نادي النصر السعودي أو "العالمي" كما تحب أن تطلق جماهيره عليه.. يعيش أزهى عصوره.. بعد قضاء وقت طويل دون إنجازات في الساحة الرياضية سوا محلية أو آسيوية. اليوم.. يصعد النصر إلى منصة التتويج حاملا كأس ولي العهد السعودي، تسانده جماهير متعطشة للبطولات، تملأ جنبات الملاعب منتشية بفريق منتصر في كل المقابلات، يعلو صوتها بعد كل انتصار: متصدر لا تكلمني. إدارة حازمة.. لا يعرف اليأس إليها طريقا الكرة السعودية الآن أصبحت صفراء بعد سيطرة هلالية اتحادية شبابية لسنوات طويلة، مع دخول الفتح كبطل للدوري السعودي العام الماضي، وهذا الإنجاز لا يأتي إلا بعد جهد كبير لإدارة لا يعرف اليأس إليها طريقا، إدارة يقودها الأمير فيصل بن تركي الذي اتخذ من التخطيط المدروس والصبر على الضغوطات سلاحا لمجابهة الصعاب والنوازل، ها قد اجتهدت إدارة نادي النصر في إعداد فريق قوي، فجلبت أغلى الصفقات، ولم تبخل على الفريق بدعم مالي أو نفسي، وحققت أول أهدافها.. كأس ولي العهد السعودي. صبر الأمير فيصل بن تركي على طول الطريق، وردد مقولة الرمز النصراوي الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود: "النصر بمن حضر". عندما خرج ثلاثي النصر البرازيليين إيلتون براندو وإيفرتون وباستوس دي سيلفا من معسكر الفريق قبل مباراة الهلال المهمة في دوري جميل، وعلى الفور اتخذ رئيس النصر مع مدرب الفريق قرارا باستبعادهم من المباراة، وفاز النصر رغم الضغوظات وخطف الصدارة من غريمه التقليدي بلاعبين محليين مطعمين بالمدافع البحريني العملاق محمد حسين ليؤكد "كحيلان" مقولة رمز النصر الراحل بأن "النصر بمن حضر". لاعبون.. وضعوا النصر شعارا لهم يمتلك نادي النصر هذا الموسم فريقاً ممزوجاً بلاعبين خبرة وشباب، يقاتلون لحفر اسم الفريق الكبير بحروف من ذهب في سماء الكرة السعودية، لذا حرصت الإدارة النصراوية على تثبيت أعمدة للفريق يرتكز عليها، فجلبت للنادي قائد الفريق حسين عبدالغني، ومحمد السهلاوي، وخالد الغامدي، وعمر هوساوي في بداية عملها، وتعاقدت حديثا مع أسطورة نادي الاتحاد السابق محمد نور، واللاعب عبدة عطيف، وربيع سفياني، وعبدالرحيم جيزاوي، والمهاجم حسن الراهب، بينما يمتلك أغلى لاعب في الدوري السعودي الدولي يحيى الشهري، بالإضافة إلى ثلاثة لاعبين شبان تدرجوا بالفئات السنية بالنادي وهم: الحارس عبدالله العنزي، وإبراهيم غالب، وشايع شراحيلي. الداهية كارينيو الأوروغوياني دانييال كارينيو، حازم مع لاعبيه، يفرض شخصيته عليهم، مدرب حماسي، يلفت الأنظار بوقوفه وتوجيهاته، وحتى تهنئة لاعبيه عقب فوزهم، لا ينظر إلى الأسماء بقدر اهتمامه باللاعب الجاهز من جميع النواحي سواء أكانت فنية أو بدنية، يعمل على التجهيز النفسي للاعبين بشكل أكبر أثناء التدريبات، جميع المباريات صعبة لديه، شعاره في كل المباريات احترام المنافس. استلم الفريق في منتصف العام الماضي وبالرغم من تعرض الفريق للخسارة من الشباب في أول مبارة