دمعت عينا محمد طاهر (31 عاما) عندما رأى مشهد الأحضان بين حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، بعد الحكم ببراءتهم من تهم فساد وقتل متظاهري ثورة 25 يناير. واتجه طاهر إلى ميدان التحرير عقب الحكم بالبراءة، "ليس لدي وجهة أخرى بعد براءة مبارك. الثورة تحتضر"، هكذا برر للجزيرة نت عودته إلى الميدان بعد قرابة أربع سنوات من بيان تنحي مبارك في 11 فبراير/شباط 2011. وانضم طاهر إلى الشباب الذين وقفوا للاحتجاج بميدان عبد المنعم رياض القريب من ميدان التحرير، بعدما أغلقت قوات الجيش والشرطة كل المداخل المؤدية للتحرير الذي شهد اعتصام ثورة 25 يناير. وهتف المحتجون ضد حكم المجلس العسكري الذي اعتبروا أنه من مهد الطريق لبراءة مبارك ورموز نظامه، ورددوا "يسقط يسقط حكم العسكر"، و"الشعب يريد إعدام المخلوع"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، وهو الهتاف الذي ردده ملايين المصريين خلال ثورة 25 يناير. شاب يرفع لافتة تعبر عن رفضه لبراءة مبارك (الجزيرة) تكاتف ثوري وبعد نحو سبع ساعات من النطق بحكم براءة مبارك، دعت أحزاب وحركات ثورية للاحتشاد في السادسة والنصف من مساء السبت، بميدان عبد المنعم رياض لتنظيم مظاهرة كبرى اعتراضًا على براءة أركان نظام مبارك، ليزيد أعداد المتظاهرين حتى بلغ نحو أربعة آلاف متظاهر. والكيانات الداعية للتظاهر هي أحزاب الدستور والتيار المصري ومصر القوية والعيش والحرية، وحركات شباب 6 أبريل وشباب من أجل العدالة والحرية ومقاومة طلابية. كما دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية الرافض للانقلاب العسكري إلى استكمال المظاهرات والعودة إلى الميادين بعد الحكم ببراءة الرئيس المخلوع. وقال التحالف في بيان له "يجب نبذ الخلافات والعمل على تحقيق أهداف الثورة"، معلناً بدء جولة مشاورات لعقد اجتماع مشترك مع كل قوى الثورة الفاعلة لدراسة الأمر فيما هو قادم. وفي المقابل، زادت أعداد قوات الجيش والشرطة التي تؤمن ميدان التحرير، ولوحظت زيادة أعداد رجال الشرطة مع غلق المداخل الستة للميدان، مما جعل محتجين يرجحون رغبة النظام المصري في قمع التظاهرة دون تورط الجيش بشكل كبير. أعداد المتظاهرين تزايدت بعد دعوة أحزاب وحركات سياسية للاحتجاج (الجزيرة) مسيرة وانطلقت مسيرة شارك فيها عدد من أهالي شهداء 25 يناير من أمام نقابة الصحفيين في شارع عبد الخالق ثروت -وسط القاهرة- باتجاه ميدان عبد المنعم رياض لتنضم للمظاهرة. وردد المشاركون في المسيرة هتافات تعبر عن غضبهم من أحكام البراءة، منها "يسقط حسني مبارك" و"الثوار مش بلطجية" و"القصاص القصاص"، ورفع آخرون صور مبارك واضعين عليها الأحذية. ويقول فؤاد عبد المجيد أحد المشاركين في المظاهرة، إنه لا ينتمي لأي فصيل سياسي لكنه يرفض براءة مبارك، لذا نزل للمشاركة في الاحتجاجات. وأكد الشاب اعتصامه خمسة أيام في الميدان خلال ثورة 25 يناير، لكنه لم يشارك في أية فعاليات أو موجات ثورية بعد تنحي المخلوع، سوى المظاهرة المليونية التي دعت لها قوى ثورية للمطالبة بمحاكمة مبارك في أبريل/نيسان 2011. ويتابع عبد المجيد "مشكلتي كانت مع مبارك وعندما رأيته في قفص الاتهام في أغسطس (آب) 2011 أحسست براحة وبانتصار الثورة، لكن الوضع تغير الآن بعد البراءة". المصدر : الجزيرة