عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مفيد جدا أن ينظر الأنسان الي الماضي ليتمكن من تقيم الحاضر , و يأخذ منه الدروس والعبر ومفيد ايضا أن يتأمل المرء هذه الدروس ويتعظ من هذه العبر كي يحدد معالم المسيرة بوضوح أكثر . ولهذا السبب أن الأمم الراقية تحيا لكي تتذكر والأصح أنها تتذكر لكي تحيا . لأن النسيان هو الموت او درجة من درجاته , في حين أن التذكر يقظة واليقظة حالة من عودة الوعي . أنطلاقا من هذه المفاهيم الفلسفية التي أعتقد أنها صحيحة نحاول أن نضع أيدينا في القضايا التي تمس الوطن بشكل او آخر . كانت بالأمس لدي مقال عن الوحدة الوطنية شرط للنهضة وبناء تشاد . وهي واحدة من أهم الثوابت الوطنية لأن بدون الوحدة الوطنية لن نستطيع أن نعمل اي عملا له قيمة وتأثير للنهضة والبناء , لأن بدون توفر هذه الظروف يجعل الكل مشغول لنفسه فقط ولأمنه وكيف يكسب قوت أطفاله . اليوم بعون الله سوف احاول تسليط الأضواء الكاشفة لكم لأحداث تاريخية ابطالها مازالوا احياء يرزقون ويمشون في وسطنا وهم كانوا سببا من أسباب تخلفنا في مجالات الحياة المختلفة . وكان واقع التشادي ما قبل عام 1990 م كان مخجل ومخيف ومثير في تطوراته وتداعياته ترك لنا أرثا ثقيلا من التخلف والتعب والفساد الأداري والمالي ووصلنا معه الي حالة يأس وأحباط وتأزيم وبقينا نتفرج علي نهاية مصيره وتحديدا بعد أن تكالبت عليه ظروف داخلية وأخري خارجية جمع بينهما الصراع والثورة والتحزب ووصلنا مع كل ذلك الي طريق مسدود. كانت في الساحة التشادية صراع لتقسيم البلاد , والتخوين والضجيج ومئات ( تنداسات متقاتلة ) والتنظيمات القديمة التي عرفتها الساحة التشادية منذ 1957 م بالأضافة الي حركات التي خرجت من جبهة التحرير الوطني التشادي (فرولينا ) وقد رأيناهم جميعا ما هي الأ نماذج تجمعات قبلية تهدف الي حكم الذين خارجها بالأستيلاء علي السلطة في المجتمع . الأمر الذي لايمكن أن يكون غاية ولا وسيلة للتنظيم ثوري في طرحه لنموذج الحضاري. كل هذه الرموز بدءا من فرانسوا تمبلباي ومرورا بفلكس مالوم ووكوني وداي و أنتهاءا بالحاج حبري كل هؤلاء في تقديري كانوا عبارة عن دمم تحركها الدوائر الأستعمارية بعيدا كل البعد عن القضايا الأساسية للوطن والأنسان التشادي . ولذلك أخفقوا جميعا في تحقيق الهدف الوطني ولأنهم نماذج تجمعات قبلية ينطلقون من منطقات ضيقة وبدون الرؤية واضحة التي تضع معالم المسيرة , وتضع الأسس والبرامج لتحقيق الهدف الوطني الذي يهدف اليه الوطنيون دوما . ولذا نجد أن قضايا تشاد الكبري التي عاشها الأنسان التشادي خلال عقود ما بعد الأستقلال كلها كانت أزمات وحروب وأمراض وتسفخ وبؤس وفئات متقاتلة في اي ركن من اركان البلاد بدون سبب وبوابات للجباية , والشتائم والبذاءة والوقاحة , وقد أدت ذلك شعبنا الي اللجوء والنزوح في دول جوارنا الأقليمي هروبا من البطش والقتل , وكانت من المظاهر المالوفة والمشهورة يوميا أن تساق أسرة بكامل أفرادها رجالا ونساءا واطفالا وشيوخا معصوبي العيون مكبلي الأيدي بالسلاسل علي يد زمرة من بوليس السياسي حيث لا يعرف أحد شيئا مصير تلك العاائلات حتي الآن . ومن غرائب ذلك الزمن ان الأنظمة التي كانت سائدة تحارب التشادين حتي علي عواطفهم