عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. كثيراً ما تعاطفت مع قراء صفحة الهلال على الفيس بوك الذين ينشدون وئاماً وتوقفاً للتراشق الإعلامي بين مختلف الأطراف الهلالية. لكن المحزن في الأمر أن بعض هؤلاء القراء يلعبون أدواراً مرسومة فيما يبدو. منذ سنوات عديدة عودت نفسي على منح تعليقات القراء بعض الوقت، لأن بينهم من يقولون كلاماً مثل الدرر. فعلى أيام منتدى المشاهير الذي كان عامراً بمناقشات جادة ومفيدة ومروراً بمختلف منتديات الهلال لم أتوقف عن متابعة ما يكتبه القراء. وفي فترات سابقة كنا كل ما انتقدنا وبأشد القسوة أي ممارسة إدارية أو فنية لا تعجبنا في الهلال لا نجد سوى الاحترام لكوننا نعبر عما نراه بصورة مستقلة تماماً ومن أجل الهلال. لم يكن ما نكتبه يعجب الكل بالطبع، لكن من يختلفون معنا في الطرح ظلوا يعبرون عن وجهات نظرهم بكل أدب واحترام. أما الآن فمن خلال متابعتي للكثير جداً مما يكتبه الزملاء ألاحظ أن جل المعارضين لسياسات المجلس الحالي يُواجهون بشتائم وألفاظ جارحة وقبيحة لم تكن مألوفة وسط أبناء هذا النادي الديمقراطي بالميلاد. لهذا كلما تعاطفت مع القراء يصدم هذا الشعور ويختلط بما حدثتكم عنه في بداية المقال. أعني الأدوار المرسومة لبعض القراء، وهي ممارسة جديدة ( لنج) في الهلال. وإلا فلماذا يُشتم كل من ينتقد مجلس الكاردينال، بل يذهب بعض هؤلاء القراء لأبعد من ذلك مطالبين مشرفي الصفحة بحجب المقالات الناقدة. منذ متى كان الأهلة يرفضون الرأي الآخر مهما كانت درجة اختلافه مع المجالس التي تتولى الشأن الإداري في النادي! لكن هذه الممارسة الجديدة والسلوكيات الدخيلة على المجتمع الهلالي ليست مستغربة في وجود مجلس يبدو واضحاً أن رئيسه لا يعترف بفكرة التباين في الآراء، حتى وإن تظاهر بغير ذلك. وإلا فكيف أصر على بقاء المنسق الإعلامي في منصبها رغم شتائمها وسبها المستمر لقامات هلالية ارتبط بها الأهلة دون سابق معرفة بسبب مواقفهم ودعمهم المستمر وقبل ذلك فكرهم وثقافتهم وفهمهم العميق لشئون إدارة الأندية. والمضحك المبكي أن رئيس المجلس الذي كثيراً ما ناشدناه بأن يسعى بنفسه للم شمل الأهلة فعلاً لا قولاً.. المضحك أنه بدلاً من الضغط على المنسق الإعلامي لكي تكف عن غطرستها وأسلوبها المنفر في مخاطبة أقطاب وإعلاميي وحتى جماهير النادي، أو ينزع عنها هذه الصفة الكبيرة إذا به يصعدها إلى منصب أعلى. فقد صارت المنسقة الإعلامية مستشاراً إعلامياً، وجيئ بشاب لم نسمع به إلا بعد قرار المجلس في منصب المنسق. ليتبين لي بعد ذلك أن المنسق الجديد يعمل مع المنسقة في صحيفة الأسياد المملوكة لها مع الأخ الرشيد، وهنا طبعاً يبطل العجب ويُفهم السبب. وتعالوا نسأل المجلس ورئيسه عن مؤهلات ومعارف وقدرات المستشار، أعني المستشار في أي مكان وليس المجال الإعلامي في نادي الهلال فقط؟! المستشار في أي مؤسسة يفترض أن يكون حائزاً على أعلى المؤهلات