البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    البرهان: الثُّقْبُ الأسود    شاهد بالفيديو.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تعود لإثارة الجدل بوصلة رقص مثيرة وتهز بجسمها على أنغام أغنية مصرية    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    الرئيس التركي يستقبل رئيس مجلس السيادة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    عملية منظار لكردمان وإصابة لجبريل    بيانٌ من الاتحاد السودانى لكرة القدم    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    «غوغل» توقف تطبيق بودكاستس 23 يونيو    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    وداعاً «مهندس الكلمة»    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظاهرة الفن الهابط : تحليل منهجي لأسبابها واليات محاربتها .. بقلم: د. صبري محمد خليل
نشر في سودانيل يوم 04 - 11 - 2016

د. صبري محمد خليل / أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم
تعريف الفن الهابط: تعددت تعريفات الفن الهابط: ومن هذه التعريفات:
أولا: يربط بعض الباحثين بين مفهوم الفن الهابط أو المبتذل في الثقافة الغربية والمفردة ذات الأصل الالمانى التي أصبحت مصطلح عالمي " كيتش"
(kitsch أو kitch) ، والتي يفيد معناها اللغوي " الاصلى " " التقاط الفضلات من الشارع " ، واستنادا إلى هذه المفردة فان المصطلح يدل على:
التقييم النقدي سواء لمنتوج ثقافي ما، أو للاستخدام الجمالي "الاستاتيقى" غير متجانس السمات الفنية ، أو للأعمال الفنية التي تُعتبر قليلة الشأن، أو التي عفا عليها الزمن. أو تصف السمات الشعبية للمنتوجات الثقافية. وبشير هؤلاء الباحثين الى ان الدراسة الأساسية التي تناولت المصطلح هي الدراسة التي كتبها هانز راينمان باللغة الألمانية بعنوان"
الكيتش" ودرسه فيها من الناحية النفسية، في فن التصوير خاصةً. (عمود تلويحة المدى - شاكر لعيبي / ما هو الفن الهابط "الكيتش"؟) .ثانيا: أما غرينبرغ فيربط بين مصطلح الفن الهابط و ( الثقافة المستبدلَة المخصَّصة لسكان غير حسّاسين للقيم الثقافية الأصيلة، النهمين رغم ذلك للترفيه الذي يمكن أن تقدّمه الثقافة وحدها تحت شكل من أشكالها).ثالثا: أما الموسوعة الحرة " ويكيبيديا " فقد استخدمت مصطلح" الثقافة المنخفضة " بدلاله تقارب دلاله مصطلح الفن الهابط ، وعرفتها بأنها ( مصطلح ازدرائي يصف بعض أشكال الثقافة الشعبية التي تحظى بقبول الجمهور، وهو يعارض الثقافة العالية.
وذكرت نماذج للثقافة المنخفضة وهى: تلفزيون الواقع والموسيقى الشائعة وخيال المغامرة والفن الوجداني المتواضع والكوميديا التهريجية والتكلف المبالغ والفكاهة السافرة والصحافة الصفراء والإباحية والأفلام التجارية.
كما ذكرت أنه في فترات ما بعد الحداثة يعتبر الحد الفاصل بين الثقافة العالية والثقافة المنخفضة غامضًا. رابعا: أما هربرت جيه جانز فقد عرف
الثقافة المنخفضة- ذو الدلالة التي تقارب دلاله مصطلح الفن الهابط - في
كتابه (Popular Culture and High Culture) بقوله ( عند النظر بتلك العدسة إلى وسائل الإعلام فغالبًا ما تشمل العروض التي لا تتعمق في الأفكار المجردة أو التي تخاطب العقل حول المشكلات الاجتماعية المعاصرة).
