شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالصورة والفيديو.. ناشط مصري معروف يقتحم حفل "زنق" للفنانة ريان الساتة بالقاهرة ويقدم فواصل من الرقص معها والمطربة تغي له وتردد أسمه خلال الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. ناشط مصري معروف يقتحم حفل "زنق" للفنانة ريان الساتة بالقاهرة ويقدم فواصل من الرقص معها والمطربة تغي له وتردد أسمه خلال الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    خريجي الطبلية من الأوائل    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العصيان في وجه الوفاق الوطني 3/3 .. بقلم: م. تاج السر حسن عبد العاطى
نشر في سودانيل يوم 11 - 12 - 2016


بسم الله الرحمن الرحيم
نداء الحوار من أجل الوفاق الوطني على كيف تُحكم البلاد والذي دعى له السيد رئيس الجمهورية في 27 يناير 2014 و الذي لم يستثني أحدا و ليس له سقف إستجابت له معظم الاحزاب و الجماعات المسلحة و تمنعت فئة قليلة و عندما إكتمل الحوار و نُشرت مخرجاته وبدء العمل على إنفاذها قام نفر قليل من المقاطعين برفع راية العصيان في إنتهازية واضحة لإستغلال التأثير السالب للقرارت الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة لأسباب إقتصادية بحتة و لرفع الحرج عن حكومة الوفاق الوطني التى يرجى تشكيلها في يناير 2017 أن تبدء بعنت على المواطن الصابر.
المجموعات التي تقود العصيان في وجه الوفاق الكبير تتصدرها أحزاب منعدمة أيدولوجيا هي الحزب الشيوعى وقد نال 1.7% من الاصوات في إنتخابات 1986 و حزب البعث العربي الذي نال 0.7% من الاصوات هذه الاحزاب فقدت حواضنها و مبررات وجودها ولكن قوتها و تأثيرها نابع من أنها غدت بيادق في أيدي الامبريالية العالمية تقتات من نوافذ المنظمات الانسانية التي جلها واجهات للقوى الظلامية ( المخابرات الغربية).
لا يعجبني السجال الدائر بين أنصار الوفاق الوطني و دعاة العصيان لغلبة الاسفاف على الحجة و الصدقية من الاخير فرأيت أن تكون مشاركتي من الارشيف ....مقالات كتبتها في فترة الانتخابات (2010) التي كانت نتيجة وفاق نيفاشا لأني رأيت نفس الممارسات و نفس الشعارات تُرفع من جديد فإذا أفضى وفاق نيفاشا لفصل الجنوب و الجائحة التي أهلكت النفس و النفيس من المهمشين و المساكين فأخشى أن يتكرر السيناريو في الشمال لأن القوى الخفية التي دمرت الجنوب تسعى لتكرار المشهد في الشمال و بنفس الايدي المضرجة بدماء البسطاء من أهل الجنوب فرأيت التذكير بالماضي أوقع للحكم على المشهد الراهن وتذكيرا بالمواقف القديمة لهؤلاء الانتهازين فكانت المقالات الثلاث التالية .
المقال الثالث : اتفاقية السلام الشامل و التحول الديمقراطي المنشود إنتخابات أبريل 2010 – حقائق و مواقف للتاريخ
ما يعرف بالاستحقاق الديمقراطي أو الانتخابات كان هو عقدة الحلقة في مصفوفة الاستحقاقات التي تأسست عليها اتفاقية نيفاشا و التي عرفت باسم اتفاقية السلام الشامل CPA التي تم توقيعها بين حكومة جمهورية السودان و الحركة الشعبية لتحرير السودان/ الجيش الشعبي لتحرير السودان في التاسع من يناير 2005 و أهمية هذه الانتخابات إنها تفرز الحكومة التي تشرف على استفتاء الإخوة في جنوب السودان لتقرير مصيرهم وحدة مع الشمال أو انفصال و تكوين دولة جديدة.
