي كبير. والمؤلم ان القيادي الشيوعي دكتور عبد الرحمن محجوب كان يقول بالمفتوح ولا يحاسب .. انا الدق ما وجعني ذي انه .... انا الجعلي يدقني عب دق ابوي ما دقاني ليه ,, . وهذه نظرة كان الحزب يتقاضى عنها . وهذا اسوأ من تدخين البنقو او لعب الورق الذي كان محرما علي الشيوعيين . ولقد سمعت القيادي الشيوعي الدكتور محمود المليجي يقول ... ان بنات الشيك ساقطات كيف يصادقن الافارقة بشفائفهم الغليظة ، مثل ,,اوري ,, النايجيري صاحب شوقي. وشكل هذا تحجيما لصداقتنا التي كانت في درجة الاشقاء .
ما صدمني اكثر هو مواجهة في امر بسيط بين حسن سنادة وعبد الرحمن عبد الحميد في المعرض السوداني الذي اقمناه في ايام المهرجان . وتأخر الافتتاح لنصف ساعة ، لأن ,,الزميل ,, الذي كان يضع المقص في حقيبته رافق بعض الزوار الي الحانة . وانا قديما والي اليوم اكره سيطرة الخمر علي البشر ، وكان ممثل الحكومة ينتظر.
ربطتني صداقة مع عبد الرحمن منذا اليوم الاول الي نهاية حياته طيب الله ثراه. وكنت اعتبرة اخا اكبر وإن لم تتوقف نقاشاتنا وشجارنا حتي وانا ادفع مقعده المتحرك في نهاية ايامه. وقام حسن سنادة بتقريع طالب الطب عبد الرحمن كطفل صغير وكان يهدده بأنه سيأدبه . وعبد الرحمن صامت لا يجيب . وعبد الرحمن قيادي بالفطرة ورجل مؤثر جدا في محيطه . وكعبسنجي وامدرماني هذا وضع غير مقبول بالنسبة لي . وكيف يهان الرجال وهم صامتون . وكان الدكتور مامون محمد حسين يحمي عبد الرحمن لانه احد المؤثرين ومن مراكز القوة. وهو الذي حقق مع الشاعر صلاح احمد ابراهيم . وحكم عليه بالاعدام في بداية الانقاذ . وفي براغ كان الاستاذ ابراهيم زكريا سكرتير عام اتحاد النقابات العالمي وسكن معنا الزعيم التجاني الطيب بابكر والمناضل قاسم امين ويحضرالي براغ عبد الخالق محجوب وحين الطاهر زروق اول نائب برلماني شيوعي منتخب في الدول العربية والافريقية .وعشرات من القياديين الشيوعيين .
وكان عبد الرحمن مدخل الحزب في السيطرة علي اتحاد الطلاب الافارقة وصار دكتور مامون اخصائي الاطفال رئيسا للفدريشن الافريقي,, فاسوق ,, . وهو اهل لكل تكريم . ولقد شكلت مع عبد الرحمن ومامون تيما لفترة . وقد كنت الطالب السوداني الوحيد المندمج تماما مع الافارقة في حلي وترحالي خاصة الكونقوليين والغانيين وبعض النايجيريين. وبعد انتهاء تخصص دكتور مامون ورجوعة مع زوجته الاخت فارحة الامين ، طرد عبد الرحمن من الحزب . وطرد او ابتعد شقيقه الطبيب فاروق عبد الحميد في بولندة . وفي التسعينات اوصلني بعض الشيوعيين الي الخطوط الجوية الشيكية في براغ . وشن البعض هجوما عنيفا علي دكتور عبد الرحمن وشقيقه فاروق وقاد الهجوم الرجل العظيم الشاعر علي عبد القبوم . ودافعت عن عبد الرحمن بشدة ووضحت ما لم يكن معلوما وهو ان عبد الرحمن قد طرد من الحزب . وانه قد استهدف . وبعد ان صار ملئ السمع والبصر التفت الناس اليه . وكان عبد الرحمن وكما اورد السفير فاروق عبد الرحمن في كتاب ذكرياته ،إن عبد الرحمن كان نجما في خور طقت وحاول تجنيده للحزب الشيوعي . ولكن عبد الرحمن طرد في براغ بالرغم من انه سجن في الدكتاتورية الاولى واصيب بداء الصدر . وصار اخصائيا في ذلك الداء . وكان الاستاذ فاروق ابو عيسى يدافع عنه . وعبد الرحمن لم يتنكر ابدا للحزب . وكان يذكر شاكرا ويقول انه كان يتلقى الدعم المالي والادبي في تلك الفترة من فاروق .