الأكاديمية بين أعضاء المؤسسة المعنية، فهل تملك فاطمة الصادق ذلك؟! المستشار يفترض أن يكون أكثر أعضاء المؤسسة خبرة في المجال المعني، فهل ينطبق هذا الشرط عليها؟! المستشار في مجال ما يفترض أن يكون قد مر بكافة مراحل العمل في هذا المجال وتدرج في مختلف الوظائف، فهل بلغ المستشار الإعلامي في الهلال هذه المرحلة من الخبرات والمعرفة؟! مشكلة رئيس الهلال أنه يظن أن ذيوع اسم فاطمة كإعلامية رياضية في سوداننا العجيب يكفي لأن تُنصب منسقاً إعلامياً، ثم مستشاراً، وهذا يعكس ضعف خبرات رئيس الهلال الإدارية. دعكم من المؤهلات والخبرات والمعارف الواسعة، وتعالوا نتكلم عن المؤهلات الإنسانية والاجتماعية طالما أن الناس في سودان اليوم لا يسألون كثيراً عن مؤهلات الشخص وقدراته. المستشار الإعلامي في نادِ بحجم الهلال بتنوع الأفكار والآراء فيه وإتساع قاعدته الجماهيرية يفترض أن يملك لساناً طيباً وقدرات توافقية عالية، فهل تتمتع فاطمة بذلك؟! على العكس تماماً فقد اعتمد عليها رئيس النادي منذ أيامه الأولى، بل وقبل أن يُولى رئيساً بسبب سلاطة اللسان وقاموسها المشحون بمفردات السب والشتائم، ظناً منه أن هذا الأسلوب سيرهب الأهلة ليذعنوا لإرادته ويملكونه ناديهم. وينعكس ذلك جلياً من الاصرار الغريب على استمرار هجومها غير المبرر على أحد أهم أقطاب الهلال شاء من شاء وأبى من أبى. فقد دشنت المستشار الإعلامي قبل يومين منصبها الجديد بهجوم جديد على الحكيم طه على البشير. وليت هجومها توقف عليه كفرد، بل تعدت ذلك لتسخر من كافة أبناء الوطن الذين قدموا لعاصمة البلاد من ريفنا الحبيب في شخصه. قالت المستشار الإعلامي أن طه البشير جاء مهاجراً من الخلاء والعراء ودخل الخرطوم بحقيبة مغلقة بالحبال والمساويك!!، فيما رأت أن الكاردينال ولِد في الخرطوم وعاش فيها منذ جده الرابع!! يا للهول! المنسق الإعلامي السابق والمستشار الحالي في الهلال تفكر بهذه الطريقة! أولاً وقبل كل شيء يبدو أن هناك كذبة جديدة فيما سبق. فحسب علمي أن عائلة الكاردينال عاشت لفترة طويلة بمدينة بورتسودان، وهذا ربما ينفي فكرة أنه عاش في الخرطوم منذ جده الرابع. لا أميل عادة لتكريس قلمي للدفاع عن الرجال، خاصة عندما يكونوا أحياء بيننا ويملكون أدوات الرد على الإفتراءات. لكنني في ذات الوقت سخرت هذا القلم منذ بدايات عهدي بالكتابة الصحفية لعكس الحقائق ودحض الأكاذيب وتفنيد التجني على الآخرين. لهذا يجب أن أذكر المستشار الإعلامي بأن طه الذي تتحدث عنه والذي لم التقيه وجهاً لوجه حتى يومنا هذا.. هذا الطه احترمناه كأهلة من خلال مساهماته الفاعلة والكبيرة في أيام كان يعز فيها المال كثيراً. هم دائماً يركزون على أرقام يظنون أنها فلكية ويقولون هل فعل طه أو عبد المجيد أو الطيب عبد الله ( رحهمها الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواهما) ذلك! ويفوت عليهم أن الأموال كانت عزيزة جداً في تلك