تعريف منهجي للفن الهابط:
مشكله العلاقة بين الفن والقيم : تعددت الحلول المقدمة في فلسفه الجمال لمشكله العلاقة بين الفن والقيم ، واهم هذه الحلول:أولا:الخلط بين الفن والقيم"كما عند سقراط الذي جعل الفن مجرد وسيله لغاية أخلاقيه"،وهذا الحل ركز على مضمون العمل الفني ومعاييره القيميه وتجاهل شكل العمل الفني ومعاييره ألجماليه..ثانيا:فصل الفن عن القيم "ومثال له مذهب الفن للفن الذي أسس له السوفسطائيه وكانط والوجوديه.."،وهذا الحل ركز على الشكل وتجاهل المضمون ومعاييره القيميه ثالثا:الحل الذي نرججه هو الذي يجعل العلاقة بين الفن والقيم علاقة ارتباط -وليس خلط– وتمييز- وليس فصل- اى يقرر أن هناك ارتباط بين الفن والقيم – ويتجلى هذا الارتباط على وجه الخصوص في كون مضمون العمل الفني خاضع للمعايير القيميه-ولكنه فى ذات الوقت يميز بينهما-ويتجلى على وجه الخصوص فى كون شكل العمل الفنى ذو
معايير جماليه وليست قيميه وبالتالي يؤكد على القيمة المتساوية لشكل
العمل الفتى ومعاييره الجمالية ومضمون العمل الفني ومعاييره القيميه.
التمييز بين المضمون والشكل: هذا الحل إذا يميز بين مضمون العمل الفني وهو الأفكار التي يريد أن يثيرها الإبداع الجمالي بالعمل الفني ، وهى محرك العمل الفني و غاية الإبداع الجمالي، وشكل العمل الفني هو الأفكار التي يصوغها الإبداع الجمالي في العمل الفني ، وهي وسيلة الإبداع الجمالي وشكله، وهي تشكيل خيالي غير قابل للوجود أصلا (د. عصمت سيف الدولة، إعدام السجان، دار المسيرة، بيروت) . فمضمون العمل الفني يشترط فيه الاتساق "عدم التناقض "- وليس التطابق - مع القيم الاخلاقيه والاجتماعية والدينية للمجتمع ، ويطالب فيه المبدع بالالتزام الذاتي– وليس الإلزام الموضوعي- بقيم مجتمعه . أما شكل العمل الفني فان الاتساق مع القيم ، والالتزام الذاتي للمبدع بها ، يتحقق فيه من حيث أنه معادل موضوعي لموضوع العمل الفني.
تعريف الفن الهابط:اتساقا مع ما سبق فإننا نعرف الفن الهابط بأنه عمل فني يتناقض من حيث المضمون مع المعايير القيميه ، ومن حيث الشكل مع المعايير الجمالية.ويترتب على هذا التعريف التالى:
أولا: أن معيار الحكم على العمل الفني المعين كونه هابط يتصل بشكل هذا العمل الفني ومضمونه معا.
ثاني:ان الفن الهابط هو في حقيقة الأمر ليس فنا، اى انه ليس فن "حقيقي"
بل هو فن "زائف" ، لان الفن "الحقيقي " هو فن سامي و راقي، لأنه يتسق من حيث الشكل والمضمون مع المعايير الجمالية والقيميه.
التمييز بين الفن الهابط والفن الشعبي: يخلط بعض الباحثين بين الفن الهابط والفن الشعبي ،بينما تعريف الفن الهابط مذكور أعلاه، أما تعريف الفن الشعبي" الفلكلور" فهو : عمل فني تلقائي ارتجالي ، تقره وتحفظه جماعه معينه، حتى يصبح جزء من بنيتها الحضارية.
المراحل التاريخية للفن الهابط في العصور الحديثة والمعاصرة: رغم أن الفن الهابط ظهر في كل العصور، إلا أن مؤرخو تاريخ الفن والنقاد أشاروا إلى مراحل تاريخيه معينه ، ساد فيها الفن الهابط ، رغم وجود نماذج للفن الراقي في هذه المراحل.
أولا: في تاريخ الفن الغربي الحديث والمعاصر :
ظهور المفهوم في تاريخ الفن الغربي الحديث: يرى كثير من الباحثين أن مفهوم "الفن الهابط "ظهر في تاريخ الفن الغربي نحو الأعوام 1860- 1870 ، في بافاريا، عبر نمطية أسلوب لويس الثاني وطبقا لها فقد ارتبط المفهوم بفكرة الأعمال الفنية المزيفة"اى التي تستنسخ الأعمال الفنية الكلاسيكية " والمثقلة بالتفاصيل وبالذوق الفني السيئ.
