السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع قانون الأمان الاجتماعي .. بقلم: محمد علي خوجلي
نشر في سودانيل يوم 24 - 09 - 2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الهدف الرئيسي للمبادرة السودانية لتعزيز الحماية الاجتماعية أغسطس 2015م "ونطلق عليها المبادرة عبر المقال" جذب الشركاء, لرفع الوعي, وتنظيم أعمال وجهود مشتركة بشأن قضايا الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعاملين والمواطنين.
وعندما طرحت الدولة في 2011م مشروع قانون الضمان الاجتماعي, كان محل اهتمام هيئة الدفاع عن الحقوق الاقتصادية بإبداء الملاحظات حوله, مع إعداد البحوث اللازمة وتواصل جهدها عبر مشروع 2012م و2014م حتى قيام "المبادرة" التي أعدت دراسات متخصصة وعقدت جلسات نقاش وندوات صحفية نشرتها بوسائل مختلفة ومتواضعة ومنها الصحف اليومية السودانية بشأن قانون الضمان الاجتماعي 2016م.
وشارك مع "المبادرة" والى جانبها: المنتدى القانوني, مركز الدراسات النقابية وحقوق الانسان, مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية, لجنة المعلمين, رابطة معاشيي التأمين الاجتماعي بولاية الخرطوم, ومجموعات من المعاشيين "السكة الحديد/ الخطوط الجوية السودانية/ مؤسسة السكر/ البريد والبرق" وغيرهم ومجموعة نقابيين سابقين ومجموعة خبراء في قوانين التأمين الاجتماعي والمعاشات والعمل. وسعت "المبادرة" لاشراك كل الفاعلين في هذا المجال "اتحاد العمال, اتحاد معاشيي الخدمة المدنية" وغيرهم وقامت بإجراء دراسات تفصيلية شملت كافة موضوعات مشروع القانون الجديد وكانت نتيجة الحوارات والنقاشات الاتفاق على الملاحظات والتوصيات.
وبادرت لجنة الشئون الاجتماعية والانسانية وتزكية المجتمع بالمجلس الوطني بالاتصال بالمبادرة ومناقشة توسيع الحوار المجتمعي ومن نتائجها عقد اللجنة لمنتدى "المركز العربي للتأمين الاجتماعي – 29 اكتوبر 2015م" التابع لمنظمة العمل العربية وشاركت فيه كل الأطراف والادارات الحكومية وادارات الصناديق. وقدمت "المبادرة" ورقتها النقدية وأجيزت توصياتها (!)
وان "المبادرة" بالتعاون مع "الشركاء" بعد التوقيع على القانون تضع أمامها واجبين:
1/ الملاحظات حول قانون المعاشات والتأمين الاجتماعي 2/ توثيق تجربة الحوار.
وفي دفاع وزير الرعاية والضمان الاجتماعي عن تعديل اسم القانون من "قانون الضمان الاجتماعي 2016م" الى "قانون المعاشات والتأمينات الاجتماعية 2016م" أعلنت الوزيرة أنهم بصدد إعداد "مشروع قانون للأمان الاجتماعي" وهذا موضوع المقال.
قانون المعاشات والتأمينات الاجتماعية
أولى توصيات "المبادرة" كانت تعديل اسم القانون مستندة على:
1-مشروع القانون لم يتضمن مزايا جديدة. واستخدم مصطلح الضمان الاجتماعي بدلاً عن التأمين الاجتماعي, على نحو يفهم منه شمول التشريع لمخاطر اضافية وهذا لم يحدث ولم يضف أي مخاطر غير تلك المشمولة بالحماية في القوانين القديمة.
2-الضمان الاجتماعي أوسع وأشمل نطاقاً ويضم التأمين الاجتماعي نفسه, كما يشمل كل المشتركين في الصناديق وغير المشتركين. والأهداف الرئيسية للضمان الاجتماعي هي:
1/ الحد من انعدام الأمن في الدخل بما في ذلك التخفيف من حدة الفقر وتحسين حصول الجميع على الخدمات الصحية لضمان تحقيق ظروف عمل ومعيشة لائقة.