أيدت كل الأحزاب السودانية هذه الاتفاقية و عادت من ملاجئها و محاضنها وشاركت في الحكومة و هيئاتها التشريعية و التنفيذية حتى ان كهولاً مثل سليمان حامد و التيجانى الطيب وجدوا لهم مقاعد فى مستويات الجهاز التنفيذي و التشريعي لم تتح لهم فى سابق أيامهم وهي طويلة. ارتضت الأحزاب ان تعد نفسها لهذه الانتخابات منذ ذلكم التاريخ حتى تشارك فى الحكومة التي ينتخبها الشعب و التي تشرف على الاستفتاء و جهاز الدولة و حتى يتسنى لها المشاركة فى هذه الحكومة المفصلية بوزنها الذي تحدده صناديق الاقتراع .
المفوضية القومية للانتخابات
أقرت هذه الأحزاب مجتمعة ومن غير صوت نشاز واحد على الآلية التى تعد و تشرف على الانتخابات و التي عرفت باسم المفوضية القومية للانتخابات. تم اختيار المفوضين من أبناء هذا الوطن المشهود لهم بالكفاءة و الأمانة و الحيادية و كان أهم معايير الاختيار أن يكون المفوض مستقلاً ومؤهلاً ومحايداً وغير منتم لأي حزب من الأحزاب. أيدت و باركت كل الأحزاب أعضاء المفوضية و نطاق عملها و قوانينها و المعايير التي تلتزمها وهى قواعد مكتوبة تضاهى أعلى المعايير العالمية المعمول بها فى هذا المجال و لا يوجد نظير لها في أفريقيا و العالم العربي بل الغربي وكل المعلومات الخاصة بها مبذولة للجميع فى شفافية تامة و معروضة على الشبكة العنكبوتية فى موقع المفوضية المميز www.nec.org.sd وقد تشكلت المفوضية من:
1 مولانا ابيل الير – رئيس المفوضية 6 د.محمد طه ابوسمرة
2 بروفسور عبد الله أحمد عبد الله نائبا الرئيس 7 فلستر بايا
3 فريق شرطة عبد الله بله الحاردلو 8 د.جلال محمد احمد – الأمين العام
4 فريق شرطة الهادي محمد أحمد 9 اكولدا مانتير
5 بروفسور محاسن حاج الصافي 10 بروفسور مختار الاصم
تدعمها لجنة من الخبراء من 18 رجل و امرأة من كبار رجالات الخدمة المدنية و آلاف من الكوادر المساعدة و العاملين فى لجان الولايات و التسجيل و التصويت و الفرز و يسهر على حراسة و مراقبة أعمال المفوضية الآلاف من رجال البوليس و مناديب الأحزاب و المنظمات الطوعية المحلية و العالمية يعملون جميعاً وفق ضوابط محددة. هذا العمل الكبير المكلف تحمله الشعب السوداني عن رضا و قناعة.
وضعت المفوضية برنامجاً زمنياً للعملية الانتخابية مدته 162 يوماً يبدأ بالتسجيل فى 1/11/2009 ويتسمر حتى بداية التصويت في 11/4/2010 على أن تعلن المفوضية نتائج الانتخابات في مدة لا تزيد عن 30 يوماً بعد انتهاء التصويت
عودة الأحزاب وعودة الممارسات السالبة
بدأت الأحزاب حال عودتها للسودان بعد غياب ناهز الستة عشر عاماً ترتيب أوضاعها و بناء أجهزتها القيادية لتتجمل للشعب السوداني الذي سوف يختار. جاءت الأحزاب بعقليتها القديمة ولكن انهيار الشيوعية و تخبط النظام الغربي -الذي ظل حاضناً لهذه الأحزاب- في العراق و أفغانستان و حربه المزعومة ضد الإرهاب كل هذه الأسباب أفقدت هذه الأحزاب البعد الداخلي التي يمكن أن تتوكأ عليه كما إن الإنقاذ خطت بنية جديدة خلال هذه الفترة تجسدت فى تجيش الشعب و بعث روح البذل و الشهادة و انتظام المشاريع التنموية الضخمة من بترول و طرق و اتصالات و مياه و ما لا يحصيه عاد و لكن قاصمة الظهر كانت نشر الوعي و التعليم و زيادته بحوالي 50 ضعفاً مما كان عليه في يونيو 1989.