المراحل التاريخية للفن الهابط في تاريخ الفن الغربي: كما يرى هؤلاء الباحثين أن الفن الهابط قد مر بمراحل تاريخيه معينه في تاريخ الفن الغربي وهى :
المرحلة الأولى ( منتصف القرن التاسع عشر): المرحلة الأولى من الفن الهابط فى تاريخ الفن الغربى، ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر،حيث أدى التصنيع والمدينية في أوروبا وأمريكا الشمالية الى ظهور طبقة وسطى جديدة قامت بتطوير ذوق"فنى" يميل إلى أعمال رخيصة تقلّد الفن التقليدي الراسخ.
المرحلة الثانية(منتصف القرن العشرين): وانه في منتصف القرن العشرين، تطورت المرحلة الثانية من الفن الهابط، ليصبح هدفا مفضلاً للانتقادات الموجّهة لمفهوم الثقافة الجماهيرية. فقد استخدم المثقفون اليساريون الفن الهابط لإدانة ثقافة المجتمع الاستهلاكيّ المتنامي.
العولمة :وأخيرا فانه بالتوازي مع العولمة التدريجية للأسواق والمنتجات المتداوَلة، أصبح الفن الهابط تلقائياً من الأساليب الأكثر انتشاراً في العالم من خلال عمليات الاستهلاك المعروفة.
ما بعد الحداثة: أما اليوم فانه يمكن القول إن الاتجاهات الجمالية ما بعد الحداثية قد أعادت إلى حد كبير تثمين مفهوم الفن الهابط على أساس نظري طالما وقع السجال معها تشكيلياً .(عمود تلويحة المدى - شاكر لعيبي / ما هو الفن الهابط "الكيتش"؟) ثانيا:في تاريخ الفن العربي الحديث والمعاصر: يشير كثير من النقاد إلى أن الفن العربي الحديث والمعاصر قد مر بمرحلتين أساسيتين هما مرحلتي الفن الجميل والفن الهابط (تلك المقارنة بين زمن الفن الجميل والفن الهابط هذه الأيام تجعلني أجزم بأننا كنا مجتمعاً أكثر تحضراً قبل 50 عاماً عما نحن عليه الآن.. مجتمع راق وواع يتمسك بالعادات والتقاليد والقيم الرفيعة وطاعة الوالدين واحترام الكبير وهي أشياء افتقدناها هذه الأيام وما أحوجنا إليها الآن) (سامي حامد/ كلام بالعقل ) المرحلة الأولى (مرحله الفن الجميل): وهى التي شاع فيها الفن السامي والراقي رغم وجود نماذج للفن الهابط فيها، وقد تلازمت بدايتها مع بداية التاريخ العربي المعاصر و المشاريع النهضويه التي ظهرت فيه، ومنها المشروع النهضوى السياسي لمحمد على باشا، و القائم على أساس امبراطورى"اى محاولته تأسيس إمبراطوريه عربيه حديثه، قادرة على مواجهه القوى الاستعمارية الناشئة في أوربا"، ومنها محاولات النهوض الفكري بالثقافة
العربية- الإسلامية، لمواجهه التغريب الذي اخذ شكل محاوله الاستعمار القديم اقتلاع الشخصية العربية من جذورها العربية الاسلاميه ، ومنها نشؤء الحركات الوطنية ألمطالبه بالاستقلال، وبلغت ذروتها بعد قيام ثوره
23 يوليو 1952 في مصر بقياده الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والذي تولى القيادة الجماهيرية لحركه التحرر القومي العربي من الاستعمار القديم"البريطاني /الفرنسي/الايطالي..."،والاستيطاني"الصهيوني" والجديد "الامبريالي الأمريكي ) طوال عقدى الخمسينات والستينات ، والتي أثمرت نيل الدول العربية لاستقلالها .