بعد سفر دكتور مامون الذي كان محبوبا من كل الافارقة . ظهر عبد الرحمن ومعه الدكتور كمال عبد القادر. وهو انسان مكروه من الجميع ولايجد الاحترام من اي شخص . وبالاستفسار قال لي عبد الرحمن انه سيأخذ مكان دكتور مامون في رئاسة الافارقة. وقلت لعبد الرحمن انه لايستحق المنصب وليس له صله بالافارقة وهو طالب دراسات عليا ومبعوث من المالية . وشاركني عبد الرحمن الرأي الا انه عبد المامور لان هذا قرار حزبي . فقلت ان قرارات الحزب لا تشملني . وخرجت بالرغم من اعتراض اصدقائي الافارقة. وحفظت تلك كعصيان من جانبي . وبعدها بثلاثة سنوات وفي 19 يوليو طرق الباب من على قمة الحزب الشيوعي وكان يحتاج للنوم ليلة واحدة . ولكن كمال رده في ذلك الليل . ولقد تنكر للحزب من صدعوا رؤوسنا بالشيوعية في براغ . احدهم... أ .ح . ر ابن الشيك المدلل الذي يلهب الحضور في الموتمرات بلغة شيكية رائعة ... لن ندخر ابدا اي جهد في بناء الاشتراكية . وقام ببناء منزله الفخم بفلوس الاقطان عندما باعو القطن بنصف ثمنه وقايضوه في التوربينات الغازية وسبب سجن شريف التهامي . وكان المناضل يأكل بيده اليسرى ويقول نحن يساريون في كل شئ . وانكر اي صلة له بالشيوعية . وتنصل المبعوثون وكثير من زملاء براغ من اي صلة لهم بالحزب .
محاولة تجنيدي كانت بطريقة سلسة وحميمية بواسطة محمود المليجي .و بطريقة تشنجية من اخي الحبيب هاشم صالح . وكنت اناقش محمود من منطلق كثير من الافارقة في انتقاد للخط السوفيتي وتفضيل التفكير الصيني . وكان المليجي يصفني بلين بياو خليفة ماوتسي تونق . والحقيقة ان افكاري كانت فجة وغير ناضجة. لان التاريخ كشف عدم نجاعة الخط الصيني الذي سبب المجاعات الني قتلت عشرات الملايين من الصينيين . واتت الثورة الثقافية التي كانت كارثة حقيقية . جعلت الطلاب يتطاولون علي الوزراء . وتأثر بالثورة الثقافية سفاح كمبوديا بول بوت الذي يعد في مصاف استالين وهتلر في اهلاك البشر . ولكن الشيوعيون الصينيون لم يتحجروا. ولا يزالون في السلطة وجعلوا من الصين قوة عظمى .
وبعد القضاء علي عصابة الاربعة وزوجة ماوتسي تونق احدث الرئيس تنق الانفتاح الذي ادي الي انطلاق الصين اليوم . والمليجي نفسه قد اوقف لفترة واتهم باليسارية و ما اسماه لينين بمرض اليسارية الطفولي في كتابه بنفس الاسم . وكانت هنالك تكتلات وتحزبات ومداهنة وتآمر. وهذا يحدث في كل الاحزاب والتنظيمات السرية المنغلقة . ولهذا فقد الحزب الشيوعي اعظم الاعضاء .
كنت اسكن في الغرفة رقم 12 في المدينة الجامعية استراهوف البلوك رقم 2 من 12 بوك وعدد الطلاب والطالبات 6 الف . وفي الغرفة 13 سكن طالب الهندسة عمر بوب وبجانبه سكن شيوعي آخر هو شقيقي الشنقيطي وبين الاثنين ود . عمر طيب الله ثراه لم يكن يغادر غرفته كان منكبا علي الدراسة. لانه في نهاية دراسته . وكان يتمتع بحس فكاهي عالي . وشقيقه بابكر بوب قد انهي دراسة الاقتصاد في براغ ، وتزوج المناضلة محاسن عبد العال ابنة خالة المتاضلة فاطمة احمد ابراهيم وصار عمر عديل شقيقه بابكر فيما بعد . الرحمة للجميع . عمر بوب طيب الله ثراه لم يكن شلليا . ولم يحط نفسه بهيلمانة او هالة . كان يقدم النصح ويصادق الطلبة الجدد . وعندما كان يكتب اطروحته . كان يقول انها سبعة سنوات من النضال . مكتفيا بفلوس الشيك فقط . وكانت المنحة تساوي 7 جنيهات سودانية . واغلبية الطلاب كانوا يتلقون ما هو اكثر من المنحة من اهلهم في السودان . ويحظون علي الاحترام والمكانة بحجم الفلوس التي تصلهم من السودان . وكان عمر متمكنا جدا من اللغة الشيكية . و يقدم البرنامج الثقافي في احتفالاتنا ومؤتمراتنا .