2/ الحد من إنعدام المساواة والإجحاف.
3/ تقديم إعانات مناسبة باعتبارها حقاً قانونياً.
3-الضمان الاجتماعي يشكل كافة المنافع التي قررتها الاتفاقيات الدولية والمشروع لم يتضمنها مع النص على الانفاذ التدريجي.
4-القانون غير مقصود بحد ذاته بل وسيلة لتحقيق الأهداف التي شرع من أجلها ويرتكز على الاتفاقيات والمواثيق الدولية والاقليمية كمرجعية بالاضافة الى مباديء التكافل المضمنة في الشريعة الاسلامية وكل الشرائع الدينية. والأصل في النصوص التشريعية في دولة القانون ارتباطها بأهدافها مع الوضع في الاعتبار كافة الظروف والمعطيات.
5-نص الاعلان العالمي لحقوق الانسان على حق الضمان الاجتماعي (م/22) ونصت (م/23) على الحق في العمل وشروطه العادلة والحماية من البطالة وحق الأجر المتساوي للعمل المتساوي. وأكدت (م/25) على حقوق الأمومة والطفولة والدخل البديل في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمل أو الشيخوخة وغير ذلك من أسباب فقدان كسب العيش. ونصت (م/9) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على حق كل شخص في الضمان الاجتماعي بما في ذلك التأمينات الاجتماعية. واعتمدت منظمة العمل الدولية 13 اتفاقية و42 توصية في موضوع الضمان الاجتماعي وهناك الاتفاقية العربية رقم (3) لعام 1971م "صادق السودان عليها" والتي حددت المستويات الأدنى للتأمين الاجتماعي والمخاطر التي يجب ان تشملها التشريعات الوطنية بالحماية.
6-بدستور السودان "المؤقت" 2005م فان كل المواثيق والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها السودان هي جزء من الدستور.
ويظل الضمان الاجتماعي من القضايا الحيوية في الدولة الحديثة والذي يلزم ان تهتم به السياسات الاجتماعية للأحزاب والتنظيمات السياسية والنقابات والاتحادات والمنظمات الأهلية الحقوقية والقانونية.
المساعدات الاجتماعية
1-من توصيات "المبادرة":
أ/ العمل على اقامة صندوق/ برنامج مستقل للمساعدات الاجتماعية لتقديم المنح لغير المشتركين تموله الدولة والمجتمع "الزكاة" وتساهم في تمويله الصناديق والجمعيات والاتحادات والمنظمات الطوعية "كثير منها يتلقى عوناً دولياً".
ب/ تضمين الخدمات الاجتماعية للمتقاعدين في مشروع القانون الجديد والنص الواضح على بيان تلك الخدمات وطرق تمويلها وادارتها وشروط منحها عن طريق صندوق مستقل لممثلي المتقاعدين دورهم فيه.
2-هدف المساعدات الاجتماعية تحرير الانسان مباشرة من الجهل والمرض والفقر. وتمول من الموارد العامة للدولة "الخزانة العامة" وتتكامل تدابير المساعدات الاجتماعية مع التأمينات الاجتماعية ولكن لكل سماته المميزة.
ولأن تمويل المساعدات الاجتماعية يقع على عاتق الدولة وحدها كممثلة للمجتمع فان الفرد لا يستطيع مقاضاة الدولة بالنسبة للمساعدات الاجتماعية "منحة" مالم يوجد قانون ينص صراحة على غير ذلك. فالمساعدات الاجتماعية هي اعانات الضمان الاجتماعي والتي تقوم على شرط اثبات الحاجة. وهي من أدوات خفض الفقر.
3-اهتمت منظمة العمل الدولية منذ العام 1993م بالمساعدات الاجتماعية كتدبير لمنح المعاش مجاناً للعجزة والشيوخ والأرامل والأيتام والمسنين والأشخاص ذوي الاعاقة.
4-ومعلوم ان شرط الحصول على مزايا التأمين الاجتماعي: الاشتراك في النظام واستيفاء شروط الاستحقاق. ونظم المعاشات من أنواع التأمينات الاجتماعية من حيث أنها اجبارية وتمول بالاشتراكات كما التأمينات الاجتماعية "الزامية وتمول بالاشتراكات".