مرحله الفن الهابط:وهى التي شاع فيها الفن الهابط رغم وجود نماذج للفن السامي والراقي فيها ،وكانت بدايتها بعد تولى الرئيس محمد أنور السادات السلطة في مصر بعد وفاه الزعيم جمال عبد الناصر 1970،ثم ارتداده عن سياسات الزعيم الراحل التي اتسقت - في مجملها - مع غايات الاراده الشعبية العربية ، فانتقل من مناهضه الاستعمار القديم والاستيطاني والجديد، إلى التبعية إلى الغرب بقياده الولايات المتحدة الامريكيه تحت شعار"تسعه وتسعون في المائة من أوراق اللعب فى يد أمريكا، ومقاطعه العرب والانحياز إلى الصهيونية "اتفاقيه كامب ديفيد"، ومن اقامه اقتصاد يسعى لتحقيق التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية، إلى تطبيق النظام الاقتصادي الراسمالى الربوى تحت شعار" الانفتاح الاقتصادي".،ثم سير العديد من النظم العربية على ذات الخط. كما ظهرت مرحله جديده من مراحل الفن الهابط بعد انتهاء الثنائية القطبية بانهيار الاتحاد السوفياتى والكتلة الاشتراكية، وظهور القطب الواحد بانفراد الولايات المتحدة الامريكيه بقياده العالم،وما لازم ذلك من ثوره في وسائل الاتصال والإعلام"ظهور الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فيه والقنوات الفضائية والموبايل..." هذه الثورة كان لها جوانب ايجابيه كالتواصل الذي تجاوز الحدود السياسية، وازدياد معرفة الناس بالواقع ، واتاحه الخاصية التفاعلية لوسائل الإعلام المعاصرة للاراده الشعبية أن تعبر عن ذاتها،كما ان لها جوانب سلبيه منها الغزو الفكرى والثقافي الذي يهدف الى اجتثاث الشخصية الوطنية و القومية من جذورها، عن طريق محاوله استبدال المفاهيم والقيم الوطنية والقومية بقيم ومفاهيم الحضارة الغربية المواقف المتعددة من الفنون في الفكر الاسلامى : تعددت المواقف من الفنون ، في إطار الفكر الاسلامى الحديث والمعاصر ، غير أن هناك موقفين رئيسيين بين هذه المواقف المتعددة وهما:
أولا:موقف المنع (الرفض المطلق ): فهناك أولا موقف الرفض المطلق للفنون ، والقائل بالمنع المطلق لها ، وهو يستند في ذلك إلى العديد من النصوص، التي يفسر دلالاتها بما يفيد تحريم الإسلام كدين لكافه أشكال الفنون ، ويفترض أن هذا التفسير هو محل إجماع بين علماء أهل السنة بمذاهبهم العقدية "الكلامية" والفقهية المتعددة.
تقويم (ضبط وليس منع): غير أن هذا التفسير لدلالات هذه النصوص ، ليس محل إجماع بين علماء أهل السنة ، حيث أن هناك من علماء أهل السنة من فسر دلاله هذه النصوص- استنادا إلى نصوص أخرى- بما يفيد الضبط الشرعي "
لمضمون" الفنون، وليس المنع المطلق لها ، اى أن التحريم لا ينصب على اى فن بكافه أشكاله ، بل ينصب على أشكال معينه منه ، تتناقض "من حيث المضمون" مع الضوابط الشرعية للتذوق والإبداع الجمالي . فعلى سبيل المثال فان هذا الموقف يقول بتحريم الغناء ، استنادا إلى بعض النصوص، التي فسر بعض علماء أهل السنة دلالاتها، بما يفيد الضبط الشرعي " لمضمون"
الغناء، وليس منعه مطلقا،اى عدم تحريم الغناء بكافه أنواعه ،بل تحريم أنواع معينه منه، تتناقض "من حيث المضمون" مع الضوابط الشرعية للتذوق والإبداع الجمالى، ومن هذه النصوص: قال تعالى ( فمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وانتم سامدون )، قال ابن عباس السمر هو الغناء بلغة حمير، قال الإمام الغزالي (مخصوص بأشعار وغناء الكفار ، في معرض الاستهزاء بالمسلمين، لأنه لو حرم الغناء لكان ينبغي أن يحرم الضحك أيضا باشتمال الآية عليه ). وقال (صلى الله علي وسلم) (ما رفع احد صوته إلا بعث الله له شيطانين على منكبيه ... )، قال الإمام الغزالي( هو منزل على بعض أنواع الغناء ، الذي يحرك من القلب ما مراد الشيطان من الشهوة ).وقال (صلى الله علي وسلم) ( ليكونن في امتى أقوام يستحلون الخرز والحرير
