السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العصيان في وجه الوفاق الوطني 3/3 .. بقلم: م. تاج السر حسن عبد العاطى
نشر في سودانيل يوم 11 - 12 - 2016


بسم الله الرحمن الرحيم
نداء الحوار من أجل الوفاق الوطني على كيف تُحكم البلاد والذي دعى له السيد رئيس الجمهورية في 27 يناير 2014 و الذي لم يستثني أحدا و ليس له سقف إستجابت له معظم الاحزاب و الجماعات المسلحة و تمنعت فئة قليلة و عندما إكتمل الحوار و نُشرت مخرجاته وبدء العمل على إنفاذها قام نفر قليل من المقاطعين برفع راية العصيان في إنتهازية واضحة لإستغلال التأثير السالب للقرارت الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة لأسباب إقتصادية بحتة و لرفع الحرج عن حكومة الوفاق الوطني التى يرجى تشكيلها في يناير 2017 أن تبدء بعنت على المواطن الصابر.
المجموعات التي تقود العصيان في وجه الوفاق الكبير تتصدرها أحزاب منعدمة أيدولوجيا هي الحزب الشيوعى وقد نال 1.7% من الاصوات في إنتخابات 1986 و حزب البعث العربي الذي نال 0.7% من الاصوات هذه الاحزاب فقدت حواضنها و مبررات وجودها ولكن قوتها و تأثيرها نابع من أنها غدت بيادق في أيدي الامبريالية العالمية تقتات من نوافذ المنظمات الانسانية التي جلها واجهات للقوى الظلامية ( المخابرات الغربية).
لا يعجبني السجال الدائر بين أنصار الوفاق الوطني و دعاة العصيان لغلبة الاسفاف على الحجة و الصدقية من الاخير فرأيت أن تكون مشاركتي من الارشيف ....مقالات كتبتها في فترة الانتخابات (2010) التي كانت نتيجة وفاق نيفاشا لأني رأيت نفس الممارسات و نفس الشعارات تُرفع من جديد فإذا أفضى وفاق نيفاشا لفصل الجنوب و الجائحة التي أهلكت النفس و النفيس من المهمشين و المساكين فأخشى أن يتكرر السيناريو في الشمال لأن القوى الخفية التي دمرت الجنوب تسعى لتكرار المشهد في الشمال و بنفس الايدي المضرجة بدماء البسطاء من أهل الجنوب فرأيت التذكير بالماضي أوقع للحكم على المشهد الراهن وتذكيرا بالمواقف القديمة لهؤلاء الانتهازين فكانت المقالات الثلاث التالية .
المقال الثالث : اتفاقية السلام الشامل و التحول الديمقراطي المنشود إنتخابات أبريل 2010 – حقائق و مواقف للتاريخ
ما يعرف بالاستحقاق الديمقراطي أو الانتخابات كان هو عقدة الحلقة في مصفوفة الاستحقاقات التي تأسست عليها اتفاقية نيفاشا و التي عرفت باسم اتفاقية السلام الشامل CPA التي تم توقيعها بين حكومة جمهورية السودان و الحركة الشعبية لتحرير السودان/ الجيش الشعبي لتحرير السودان في التاسع من يناير 2005 و أهمية هذه الانتخابات إنها تفرز الحكومة التي تشرف على استفتاء الإخوة في جنوب السودان لتقرير مصيرهم وحدة مع الشمال أو انفصال و تكوين دولة جديدة.
أيدت كل الأحزاب السودانية هذه الاتفاقية و عادت من ملاجئها و محاضنها وشاركت في الحكومة و هيئاتها التشريعية و التنفيذية حتى ان كهولاً مثل سليمان حامد و التيجانى الطيب وجدوا لهم مقاعد فى مستويات الجهاز التنفيذي و التشريعي لم تتح لهم فى سابق أيامهم وهي طويلة. ارتضت الأحزاب ان تعد نفسها لهذه الانتخابات منذ ذلكم التاريخ حتى تشارك فى الحكومة التي ينتخبها الشعب و التي تشرف على الاستفتاء و جهاز الدولة و حتى يتسنى لها المشاركة فى هذه الحكومة المفصلية بوزنها الذي تحدده صناديق الاقتراع .