الأوقات، لكن ذلك لم يمنعهم من دعم ناديهم بأعز ما يملكون. أضحكني الأستاذ دسوقي وهو يقدم فذلكته التاريخية حول نادي الخريجين. بالطبع كتب كلاماً جميلاً ومهماً جداً حول دور الهلال وأسباب تأسيسيه، لكنني قلت في نفسي وأنا أطلع ذلك التذكير الجميل: مع من تتحدث يا أستاذ دسوقي؟! فربما يجهل الرئيس الكاردينال نفسه الكثير جداً مما كتبته عن تاريخ هذا النادي، دع عنك مستشاره الإعلامي. لأنهم لو كانوا فعلاً على المام تام بهذا التاريخ لما رأينا منهم ما نراه، ولما أساءوا لشخص في قامة طه. طه الذي تعتبره المستشار الإعلامي دخيلاً على عاصمة البلاد ( وكأن العاصمة حكراً على فئة دون غيرها) عندما كنا طلاباً جامعيين في منتصف الثمانينات يا أختي كان منزله بمدينة بحري معلماً يُشار إليه. فأين كان الكاردينال الذي تسبحون بحمده ليل نهار وقتذاك؟! وعموماً هذه ليس مشكلتنا، فحتى إن عاش جميع جدود الكاردينال في الخرطوم وولد طه وترعرع في الأقاليم ولم يأت الخرطوم إلا السنة الماضية، فهل تعتبر هذه المعلومة مذمة له؟! ونسأل المستشار الإعلامي: هل أنت نفسك من سكان الخرطوم الذين ولدوا وتربوا فيها أم أن عائلتك قدمت من أحد الأقاليم؟! أسأل السؤال لأن الكثير جداً من الأسر السودانية جاءت للخرطوم من الأقاليم التي ظلت ترفد العاصمة بمختلف الكفاءات وتدعم الاقتصاد الكلي للبلاد على مدى التاريخ. أوردت هذه الجزئية لأؤكد أن مشكلة المشاحنات الجارية في الهلال حالياً سببها الأول والأخير هو المجلس ورئيسه وحاشيته. فلو أن الكاردينال أصغى لصوت العقل منذ أيامه الأولى وحاول الاحتفاظ بمسافة واحدة من الجميع لما وصلنا لما نحن فيه اليوم. لكنه للأسف بدأ بالطريقة الخطأ. والأكثر أسفاً أنه مازال مصراً على الاستمرار في هذه الطريقة الخطأ. ولو أنه أراد أن يصحح مساره لما صعد المنسق الإعلامي إلى مستشار لتسيء لجميع سكان الولايات وتسخر منهم في شخص طه على البشير. لهذا أقول دائماً أن لم الشمل يبدأ من المجلس ورئيسه وليس العكس. والمؤسف أن من يطالبون بعض الزملاء - الذين تأتي كتاباتهم كرد فعل لما يكتبه المحيطون بالكاردينال- ومن ينزعجون من الشتائم والسباب يميلون هم أنفسهم لسب كل من يعبر عن رأي معارض لسياسات المجلس الحالي. شخصياً ككاتب مللت هذا الاختلاف بين الأهلة الذي وصل مراحل عجيبة ودفع بعض الزملاء لكشف مستور قبيح ما كان له أن ينكشف لولا أن البادي أظلم. قلت يكشفون المستور ولم أقل يسبون أو يشتمون، لأن في بعض ما يقال ويُكتب حقائق لا ينكرها إلا مكابر أو شخص عاطفي. وكان من الممكن أن نتجنب كل ذلك، وعوضاً عن التراشق الإعلامي يقدم الجميع النقد الهادف الذي يفيد المجلس في عمله إلى حين انتهاء فترته. لكن كيف السبيل لذلك والرئيس وشلته يفتحون النيران كل يوم ويُخيل لهم أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع. هذا المفهوم الخاطئ هو سبب كل ما يعانيه الهلال في الوقت الحالي.