والمعازف) ( صورته عند البخاري صورة التعليق ،ولذا ضعفه ابن حزم ووصلة ابو داؤود )، قال الإمام الغزالي (الملاهي والأوتار والمزامير، التي ورد الشرع بالمنع فيها لا بذاتها ،ولكن حرمت الخمر واقتضت ضراوة الناس بها ،المبالغة في الفطام ،فحرم منها وما هو شعار أهل الشرب وهي الأوتار والمزامير ...). كما أن هذا الموقف يقول بتحريم فنون النحت والرسم والتصوير انطلاقا من تحريمه للتماثيل و الصور المرسومة "أللوحات "
والفوتوغرافية - استنادا إلى فهمه للأحاديث ، التي تفيد عدم دخول الملائكة بيت فيه صوره أو كلب ومنها قول الرسول (صلى الله عليه وسلم )( لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ، وَلاَ صُورَةٌ تَمَاثِيلُ ) (رواه البخاري : 3053). غير كثير من علماء أهل السنة قد فسروا دلالات هذه الأحاديث ، بما يفيد الضبط الشرعي وليس المنع المطلق،اى عدم تحريم الصور بكافه أنواعها واستخداماتها ،بل تحريم أنواع معينه او استخدامات معينه للصور ، تتناقض مع الضوابط الشرعية للتذوق والإبداع الجمالى، بعبارة أخرى فقد قرروا - استنادا إلى نصوص أخرى - أن دلاله هذه النصوص ليست مطلقه" تتناول على كافه انواع واستخدامات الصور"، بل مقيده"تتناول أنواع واستخدامات معينه للصور" . فمن جهة الصورة فان أن هناك العديد من النصوص، التي تستثنى من هذا الامتناع ، أنواع معينه من الصور، أو استخدامات معينه لها ومنها: أولا: التصاوير المرسومة في الثياب"الرقم في الثوب": والدليل قول الرسول (صلَّى الله عليه وسلَّم) )(لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ.. إِلاَّ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ) (أخرجه البخاري في بدء الخلق :3226). ثانيا: الصورة غير الباقىه على هيئتها "الاصليه ": والدليل انه ورد فى الحديث الذي أخرجه أحمد :10193 وابن حبَّان واللفظ له :5854): أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلم)(أَتَانِي جِبْرِيلُ،
فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ الْبَيْتَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ فِي الْبَيْتِ تِمْثَالُ رَجُلٍ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ سِتْرٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ، فَأَمَرَ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ أَنْ يُقْطَعَ وَأَمَرَ بِالسِّتْرِ الَّذِي فِيهِ تِمْثَالٌ أَنْ يُقْطَعَ رَأْسُ التِّمْثَالِ، وَجُعِلَ مِنْهُ وِسَادَتانِ، وَأَمَرَ بِالْكَلْبِ فَأُخْرِجَ، ...).ثالثا:الصورة الممتهنة(المستخدمة):والدليل هو الحديث الذي أخرجه البخاري في المظالم والغصب:2479 ، ومسلم في اللباس والزينة: 2107 عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتِ اتَّخَذَتْ عَلَى سَهْوَةٍ لَهَا سِتْرًا فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَهَتَكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّخَذَتْ مِنْهُ نُمْرُقَتَيْنِ، فَكَانَتَا فِي البَيْتِ يَجْلِسُ عَلَيْهِمَا)..رابعا: التماثيل المستخدمة كلعبه للأطفال(الدمى)
: والدليل هو إقرارُ الرسول(صلَّى الله عليه وسلَّم) في بيته لِلُعَب عائشة (رضي الله عنها) وهي عبارةٌ عن تماثيل لها ظلٌّ يلعب بها الأطفال كالفرس الذي له جناحان (البخاري /الأدب:6130، مسلم /فضائل الصحابة .