المفوضية القومية للانتخابات
أقرت هذه الأحزاب مجتمعة ومن غير صوت نشاز واحد على الآلية التى تعد و تشرف على الانتخابات و التي عرفت باسم المفوضية القومية للانتخابات. تم اختيار المفوضين من أبناء هذا الوطن المشهود لهم بالكفاءة و الأمانة و الحيادية و كان أهم معايير الاختيار أن يكون المفوض مستقلاً ومؤهلاً ومحايداً وغير منتم لأي حزب من الأحزاب. أيدت و باركت كل الأحزاب أعضاء المفوضية و نطاق عملها و قوانينها و المعايير التي تلتزمها وهى قواعد مكتوبة تضاهى أعلى المعايير العالمية المعمول بها فى هذا المجال و لا يوجد نظير لها في أفريقيا و العالم العربي بل الغربي وكل المعلومات الخاصة بها مبذولة للجميع فى شفافية تامة و معروضة على الشبكة العنكبوتية فى موقع المفوضية المميز www.nec.org.sd وقد تشكلت المفوضية من:
1 مولانا ابيل الير – رئيس المفوضية 6 د.محمد طه ابوسمرة
2 بروفسور عبد الله أحمد عبد الله نائبا الرئيس 7 فلستر بايا
3 فريق شرطة عبد الله بله الحاردلو 8 د.جلال محمد احمد – الأمين العام
4 فريق شرطة الهادي محمد أحمد 9 اكولدا مانتير
5 بروفسور محاسن حاج الصافي 10 بروفسور مختار الاصم
تدعمها لجنة من الخبراء من 18 رجل و امرأة من كبار رجالات الخدمة المدنية و آلاف من الكوادر المساعدة و العاملين فى لجان الولايات و التسجيل و التصويت و الفرز و يسهر على حراسة و مراقبة أعمال المفوضية الآلاف من رجال البوليس و مناديب الأحزاب و المنظمات الطوعية المحلية و العالمية يعملون جميعاً وفق ضوابط محددة. هذا العمل الكبير المكلف تحمله الشعب السوداني عن رضا و قناعة.
وضعت المفوضية برنامجاً زمنياً للعملية الانتخابية مدته 162 يوماً يبدأ بالتسجيل فى 1/11/2009 ويتسمر حتى بداية التصويت في 11/4/2010 على أن تعلن المفوضية نتائج الانتخابات في مدة لا تزيد عن 30 يوماً بعد انتهاء التصويت
عودة الأحزاب وعودة الممارسات السالبة
بدأت الأحزاب حال عودتها للسودان بعد غياب ناهز الستة عشر عاماً ترتيب أوضاعها و بناء أجهزتها القيادية لتتجمل للشعب السوداني الذي سوف يختار. جاءت الأحزاب بعقليتها القديمة ولكن انهيار الشيوعية و تخبط النظام الغربي -الذي ظل حاضناً لهذه الأحزاب- في العراق و أفغانستان و حربه المزعومة ضد الإرهاب كل هذه الأسباب أفقدت هذه الأحزاب البعد الداخلي التي يمكن أن تتوكأ عليه كما إن الإنقاذ خطت بنية جديدة خلال هذه الفترة تجسدت فى تجيش الشعب و بعث روح البذل و الشهادة و انتظام المشاريع التنموية الضخمة من بترول و طرق و اتصالات و مياه و ما لا يحصيه عاد و لكن قاصمة الظهر كانت نشر الوعي و التعليم و زيادته بحوالي 50 ضعفاً مما كان عليه في يونيو 1989.
جالت هذه الأحزاب في ربوع البلاد و لما عادت لتقييم حصيلتها تأكد لها أن الأرض قد تبدلت و أن الناس قد تغيرت ولكن حقول الألغام التي كانت تسير فيها حكومة الإنقاذ و إستراتيجية حرائق الأطراف المعلنة من قبل صناع القرار فى العالم الغربي و كثرة المتربصين بها أغرتهم بالاستمرار فى مواقفهم السالبة فبدل أن يجددوا مناهجهم و يستوعبوا الشباب المتعلم الذي و فرته لهم الإنقاذ ظلوا ينتظرون انهيار نظام الإنقاذ بمعول غيرهم.