انتزع مني عمر وعدا بأن اصحبه عند تخرجه الي ملهي اللوتسيرنا الذي كان يضم عروضا عالمية وهو قبلة السواح . وفرحنا بتخرج عمربوب . وذهب معي الاخ مصطفي علي ارباب . وكنا في غاية السعادة . وكان العرض رائعا وعمر يطلق نكاته . وبعد العرض شاهدنا الاخ حسن ابا سعيد شيخ السودانيين في الطابق الاول واشار الينا للإنضمام الي طاولته . فذهبنا ،وحسن الذي لا يزال يسكن في براغ محترم ومحبوب من الجميع وهو دفعة البروفسر مصطفي خوجلي في جامعة الخرطوم . ووجدنا علي طاولته الاخ المحامي الذي كان طالب دراسات عليا الاستاذ يحيي زروق . وفجأة وكانما استيقظ يحيي زروق من غفوة ،خاطب عمر قائلا ... انت شنو البخليك تقعد معانا ؟؟ انت شنو ؟ انت قاعدة وفي السودان زيك ده ما بيقعد معانا ... انحنا قيادة يا قاعدة . وقبل ان استوعب الموقف كان عمر يسحب انفاس متلاحقة من سجارته قبل ان يضعها في عين يحيي زروق . الذي واصل ...برضو انت قاعدة وانحنا قيادة و ... واختطف عمر زجاجة النبيد المجري ,,اقري بيكافير,, او دم الثورواراد ان يحطمها علي راس يحيي . ولكن لان عنقها قصير لا يزيد عن 5 سنتيمترات فسقطت القنينة من يده واحتضنها الرجل الرقيق مصطفي علي ارباب وهو مزعور . ولم يبق الا ان نترك المحل الفاخر . ونحن في انتطار التاكسي كانت دموع عمر تجري ونحن في اكبر ميدان في الجمهورية ,, فاتسلافاك ,, وتقدمت منا سيدة متقدمة في العمروقالت لنا انها مستعدة لاعطائنا ثمن تذكرة الترام حتي لا يبكي صديقنا . فاخرج لها عمر مبلغأ محترما من المال . فسألت لماذا البكاء اذن ؟ فقلت لها لانه تعرض لاهانة من صديق فقالت ... هذا ليس بصديق .. الصديق لا يهين صديقه .
بعدها بايام استدعاني الرجل العظيم الذي كنت احبه واحترمه الدكتور فيصل فضل طيب الله ثراه. وكان يحقق في ما حدث . واخبرته بكل القصة . فقال لي ان الجميبع يعرف انني لا اكذب وسيأخذون بكلامي . ولا اعرف ما هو الاجراء الذي اتخذ ضد يحيي زروق . فانا لست بشيوعي . بالرغم من انني كنت حاضرا ، يعامل الغير شيوعي كإنسان من الفضاء الخارجي . ولقد قابلت زوجة يحيي زروق الاستاذة بتول زروق وحيتني بطريقة عادية . ورجع الجميع الي السودان بعدها بشهور .
واصل عمر التزامه ونضاله . الذين كانوا يعاملون بطريقة خاصة ويجدون الاحترام والتبجيل وبعضهم من ما عرف باولاد الشيك المدللين . ويرسلون الي اماكن خاصة للإجازة الصيفية . ولهم فلوس خاصة ودعم للملبس والترفيه . تنكروا للإشتراكية وانكروا اي اتصال لهم بالحزب الشيوعي . وبقي من لم يحظ بذلك الاحترام.وبقينا نحن نطبق الاشتراكية وندافع عنها . وسندافع عنها . لانها اسلم طريقة للحكم .