اتساقا مع ما سبق فقدا قرر هؤلاء العلماء أن هذا الامتناع مقصور على الصورة والكلب المحظور شرعا اقتناؤهم "كالصورة التي تعبد "الصنم " اوالتى تنسب صانعها إلى ذاته صفه الخلق،او الكلب الذي يوجد داخل البيت ،و لا يستخدم للحراسة أو الصيد.. قال النووي (قال الخطَّابي: وإنما لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ أو صورةٌ ممَّا يحرم اقتناؤه من الكلاب والصور، فأمَّا ما ليس بحرامٍ من كلب الصيد والزرع والماشية، والصورةِ التي تُمتهن في البساط والوسادة وغيرهما، فلا يمتنع دخولُ الملائكة بسببه(شرح مسلم:14/ 84) ، وقال حجرٍ - في تعليقه على حديث جبريل ( وفي هذا الحديث ترجيح قولِ مَن ذهب إلى أنَّ الصورة التي تمتنع الملائكة من دخول المكان:
التي تكون فيه باقيةً على هيئتها مرتفعةً غير ممتهنةٍ، فأمَّا لو كانت ممتهَنةً أو غير ممتهنةٍ لكنَّها غُيِّرت مِن هيئتها: إمَّا بقطعها مِن نصفها أو بقطع رأسها فلا امتناع )(فتح الباري:10/ 392).
موقف الضبط (الاباحه المقيدة): وهناك ثانيا موقف الضبط الشرعي" لمضمون"
الفنون ، والقائل بالاباحه المقيدة للفنون، اى اباحه الفنون بشرط اتساق"
مضمونها "مع الضوابط الاسلاميه- الموضوعية المطلقة - للتذوق والإبداع الجمالي ، بشكليها التكليفى " مفاهيم وقيم وقواعد الدين الكلية" ، والتكويني "السنن الالهيه (الكلية والنوعية ) التي تضبط حركه الوجود "الشهادى "الشامل للوجود الانسانى "المستخلف "، والطبيعي "المسخر"،وهذا الموقف يفسر دلالات ذات النصوص- ، التي يستند إليها الموقف السابق، بما يفيد الضبط الشرعي "لمضمون الفنون" وليس المنع المطلق لها ، وهو يستند في ذلك إلى نصوص أخرى التى تدل على الاباحه المقيدة. ففيما يتعلق بالغناء قالت عائشة (رضي الله عنها) ( دخل رسول الله (صلى الله علي وسلم) وعندي جاريتان تغنيان بغناء فأضجع على الفراش وحول وجهه فدخل ابو بكر فانتهرني وقال مزامير الشيطان عند رسول الله فاقبل عليه رسول (صلى الله علي وسلم)
وقال: دعهما فان اليوم عيد، قال فغمزتهما فخرجتا " (الصحيحتين ).وما هو معلوم من إنشاد النساء عند قدوم رسول الله (صلى الله علي وسلم) المدينة ( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع )( أخرجه البهيقي في دلائل النبوة من حديث عائشة متصلا). اتساقا مع هذه النصوص فان كثير من علماء أهل السنة رفضوا القول بالمنع المطلق للغناء، وقالوا بالاباحه المقيدة له" اى عدم تحريم الغناء بكافه أنواعه، بل تحريم أنواع معينه منه، تتناقض "من حيث المضمون" مع الضوابط الشرعية للتذوق والابداع الجمالى " .ومن هؤلاء العلماء أبو حامد الغزالي ، وأبو الطيب الطبري ، والشيخ أبو إسحاق ، وابن الصباغ ، وابن حزم الاندلسى الذي تتبع الأحاديث التي اعتمد عليها الذين ذهبوا إلى التحريم، وحمل عليها من جهة سندها ورواتها حيث يقول (إنه لم يصح في باب تحريم الغناء حديث)، ومثله في هذا المنهج أبو الفضل المقدسيّ. يقول الإمام العز بن عبد السلام (ان السماع ينقسم إلى ثلاثة أقسام:1-منها ما هو حرام محض... 2- ومنها ما هو مباح ...3-ومنها ما هو مندوب:...)(كتاب حل الرموز ومفاتيح الكنوز أو «بين الشريعة والحقيقة» للعز بن عبد السلام ص28، 29 ).