طيلة هذه السنوات الخمس التى سبقت الانتخابات لم يقدموا عملاً واحداً يمكن أن يذكره لهم الشعب.لم يسعوا لجبر كسر أو رتق فتق أو المشاركة فى إطفاء حريق أو المساهمة فى دفع عجلة التنمية بل ظلت معاول هدمهم تضرب فى كل اتجاه مروجة للفتنة زاعمة باستشراء الفساد و الشعب السوداني يسمع و لا يرى إلا البناء و التنمية.
عندما لاحت بوادر الانتخابات رأوا ان يكونوا كتلة واحدة ضد المؤتمر الوطني فصنع لهم الحزب الشيوعي كعادته سفينة النجاة ( مؤتمر القوى السياسية بجوبا 26 -31 سبتمبر 2009) فركب معه فيها إضافة للحركة الشعبية حزب الأمة جناح الصادق/ مبارك و الحزب الشيوعي و المؤتمر الشعبي و أوكل الحزب الشيوعي دفتها للحركة الشعبية و انتظر السيد محمد عثمان على الشاطئ يلوح بيد لتحالف جوبا و أخرى للمؤتمر الوطني.
تمخضت عن اجتماعات هذا التجمع ما عرف بإعلان جوبا للحوار و الإجماع الوطني كان فى مجمله تعضيداً لمواقف الحركة الشعبية فى سعيها للانفصال عبر الاستفتاء و نقطة ارتكاز للحزب الشيوعي للاستفادة من حيثيات هذا الاعلان في مستقبل الأيام في عمليات المناورات الحزبية و الانتهازية التي برع فيهما.
الحملة الانتخابية و المناورات الحزبية
بدأت الانتخابات فعلياً بالتسجيل الذي بدأ في 1/11/2009 و شاركت فيه كل الأحزاب و ظهر قادتها و هم يسجلون أسمائهم و يدعوا كوادرهم للتسجيل.تم تسجيل حوالي 16 مليون سوداني و سودانية فى ما يزيد على ال50 الف مركز تسجيل وهى نسبة فاقت 80% من الذين يحق لهم التسجيل حسب تقديرات الإحصاء السكاني الأخير. استمرت العملية الانتخابية من تسجيل و طعون و ترشيح و طعون حسب الجدول الزمني الذي وضعته المفوضية.
ترشح الآلاف في كل المستويات بدءً من رئاسة الجمهورية إلى المجالس الولائية. تلتها الحملة الانتخابية حيث خرج زعماء الأحزاب كافة و طافوا أصقاع السودان و قابلوا جماهيرهم فى حملات انتخابية صاخبة. ولكن عندما رجعت هذه الأحزاب إلى الخرطوم لتقييم حساباتها حسب ما رأته رأى العين أسقط فى يدها و تبين لها أنها كانت كأصحاب الكهف تطلب طعاماً بعملة قديمة فكانت الفضيحة الكبرى حيث انه و فى اليوم 150 من الحملة الانتخابية التي عمرها 162 يومًا كما حددته كتابةً و نشرته المفوضية, طالبت أحزاب تجمع جوبا بتأجيل الانتخابات حتى نوفمبر ساقت لذلك أسباباً تكشف عن الجهل الكبير بالمعايير التي تضبط العملية الانتخابية التي ارتضوها و أصبحوا جزءً منها.
هددوا بالانسحاب اذا لم تلبى شروطهم و فعلاً انسحب قطاع الشمال في الحركة الشعبية من رئاسة الجمهورية و انسحب الحزب الشيوعي من جميع المستويات و تلجلج الصادق المهدي و مبارك المهدي ولكن أخيراً قرروا الانسحاب فرادى من الاستحقاق الديمقراطي خوفاً من الهزيمة الماحقة وبقى المؤتمر الشعبي و الاتحادي الأصل. هم جميعاً يعرفون ان فترة الانسحاب قد ولت وقرارهم إنما هو دعوة لقواعدهم لمقاطعة الانتخابات ظناً منهم أن مقاطعتهم سوف تفقد الانتخابات زخمها فلا يخرج الناس للتصويت فيجير الأمر لمصلحتهم فيزيد بذلك كسبهم المتواضع.