جالت هذه الأحزاب في ربوع البلاد و لما عادت لتقييم حصيلتها تأكد لها أن الأرض قد تبدلت و أن الناس قد تغيرت ولكن حقول الألغام التي كانت تسير فيها حكومة الإنقاذ و إستراتيجية حرائق الأطراف المعلنة من قبل صناع القرار فى العالم الغربي و كثرة المتربصين بها أغرتهم بالاستمرار فى مواقفهم السالبة فبدل أن يجددوا مناهجهم و يستوعبوا الشباب المتعلم الذي و فرته لهم الإنقاذ ظلوا ينتظرون انهيار نظام الإنقاذ بمعول غيرهم.
طيلة هذه السنوات الخمس التى سبقت الانتخابات لم يقدموا عملاً واحداً يمكن أن يذكره لهم الشعب.لم يسعوا لجبر كسر أو رتق فتق أو المشاركة فى إطفاء حريق أو المساهمة فى دفع عجلة التنمية بل ظلت معاول هدمهم تضرب فى كل اتجاه مروجة للفتنة زاعمة باستشراء الفساد و الشعب السوداني يسمع و لا يرى إلا البناء و التنمية.
عندما لاحت بوادر الانتخابات رأوا ان يكونوا كتلة واحدة ضد المؤتمر الوطني فصنع لهم الحزب الشيوعي كعادته سفينة النجاة ( مؤتمر القوى السياسية بجوبا 26 -31 سبتمبر 2009) فركب معه فيها إضافة للحركة الشعبية حزب الأمة جناح الصادق/ مبارك و الحزب الشيوعي و المؤتمر الشعبي و أوكل الحزب الشيوعي دفتها للحركة الشعبية و انتظر السيد محمد عثمان على الشاطئ يلوح بيد لتحالف جوبا و أخرى للمؤتمر الوطني.
تمخضت عن اجتماعات هذا التجمع ما عرف بإعلان جوبا للحوار و الإجماع الوطني كان فى مجمله تعضيداً لمواقف الحركة الشعبية فى سعيها للانفصال عبر الاستفتاء و نقطة ارتكاز للحزب الشيوعي للاستفادة من حيثيات هذا الاعلان في مستقبل الأيام في عمليات المناورات الحزبية و الانتهازية التي برع فيهما.
الحملة الانتخابية و المناورات الحزبية
بدأت الانتخابات فعلياً بالتسجيل الذي بدأ في 1/11/2009 و شاركت فيه كل الأحزاب و ظهر قادتها و هم يسجلون أسمائهم و يدعوا كوادرهم للتسجيل.تم تسجيل حوالي 16 مليون سوداني و سودانية فى ما يزيد على ال50 الف مركز تسجيل وهى نسبة فاقت 80% من الذين يحق لهم التسجيل حسب تقديرات الإحصاء السكاني الأخير. استمرت العملية الانتخابية من تسجيل و طعون و ترشيح و طعون حسب الجدول الزمني الذي وضعته المفوضية.
ترشح الآلاف في كل المستويات بدءً من رئاسة الجمهورية إلى المجالس الولائية. تلتها الحملة الانتخابية حيث خرج زعماء الأحزاب كافة و طافوا أصقاع السودان و قابلوا جماهيرهم فى حملات انتخابية صاخبة. ولكن عندما رجعت هذه الأحزاب إلى الخرطوم لتقييم حساباتها حسب ما رأته رأى العين أسقط فى يدها و تبين لها أنها كانت كأصحاب الكهف تطلب طعاماً بعملة قديمة فكانت الفضيحة الكبرى حيث انه و فى اليوم 150 من الحملة الانتخابية التي عمرها 162 يومًا كما حددته كتابةً و نشرته المفوضية, طالبت أحزاب تجمع جوبا بتأجيل الانتخابات حتى نوفمبر ساقت لذلك أسباباً تكشف عن الجهل الكبير بالمعايير التي تضبط العملية الانتخابية التي ارتضوها و أصبحوا جزءً منها.