5- نادى عمال السودان بالضمان الاجتماعي في 1962م وفي 1968م "موقف الاتحاد من مشروع قانون الضمان الاجتماعي" وكان من أهم مطالبات العمال عبر مؤتمرات النقابات العامة وبالذات نقابات الغزل والنسيج والملبوسات الجاهزة والبلاستيك قيام صندوق للمساعدات الاجتماعية خلال الفترة المايوية وحتى قبل قيام نقابة المنشأة وتصفية القطاع الصناعي.
أما الضمان الاجتماعي فانه يشمل نظم التأمينات الاجتماعية والمعاشات وكذلك نظم المساعدات الاجتماعية حيث يتحقق بدون اشتراك. فالضمان الاجتماعي شامل لكل أفراد المجتمع. واذا تم توزيع السكان على الصناديق والبرامج فهذا لا يعني تحقيق الضمان الاجتماعي, كما ان التدابير الموجهة الى أفراد المجتمع الأكثر فقراً أو استضعافاً أو استبعاداً هي من أشكال الحماية الاجتماعية ولا تعني الضمان الاجتماعي.
الأزمات المالية العالمية والاحتجاجات الاجتماعية
1-أساس الرؤية الجديدة للمؤسسات المالية والنقدية الدولية هو فشل سياساتها وإقرار صندوق النقد الدولي بفشل وصفاته. وان السياسات التي كانت ترتكز على تحقيق النمو الاقتصادي باعتباره يؤدي حكماً الى تحقيق أهداف أخرى كالعمالة والعدالة الاجتماعية باءت بالفشل. واقترح الصندوق "ربط النمو بآليات التوزيع لا سيما اعتماد نظام ضريبي وسياسات تدعم بعض السلع الأساسية التي تساهم في رفع مستوى معيشة الفقراء".
2-والرؤية الجديدة تقوم على تقديم "العدالة الاجتماعية" ومنحها الأولوية والمقصود العدالة في الحقوق والواجبات. والعدالة في الحقوق هي التوزيع العادل لدخل الدولة بتحسين أوضاع الفئات والمناطق المهمشة وتنميتها وتوفير فرص العمل المنتج خلافاً للاقتصاد الطفيلي والريعي بعد إقرار تلك المؤسسات بفشل السياسات الاقتصادية التي فرضتها على الدول النامية "الفقيرة" وما أنتجته من تردي في الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والتي أدت الى عدم العدالة الاجتماعية وقادت للاحتجاجات الاجتماعية وعدم الاستقرار السياسي.
وأصبحت المؤسسات المالية والنقدية الدولية تحث الدول الفقيرة على زيادة المصادر المخصصة للضمان الاجتماعي وبرامج الخدمات التي يستفيد منها الفقراء أكثر من غيرهم, وتمويل برامج لتوليد فرص عمل للشباب والنساء.
3-وارتباط السودان بالنظام الرأسمالي الدولي, يعني بالضرورة تأثره بالأزمات المالية والاقتصادية الدولية, والتي يعقبها العجز في ميزانيات الحكومات وتضاؤل الايرادات وتزايد النفقات. والأزمات المالية والاقتصادية الدولية هي من طبيعة النظام الرأسمالي نفسه ولن تتوقف.
وتواجه الحكومات – دائماً – أوضاعها المالية والاقتصادية بالاجراءات التقشفية. وبتجربة دول العالم والسودان فان تلك الاجراءات لا تحقق الانتعاش الذي يتصوره واضعوا سياسات التقشف ونتائجها زيادة الفقر وانخفاض القيمة الحقيقية للأجور والمعاشات بارتفاع أسعار السلع والخدمات.
أنظر: بأثر الأزمة المالية والاقتصادية العالمية نفذ السودان اجراءات تقشفية في 2011م و2013م لمواجهة العجز في الميزانية "رفع الدعم بما في ذلك المواد البترولية وزيادة الدولار الجمركي والضرائب.. الى آخره".