الشعب السوداني اختار
انتهت فترة التصويت يوم الخميس 15 أبريل 2010 وتبين أن نسبة التصويت فاقت 70% من المسجلين و هى حسب المعايير العالمية نسبة عالية جداً رغم دعوات المقاطعة. بدأ فرز الأصوات يوم الجمعة 16 أبريل وبدأ ظهور النتائج فكانت اللطمة الكبرى للهاربين من قرار الشعب حيث كشفت نسبة التصويت العالية أن لا وزن لتحالف جوبا حيث لم يقاطع الانتخابات أحد كما ان الشعب قرر و بصورة أدهشت كل المراقبين الوقوف إلى جانب المؤتمر الوطني لأنه صدقهم منذ صيف العبور الى صيف القرار العريان الذي شهده الوف من المراقبين وفدوا من خارج السودان و داخلة و كان قراراً شهد علية رجال المفوضية الكرام و أمن عليه المراقبون الأجانب و الوطنين و وكلاء الأحزاب.
هذا القرار كان فضيحة كبرى لتحالف أحزاب جوبا و غيرهم ممن ظنوا أن هذا الشعب جاهل و امى يمكن أن تنطلي عليه المناورات و الألاعيب القديمة فظلوا يرددون ان هنالك تزوير طعناً فى أهلية المفوضية و ان هنالك شراء لذمم الناخبين أهانة أخرى لشعب كريم.... يخربون بيوتهم بأيديهم.
اليوم يوم المرحمة
كانت هذه الدعوة جزء من خطبة الشيخ د. عبدا لحى فى مسجده المحضور بجبرة يوم الجمعة 16 أبريل 2010 حيث ذكر بأن فرحة النصر الكبرى تذهب بالوقار و تكون مدخلاً للشيطان وذكر بهديه عليه السلام يوم الفتح الأكبر وقد كتب الأستاذ الدكتور جابر قميحة في موقع الإخوان المسلمون على الشبكة العنكبوتية مقالاً في ذات المعنى تحت عنوان من مظاهر إنسانية الرسول فى فتح مكة انقل منه التالي تبياناً لهديه صلى الله عليه وسلم في ساعة النصر و ذلك حتى تتأسى به أحزاب الاجماع الوطني و هي تذكرة لا أحسبهم غافلون عنها.
"لقد كان ضمن الجيش الزاحف الى مكة ما يُسمَّى ب"الكتيبة الخضراء" أو "كتيبة الحديد"، الزَّهْو، فصاح: "اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحَل الحرمة، اليوم أذلَّ الله قريشًا"، فغضب النبي- صلى الله عليه وسلم- وأعطى الراية ل"علي بن أبي طالب"، وقال: "لا يا سعد، بل اليوم يوم المرحمة، اليوم تُقدَّس الحرمة، اليوم أعز الله قريشًا".
ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة في تواضع عجيب؛ حيث كان يركب ناقته القصواء وقد أحنى رأسه على رَحله تواضعًا، حتى كادت تمس لحيته الرحلَ من شدة التواضع، وهو يقول: "لا عيش إلا عيش الآخرة". .. انتهى سرد د. قميحة.
أرجو ان يقصر الإخوة الاحتفال بهذا النصر الكبير بالدعوة لصلاة الشكر بالمساجد حال إعلان المفوضية للنتيجة الرسمية و ان تنتهي بهذا التفويض الكبير سياسة الترضيات والصرف غير الضروري لمال المسلمين كما يجب الاجتهاد في استكمال بناء هذا الوطن ورد الجميل لهذا الشعب الذي قرر بإجماع أدهش الأعداء و المتربصين حتى صار بعضهم يهذى.