لاحظت طالبين جديدين في مسكننا وهما الاخ الفاتح حسن عوض الله ومحمود اسماعيل ابراهيم وكانا يسكنان في الغرفة 138 المواجهة للمدخل العريض . ولم يكن يخرجا من الغرفة . وكان محمود قد تعرض للضرب من الاخ عمر العبيد بلال الدكتور ووزير نميري فيما بعد وصديق زين العابدين محمد احمد عبد القادر ورجال مايو. وكان عند بعض الشيوعيين حقدا علي العم حسن عوض الله القطب الاتحادي بعد جريمة حل الحزب الشيوعي .
محمود كان طالبا في جامعة القاهرة كلية التجارة . وكان شيوعيا ومكلف بقيادة السيارة وتوصيل بعض كبار الشيوعيين خاصة معاوية الذي صار شاهدا ضد الرفاق في انتكاسة يوليو. ولان شكله يبدو كمصري كامل الدسم ويسكن في الشجرة فلم يكن يثير شكوك النظام العسكري الاول . ووجد محمود ان عليه ان يدرس كورس طباعة لمدة سنة واحدة ويعود الي السودان لكي يساعد في اصدارات الحزب الشيوعي .ورفض لانه كان طالبا مجتهدا ودخل الجامعة بمجموع كبير . وصار من الواجب تأديب محمود. خاصة بعد ان قرر الدراسة الجامعية علي حسابه الخاص . وقرر ان يرجع الي السودان ويقدم للجامعة من هناك... وهذه بعض القرارات الشيوعية التي لا تدخل العقل.
تواجدي مع محمود اوقف التحرشات . عاش محمود الي سنين قليلة ومات في السويد وكان متعاطفا ومحبا للحزب الشيوعي طيب الله ثراه . ولقد فقد الحزب كثيرا من اعضاءه بهذه الطريقة الاقصائية .
عمر العبيد بلال طلب مني بإلحاح ان ننتقل للسكن سويا . ووافقته . وسكنا في الغرفة 242 . وبعد فترة انتقل الي الغرفة 240 لوحده. وعن طريق صديقتي الشيوعية ابنة الشيوعي الفاضل ، الينا كلاشوفا تعرف بزوجته داشا اسكومالوفال وكن طالبات في المدرسة الثانوية. وربطتنا صداقة . وبعد رحيله من الغرفة وجدت مسودة تقرير كتبه لوحدة الحزب بأنه قد ناقش الديمقراطي شوقي ولكنه ابدا عداء للحزب الشيوعي . وعمر لم يناقشني ولم يكن عندة الفهم السياسي لكي يدير اي نقاش . ولكن كان يستمع لنقاشاتي مع آ خرين . وكان يشتري الكتب السياسية المتوفرة باسعار اسمية من المكتبة السوفيتية , وتركها لي قبل رجوعه للسودان ولا تزال الكتب معي ولكنني اضطررت لفتح الصفحات للقراءة .
بعد رجوعي من زيارة لاسكندنافية والنمسا والمانيا كنت ادعو للاشتراكية التي تعطي الجميع حريات وتسمح بالنقد وحرية الصحافة , وكيف تطورت اسكندنافية بالرغم من ان الشيك كانوا من احسن الدول تطورا خاصة في الصناعة والعلوم . وقتلت الشيوعية حب العمل والابتكاروالاجتهاد . وكان يناقشني محمد محجوب عثمان والمليجي وللإثنين المقدرة علي النقاش علي عكس الدكتور عمر . وهذه البلاغات والتقارير ، يكتبها بشر . وللبشر اهواء وامزجة وظروف نفسية. وتكون هنالك تجاوزات . وضحايا .ووقع ضحياها الكثير من خيرة اعضاء الحزب . كان هنالك ما عرف بمكتب او جهاز المراقية .
كان الشيك علي اقتناع باننا نسكن تحت الاشجارفي عشش في افريقيا . وكان يصعب عليهم ان يصدقوا اننا نعرف ماهي كرة القدم مثلا . والبعض يظن ان الملابس صرفت لنا قبل ركوب الطائرة . وبعد رجوعي من اول اجازة ، احضرت بعض صمر الخرطوم والصور العائلية . وصور لابراهيم بدري هو في المطارات والوفود خارج السودان مرتديا قبعة وملابس راقية . وكانت الصور مأخوذة بواسط مصورين اعلاميين . واختفت الصور من الغرفة . وبعد رحيل عمر وجدت بعض القصاصات الصغيرة من الصور في ارضية دولابه . وعرفت انه قد مزقها وتخلص منها. وبعد اطلاق سراح عمر من السجن بتهمة ادخال النفايات الي السودان مع البقية بعد القضاءعلي مايو . حضر عمر للسويد وقضي معي وقتا طيبا في نهاية الثمانينات.