هددوا بالانسحاب اذا لم تلبى شروطهم و فعلاً انسحب قطاع الشمال في الحركة الشعبية من رئاسة الجمهورية و انسحب الحزب الشيوعي من جميع المستويات و تلجلج الصادق المهدي و مبارك المهدي ولكن أخيراً قرروا الانسحاب فرادى من الاستحقاق الديمقراطي خوفاً من الهزيمة الماحقة وبقى المؤتمر الشعبي و الاتحادي الأصل. هم جميعاً يعرفون ان فترة الانسحاب قد ولت وقرارهم إنما هو دعوة لقواعدهم لمقاطعة الانتخابات ظناً منهم أن مقاطعتهم سوف تفقد الانتخابات زخمها فلا يخرج الناس للتصويت فيجير الأمر لمصلحتهم فيزيد بذلك كسبهم المتواضع.
الشعب السوداني اختار
انتهت فترة التصويت يوم الخميس 15 أبريل 2010 وتبين أن نسبة التصويت فاقت 70% من المسجلين و هى حسب المعايير العالمية نسبة عالية جداً رغم دعوات المقاطعة. بدأ فرز الأصوات يوم الجمعة 16 أبريل وبدأ ظهور النتائج فكانت اللطمة الكبرى للهاربين من قرار الشعب حيث كشفت نسبة التصويت العالية أن لا وزن لتحالف جوبا حيث لم يقاطع الانتخابات أحد كما ان الشعب قرر و بصورة أدهشت كل المراقبين الوقوف إلى جانب المؤتمر الوطني لأنه صدقهم منذ صيف العبور الى صيف القرار العريان الذي شهده الوف من المراقبين وفدوا من خارج السودان و داخلة و كان قراراً شهد علية رجال المفوضية الكرام و أمن عليه المراقبون الأجانب و الوطنين و وكلاء الأحزاب.
هذا القرار كان فضيحة كبرى لتحالف أحزاب جوبا و غيرهم ممن ظنوا أن هذا الشعب جاهل و امى يمكن أن تنطلي عليه المناورات و الألاعيب القديمة فظلوا يرددون ان هنالك تزوير طعناً فى أهلية المفوضية و ان هنالك شراء لذمم الناخبين أهانة أخرى لشعب كريم.... يخربون بيوتهم بأيديهم.
اليوم يوم المرحمة
كانت هذه الدعوة جزء من خطبة الشيخ د. عبدا لحى فى مسجده المحضور بجبرة يوم الجمعة 16 أبريل 2010 حيث ذكر بأن فرحة النصر الكبرى تذهب بالوقار و تكون مدخلاً للشيطان وذكر بهديه عليه السلام يوم الفتح الأكبر وقد كتب الأستاذ الدكتور جابر قميحة في موقع الإخوان المسلمون على الشبكة العنكبوتية مقالاً في ذات المعنى تحت عنوان من مظاهر إنسانية الرسول فى فتح مكة انقل منه التالي تبياناً لهديه صلى الله عليه وسلم في ساعة النصر و ذلك حتى تتأسى به أحزاب الاجماع الوطني و هي تذكرة لا أحسبهم غافلون عنها.
"لقد كان ضمن الجيش الزاحف الى مكة ما يُسمَّى ب"الكتيبة الخضراء" أو "كتيبة الحديد"، الزَّهْو، فصاح: "اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحَل الحرمة، اليوم أذلَّ الله قريشًا"، فغضب النبي- صلى الله عليه وسلم- وأعطى الراية ل"علي بن أبي طالب"، وقال: "لا يا سعد، بل اليوم يوم المرحمة، اليوم تُقدَّس الحرمة، اليوم أعز الله قريشًا".
ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة في تواضع عجيب؛ حيث كان يركب ناقته القصواء وقد أحنى رأسه على رَحله تواضعًا، حتى كادت تمس لحيته الرحلَ من شدة التواضع، وهو يقول: "لا عيش إلا عيش الآخرة". .. انتهى سرد د. قميحة.
أرجو ان يقصر الإخوة الاحتفال بهذا النصر الكبير بالدعوة لصلاة الشكر بالمساجد حال إعلان المفوضية للنتيجة الرسمية و ان تنتهي بهذا التفويض الكبير سياسة الترضيات والصرف غير الضروري لمال المسلمين كما يجب الاجتهاد في استكمال بناء هذا الوطن ورد الجميل لهذا الشعب الذي قرر بإجماع أدهش الأعداء و المتربصين حتى صار بعضهم يهذى.