، ويقول الشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي فى رسالته عن الموسيقى والغناء ان حكم سماع الأصوات والآلات المطربة عنده أنه إذا اقترن بشيء من المحرمات، أو اتخذ وسيلة للمحرمات، أو أوقع في المحرمات كان حراما، وأنه إذا سلم من كل ذلك كان مباحًا في حضوره وسماعه وتعلمه .ويقول الإمام الهروى (وحكم السماع شرعا: يتبع ما تعلق به. إن خيرًا فخيرًا وإن شرًا فشر. ..)(التمكين في شرح منازل السائرين ص50).وفيما يتعلق بالنحت قال تعالى(يعلمونه له ما يشاء من محاريب وتماثيل .. واعلموا إل داؤود شكرا )، فجعل عمل المحاريب والتماثيل نعمة من الله على سليمان وموجب للشكر. وفيما يتعلق بالرقص الشعبي ورد في حديث ابي ظاهر وهب عن عائشة قالت :والله لقد رأيت رسول الله (صلى الله علي وسلم) يقوم على باب حجرتي والحبشة للعيون بحرابهم في مسجد رسول الله (صلى الله علي وسلم) وهو يسترني بثوبه لكي انظر إلى لعبهم ثم يقوم من اجلي حتى أكون أنا الذي انصرف "(رواه مسلم ) .وفيما يتعلق بالرسم روى مسلمٌ من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تِمْثَالُ طَائِرٍ، وَكَانَ الدَّاخِلُ إِذَا دَخَلَ اسْتَقْبَلَهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَوِّلِي هَذَا، فَإِنِّي كُلَّمَا دَخَلْتُ فَرَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا)(أخرجه مسلم في اللباس والزينة: 2107) ، فهنا لم يأمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالتخلص من الرسم بل تحويله.
منع الفن الهابط محل إجماع بين العلماء: إذا كان العلماء قد اختلفوا في حكم الفنون الى مذهبين هما المنع والضبط ، فان منع الفن الهابط هو محل إجماع بينهم ، لان من قال منهم بالاباحه – مذهب الضبط - لم يقل بالاباحه المطلقة ، بل الاباحه المقيده بعدم التناقض مع الضوابط الشرعية ،وبالتالي فهي لا تشمل الفن الهابط ، وهنا نشير إلى بعض أقوال بعض العلماء القائلين بمذهب الضبط ، والتي تدل على تقريرهم منع الفن الهابط الذى "يحرك الصفات الذميمة ويثير الهوى ويوقظ الغزائر" بتعبيرهم، حيث يقول الإمام العز بن عبد السلام (ان السماع ينقسم إلى ثلاثة أقسام:1-منها ما هو حرام محض: وهو لأكثر الناس من الشباب ومن تغلبت عليهم شهواتهم ولذاتهم ، وملكهم حب الدنيا. وتكدرت بواطنهم وفسدت كل مقاصدهم فلا يحرك السماع منهم إلا ما هو الغالب عليهم وعلى قلوبهم من الصفات الذميمة ..)(كتاب حل الرموز ومفاتيح الكنوز أو «بين الشريعة والحقيقة» للعز بن عبد السلام ص28، 29.ويقول الامام الهروى (... وإن كان السماع مثيرًا للهوى موقظًا لغرائز النفس.
ويراد به غير المقصود منه فهو في مثل هذا المقام فتنة ويحرم)(التمكين في شرح منازل السائرين ص50)
أسباب ظاهره الفن الهابط:
أسباب فنيه" غياب الفن الراقي" : خلو الساحة الفنية من الفن الراقي ، فالنزوع للجمال والتذوق الجمالي أمر فطرى كما قررت النصوص كما فى قوله تعالى ( ...وتستخرجوا منه حلية تلبسونها )،وقال الرسول(صلى الله عليه
وسلم) وقوله (صلى الله عليه وسلم) ( إن الله جميل يحب الجمال )، و قوله(صلى الله عليه وسلم ) في حديث الاستسقاء (لهم انزل علينا في أرضنا زينتها ) ( رواه البخاري وأبو داؤود والنسائي ..)، لذا فان الموقف الحقيقي للإسلام من الفنون كمحاوله لإشباع التذوق الجمالي الفطري- هو الضبط وليس المنع- لذا فان غياب الفن الراقي يمهد الطريق أمام ظهور الفن الهابط استنادا إلى قاعدة "الطبيعة تكره الفراغ".