عمر كان احد ال 8 من الطلبة السودانيين الذين احضروا من المانيا الغربية وقدموا في التلفزيون الشيكي كمثال للشباب الشيوعي الذين ركلوا الحياة في الغرب وفضلوا العيش في ظل مجتمع العدل والكفاية. وهم ... دكتورعدلي سعد وعبد الله عباس ,, زاوية ,, الذي رجع الي الغرب بسرعة . دكتورومحمود المليجي والسر بادي الرجل الجنتلمان الذي غادرنا قبل فترة قصيرة . والسر كوشيتسي الذي درس البيطرة واعتقله الاسلوفاك واتعبوه . لانه بعد تخرجه انتقد النظام الشيوعي في مقهى. ومحمد الزين وعبد السلام بابكر الذي انتهي في عراق صدام حسين .
صديقي عمر الذي دبسني بتقرير معاداتي للحزب صار مايويا وصديقا للماويين الذين شنقوا الشيوعيين . وزوجته هي التي اطلقت علي زين العابدين محمد احمد عبد القادر اسم ,, زينكو ,, لان كو في نهاية الاسم هي للمنادى فمحمد تكون محمدكو .
شخص آخر كان له دور غريب . فبينما انا في المستشفي بسب مرض البلهارسيا، صار يتردد علي بدون سابق معرفة وهو حسن جمال من مدني . وحتي بعد خروجي من المستشفي صار يتردد علي ، الي ان افهمته بأنه غير مرحب بهه . كان عندي احساس بأنه غير طبيعي . ولكنه كان يتبعني او اجده في المناسبات . وفي التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ظهر اسمه مع بشري ابنعوف وبدر الدين عامر كمخبرين للشرطة التشيكية . كانت تلك الانظمة تجعل الزوج يتجسس علي زوجته ، كما ظهر في ارشيف الامن في الدول الشيوعية . كنا ننادي بالاشتراكية بعيدا عن سيطرة الامن والمخابرات . وكان الامن دولة داخل دولة .
عندما وصلت الي طريق مقفول في براغ . اردت مغادرة البلد وكان رئيس قسم شرطة الاجانب,, يوزيف ,,المهاب يقول لي ساخرا ستغادر عندما نقرر نحن . وذهبت لكي اتحصل علي نقودي من البنك التجاري . ورفض البنك تسليمي فلوسي لان اسمي في الجواز شوقي ابراهيم بدري والفلوس تأتي باسم محمد علي شوقي ابراهيم بدري . من الذي انتبه لهذه النقطة بعد 6 سنوات ؟
ذهبت الي الملحق الثقافي الاستاذ عثمان محجوب عثمان شقيق عبد الخالق وزوج المناضلة الدكتورة طيب الله ثراها خالدة زاهر الساداتي . وكنت قبلها قد نجحت في توفير سكن لهم. بسبب معرفتي ببراغ . وكانت السكرتيرة تقول انه غير موجود وبعد الاتصال بالتلفون علي بعد خطوات من السفارة وتأكيد السكرتيرة بعدم وجود الملحق . طلعت الي مكتبه بعد تجاهل السكرتيرة. ووصفته بالكذاب وهدد باطلاق النار علي اذا لم اخرج من السفارة . فجلست واخرجت رواية من جيبي وبدات في القراءة الغريبة ان الرواية كانت تحت اسم ذي قن .. وتدور حول الحرب النابولينية الاسبانية . اتى السفير وقتها والوزير فيما بعد مصطفي مدني ابشر مستفسرا. فقلت له انني اريد شهادة تثبت انني نفس الشخص الذي يحمل اسم محمد علي . وتردد فطلبت من السكرتيرة ان تبدا في الكتابة ، فنظرت الي السفير مستفسرة . ووجدت الموافقة . ولا تزال الشهادة معي . الغريبة ان مصطفي يعرفني جدا فتربطنا علاقة اسرية ونحن جيران في حي الرباطاب . ووالد صديق طفولة والدي وكان هو وزوج شقيقته الاستذ فاروق ابو عيسى وابن عمتي الطيب ميرغني شكاك زوج الاستاذة نعمات مالك الاول ، ومتقاربون كشيوعيين . وبعدها بايام طلب منه صديقه ابراهيم مجدوب مالك ان يساعدني ...وجوابه كان .... المشكلة ان شوقي متهم بالتعامل مع المخابرات الامريكية . متي سيساعد السفير المواطن ؟ اليس في تلك الظروف ! انها جزء من محن الشيوعيين .