4-وفي يونيو 2009م وبأثر الأزمة المالية والاقتصادية العالمية, اعتمدت منظمة العمل الدولية "الميثاق العالمي لفرص العمل" الذي أقر بدور الضمان الاجتماعي باعتباره مثبتاً اقتصادياً واجتماعياً تلقائياً. وأحد العناصر الأساسية في الاستراتيجيات المتكاملة للاستجابة للأزمة. وناشد الدول بتعزيز وتوسيع نظم الحماية الاجتماعية.
ومن وسائل منظمة العمل الدولية الأساسية للوفاء بمسؤولياتها بالنسبة لتوسيع مظلة الضمان الاجتماعي ليشمل الجميع هي وضع معايير العمل الدولية.
والدولة هي الكفيل لحقوق الضمان الاجتماعي بما يعني أنها تتحمل المسؤولية الأولى عن الضمان الاجتماعي لجميع الأشخاص المشتركين في النظام وغير المشتركين. أما ادارة نظم الضمان الاجتماعي فهي مسؤولية المشتركين والمستفيدين.
شبكات الأمان الاجتماعي
شبكات الأمان الاجتماعي – بتعريف البنك الدولي – هي تحويلات نقدية أو عينية بدون اشتراكات موجهة لصالح الفئات الفقيرة والضعيفة وهي تؤثر تأثيراً مباشراً في الجهود الرامية للحد من الفقر بتوفير الموارد الضرورية لشرائح المجتمع الأكثر فقراً وضعفاً. وتؤدي الشبكات الى تسهيل حصول هذه الفئات على خدمات الرعاية الصحية والتعليم ومساعدة الأسر على ادارة ما تتعرض له من مخاطر بصورة أفضل.
وأبرزت الأزمة المالية العالمية "2009-2011م" أهمية شبكات الأمان الاجتماعي وخاصة في الدول منخفضة الدخل التي تعاني من زيادة التعرض للكوارث. وثمة إقرار متزايد بالدور الذي تلعبه شبكات الأمان الاجتماعي في توفير القدرة على الصمود في مواجهة هذه الكوارث والتعافي من آثارها.
مشروع شبكة الضمان الاجتماعي في السودان
1-استراتيجيات وخطط وبرامج ومشروعات الخطة الخمسية لوزارة الضمان الاجتماعي (2012-2016م):
1/ صياغة السياسة الاجتماعية المتكاملة لتعزيز التكامل والتنسيق القطاعي والولائي في مجال العمل الاجتماعي بالتعاون مع البنك الدولي.
2/ متابعة الخطط المشتركة ومشروع التأمين الصحي المجتمعي مع الاتحاد الاوروبي في ولايات الشرق الثلاثة.
3/ المساهمة في اعداد الاستراتيجية الكلية لخفض الفقر (2015-2020م).
4/ المساهمة في اعداد الاستراتيجية الشاملة للتمويل الأصغر (2013-2017م).
(تقرير أداء آليات الضمان الاجتماعي 2015م لمجلس الوزراء)
2-المبادرة الاجتماعية للدعم الاجتماعي هو دعم نقدي مباشر للأسر الفقيرة والتي يبلغ عددها في السودان 2,291,789 أسرة منها الأسر الأشد فقراً وعددها 330,703 واستهدف المشروع 400 ألف أسرة خلال الفترة (27 يونيو 2011م – 25 سبتمبر 2013م) وتم تمويله من وزارة المالية (125+35+10 مليون جنيه).
وكشف تقرير المراجع القومي 2014م حقائق كثيرة أبرزها:
1/ تم فعلياً دعم 89479 أسرة بنسبة 22%.
2/ كشوفات المستحقين بها أخطاء فادحة عجزت بسببها 11969 أسرة من الحصول على مستحقاتها خلال كل تلك الفترة.
3/ وردت أسماء موظفين في الدولة, ومتوفين أو أسر ميسورة الحال في القوائم وكذلك أسماء مكررة وأخرى لا وجود لها.
4/ مبلغ الأشخاص ذوي الاعاقة (35 مليون) صرف منه مبلغ 3,521,647 لشراء منزل وتسيير مكاتب ومصروفات ادارية.