أسباب نفسيه : الإحباط ومحاوله الهروب من الواقع: ترى الدكتورة عزة كريم أستاذ العلوم الاجتماعية في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بصر أن الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي يشعر بها الشباب، والتي تؤدي إلى تعرضهم لمشاعر الإحباط والاكتئاب في أوقات كثيرة ، هي السبب في اندفاعهم نحو أعمال فنية هابطة، لمجرد تفريغ شحنة الاكتئاب أو الإحباط.
كما يرى باحثين آخرين أن من أسباب الإقبال على الفن الهابط محاوله الهروب من الواقع ومشاكله.
أسباب اقتصاديه"تطبيق النظام الراسمالى و ترك الإنتاج الفني للقطاع الخاص":تطبيق الدول العربية للنظام الاقتصادي الراسمالى تحت شعارات "الانفتاح الاقتصادي ، الخصخصة ، التحرير/ الإصلاح الاقتصادي.."، والذي يتناقض مع القيم الحضارية والدينيه للشخصبه العربية المسلمة،والذي يحول اى نشاط انسانى" بما فيه الفن" إلى سلعه ،ويتصل بتطبيق النظام الراسمالى ترك الإنتاج الفني للشركات الخاصة التي تستهدف الربح .
أسباب حضاريه : الغزو الثقافي والتغريب: الغزو الثقافي والتغريب الذي يحاول اقتلاع الشخصية العربية من جذورها العربية - الاسلاميه المشاريع، تقف وراء هذا الغزو الثقافي والتغريب العديد من القوى ومنها القوى التي تقف وراء مشروع الشرق الأوسط الجديد- الامبريالي – الصهيوني ، والذي يهدف إلى الارتداد بالنظام السياسي العربي من مرحله التجزئة على أساس شعوبي "
الدول الوطنية العربية "، بعد اتفاقيه "سيكس بيكو"، بين قوى الاستعمار القديم (بريطانيا وفرنسا) ، إلى مرحله التفتيت على أساس طائفي / قبلي – عشائري"الدويلات".
أسباب عالميه: النظام الاقتصادي العالمي" نظام التفاهة": يرى أستاذ الفلسفة والعلوم السياسية الكندي ألان دونو فى كتابه "نظام التفاهة"
(Mediocratie) أن التافهين قد سيطروا على عالمنا وباتوا يحكمونه، ويرجع ذلك إلى عاملين:العامل الأول: تغير مفهوم العمل(تنميط العمل تشييئه)، والعامل الثاني: حكم التكنوقراط واستبدال الاراده الشعبية بالمقبوليه الاجتماعية ، بناء على هذا التحليل فان من أسباب شيوع الفن الهابط على مستوى العالم ،ما أطلق عليه دونو"نظام التفاهة" ، والذي هو مرحله من مراحل تطور النظام الاقتصادي الراسمالى العالمي.
أسباب سياسيه"الاستبداد":ومن أسباب شيوع الفن الهابط أن النظم الاستبدادية تعمل على الهاء الشباب عن النشاط السياسي بكل السبل بما فيها تشجيع او على الأقل إفساح المجال أمام الفن الهابط.
آليات محاربه الفن الهابط:وقد اقترح الباحثين الكثير من آليات محاربه الفن الهابط ومنها: العمل على تحقيق توازن بين حرية الإبداع الفني ،والضوابط القيميه والاخلاقيه للإبداع الفني/ الاهتمام بماده التربية الفنية في المراحل التعليمية المختلفة/ التأكيد على دور الدولة والقطاع العام في تشجيع الفن السامي والراقي/ ألمقاطعه الشعبية للأعمال الفنية الهابطة. للمزيد انظر ( داليا أيسر / الفن الهابط ارمه مجتمع )
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.