الأنسانية , فإن السلطة كانت تعاقب بالفصل والعزل كل من يواسي او يعزي صديقا أو قريبا تعرض أحد زويه لأعدام بفعل الأحكام الجائرة التي تصدرها تلك الأنظمة الجائر ة . وفي ذلك الزمن السيئ تولي أمر تسير الأقتصاد ومعيشة المواطنين كل طامع في عرض من عروض الدنيا واصبحت المؤسسات العامة وأدارة القطاع العام مزبلة لكل فاسد في الأرض . فقد شهدنا في عصرهم رؤساء المجالس ادارة البنوك والقطاعات الأنتاجية يديرها أشخاص لم يديروا في يوم من الأيام محل صغير لبيع السجائر ولذلك اصبحت المؤسسات المالية في عهدهم نهبا وأختلاسا بالطريق الشرعي والقانوني , وظهر الأثرياء بالمال الحرام كأنهم لاينتمون للمجتمع التشادي . ولذك تردي الوضع الأقتصادي وأرتفع حجم الديون الخارجية رغم المساعدات الدولية التي كانت تأتي لهذه الزمرة الحاكمة .وعلي أسوأ ما أصيب البلاد هو الرشوة وعلي سبيل المثال لو أراد المواطن أن يقضي أي معاملة في الدوائر الحكومية لا يمكن أن يتم ذلك الأ بعد دفع الثمن مقدما يعني بصريح العبارة أدارة بيروقراطية غريبة من نوعها وهذه المظاهر السالبة مازالت أثارها باقية ولمحاربة هذه الظاواهر أنشأت الحكومة الحالية وازارة خاصة لمحاربة الفساد والتطهير الأداري بغرض القضاء هذه الظاهرة التي ولدت في تلك العهود ونمت في حماية ورعايتها . وهكذا فان الشعب التشادي كان أمام أنظمة فاقدة كل مقومات التي تحتاجها الدولة الحديثة وبالتالي لا يتصور ان تقوم نهضة أو تنمية او تحقق الحرية والديمقراطية والسلم الأجتماعي . ولهذه الأسباب وغيرها هي التي دعت للحركة الوطنية للأنقاذ ان تتحرك سريعا وان تحمل السلاح في يدها اليمني وفي بدها اليسري تعمل من أجل جمع وتوحيد كلمة كافة الفاعلين من جميع مكوينات الشعب التشادي في مؤتمر بامنا حيث عقدوا العزم وقروروا أنقاذ البلاد والعباد من أنظمة الجور والظلام . وكانت بزوغ فجر جديد مع القدر. لأن اذا الشعب أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدرولابد للقيد ان ينكسر .ومنذا ذلك التاريخ تحققت الكثير , في مقدمتها الوحدة الوطنية وأقامة نظام ديمقراطي ذات تعددية حزبية يتمتع فيه الشعب بكافة الحريات الأساسية . وتسوية جميع النزاعات الأقليمية عن طريق التفاوض وخاصة النزاع حول شريط أوزو مع ليبيا وأقرار دستورا أقرالشعب بموجبه مبدأ فصل السلطات , أي السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية ووضع برنامج واضح ومدروس للتنمية المتوازنة ووضع أولوية في تنمية الأنسان التشادي تقنيا وأكاديميا ومهنيا لمواكبة التطور ولذلك شيدت آلاف المدارس وعشرات الجامعات ومراكز المهنية . وأستغلال موارد البلاد الأقتصادية لتدعيم مسيرة النهضة والبناء التي تنطلق الآن . وصارت تشاد اليوم دولة محورية تقود أفريقيا وأصبحت مهابة لأعدائها وسندا ودعما لأصدقائها وصارت أيضا تلعب مع الكبار في رسم السياسية الدولية وكل ذلك , بفضل خطط وسياسات الحكيمة التي أنتهجتها الحكومة الحالية بقيادة الرفيق المناضل أدريس ديبي اتنو . الذي يحتفل به البلاد والعباد في 8 أغسطس الجاري بمناسبة أعادة تنصيبه لولاية جديدة نظرا لفوزه في الأنتخابات الرئاسية التي جرت في ابريل الماضي وذلك عرفانا وتقديرا لجهوده التي قادت البلاد من نصر الي نصر .