كما يجب العمل لمرحلة الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان و فق خطة مدروسة حتى يقرر شعب الجنوب مصيره من غير تزلف كما فعل المرحوم الصاغ صلاح سالم ومن غير دعاوى ممجوجة كما فعلت الأحزاب الطائفية غداة الاستقلال كما بين ذلك المرحوم الأستاذ محمد عمر بشير في كتابه خلفية النزاع فى جنوب السودان.
مستقبل أحزاب تحالف جوبا
على هذه الأحزاب أن لا تستمر بالكذب على نفسها برفع راية ان الانتخابات مزورة لأن الشعب السودان شعب متعلم و مطلع كما إن الآلية التي قامت بها و الشهود من و وكلاء الأحزاب و المراقبين المحليين و الدوليين أكدوا خلاف ذلك كما إن هذه الدعاوى غير المؤسسة توقع مدعيها تحت طائلة القانون و أحسب أن المفوضية لن تسكت على هذه الاتهامات الجزافية لأن قانون الانتخابات كفل لكل صاحب دعوى أن يتقدم ببينته للقضاء ليحكم له أو عليه.
السيد الإمام الصادق المهدي أرجو أن يختم جهاده المدني بحل حزب الأمة و تكوين جسم يعتني بالدعوة و بمناطق الأنصار يكون همة السعي مع الحكومة في تنميتها ورد الجميل لقوم ما بخلوا قط على هذا البيت عملوا سخرةً في مزارعة و بيوتاته و قاتلوا متى ما جاءتهم الإشارة ليس لأنهم أنصار الإمام بل لأنهم أنصار الله ..الدعاء الذي يرفعون بها أصواتهم عقب صلاة الفجر كل يوم و هم يقرئون الراتب " ........ نحن أنصار الله ".
السيد محمد عثمان الميرغني أيضا عليه وضع عصا الترحال و أن يبدأ من حيث انتهى السيد محمد عثمان الختم صاحب تاج التفاسير و المولد العثماني الذي خرج من مكة داعية إلى الله في القرن السابع عشر و تزوج فى بارا و ظل ينشر العلم و المعرفة بأساليب ذلك الزمان. أبواب العمل الى الله كثيرة و الصادقين و النابهين من أبناء الطريقة كثر يمكنهم الاستمرار فى نهج الختم بأساليب هذا الزمان عليه أن ينظر فيمن حوله أكثرهم ممن تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى و أن يبعدهم من غير تردد أو تهاون لان قرار الشعب قد بان.
الحزب الشيوعي السوداني هو أخطر مكونات تجمع جوبا مع قلة أعضاءه فالحزب صناعة يهودية صهيونية أنشأه و رعاه الضباط اليهود فى الجيش البريطاني و على رأسهم هنري كوريل الشخصية الغامضة الذي كان راعياً للأحزاب الشيوعية فى مصر و السودان و الشام و مات مقتولاً فى باريس كما ذكر ذلك تفصيلاً عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المرحوم الأستاذ أحمد سليمان فى كتابه الوثيقة " خطاً كتبت علينا مشيناهاً.
الحزب الشيوعي يضم كثير من الكوادر السودانية المحترمة و التي يمكن أن تمثل إضافة كبيرة في مجالات شتى ولكن القوى الخفية التي تحرك هذا الحزب و هي التي صنعته بدءً هي التي تربك المسرح السياسي منذ الاستقلال و تضفى على هذا الحزب قدرات أكبر من حجمه الحقيقي لتحقق أهدافها عبره. هذا ما يفسر العافية التي يتمتع بها هذا الحزب رغم انهيار النظرية الماركسية و انفضاض منظمة الدول الشيوعية و الأنظمة العربية الثورية و أهل السودان من حوله.
أسأل الله الهداية لجميع من يشهد أن لا اله إلا الله و أن محمداً رسول الله وذلك حتى يشمل هذا الدعاء مجموعة مقدرة فى الحزب الشيوعي أحسب أن لهم خلق و دين.
و الله نسأله التوفيق.
م. تاج السر حسن عبد العاطى
ودمدني 23 أبريل 2010
'عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.