بعد طردي من براغ في يوم السبت 9 سبتمبر رافقني الي المحطة فقط اثنان.... محمود اسماعيل ابراهيم ومحمد خضر... ترفس . وقبلها كانت سيارتي لا تتوقف من الحركة في مشاوير الآخرين . وتوفير خراف الضحية والتحصل للمبعوثين علي مساكن واخذ الاسر والاطفال للدكاترة الخ . وفجأة صرت اسكن مع اخي الاثيوبي اببا كبريت. واجد التجاهل او النظرات المتجاهلة من اصدقاء الامس . ...اذا غضبت عليك بنو تميم رأيت الناس كلهم غضابا.
و بعد اقل من سنة كنت في داخل زنزانة في كوبنهاجن متهم بتسبيب الاذى للسفير الليبي والمشاركة في تحطيم السفارة الليبية .وغرامة 26 الف كرونة كتعويض عن الخسائر . في الهجوم علي السفارة . وعندما اطلق سراحنا كنت امتلك اربعة كرونات تكفي فقط للعبارة للسويد.
كنا سبعة. الشيوعي الوحيد الطبيب سري محمد علي من براغ وكان قد حصل علي عمل في جزيرة فالستر جنوب كوبنهاجن وفي انتظار الاقامة . وقد سبقه طبيبان من شيوعيي براغ دكتور عثمان ودكتور ساتي. وكان اعدام الشيوعيين والشرفاء في السودان يجعل الوطنيين والاحرار غاضبين. وبالنسبة لي فما واجهته في براغ لا دخل له بقناعتي الاشتراكية . لأن الاشتراكية ليست ملكا لاحد بل تخص كل العالم. ونحن قد عشناها في السودان قديما متمثلة في التعليم والعلاج المجاني والديمقراطية وتحكم الشعب عن طريق الدوله في وسائل الانتاج مع اعطاء مجال للطبقة الوسطي للتواجد تحت مراقبة الدولة . دكتور سري عاش الانقسام في السودان وهو رجل فنان وشاعر مقل .. قال وقتها ... حمام السلم الابيض يشوى وغصن الزيتون الاخضر تأكله البقرة
ثيراننا الكبيرة الحمراء قد اصبحت تسير للوزاء .
كان معنا محمد عبد الرحمن هاشم ابن عمومة القاسمين في حكومة مايو ووداعة عثمان وحسن عريبي وحمزة محمد مالك والفارس الريح صديق البلولة الذي كان في الواحهة بجسمه الضخم ودفع الباب واسقط الليبيين . وتنازل الليبيون عن التهمة خوفا من اثارة الرأي العام فلقد قاموا بقرصنة جوية . وكتبت الصحف الدنماركية السفير ... الليبي يتلقي ضربة كرسع علي رأسه . والحقيقة ان الكرسي كان كرسي جلوس مبطن ولم اقصد قتله . كان يستعطفني ويقول لي انت سيدي ابوس حذائك . وعندما حضر بعد تحويلنا للسجن كان يصفني بالهيبيز والشيوعي المجرم امام البوليس وتعرف علي وانني من انفردت به . لقد كان الجرح ولا يزال مؤلما لفقد القيادات الشيوعية .
الدنماركيون احاطوا بنا بهجوم كاسح من عدة جهات . وتعاطفوا معنا بعد السيطرة. وكانوا مرتاحين بسبب السيطرة علينا . لاننا كنا في طريقنا للسفارة المصرية . والليبيون لم يكونوا مستعدين . ولكن المصريون كانوا في انتظارنا ولهم اسلحة نارية . جميع المشتركين يقولون انهم لا يبالون .
http://i.imgur.com/JZyUDjB.jpg
اوري النايجيري فارس احمد المصطفىو حسين علي واحمد الامين جلوس... الشنقيطي وشوقي بدري
http://i.imgur.com/cjPvXeK.jpg
المخبر حسن جمال وكمال جعفر حسون شوقي بدري جلوس ... محمود اسماعيل ابراهيم واحمد شازلي
http://i.imgur.com/Rfw5PXc.jpg
شوقي بدري عريس بالوكالة للرفيق الدكتور عمر العبيد بلال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.