كما يجب العمل لمرحلة الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان و فق خطة مدروسة حتى يقرر شعب الجنوب مصيره من غير تزلف كما فعل المرحوم الصاغ صلاح سالم ومن غير دعاوى ممجوجة كما فعلت الأحزاب الطائفية غداة الاستقلال كما بين ذلك المرحوم الأستاذ محمد عمر بشير في كتابه خلفية النزاع فى جنوب السودان.
مستقبل أحزاب تحالف جوبا
على هذه الأحزاب أن لا تستمر بالكذب على نفسها برفع راية ان الانتخابات مزورة لأن الشعب السودان شعب متعلم و مطلع كما إن الآلية التي قامت بها و الشهود من و وكلاء الأحزاب و المراقبين المحليين و الدوليين أكدوا خلاف ذلك كما إن هذه الدعاوى غير المؤسسة توقع مدعيها تحت طائلة القانون و أحسب أن المفوضية لن تسكت على هذه الاتهامات الجزافية لأن قانون الانتخابات كفل لكل صاحب دعوى أن يتقدم ببينته للقضاء ليحكم له أو عليه.
السيد الإمام الصادق المهدي أرجو أن يختم جهاده المدني بحل حزب الأمة و تكوين جسم يعتني بالدعوة و بمناطق الأنصار يكون همة السعي مع الحكومة في تنميتها ورد الجميل لقوم ما بخلوا قط على هذا البيت عملوا سخرةً في مزارعة و بيوتاته و قاتلوا متى ما جاءتهم الإشارة ليس لأنهم أنصار الإمام بل لأنهم أنصار الله ..الدعاء الذي يرفعون بها أصواتهم عقب صلاة الفجر كل يوم و هم يقرئون الراتب " ........ نحن أنصار الله ".
السيد محمد عثمان الميرغني أيضا عليه وضع عصا الترحال و أن يبدأ من حيث انتهى السيد محمد عثمان الختم صاحب تاج التفاسير و المولد العثماني الذي خرج من مكة داعية إلى الله في القرن السابع عشر و تزوج فى بارا و ظل ينشر العلم و المعرفة بأساليب ذلك الزمان. أبواب العمل الى الله كثيرة و الصادقين و النابهين من أبناء الطريقة كثر يمكنهم الاستمرار فى نهج الختم بأساليب هذا الزمان عليه أن ينظر فيمن حوله أكثرهم ممن تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى و أن يبعدهم من غير تردد أو تهاون لان قرار الشعب قد بان.
الحزب الشيوعي السوداني هو أخطر مكونات تجمع جوبا مع قلة أعضاءه فالحزب صناعة يهودية صهيونية أنشأه و رعاه الضباط اليهود فى الجيش البريطاني و على رأسهم هنري كوريل الشخصية الغامضة الذي كان راعياً للأحزاب الشيوعية فى مصر و السودان و الشام و مات مقتولاً فى باريس كما ذكر ذلك تفصيلاً عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المرحوم الأستاذ أحمد سليمان فى كتابه الوثيقة " خطاً كتبت علينا مشيناهاً.
الحزب الشيوعي يضم كثير من الكوادر السودانية المحترمة و التي يمكن أن تمثل إضافة كبيرة في مجالات شتى ولكن القوى الخفية التي تحرك هذا الحزب و هي التي صنعته بدءً هي التي تربك المسرح السياسي منذ الاستقلال و تضفى على هذا الحزب قدرات أكبر من حجمه الحقيقي لتحقق أهدافها عبره. هذا ما يفسر العافية التي يتمتع بها هذا الحزب رغم انهيار النظرية الماركسية و انفضاض منظمة الدول الشيوعية و الأنظمة العربية الثورية و أهل السودان من حوله.
أسأل الله الهداية لجميع من يشهد أن لا اله إلا الله و أن محمداً رسول الله وذلك حتى يشمل هذا الدعاء مجموعة مقدرة فى الحزب الشيوعي أحسب أن لهم خلق و دين.
و الله نسأله التوفيق.
م. تاج السر حسن عبد العاطى
ودمدني 23 أبريل 2010
'عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.