لكارينيو مع النصر والتي كانت بعد وصوله إلى الرياض بثلاثة أيام إلا أنه سرعان ما أثبت أنه مدرب مميز، فهو اقترب من تحطيم رقم الشباب في عدد المباريات المتتالية بدون خسارة في الدوري، حيث وصل إلى 30 مباراة متتالية بدون خسارة، ويفصله عن رقم الشباب 4 مباريات فقط، وشرع كارينيو منذ استلامه لزمام الأمور الفنية بالنصر في بناء فريق قوي متماسك قادر على حصد البطولات، اهتم باللاعب البديل لانه أعلنها صراحة أن جميع اللاعبين عنده سواسية، ومن يطمح في العالمية فليعد العدة لطول الطريق. يستطيع إدارة الأمور وفرض أسلوب لعبه على الخصم، ويغير خططه حسب متطلبات اللقاء. ثقافة البطولات ماذا تغير في النصر بعد 5 سنوات مضت؟ غرست الإدارة النصراوية والإدارة الفنية في نفوس لاعبيها ثقافة البطولات، بعدما نجحت في بناء فريق قوي متماسك مليء بمجموعة من الشباب الصاعدين وأصحاب الخبرات الذين تمرسوا على حصد البطولات، غذتهم بثقافة البطولات والروح القنالية لحصد النقاط، واتخذت شعارا لها في جميع مواجهاتها وهي أن من يطمح في حصد البطولات كلها فلابد ان يفوز بالمباريات كلها، وهاهي جنت ثمار ذلك الفريق القوي الذي لا يخسر في هذا الموسم وظهرت تلك البوادر بعد أن تعرض الفريق لأكثر من هزة هذا الموسم كان أولها أمام الشباب في مباراة الدور الأول، فقد مني النصر بهدفين واستطاع تحقيق الفوز بثلاثية، ومباراته مع الأهلي أيضا دخل مرماه هدف في الدقيقية 10 وطرد حارس مرماه في الدقيقة 14 واستطاع الفوز بثلاثية، وأما مباراته الأخيرة مع الفتح فتؤكد أنه عائد لا محالة بعد نجاح لاعبيه في قلب النتيجة وتسجيل هدف الفوز في الدقيقة 95. جماهير.. لا تستسلم ولا تلين ولا شك أن جماهير النصر تعتبر من أهم العوامل التي ساعدت النصر على الظهور بهذا المستوى المميز، لاسيما وأنها انتظرت عودة فريقها المتوج كثيراً بالبطولات إبان عهد نجومه السابقين ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي ويوسف خميس، وهو ماحصل أمام غريمه التقليدي الهلال الذي خسر بطولته المفضلة لديه والتي حققها 13 مرة 6 منها كانت متتالية في السنوات الأخيرة.. فالجماهير أظهرت المدرج الأصفر بطريقة أبهرت المتابعين للكرة السعودية تفننت وأبدعت في رسم "تيفو" قبل كل مباراة أخرج مدرج "الشمس" بطريقة جمالية مبهرة. الغياب الطويل كل هذه العوامل كانت كفيلة بعودة العالمي إلى منصات الذهب، والجميل في عيون عشاقه أنها أتت من الباب الكبير وهو باب غريمه التقليدي الهلال، وهو ما روى ظمأ جماهيره الصابرة منذ مايقارب 16 عاماً وتحديداً منذ عام 98 الذي شهد آخر إنجازات النصر الكبيرة بتحقيقه بطولة السوبر الآسيوية والتي حملته إلى كأس العالم للأندية عام 2000. غاب النصر عن منصة التتويج سنوات عجاف.. لا بد وأن العالمي وضع نصب عينيه التتويج باللقب، فغياب البطولات عنه كل هذه الفترة يجب ان تنتهي عبر الهلال، فالطموح كبير والمجهود من الطبيعي ان يتضاعف في اللقاء .