الخرطوم - رويترز- قال تحالف المعارضة في السودان إن السلطات اعتقلت أربعة من قياداته يوم الأربعاء، بينهم السياسي المخضرم صديق يوسف، وذلك في إطار حملة لقمع الاحتجاجات. وشهدت الخرطوم سلسلة من الاحتجاجات المحدودة خلال الأسبوع الأخير، مع ارتفاع الأسعار وإجراءات تقشف حكومية تضمنت رفع أسعار الكهرباء والوقود، إضافة إلى فرض قيود على الاستيراد. ويوسف من أبرز السياسيين في البلاد، وأحد قيادات تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض للرئيس عمر حسن البشير. والبشير، الذي تولى السلطة في انقلاب عام 1989، متهم بأنه العقل المدبر لعمليات إبادة جماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب أثناء صراع دارفور. وهو مطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والتي أصدرت مذكرة اعتقال في حقه عام 2009. وهو ينفي ارتكاب أي مخالفات. واعتقلت السلطات أيضا محمد ضياء الدين، الناطق باسم تحالف قوى الإجماع الوطني، وكذلك منذر أبو المعالي وطارق عبد المجيد العضوين بالتحالف المعارض. اعتقال 4 من قيادات تحالف المعارضة صديق يوسف (يمين) ومحمد ضياء الدين، وأبوبكر يوسف في مؤتمر صحفي قال تحالف قوى الإجماع الوطني، إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني، اعتقل أربعة من قياداته بعد أن تم استدعائهم يومي الأثنين والثلاثاء لمباني الأمن السياسي بالخرطوم بحري. وأكد التحالف "في خطوة متوقعة من النظام قرر جهاز الأمن والمخابرات اعتقال أربعة من أعضاء الهيئة العامة لتحالف قوى الاجماع الوطني". وذكر التحالف: " أن المعتقلين هم صديق يوسف، محمد ضياء الدين، طارق عبد المجيد، ومنذر ابو المعالى". وشنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة بعد حراك ضد زيادة الاسعار التى قررت في نوفمبر الحالي، طالت 25 من قيادات حزب المؤتمر السوداني، بمن فيهم رئيس الحزب عمر الدقير ونائبه خالد عمر يوسف والرئيس السابق للحزب ابراهيم الشيخ، فضلا عن كوادر لحزب البعث وحركة "الإصلاح الآن". وأكد تحالف الاجماع: "تقديم الغالي والنفيس من أجل إسقاط النظام، والقصاص من زبانيته، وإرساء أسس دولة القانون والمدنية وصولا لتحقيق غايات شعبنا المعلم في الحرية والسلام والعدالة". وتابع: "لا ولن ترهبنا المعتقلات، ونعدكم باننا ماضون فى طريق الحرية والكرامة ودونه الموت شهداء". من جانبه قال حزب البعث السوداني إن جهاز الأمن إقتاد المعتقلين الاربعة إلى مكان غير معلوم بعد وصولهم إلي استقبال الأمن السياسي بالخرطوم بحري. وكشف في نشرته الحزبية أن المعتقلين الأربعة وصلوا إلى مباني الأمن السياسي عند الساعة 11 صباح الأربعاء كما في اليومين السابقين، حيث يظلون في المباني حتى منتصف الليل. وندد حزب المؤتمر السوداني باعتقال قادة الاجماع الوطني، مؤكدا أن النظام لجاء للبطش والقمع عبر الأجهزة الأمنية مع ازدياد وتيرة الثورة في الشارع السوداني عقب الزيادات الأخيرة في السلع الغذائية والخدمات الأساسية. وقال المتحدث باسم الحزب محمد حسن عربي: "إن هدير الثورة قادم لا محال والتغيير يقرع الابواب وسوف يواصل شعبنا الأبي المقاوم معركته المصيرية لاقتلاع النظام من جذوره"، مضيفاً أن انتهاكات حقوق الإنسان بالاعتقالات التعسفية، "لن تلين عزيمة شعبنا في الانحياز لخط المقاومة كل من موقعه حتى يتوج ذلك بنصر عظيم".