قال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبير في الشأن السوداني، إن ما يحدث في جنوب السودان ليس انقلابا بالمعنى المفهوم، بل هو صراع قديم على السلطة يتجدد الآن، وهذا الصراع متصل أيضاً بالتكوين القبلي للجنوب وتناقضاته الهائلة. وأضاف رسلان، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": "يمكن إيجاز المسألة في صراع بين سلفا كير وجماعته، حيث ينتمى سلفا الى فرع " قوقريال" القوى فى الدينكا، بينما خصومه الحالييين يعبرون عن تحالف ضلعه الاول رياك مشار النائب السابق لسلفا كير ، والذى ينتمى الى قبيلة "النوير" وهي ثاني أكبر القبائل الجنوبية، والمعروفة بشراستها فى القتال، والأخطر من ذلك ان اغلب بترول الجنوب يقع في أراضيهم. واوضح "رسلان" أن الجناح الثاني للتحالف المناؤى لسلفا يضم ربييكا ارملة الراحل جون قرنق ، وبعض أبناء" ابيى " المنتمين الى الدينكا نقوك، مثل دينق الور وادوارد لينو ، وفرع نقوك ضعيف من الناحية العددية وألقت اليه ، ولكنهم كانوا اسبق فى التعليم لقربهم من الشمال ويستمدون قوتهم السياسية من صلاتهم بالغرب ومعهم باقان آموم ، وهو ينحدر من قبيله الشلك وهى ثالث اكبر القبائل الجنوبية. واوضح "رسلان" أن هناك تاريخا طويلا جداً من الصراع وبحور من الدم بين قبائل الجنوب ، وهذا التاريخ حديث وما زال ماثلا ومن اخر وقائعه الدامية انشقاق مشار ومعه لام أكول احد زعماء الشلك فى عام 1992 ، ضد سيطرة قرنق المطلقة آنذاك على الحركة الشعبية ، وقد خسر الجنوبيون فى المعارك الوحشية التى نتجت عن ذلك ، اكثر مما خسروه فى معاركهم مع الشمال. وأكد أن التحالفات تتغير وتتبدل ولكن تبقى القبيلة هى العامل الأكثر ثباتا فى كل المعادله السياسية وبعد الانباء الاخيرة عن سقوط " بور " ثم " اكوبو " فى يد مشار ، ثم دخول قوات اوغنديه الى جوبا ، فإن أوضاع الجنوب تبدو وكأنها على وشك الانفجار الشامل. وتابع قائلا: على مصر ان تراقب بدقة، وان تكون مدركة ومتابعة لاتجاهات الصراع فإعادة رسم التوازنات فى حوض النيل سيكون خطرا ودمويا ويحمل الكثير من التهديدات خاصة بعد تزايد النفوذ الاسرائيلى بالمنطقة ولكنه يحمل أيضاً بعض الفرص، حسب موقع هذا الطرف او ذاك.