5/ في جنوب دارفور وشمال كردفان صرفت مبالغ الأسر الفقيرة في أغراض أخرى.
ووصل التقرير الى فشل الوزارة مالياً وفنياً وادارياً "ايمان عبدالباقي – المجهر السياسي 14/4/2014م".
3-ووقعت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي على اتفاقية منحة من البنك الدولي لمشروع الحماية الاجتماعية "1 فبراير 2016م" مبلغ 3,5 مليون دولار وذكر وزير المالية ان المشروع تجريبي يستهدف ولاية شمال كردفان في مجال تقديم الدعم المباشر للأسر الفقيرة من خلال مكونين.
ينفذ المكون الأول وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي في مجال الدعم المؤسسي وتحسين طرق الاستهداف للأسر الفقيرة والمكون الثاني عبر وزارة المالية بمنهجية العمل مقابل النقد لمساعدة الأسر الفقيرة "المركز السوداني للخدمات الصحفية".
4-وأوردت (مجموعة البنك الدولي):
وقع البنك الدولي وحكومة السودان في 11 فبراير 2016م اتفاقاً لمنحة تدشين (مشروع شبكة الضمان الاجتماعي في السودان) والذي يهدف للتخفيف من الآثار السالبة للاصلاحات الاقتصادية على الشرائح الضعيفة والفقيرة عن طريق تحسين تنفيذ برنامج الدعم الاجتماعي المباشر ومنهج اختياره للمستفيدين.
ومبلغ التمويل من (صندوق دعم السودان متعدد المانحين) والذي يديره البنك الدولي يدعم من ادارة التنمية الدولية البريطانية والسفارة النرويجية في السودان. وبرنامج الدعم المباشر يقدم لخمسمائة ألف أسرة أي ما يقارب 20% من نسبة الفقراء.
مشروع قانون الأمان الاجتماعي
ان وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي, ومهما بلغت مقدرات كوادرها لن تستطيع منفردة تحقيق الضمان الاجتماعي في السودان. وأمامنا تجربة برنامج الدعم الاجتماعي النقدي وما حاق به.
وأكدت التجربة الانسانية ان المنهج الصحيح في كل ما يتعلق بالسياسات الاجتماعية وغيرها هو الحوار المجتمعي.
وترد العديد من مباديء الادارة السديدة في اتفاقيات وتوصيات منظمة العمل الدولية. وأولت التوصية رقم (67) أهمية التنسيق السليم بين الآليات والنظم والمشروعات ذات العلاقة بالضمان الاجتماعي. كما يجب الانتباه للتعليق رقم (19) للجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والذي أكد على حق المستفيدين وحق الأفراد والمنظمات في الحصول على المعلومات وتلقيها وتعميمها باسلوب واضح وشفاف.
ومن حق الناس كل الناس الاطلاع على نتائج مشروع دعم الأسر الفقيرة وطبيعة الاتفاق مع البنك الدولي حول (شبكة الضمان الاجتماعي) والبرنامج الخاص بولاية شمال كردفان, كيف تم وضعه وماهي أهدافه وآليات انفاذه والرقابة عليه.
وأصبح من الضروري – اليوم – انشاء مجالس مركزية واقليمية وولائية من المتطوعين تمثل فيها الجامعات والنقابات والهيئات الأخرى التي تمثل المزارعين والنساء والطلاب وجمعيات حماية المسنين والأطفال والأشخاص ذوي الاعاقة والجمعيات الأهلية والخبراء بهدف مراقبة ومتابعة تنفيذ البرامج والمشروعات وتقديم توصيات بشأن الاقتراحات لتعديل تلك البرامج أو القوانين أو طرق التنفيذ.
وللحديث صلة
المراجع والمصادر
1-تقرير مؤتمر العمل الدولي 2011م.
2-مجموعة البنك الدولي.
3- ورقة العمل المقدمة من مجلس ادارة مكتب العمل الدولي الى لجنة العمالة والسياسة الاجتماعية الدورة 294 – جنيف – نوفمبر 2005م.
4-سامي نجيب – دور نظم التأمينات والضمان الاجتماعي في الحد من الفقر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.