الموقف الدولي في مساندة العراق ضد إرهاب الدولة الإسلامية يزداد وضوحا بعد استشعار مخاطر تغوّل التنظيم، وبعد انخراط الولاياتالمتحدة في الجهد العسكري، وهو انخراط بدأت نتائجه تظهر على أرض المعركة. كرّست زيارة قام بها وزير الخارجية الفرنسي أمس إلى كلّ من بغداد وأربيل خروج المجتمع الدولي عن سلبيته إزاء الأوضاع في العراق وانخراطه في جهود وقف تغوّل تنظيم الدولة الإسلامية الذي شارف خلال الأيام الماضية على إسقاط إقليم كردستان واقترف جرائم حرب مروّعة ضد المدنيين. وجاءت زيارة فابيوس إلى العراق لتشكّل دعما سياسيا هاما له في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن انخرطت الولاياتالمتحدة في الجهد العسكري ضد التنظيم من خلال ضربات جوية لمقاتليه بدأ تأثيرها يظهر على الأرض من خلال تمكّن قوات البيشمركة الكردية من استعادة قضاء مخمور القريب من أربيل عاصمة الإقليم. وفي ذات سياق الاصطفاف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق أعلن بابا الفاتيكان أمس، أنه سيرسل موفده الشخصي إلى بغداد مؤكدا أنه يتابع الأحداث التي يشهدها البلد عن كثب. ومن جانبه ندّد الاتحاد الاوروبي أمس بالجرائم ضد الانسانية التي ترتكب في شمال العراق على لسان وزيرته للخارجية كاثرين اشتون، فيما أعلنت الحكومة الألمانية قرارها رفع قيمة مساعداتها المالية إلى اللاجئين في شمال العراق ب1.5 مليون يورو تضاف إلى القيمة الأصلية لتلك المساعدات، والبلغة 2.9 مليون يورو. والتقى فابيوس كلاّ من الرئيس العراقي الجديد فؤاد معصوم في أول ظهور له إلى جانب مسؤول دولي كما التقى حسين الشهرستاني وزير الخارجية العراقي بالنيابة. والتقى أيضا رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني الذي طالب المجتمع الدولي بتسليح قواته لمواجهة مقاتلي الدولة الإسلامية. وحث فابيوس السياسيين العراقيين على الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، متماهيا مع التوصيف الدولي للحل في العراق والذي يقوم على وجوب إزالة التعطيل الذي يمثله تمسّك رئيس الوزراء المنتهية ولايته بالسلطة رغم الرفض الواسع له من قبل مختلف الأطياف السياسية العراقية. وقال فابيوس للصحفيين بعد اجتماعه مع حسين الشهرستاني «ندعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يشعر جميع العراقيين أنهم ممثلون فيها كي يشاركوا جميعا في معركتهم ضد الإرهاب». وأضاف «جئنا لننقل رسالة تضامن ودعم كبير للحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب وأن الحكومة الفرنسية أرسلت مع الوفد الفرنسي أطنانا من الأدوية والمساعدات الإنسانية للنازحين الذين سنلتقي بهم». وفي إقليم كردستان كشف فابيوس خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الإقليم مسعود البارزاني في أربيل أن بلاده «ستقترح على الدول الأوربية إنشاء جسر لإيصال المساعدات إلى العراق وإقليم كردستان تحديدا». وقال إن «المعركة التي يخوضها إقليم كردستان ويخوضها العراق بالكامل هي أيضا معركتنا نحن». وميدانيا شنت القوات الأميركية غارات جديدة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، بينما نجحت قوات البيشمركة في استعادة مركز قضاء مخمور التابع لمدينة الموصل في محافظة نينوى بعد طردها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية منه. وقالت القيادة المركزية الأميركية أمس إن الولاياتالمتحدة نفذت ضربات جوية جديدة على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. العرب اونلاين